عولمة الحرب خارطة الطريق للحرب العالمية الثالثة
صفحة 1 من اصل 1
عولمة الحرب خارطة الطريق للحرب العالمية الثالثة
by فينيان كوننغهام and ميشيل تشوسودوفس
مقدمة الكتاب:
إن
خطط البنتاجون العسكرية مصممة لغزو العالم على أساس أن الإنتشار العسكري
للقوات المسلحة الأمريكية والناتو يتم بشكل منظم ومتزامن حول العالم. فمبدأ
الحرب طويلة الأمد أصبح سمة شخصية تبناها الجيش الأمريكي منذ انتهاء الحرب
العالمية الثانية كما أن السيطرة العسكرية الأمريكية لدعم مشروع فرض
الإمبريالية على العالم أول ما تكون في عهد إدارة ترومان في نهاية
الأربعينيات من القرن الماضي كرد فعل على الحرب الباردة.
في
أيلول من عام ١٩٩٠ وبعد خمسة أسابيع من غزو صدام حسين للكويت قام الرئيس
الأمريكي أنذاك جورج هربرت والكر بوش بتوجيه خطاب تاريخي إلى جلسة مشتركة
لمجلسي النواب والكونغرس الأمريكيين أعلن فيه ولادة نظام عالمي جديد منبثق
من تحت أنقاض جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي.
بوش
الأب توخى التأكيد على عالم يسوده "التعاون الدولي السلمي"، عالم لا يقوم
على اساس المواجهة بين القوى العظمى ومبادئ "حرب التدمير المتبادل" التي
سادت إبان الحرب الباردة.
بوش وفي نفس الخطاب أعلن وبشكل قاطع في بداية ما سمي بمرحلة ما بعد الحرب الباردة ما يلي:
إقتباس
"لقد بدأت شراكة جديدة بين الأمم ونحن نقف اليوم أمام لحظة مميزة ونادرة،
إن أزمة الخليج الفارسي على خطورتها فإنها تقدم فرصة نادرة للتقدم باتجاه
مرحلة تاريخية من التعاون. نظام عالمي جديد سيولد، عالم جديد متحرر من
التهديدات الإرهابية، أقوى في تحقيق العدالة وأكثر أمناً لتحقيق السلام.
عصر فيه تزدهر فيه كل أمم الأرض في الغرب والشرق في الشمال والجنوب وتعيش
في تناغم"
بالتأكيد
فإن خطابات الرؤساء الأمريكيين عادة ما تكون مبتذلة ومليئة بالتناقضات
والكذب ولا يمكن أن تكون ذات فائدة حقيقية، جاء خطاب الرئيس بوش عن العدالة
الإنسانية وتحقيق القانون الدولي بعد عدة شهور من غزو الولايات المتحدة
لدولة باناما واحتلال ممرها المائي العالمي في ديسمبر عام ١٩٨٩متسببة بقتل
عدّة آلاف من المواطنين الباناميين المهزلة أنها نفس الحجة التي استخدمتها
الولايات المتحدة لإعلان الحرب على صدام حسين عام ١٩٩١، ولا ننسى كيف أعلن
الناتو والأمريكان تحت غطاء الإنسانية حرباً طويلة ضد يوغوسلافيا ما أدى
إلى دمار وتجزئة وإفقار ذلك البلد!
ومع
ذلك فإنه من الحكمة تبني النظام العالمي الجديد الذي أشار إليه الرئيس بوش
الأب وكيف غيّر هذا النظام وجه العالم بعد ٢٠ عاماً من التدخلات الأمريكية
بشؤون الأمم الأخرى فيما بات يسمى بحقبة ما بعد الحرب الباردة، بشكل خاص
كيف أصبحت ممارسات الولايات المتحدة ومن طرف واحد تحت إدارات كلينتون وبوش
الإبن وأوباما!
إن
وعد بوش الأب بالسلم العالمي افتتح مع نهاية الحرب الباردة عهداً مليئاً
بالصراعات العسكرية متزامنةً مع هزّات اقتصادية ودمار اجتماعي وتدهور بيئي.
ولسخرية
الأقدار فإن هذا المبدأ في التعاون الدولي والشراكة بين الأمم لتحقيق
السلم هو الذي استخدم لشن حرب الخليج الثانية ضد العراق بغرض الدفاع عن
سيادة الكويت وفرض القانون الدولي على العراق الذي غزا الكويت.
مبدأ الحرب الشاملة
نحن
نتعامل هنا مع أجندة عسكرية عالمية تدعى الحرب الشاملة، وهي بعيدة كل
البعد عن عن التعاون السلمي بين الأمم، نحن نعيش في عالم بائس غارق في أتون
الحروب التي شنّت بسبب التباين
بين المصالح وبين القوانين الدولية.
بعيداً
عن "العهد الجديد الأكثر أمناً في بحثه عن السلام" نحن نرى عالماً قريباً
من العالم الذي تحدث عنه جورج اورويل في روايته الشهيرة "عام ١٩٨٤"، عالمٌ
يسيطر عليه الخوف، الإستبداد، الكراهية، الصراعات، المراقبة، المعايير
المزدوجة والتحكم الفكري.
المشكلة
الأساسية التي تعاني منها الشعوب هي بسبب "المعايير المزدوجة والتحكم
الفكري" التي تحدث عنها اورويل، لأن أمبراطوريات الإعلام العالمية الكبرى
وأذرعها التي تدعي التحرر تبنت هذه السياسة كالنيويورك تايمز والغارديان.
مرحلة ما بعد هجمات أيلول، الولايات المتحدة تتبنى الحرب الاستباقية
إن
تبني تنظيم القاعدة المسؤولية عن هجمات الحادي عشر من أيلول على برجي مركز
التجارة العالمي والبنتاجون كان له دور كبير من توجيه الرأي العام
الأمريكي والعالمي، أحد أهم أهداف الحروب هي اخترع العدو الخارجي لتبرير
شنها ، العدو هنا كان أسامة بن لادن الذي يهدد الولايات المتحدة، وهنا
توفرت الحجة لشن الحرب فأضحت الحرب الاستباقية على الإرهاب الإسلامي ضرورة
للدفاع عن الوطن حيث قلبت الحقيقة لتصبح أمريكا تحت الهجوم!
بعد
التخبط الناجم عن التفجيرات تمثلت ضرورة خلق العدو الخارجي لتغطية الأسباب
الإقتصادية لشن تلك الحروب الاستباقية في الشرق الأوسط ووسط آسيا، والتي
موّهت تحت ذريعة الدفاع عن النفس تارةً وتحت دعوات إنسانيةٍ تارةً أخرى.
