ليبيا في عاصفة قاتلة بقلم : حماد صبح
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليبيا في عاصفة قاتلة بقلم : حماد صبح
تاريخ النشر : 2012-06-11
بسم الله الرحمن الرحيم
ليبيا في عاصفة قاتلة . بقلم : حماد صبح
أخبار ليبيا على قلة ما يبلغنا منها محزنة للقلب مدمعة للعين . قلة هذه الأخبار معادها إلى انحسار الاهتمام الإعلامي العالمي الذي رافق أحداثها العاصفة الدامية التي أزالت نظام القذافي وقتلته . لم تعد قناتا " الجزيرة " و" العربية " مثلا تتابعان حال ليبيا بعد أن أديتا دورهما في التهييج ضد معمر ونظامه في ترابط وتنسيق مع المخططات الغربية في ليبيا دولة وشعبا وثروة . الآن الصورة في ليبيا قبيحة وفاجعة ، ونقلها يفضح أي وسيلة
إعلامية هيجت أحداث ليبيا في ما سمي باطلا ثورة . السبت الماضي تجددت الأحداث في الكفرة قتالا بين مسلحي قبيلة التبو الأفريقية الأصل ومقاتلي كتيبة درع ليبيا التابعة للجيش الليبي والتي ينضوي في عديدها
مسلحون ممن قاتلوا قيادة معمر ونظامه . وقبل أحداث الكفرة استولت كتيبة الأوفياء من ترهونة على مطار
طرابلس الدولي . ومن أسوأ أخبار ليبيا النشاط الأميركي فيها الذي بدأ يتخذ مظهرا علنيا بعد أن توارى في نهاية
المساهمة الأميركية في القضاء على القذافي . حديث عن طائرات بلا طيار تستطلع فوق المدن الليبية بالحجة
المعادة : مقاومة إرهاب القاعدة . وحديث عن قوات أميركية في مطار طرابلس بالملابس المدنية تمويها على
الأنظار . هل يمكن الوصل بين وجود هذه القوات واستيلاء كتيبة الأوفياء عليه بعض الوقت ؟ وأن كل المسألة
من مبتدئها إلى منتهاها تدبير أميركي ؟ ولا غرابة ولا مفاجأة في كل هذا ، وهو في ترجيحنا قليل من كثير مما
يحدث على الأرض الليبية دون أن تنقله الأخبار . ما يحدث الآن من صور السيطرة الغربية على ليبيا هو غاية
ما سمي الثورة الليبية وتظاهر الغرب بالوقوف في صفها حماية للمدنيين وبثا للديمقراطية والحرية . دائما لديهم
مبررات جميلة وإنسانية