لا
يخفى على أحد أنه أبان الحرب السوفياتية-الأفغانية في مطلع الثمانينيات من
القرن الماضي، قامت الإستخبارات الأمريكية بإنشاء وتمويل تنظيمات جهادية
إسلاميّة إرهابيّة في مواجهة السوفييت كجزء من الحرب الباردة، بالطبع كانت
القاعدة واحدةٌ منها واليوم تكفلت البروباغندا الأمريكية بحذف تاريخ
القاعدة كإحدى تلك التنظيمات الإرهابيّة وتحوير الحقائق حول نشأة هذا
التنظيم المصنّع أمريكياً ثم تحويله إلى عدو رقم واحد!
ولكن
أجهزة الإستخبارات الأمريكية قامت بإنشاء تلك التنظيمات الإرهابية الخاصة
بها كما قامت بنشر التحذيرات بخصوصها لا لشيء إلا لكي تنشئ البرامج المضادة
للإرهاب والتي تكلف مليارات الدولارات لتطارد تلك التنظيمات الإرهابية، ما
يعطي الدافع والمبرر لوجودها أولاً ثم لتغطي تكاليفها المرتفعة ثانياً
أمام دافعي الضرائب ثم لتغطي الدوافع الحقيقة لتلك الحروب التي تشنها
ثالثاً:
بدلاً من إرهاب الدولة دعيت تلك الحروب تدخلات انسانية ضد الأرهاب!
بدلاً من الإعتداءات سميت تلك الحروب دفاعاً عن النفس أو حماية للمدنيين!
بدلاً من المجازر والجرائم ضد الإنسانية سمّي القتلى ضحايا الحروب!
الإعلام يروج لمبدأ الخير مقابل الشر، الجناة الحقيقيين يصورون على أنهم الضحايا في أكبر عملية تزوير
في تاريخ البشرية هكذا يضللون الرأي العام:
“لا
بدّ أن نحارب الشر من أجل الحفاظ على مبادئ وإزدهار الحياة الغربية" يشير
الرئيس جورج بوش الإبن، إن تحطيم الكذبة الكبرى التي تقدم الحروب على أنها
في سبيل غايات إنسانية، يعني تحطيم المشروع الذي يهدف للسيطرة على العالم
أو تدميره من أجل حقيقة واحدة هي زيادة الأرباح، هذه الأجندة العسكرية التي
تقودها قوى الربح الإمبريالية تدمر القيم الإنسانية لتحول البشر إلى مجرد
دمى بدون إدراك.
التفريخ العسكري: مبدأ الحرب الطبيعية
في
الحقيقة وكما سيلاحظ القارئ فإننا نعيش في زمن أهم عناوينه "عولمة الحروب"
الحروب التي تشنها نفس الأمم التي تدعي الحفاظ على حقوق الانسان وتطبيق
وفرض القوانين الدولية.
بطل
هذه الحروب هي دائماً الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الناتو
ومنهم كندا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا. ووكلائها كدول الخليج الفارسي
العربية أو كولومبيا في أمريكا اللاتينية، أستراليا، كوريا الجنوبية،
اليابان وتايوان في شرق آسيا ما يتيح إمكانية شن حروب في أي مكان في
العالم.
ما
لفت نظر المراقبين تلك اللغة المثقلة بالعدائية تجاه الصين في تصريحات
أوباما إبان جولته الشرق آسيوية خلال نوفمبر عام ٢٠١١ التي وصلت حد
التهديد بالتصعيد العسكري لحماية مصالح الولايات المتحدة في البحر الأصفر
وهو ما رآه الكثيرون سابقة خطيرة غير مقبولة، ولكن بعد الإطلاع على وسائل
الإعلام الغربية تجد أنها صنفتها بشكل طبيعي في سياق مواجهة محتملة مع
الصين.
هذا
التفريخ العسكري موجه إعلامياً من خلال عدد من الذرائع الجاهزة ففي حالة
أفغانستان كانت الذريعة حماية العالم الغربي من الإرهاب الإسلامي، في حالة
العراق كانت حماية العالم الغربي من أسلحة الدمار الشامل العراقية، في حالة
ليبيا كانت حماية المدنيين العزل من بطش حكومتهم، وفي حالة الصومال كانت
حماية الأقليات، وفي حالة المواجهة المحتملة مع الصين فهي حماية حلفائها
كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، أما في حالة روسيا فهي حماية دول أوروبا
الشرقية ودائماً فإن وسائل الإعلام تشارك في خداع الرأي العام من خلال
عقلنة اللاعقلاني، تبرير ما لا يمكن تبريره، تطبيع ما لا يمكن أن يكون
طبيعياً في محاولة للعب دور وزارة الحقيقة في رواية جورج اورويل
"عام ١٩٨٤”.
على
ما يبدو للأسف أن الكثيرين تقبلوا هذه الذرائع في مواجهة محاولة تطبيع
الصراعات الفوضوية، كما تحاول وسائل الإعلام الغربية أن تمنعنا من أن نرى
العالم على ما هو عليه في الحقيقة، عالم حيث تصنع الحروب لا نتهاك حقوق
الإنسان وليس الدفاع عنها، لانتهاك القوانين الدولية وليس لفرضها.
من
واجبنا كمتابعين محاولة نشر الوعي لنحرر الراي العام من إمبراطورية
المعايير المزدوجة والأفكار المسبقة التي تروج للحروب وكأنها شيء طبيعي،
كأنها صراع بين الخير والشر، وأمر عادي من الطبيعي حدوثه، ففي دراسات
استقصائية عالمية تظهر الولايات التحدة وحلفائها بمظهر الدول المهيمنة التي
لا تتسامح مع أي دولة تقاوم هيمنتها أو تعرقل خططها فتعرض نفسها لأن تكون
هدفاً في الحرب المقبلة.
ديناميكية
الحروب متجذرة تاريخياً في النظام الأمبريالي للدول ذات الحكومات
الرأسمالية، كما أن التنافس المستعر على المواد الخام هو سبب التنافس على
فرض الهيمنة الجيوسياسية وهو سبب اشتعال الحربين العالميتين كما أشار جاك
باولس في كتاباته إلى دور الشركات الأمريكية في دعم كلاً من ألمانيا
النازية وبريطانيا إبان الحرب. الدافع نفسه هو حرب الوكالات التي شنتها
أمريكا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بعد الحرب العالمية الثانية تحت
غطاء الدفاع عن العالم الحرّ ضد أمبراطورية الشرّ السوفياتية.
ولكن
انهيار الاتحاد السوفيتي كقوة موازية للقوة الإمبريالية الأمريكية أدى إلى
ظهور القطب الواحد وسعي الولايات المتحدة لفرض هيمنتها الإمبراطورية، هذه
الديناميكية التي عززت النزعة العسكرية للدول الأمبريالية إبان الأزمة
المالية عام ٢٠٠٨ والتي عصفت بالإقتصاد العالمي كنتيجة طبيعية لانهيار
الإقتصاد مع انهيار الهيكلية الإقتصادية المتجذرة تاريخياً في النظام
الرأسمالي لتكون نهاية الدورة التجارية العالمية، وبناء على ذلك فإنه من
الممكن أن نشهد قريباً انهياراً تاريخياً مدوياً للنظام الرأسمالي يعقبه
كساد أكبر من الكساد العظيم ويترافق مع نزعة عسكرية متعاظمة في الدول
الإمبريالية على حساب المدنية.
الاسباب
الحقيقة للصراعات وبغض النظر عما تحاول وسائل الإعلام ترويجه والسياسيين
من تغطيته هي التنافس المستعر للسيطرة على موارد المواد الأولية ومصادر
الطاقة وتحديداً النفط والغاز، وهي الأسباب الحقيقة لغزو العراق أو ليبيا
أو أفغانستان وسبب المواجهة الحالية مع الصين وروسيا وفنزويلا.
سيناريو الحرب العالمية الثالثة
التهديد
الصريح من قبل البنتاعون عام ٢٠٠٥ باستخدام الأسلحة النووية الأمريكية ضد
إيران (التي بالمناسبة تمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد
السعودية والعراق)، هذا التهديد أطلق بعد أن البنتاغون أدرج خطط لعمليات
تكتيكية تستخدم فيها الأسلحة النووية ضد إيران.
هذه الخطط في حال ما نفذت فإن منطقة الشرق الأوسط ستشتعل في حريق هائل ما سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة بدون أي شك.
من
غير المعقول أن تتجاهل وسائل الإعلام الغربية والعالمية هذا السيناريو،
وأن تعرض عن كل التحليلات الجديّة والنقاشات حول نتائج توجيه ضربة عسكرية
غير تقليدية لإيران خاصة وأن ما يروج له البنتاغون وكأنه فرض منطقة حظر
طيران على إيران وضربات عسكرية تكتيكية غير تقليدية ضد أهداف عسكرية
إيرانية بشكل عمليات عسكرية جراحية ترمي فقط إلى دعم الأستقرار والأمن
العالمي وحماية حقوق الإنسان!
الرأي
العام العالمي وخاصة الغربي لا يدرك بسبب التعتيم والتجاهل الإعلامي
النتائج الخطيرة لهذه الخطط الحربية التي تتضمن استخدام أسلحة من الترسانة
النووية وهدفها للمفارقة أستهداف القنابل النووية الإيرانية التي لا وجود
لها، علاوة على ذلك فإن مدى الدمار والقتل الذي ستحدثه أسلحة القرن الواحد
والعشرين المتفوقة والتي تجمع بين التقنيات المعقدة والقوة التدميرية
الهائلة ستنسي العالم المحارق النووية في هيروشيما وناكازاكي، وهنا نذكر أن
الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الأسلحة
النووية ضدّ مدنيين في التاريخ.
القيادة
العسكرية للجيوش الأمريكية حول العالم تدار من خلال هيكلية قيادية متسلسلة
حيث تتبع القيادة العالمية المتحدة للجيوش الأمريكية إلى البنتاغون، و
تنقسم القيادات إلى مناطق جغرافية ذلك بحسب القائد العام السابق لجيوش
الناتو الجنرال ويسلي كلارك، وأما خارطة الطريق التي وضعها البنتاغون
لحروبه العالمية المقبلة تتألف من سلسلة من مسارح الحروب ضمن خطط خمسية
معدة لكل منها تبدأ بالعراق، سوريا، لبنان، ليبيا، إيران، الصومال والسودان
هذه الخطط التي أطلق لها العنان في العراق عام ٢٠٠٣ وتحولت إلى مرض عالمي
ينتشر كالسرطان، في حين أشادت وسائل الإعلام الغربية والعالمية بالإنسحاب
الأمريكي من العراق ومنها النيويورك تايمز في ١٥\١٢\٢٠١١ ووضع حدّ للحرب
هناك إلا أنها أشارت إلى بقاء آلاف من مستشاري البنتاغون والمقاولين
الأمنيين في السفارة الأمريكية الأكبر في العالم والقواعد الأمريكية
الباقية هناك، أما الشعب العراقي وأجياله اللاحقة التي فرض عليها أن تعيش
مع تركة الحرب الأمريكية على بلدهم والإرث الذي تركه الأمريكيون ورائهم من
الصدمة والرعب وتداعيات الصراعات العرقية والدينية والطائفية وسوابق
الأجرام الذي قام به الأمريكان في ذلك البلد المدمر لا زال موجوداً لا على
مستوى العراق بفحسب بل على مستوى المنطقة والعالم.
قام
المحافظون الجدد في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٠ بطرح مشروع شكل العمود
الفقري لأجندتهم الخارجية تحت إسم القرن الأمريكي الجديد ، والذي كان على
أساس شن "حروب من دون حدود" من أهداف المشروع المعلنة كانت تتضمن شن
المعارك في مختلف أنحاء العالم بشكل متوازي والفوز بها بشكل حاسم وتنفيذ ما
يسمى عسكرياً واجبات "ضبط" كنوع من الشرطة دولية أمريكية مرتبطة بتأمين
بيئة أمنية في المناطق المتوترة، هذه الشرطة الأمريكية تعمل على الساحة
العالمية وتتدخل لفرض المصالح الأمريكية وتغيير أنظمة الدول المعادية.
وقد
تم اعتماد وتطبيق هذا المشروع الشيطاني الذي صاغه المحافظون من قبل إدارة
أوباما مع فريق جديد من المستشارين العسكريين وموظفي الخارجية الأمريكية
وبشكل أكثر فاعلية من الإدارة السابقة لبوش الإبن والذي أدين مؤخراً في
محكمة جرائم الحرب الخاصة في كوالالمبور بتهمة زعزعة السلم والإستقرار
الدولي.
هذه
الخطط والسياسات والمشاريع تثبت الحزبين الديمقراطي أو الجمهوريّ أنما هما
وجهان لعملة واحدة تمثل وتطبق مصالح الشركات العسكرية والأمنية الأمريكيية
وتقف سداً منيعاً في وجه مصالح ورغبات الناخب الأمريكي.
التصعيد العسكري ولمحة عن الكتاب
خلافاً
لأسطورة الحرب الجيدة نحاول أن نشرح للقارئ أن دخول الولايات المتحدة
الحرب العالمية الثانية هو استراتيجية لخدمة الأمبريالية الأمريكية بالدرجة
الأولى في حين أن دخول الرجال والنساء لتلك الحرب كان ربما لدوافعهم
الأخلاقية وقناعاتهم الشخصية. أما المخططين في واشنطن كانوا يعملون على
أساس حسابات السيطرة الجيوسياسية والتي لا تتقاطع لا مع الأخلاق العامة ولا
مع المبادئ القانونية.
إسقاط
القنبلة النووية على اليابان وحرق مئات الآلاف من المدنيين في
عام ١٩٤٥ كان عملاً إجرامياً بشعاً عكس قسوة الأمبراطورية الأمريكية
الصاعدة، المحرقة النووية وسمة الرعب من عواقب الحرب الباردة التي تلت
العقود الخمسة للحرب العالمية الثانية.
المقالات
التي كتبها ويلسون براين، ألفريد ماكوي وميشيل تشوسودفسكي توضح الطريقة
التي فكر وخطط بها البنتاغون لحروب الإبادة الجماعية إبان الحرب الباردة في
آسيا واستمرار التصميم الامبريالي الأمريكي لمواجهة الإتحاد السوفيتي تحت
غطاء الحرب الباردة.
سقوط
الإتحاد السوفيتي ربما أتى بنهاية الحرب الباردة وحسمها لصالح الولايات
المتحدة وحلفائها ولكن سرعان ما ستجد الولايات المتحدة الذرائع لشن الحروب
واستمرار عدوانها لفرض سيطرتها وهيمنتها مع حلفائها الرأسماليين على العالم
ومصادر الطاقة فيه، وشملت الذرائع فرض القانون الدولي كما في حالة حرب
الخليج الأولى على العراق عام ١٩٩٠ في عهد بوش الأب لتليها الحرب الثانية
على العراق في عهد الإبن عام ٢٠٠٣ وتحت ذريعة مختلفة هذه المرة وهي وجود
أسلحة الدمار الشامل، ولا ننسى الذرائع الإنسانية التي ادعاها البنتاغون
لغزو الصومال عام ١٩٩١ وحرب الناتو الإنسانية على يوغوسلافيا والتي استخدم
نفس نمطها عام ٢٠١١ في حربه على ليبيا وربما حربه الوشيكة على سورية.
مخزون
الذرائع لدى البنتاغون يبدو أنه لا ينضب حول تبرير مبدأ "حروب بدون حدود"
إلا أن ذرائعه المفضلة هي الحرب العالمية على الإرهاب والضربات الوقائية ضد
أسلحة الدمار الشامل حيث تكثر حروب واشنطن بهذه الحجج الزائفة.
العداء الدائم: عولمة الحرب:
في
الجزء السابع نشرح للقارئ كيف تطورت الأمبريالية الأمريكية وقادت الآلة
الأمريكية العسكرية من نوبات حروب عسكرية دموية على مدى العقود الماضية إلى
حالة من العداء الدائم أي الحرب المستمرة في يومنا هذا من خلال صنع حروب
تمتد على مسرح دولي من شرق وشمال افريقية مروراً بالشرق الأوسط وانتهاءً
إلى دول ما خلف أوراسيا (روسيا) ومن الشرق الأقصى (الصين) وحتى القطب
الشمالي (روسيا أيضاً)، المقلق جداً ما تحتويه خطط الولايات المتحدة
العدائية تجاه إيران وسورية والباكستان، هذه الحروب إن أشعلت فإنها ستؤدي
إلى إشتعال الصراعات في المنطقة الممتدة إقليمياً من شرق المتوسط وحتى حدود
الصين الغربية وما سيجبر لبنان وتركيا وإسرائيل على دخولها.
بناء حركة فعالة مناهضة للحرب:
حالياً
إن الحركات المدنية المناهضة للحروب في حالة أزمة، خاصة وأن منظمات
المجتمع المدني في حالة من الضياع بسبب ما تعرضت له من تلاعب وتضليل، حيث
أنها تدعم خطط الناتو في حروبه الإنسانية وتدخلاته العسكرية في الدول
المستهدفة لدوافع إنسانية وقانونية كما يدعي.
هناك
ضرورة ملحة لإعادة بناء الحركة المدنية المناهضة للحروب على أسس جديدة
كلياً فعقد المظاهرات الحاشدة المناهضة للحرب لم يعد كافياً ما هو مطلوب
اليوم هو تطوير شبكة واسعة العلاقات جيدة التنظيم الشعبي المناهض للحرب على
مستوى الأمم والدول المتختلفة، تتحدى هياكل السلطة ونفوذ الشركات الكبرى
على الأنظمة التي تتبنى هذه الأجندات العسكرية.
الحقيقة
أن إن تحدي وهزيمة الأجندة العسكرية للولايات المتحدة والناتو يقع على
عاتق شعوب تلك الدول وليس فحسب شعب الولايات المتحدة الذي لا بدّ وأن يعي
أن ضمان الديمقراطية الحقيقية لا يتم إلا من خلال إشتراك الشعب في صنع
القرارات وإسقاط تمثيلية الحزبين التي تدعي تمرير الديمقراطية للسلطة في
الولايات المتحدة وذلك يكون عبر تأسيس أشكال جديدة من المنظمات السياسية
التي تمثل مصالح الشعب الحقيقية البعيدة عن مصالح النخب الاقتصادية
والمالية الضيقة التي تسيطر على الحزبين الرئيسيين في أمريكا، وعلى الناس
أن يدركوا أن التصويت لهما عديم الجدوى في إحداث تغيير حقيقي في سياسة
بلدهم بحيث تعبر عن اتجاهاتهم الحقيقية.
طريقة
واحدة فقط لتطوير حراك المواطنين وبشكل قانوني وذلك من خلال توعية الناس
أنه لا يوجد أي مبرر في العالم لتبرير الحرب، وأن الحرب بحد نفسها هي جريمة
بحق السلام، لقد أدانت محكمة جرائم الحرب في كوالالمبور كلاً من جورج بوش
الأبن وطوني بلير بشن حرب عدوانية على العراق تحت ذرائع وهمية وكاذبة، وهذه
خطوة هامة ومبدئية فالمبادرات الفردية التي بدأت تنتشر حول العالم ضد بوش
وبلير وإدارتيهما هي خطوة عملية نحو تعبئة شعبية دولية في تحدٍ لهذه
الحروب.
جرائم
الحرب لا تقتصر على جورج بوش وبلير وأركان حكمهما، فهناك قائمة طويلة
لمجرمي الحرب الجدد تشمل مثلاً رئيس الولايات المتحدة الحالي أوباما وقادة
إسرئيليون ورئيس فرنسا ساركوزي وجنرالات الناتو، والعمل على خلعهم من
مناصبهم ومحاكمتهم هو أمر محوري في شن حركة فعالة لمناهضة الحروب. كما أنه
من الضروري لنا أن نشير إلى إخفاق النظام الرأسمالي الإقتصادي النظام الذي
لا يدمر فحسب الحياة في الدول الأخرى ولكنه يدمر أيضاً الأساس الأخلاقي
للمجتمع الغربي.
غلوبال ريسيرش
مقدمة الكتاب:
إن
خطط البنتاجون العسكرية مصممة لغزو العالم على أساس أن الإنتشار العسكري
للقوات المسلحة الأمريكية والناتو يتم بشكل منظم ومتزامن حول العالم. فمبدأ
الحرب طويلة الأمد أصبح سمة شخصية تبناها الجيش الأمريكي منذ انتهاء الحرب
العالمية الثانية كما أن السيطرة العسكرية الأمريكية لدعم مشروع فرض
الإمبريالية على العالم أول ما تكون في عهد إدارة ترومان في نهاية
الأربعينيات من القرن الماضي كرد فعل على الحرب الباردة.
في
أيلول من عام ١٩٩٠ وبعد خمسة أسابيع من غزو صدام حسين للكويت قام الرئيس
الأمريكي أنذاك جورج هربرت والكر بوش بتوجيه خطاب تاريخي إلى جلسة مشتركة
لمجلسي النواب والكونغرس الأمريكيين أعلن فيه ولادة نظام عالمي جديد منبثق
من تحت أنقاض جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي.
بوش
الأب توخى التأكيد على عالم يسوده "التعاون الدولي السلمي"، عالم لا يقوم
على اساس المواجهة بين القوى العظمى ومبادئ "حرب التدمير المتبادل" التي
سادت إبان الحرب الباردة.
بوش وفي نفس الخطاب أعلن وبشكل قاطع في بداية ما سمي بمرحلة ما بعد الحرب الباردة ما يلي:
إقتباس
"لقد بدأت شراكة جديدة بين الأمم ونحن نقف اليوم أمام لحظة مميزة ونادرة،
إن أزمة الخليج الفارسي على خطورتها فإنها تقدم فرصة نادرة للتقدم باتجاه
مرحلة تاريخية من التعاون. نظام عالمي جديد سيولد، عالم جديد متحرر من
التهديدات الإرهابية، أقوى في تحقيق العدالة وأكثر أمناً لتحقيق السلام.
عصر فيه تزدهر فيه كل أمم الأرض في الغرب والشرق في الشمال والجنوب وتعيش
في تناغم"
بالتأكيد
فإن خطابات الرؤساء الأمريكيين عادة ما تكون مبتذلة ومليئة بالتناقضات
والكذب ولا يمكن أن تكون ذات فائدة حقيقية، جاء خطاب الرئيس بوش عن العدالة
الإنسانية وتحقيق القانون الدولي بعد عدة شهور من غزو الولايات المتحدة
لدولة باناما واحتلال ممرها المائي العالمي في ديسمبر عام ١٩٨٩متسببة بقتل
عدّة آلاف من المواطنين الباناميين المهزلة أنها نفس الحجة التي استخدمتها
الولايات المتحدة لإعلان الحرب على صدام حسين عام ١٩٩١، ولا ننسى كيف أعلن
الناتو والأمريكان تحت غطاء الإنسانية حرباً طويلة ضد يوغوسلافيا ما أدى
إلى دمار وتجزئة وإفقار ذلك البلد!
ومع
ذلك فإنه من الحكمة تبني النظام العالمي الجديد الذي أشار إليه الرئيس بوش
الأب وكيف غيّر هذا النظام وجه العالم بعد ٢٠ عاماً من التدخلات الأمريكية
بشؤون الأمم الأخرى فيما بات يسمى بحقبة ما بعد الحرب الباردة، بشكل خاص
كيف أصبحت ممارسات الولايات المتحدة ومن طرف واحد تحت إدارات كلينتون وبوش
الإبن وأوباما!
إن
وعد بوش الأب بالسلم العالمي افتتح مع نهاية الحرب الباردة عهداً مليئاً
بالصراعات العسكرية متزامنةً مع هزّات اقتصادية ودمار اجتماعي وتدهور بيئي.
ولسخرية
الأقدار فإن هذا المبدأ في التعاون الدولي والشراكة بين الأمم لتحقيق
السلم هو الذي استخدم لشن حرب الخليج الثانية ضد العراق بغرض الدفاع عن
سيادة الكويت وفرض القانون الدولي على العراق الذي غزا الكويت.
مبدأ الحرب الشاملة
نحن
نتعامل هنا مع أجندة عسكرية عالمية تدعى الحرب الشاملة، وهي بعيدة كل
البعد عن عن التعاون السلمي بين الأمم، نحن نعيش في عالم بائس غارق في أتون
الحروب التي شنّت بسبب التباين
بين المصالح وبين القوانين الدولية.
بعيداً
عن "العهد الجديد الأكثر أمناً في بحثه عن السلام" نحن نرى عالماً قريباً
من العالم الذي تحدث عنه جورج اورويل في روايته الشهيرة "عام ١٩٨٤"، عالمٌ
يسيطر عليه الخوف، الإستبداد، الكراهية، الصراعات، المراقبة، المعايير
المزدوجة والتحكم الفكري.
المشكلة
الأساسية التي تعاني منها الشعوب هي بسبب "المعايير المزدوجة والتحكم
الفكري" التي تحدث عنها اورويل، لأن أمبراطوريات الإعلام العالمية الكبرى
وأذرعها التي تدعي التحرر تبنت هذه السياسة كالنيويورك تايمز والغارديان.
مرحلة ما بعد هجمات أيلول، الولايات المتحدة تتبنى الحرب الاستباقية
إن
تبني تنظيم القاعدة المسؤولية عن هجمات الحادي عشر من أيلول على برجي مركز
التجارة العالمي والبنتاجون كان له دور كبير من توجيه الرأي العام
الأمريكي والعالمي، أحد أهم أهداف الحروب هي اخترع العدو الخارجي لتبرير
شنها ، العدو هنا كان أسامة بن لادن الذي يهدد الولايات المتحدة، وهنا
توفرت الحجة لشن الحرب فأضحت الحرب الاستباقية على الإرهاب الإسلامي ضرورة
للدفاع عن الوطن حيث قلبت الحقيقة لتصبح أمريكا تحت الهجوم!
بعد
التخبط الناجم عن التفجيرات تمثلت ضرورة خلق العدو الخارجي لتغطية الأسباب
الإقتصادية لشن تلك الحروب الاستباقية في الشرق الأوسط ووسط آسيا، والتي
موّهت تحت ذريعة الدفاع عن النفس تارةً وتحت دعوات إنسانيةٍ تارةً أخرى.
لا
يخفى على أحد أنه أبان الحرب السوفياتية-الأفغانية في مطلع الثمانينيات من
القرن الماضي، قامت الإستخبارات الأمريكية بإنشاء وتمويل تنظيمات جهادية
إسلاميّة إرهابيّة في مواجهة السوفييت كجزء من الحرب الباردة، بالطبع كانت
القاعدة واحدةٌ منها واليوم تكفلت البروباغندا الأمريكية بحذف تاريخ
القاعدة كإحدى تلك التنظيمات الإرهابيّة وتحوير الحقائق حول نشأة هذا
التنظيم المصنّع أمريكياً ثم تحويله إلى عدو رقم واحد!
ولكن
أجهزة الإستخبارات الأمريكية قامت بإنشاء تلك التنظيمات الإرهابية الخاصة
بها كما قامت بنشر التحذيرات بخصوصها لا لشيء إلا لكي تنشئ البرامج المضادة
للإرهاب والتي تكلف مليارات الدولارات لتطارد تلك التنظيمات الإرهابية، ما
يعطي الدافع والمبرر لوجودها أولاً ثم لتغطي تكاليفها المرتفعة ثانياً
أمام دافعي الضرائب ثم لتغطي الدوافع الحقيقة لتلك الحروب التي تشنها
ثالثاً:
بدلاً من إرهاب الدولة دعيت تلك الحروب تدخلات انسانية ضد الأرهاب!
بدلاً من الإعتداءات سميت تلك الحروب دفاعاً عن النفس أو حماية للمدنيين!
بدلاً من المجازر والجرائم ضد الإنسانية سمّي القتلى ضحايا الحروب!
الإعلام يروج لمبدأ الخير مقابل الشر، الجناة الحقيقيين يصورون على أنهم الضحايا في أكبر عملية تزوير
في تاريخ البشرية هكذا يضللون الرأي العام:
“لا
بدّ أن نحارب الشر من أجل الحفاظ على مبادئ وإزدهار الحياة الغربية" يشير
الرئيس جورج بوش الإبن، إن تحطيم الكذبة الكبرى التي تقدم الحروب على أنها
في سبيل غايات إنسانية، يعني تحطيم المشروع الذي يهدف للسيطرة على العالم
أو تدميره من أجل حقيقة واحدة هي زيادة الأرباح، هذه الأجندة العسكرية التي
تقودها قوى الربح الإمبريالية تدمر القيم الإنسانية لتحول البشر إلى مجرد
دمى بدون إدراك.
التفريخ العسكري: مبدأ الحرب الطبيعية
في
الحقيقة وكما سيلاحظ القارئ فإننا نعيش في زمن أهم عناوينه "عولمة الحروب"
الحروب التي تشنها نفس الأمم التي تدعي الحفاظ على حقوق الانسان وتطبيق
وفرض القوانين الدولية.
بطل
هذه الحروب هي دائماً الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الناتو
ومنهم كندا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا. ووكلائها كدول الخليج الفارسي
العربية أو كولومبيا في أمريكا اللاتينية، أستراليا، كوريا الجنوبية،
اليابان وتايوان في شرق آسيا ما يتيح إمكانية شن حروب في أي مكان في
العالم.
ما
لفت نظر المراقبين تلك اللغة المثقلة بالعدائية تجاه الصين في تصريحات
أوباما إبان جولته الشرق آسيوية خلال نوفمبر عام ٢٠١١ التي وصلت حد
التهديد بالتصعيد العسكري لحماية مصالح الولايات المتحدة في البحر الأصفر
وهو ما رآه الكثيرون سابقة خطيرة غير مقبولة، ولكن بعد الإطلاع على وسائل
الإعلام الغربية تجد أنها صنفتها بشكل طبيعي في سياق مواجهة محتملة مع
الصين.
هذا
التفريخ العسكري موجه إعلامياً من خلال عدد من الذرائع الجاهزة ففي حالة
أفغانستان كانت الذريعة حماية العالم الغربي من الإرهاب الإسلامي، في حالة
العراق كانت حماية العالم الغربي من أسلحة الدمار الشامل العراقية، في حالة
ليبيا كانت حماية المدنيين العزل من بطش حكومتهم، وفي حالة الصومال كانت
حماية الأقليات، وفي حالة المواجهة المحتملة مع الصين فهي حماية حلفائها
كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، أما في حالة روسيا فهي حماية دول أوروبا
الشرقية ودائماً فإن وسائل الإعلام تشارك في خداع الرأي العام من خلال
عقلنة اللاعقلاني، تبرير ما لا يمكن تبريره، تطبيع ما لا يمكن أن يكون
طبيعياً في محاولة للعب دور وزارة الحقيقة في رواية جورج اورويل
"عام ١٩٨٤”.
على
ما يبدو للأسف أن الكثيرين تقبلوا هذه الذرائع في مواجهة محاولة تطبيع
الصراعات الفوضوية، كما تحاول وسائل الإعلام الغربية أن تمنعنا من أن نرى
العالم على ما هو عليه في الحقيقة، عالم حيث تصنع الحروب لا نتهاك حقوق
الإنسان وليس الدفاع عنها، لانتهاك القوانين الدولية وليس لفرضها.
من
واجبنا كمتابعين محاولة نشر الوعي لنحرر الراي العام من إمبراطورية
المعايير المزدوجة والأفكار المسبقة التي تروج للحروب وكأنها شيء طبيعي،
كأنها صراع بين الخير والشر، وأمر عادي من الطبيعي حدوثه، ففي دراسات
استقصائية عالمية تظهر الولايات التحدة وحلفائها بمظهر الدول المهيمنة التي
لا تتسامح مع أي دولة تقاوم هيمنتها أو تعرقل خططها فتعرض نفسها لأن تكون
هدفاً في الحرب المقبلة.
ديناميكية
الحروب متجذرة تاريخياً في النظام الأمبريالي للدول ذات الحكومات
الرأسمالية، كما أن التنافس المستعر على المواد الخام هو سبب التنافس على
فرض الهيمنة الجيوسياسية وهو سبب اشتعال الحربين العالميتين كما أشار جاك
باولس في كتاباته إلى دور الشركات الأمريكية في دعم كلاً من ألمانيا
النازية وبريطانيا إبان الحرب. الدافع نفسه هو حرب الوكالات التي شنتها
أمريكا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بعد الحرب العالمية الثانية تحت
غطاء الدفاع عن العالم الحرّ ضد أمبراطورية الشرّ السوفياتية.
ولكن
انهيار الاتحاد السوفيتي كقوة موازية للقوة الإمبريالية الأمريكية أدى إلى
ظهور القطب الواحد وسعي الولايات المتحدة لفرض هيمنتها الإمبراطورية، هذه
الديناميكية التي عززت النزعة العسكرية للدول الأمبريالية إبان الأزمة
المالية عام ٢٠٠٨ والتي عصفت بالإقتصاد العالمي كنتيجة طبيعية لانهيار
الإقتصاد مع انهيار الهيكلية الإقتصادية المتجذرة تاريخياً في النظام
الرأسمالي لتكون نهاية الدورة التجارية العالمية، وبناء على ذلك فإنه من
الممكن أن نشهد قريباً انهياراً تاريخياً مدوياً للنظام الرأسمالي يعقبه
كساد أكبر من الكساد العظيم ويترافق مع نزعة عسكرية متعاظمة في الدول
الإمبريالية على حساب المدنية.
الاسباب
الحقيقة للصراعات وبغض النظر عما تحاول وسائل الإعلام ترويجه والسياسيين
من تغطيته هي التنافس المستعر للسيطرة على موارد المواد الأولية ومصادر
الطاقة وتحديداً النفط والغاز، وهي الأسباب الحقيقة لغزو العراق أو ليبيا
أو أفغانستان وسبب المواجهة الحالية مع الصين وروسيا وفنزويلا.
سيناريو الحرب العالمية الثالثة
التهديد
الصريح من قبل البنتاعون عام ٢٠٠٥ باستخدام الأسلحة النووية الأمريكية ضد
إيران (التي بالمناسبة تمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد
السعودية والعراق)، هذا التهديد أطلق بعد أن البنتاغون أدرج خطط لعمليات
تكتيكية تستخدم فيها الأسلحة النووية ضد إيران.
هذه الخطط في حال ما نفذت فإن منطقة الشرق الأوسط ستشتعل في حريق هائل ما سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة بدون أي شك.
من
غير المعقول أن تتجاهل وسائل الإعلام الغربية والعالمية هذا السيناريو،
وأن تعرض عن كل التحليلات الجديّة والنقاشات حول نتائج توجيه ضربة عسكرية
غير تقليدية لإيران خاصة وأن ما يروج له البنتاغون وكأنه فرض منطقة حظر
طيران على إيران وضربات عسكرية تكتيكية غير تقليدية ضد أهداف عسكرية
إيرانية بشكل عمليات عسكرية جراحية ترمي فقط إلى دعم الأستقرار والأمن
العالمي وحماية حقوق الإنسان!
الرأي
العام العالمي وخاصة الغربي لا يدرك بسبب التعتيم والتجاهل الإعلامي
النتائج الخطيرة لهذه الخطط الحربية التي تتضمن استخدام أسلحة من الترسانة
النووية وهدفها للمفارقة أستهداف القنابل النووية الإيرانية التي لا وجود
لها، علاوة على ذلك فإن مدى الدمار والقتل الذي ستحدثه أسلحة القرن الواحد
والعشرين المتفوقة والتي تجمع بين التقنيات المعقدة والقوة التدميرية
الهائلة ستنسي العالم المحارق النووية في هيروشيما وناكازاكي، وهنا نذكر أن
الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الأسلحة
النووية ضدّ مدنيين في التاريخ.
القيادة
العسكرية للجيوش الأمريكية حول العالم تدار من خلال هيكلية قيادية متسلسلة
حيث تتبع القيادة العالمية المتحدة للجيوش الأمريكية إلى البنتاغون، و
تنقسم القيادات إلى مناطق جغرافية ذلك بحسب القائد العام السابق لجيوش
الناتو الجنرال ويسلي كلارك، وأما خارطة الطريق التي وضعها البنتاغون
لحروبه العالمية المقبلة تتألف من سلسلة من مسارح الحروب ضمن خطط خمسية
معدة لكل منها تبدأ بالعراق، سوريا، لبنان، ليبيا، إيران، الصومال والسودان
هذه الخطط التي أطلق لها العنان في العراق عام ٢٠٠٣ وتحولت إلى مرض عالمي
ينتشر كالسرطان، في حين أشادت وسائل الإعلام الغربية والعالمية بالإنسحاب
الأمريكي من العراق ومنها النيويورك تايمز في ١٥\١٢\٢٠١١ ووضع حدّ للحرب
هناك إلا أنها أشارت إلى بقاء آلاف من مستشاري البنتاغون والمقاولين
الأمنيين في السفارة الأمريكية الأكبر في العالم والقواعد الأمريكية
الباقية هناك، أما الشعب العراقي وأجياله اللاحقة التي فرض عليها أن تعيش
مع تركة الحرب الأمريكية على بلدهم والإرث الذي تركه الأمريكيون ورائهم من
الصدمة والرعب وتداعيات الصراعات العرقية والدينية والطائفية وسوابق
الأجرام الذي قام به الأمريكان في ذلك البلد المدمر لا زال موجوداً لا على
مستوى العراق بفحسب بل على مستوى المنطقة والعالم.
قام
المحافظون الجدد في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٠ بطرح مشروع شكل العمود
الفقري لأجندتهم الخارجية تحت إسم القرن الأمريكي الجديد ، والذي كان على
أساس شن "حروب من دون حدود" من أهداف المشروع المعلنة كانت تتضمن شن
المعارك في مختلف أنحاء العالم بشكل متوازي والفوز بها بشكل حاسم وتنفيذ ما
يسمى عسكرياً واجبات "ضبط" كنوع من الشرطة دولية أمريكية مرتبطة بتأمين
بيئة أمنية في المناطق المتوترة، هذه الشرطة الأمريكية تعمل على الساحة
العالمية وتتدخل لفرض المصالح الأمريكية وتغيير أنظمة الدول المعادية.
وقد
تم اعتماد وتطبيق هذا المشروع الشيطاني الذي صاغه المحافظون من قبل إدارة
أوباما مع فريق جديد من المستشارين العسكريين وموظفي الخارجية الأمريكية
وبشكل أكثر فاعلية من الإدارة السابقة لبوش الإبن والذي أدين مؤخراً في
محكمة جرائم الحرب الخاصة في كوالالمبور بتهمة زعزعة السلم والإستقرار
الدولي.
هذه
الخطط والسياسات والمشاريع تثبت الحزبين الديمقراطي أو الجمهوريّ أنما هما
وجهان لعملة واحدة تمثل وتطبق مصالح الشركات العسكرية والأمنية الأمريكيية
وتقف سداً منيعاً في وجه مصالح ورغبات الناخب الأمريكي.
التصعيد العسكري ولمحة عن الكتاب
خلافاً
لأسطورة الحرب الجيدة نحاول أن نشرح للقارئ أن دخول الولايات المتحدة
الحرب العالمية الثانية هو استراتيجية لخدمة الأمبريالية الأمريكية بالدرجة
الأولى في حين أن دخول الرجال والنساء لتلك الحرب كان ربما لدوافعهم
الأخلاقية وقناعاتهم الشخصية. أما المخططين في واشنطن كانوا يعملون على
أساس حسابات السيطرة الجيوسياسية والتي لا تتقاطع لا مع الأخلاق العامة ولا
مع المبادئ القانونية.
إسقاط
القنبلة النووية على اليابان وحرق مئات الآلاف من المدنيين في
عام ١٩٤٥ كان عملاً إجرامياً بشعاً عكس قسوة الأمبراطورية الأمريكية
الصاعدة، المحرقة النووية وسمة الرعب من عواقب الحرب الباردة التي تلت
العقود الخمسة للحرب العالمية الثانية.
المقالات
التي كتبها ويلسون براين، ألفريد ماكوي وميشيل تشوسودفسكي توضح الطريقة
التي فكر وخطط بها البنتاغون لحروب الإبادة الجماعية إبان الحرب الباردة في
آسيا واستمرار التصميم الامبريالي الأمريكي لمواجهة الإتحاد السوفيتي تحت
غطاء الحرب الباردة.
سقوط
الإتحاد السوفيتي ربما أتى بنهاية الحرب الباردة وحسمها لصالح الولايات
المتحدة وحلفائها ولكن سرعان ما ستجد الولايات المتحدة الذرائع لشن الحروب
واستمرار عدوانها لفرض سيطرتها وهيمنتها مع حلفائها الرأسماليين على العالم
ومصادر الطاقة فيه، وشملت الذرائع فرض القانون الدولي كما في حالة حرب
الخليج الأولى على العراق عام ١٩٩٠ في عهد بوش الأب لتليها الحرب الثانية
على العراق في عهد الإبن عام ٢٠٠٣ وتحت ذريعة مختلفة هذه المرة وهي وجود
أسلحة الدمار الشامل، ولا ننسى الذرائع الإنسانية التي ادعاها البنتاغون
لغزو الصومال عام ١٩٩١ وحرب الناتو الإنسانية على يوغوسلافيا والتي استخدم
نفس نمطها عام ٢٠١١ في حربه على ليبيا وربما حربه الوشيكة على سورية.
مخزون
الذرائع لدى البنتاغون يبدو أنه لا ينضب حول تبرير مبدأ "حروب بدون حدود"
إلا أن ذرائعه المفضلة هي الحرب العالمية على الإرهاب والضربات الوقائية ضد
أسلحة الدمار الشامل حيث تكثر حروب واشنطن بهذه الحجج الزائفة.
العداء الدائم: عولمة الحرب:
في
الجزء السابع نشرح للقارئ كيف تطورت الأمبريالية الأمريكية وقادت الآلة
الأمريكية العسكرية من نوبات حروب عسكرية دموية على مدى العقود الماضية إلى
حالة من العداء الدائم أي الحرب المستمرة في يومنا هذا من خلال صنع حروب
تمتد على مسرح دولي من شرق وشمال افريقية مروراً بالشرق الأوسط وانتهاءً
إلى دول ما خلف أوراسيا (روسيا) ومن الشرق الأقصى (الصين) وحتى القطب
الشمالي (روسيا أيضاً)، المقلق جداً ما تحتويه خطط الولايات المتحدة
العدائية تجاه إيران وسورية والباكستان، هذه الحروب إن أشعلت فإنها ستؤدي
إلى إشتعال الصراعات في المنطقة الممتدة إقليمياً من شرق المتوسط وحتى حدود
الصين الغربية وما سيجبر لبنان وتركيا وإسرائيل على دخولها.
بناء حركة فعالة مناهضة للحرب:
حالياً
إن الحركات المدنية المناهضة للحروب في حالة أزمة، خاصة وأن منظمات
المجتمع المدني في حالة من الضياع بسبب ما تعرضت له من تلاعب وتضليل، حيث
أنها تدعم خطط الناتو في حروبه الإنسانية وتدخلاته العسكرية في الدول
المستهدفة لدوافع إنسانية وقانونية كما يدعي.
هناك
ضرورة ملحة لإعادة بناء الحركة المدنية المناهضة للحروب على أسس جديدة
كلياً فعقد المظاهرات الحاشدة المناهضة للحرب لم يعد كافياً ما هو مطلوب
اليوم هو تطوير شبكة واسعة العلاقات جيدة التنظيم الشعبي المناهض للحرب على
مستوى الأمم والدول المتختلفة، تتحدى هياكل السلطة ونفوذ الشركات الكبرى
على الأنظمة التي تتبنى هذه الأجندات العسكرية.
الحقيقة
أن إن تحدي وهزيمة الأجندة العسكرية للولايات المتحدة والناتو يقع على
عاتق شعوب تلك الدول وليس فحسب شعب الولايات المتحدة الذي لا بدّ وأن يعي
أن ضمان الديمقراطية الحقيقية لا يتم إلا من خلال إشتراك الشعب في صنع
القرارات وإسقاط تمثيلية الحزبين التي تدعي تمرير الديمقراطية للسلطة في
الولايات المتحدة وذلك يكون عبر تأسيس أشكال جديدة من المنظمات السياسية
التي تمثل مصالح الشعب الحقيقية البعيدة عن مصالح النخب الاقتصادية
والمالية الضيقة التي تسيطر على الحزبين الرئيسيين في أمريكا، وعلى الناس
أن يدركوا أن التصويت لهما عديم الجدوى في إحداث تغيير حقيقي في سياسة
بلدهم بحيث تعبر عن اتجاهاتهم الحقيقية.
طريقة
واحدة فقط لتطوير حراك المواطنين وبشكل قانوني وذلك من خلال توعية الناس
أنه لا يوجد أي مبرر في العالم لتبرير الحرب، وأن الحرب بحد نفسها هي جريمة
بحق السلام، لقد أدانت محكمة جرائم الحرب في كوالالمبور كلاً من جورج بوش
الأبن وطوني بلير بشن حرب عدوانية على العراق تحت ذرائع وهمية وكاذبة، وهذه
خطوة هامة ومبدئية فالمبادرات الفردية التي بدأت تنتشر حول العالم ضد بوش
وبلير وإدارتيهما هي خطوة عملية نحو تعبئة شعبية دولية في تحدٍ لهذه
الحروب.
جرائم
الحرب لا تقتصر على جورج بوش وبلير وأركان حكمهما، فهناك قائمة طويلة
لمجرمي الحرب الجدد تشمل مثلاً رئيس الولايات المتحدة الحالي أوباما وقادة
إسرئيليون ورئيس فرنسا ساركوزي وجنرالات الناتو، والعمل على خلعهم من
مناصبهم ومحاكمتهم هو أمر محوري في شن حركة فعالة لمناهضة الحروب. كما أنه
من الضروري لنا أن نشير إلى إخفاق النظام الرأسمالي الإقتصادي النظام الذي
لا يدمر فحسب الحياة في الدول الأخرى ولكنه يدمر أيضاً الأساس الأخلاقي
للمجتمع الغربي.
لمقالة الأساسية باللغة الإنكليزية:
The Globalization of War: The "Military Roadmap" to World War III
ترجمة توفيق قربة
ميشيل تشوسودفسكي وفينيان كاننفهام
ترجمة توفيق قربة
http://kourbeh.wordpress.com/
ديسمبر ٢٠١١
غلوبال ريسيرش
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
عن أبي سعيد وأبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إنَّ الله اصطفى من الكلام أربعاً : سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله، كُتِبَتْ له عشرون حسنة، أو حُطَّتْ عنه عشرون سيئة، ومن قال : الله أكبر مثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله مثل ذلك، ومن قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين من قبل نفسه، كتبت له ثلاثونَ حسنة، أو حطَّتْ عنه ثلاثون سيئة ))
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
تقتــــــضي الرجــــــولة ان نمدا اجــــــسادنا جسوراً فقل لرفــــاقنا ان يــــــــعبروا
الصقر الليبي- مشرف
- الجنس :
عدد المساهمات : 7017
نقاط : 19507
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: عولمة الحرب خارطة الطريق للحرب العالمية الثالثة
هبوا يا احرار امتنا العربية وحرروا بلادكم من الحكام العملاء قبل ان نفنى من على سطح الارض ونصبح في خبر كان
????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي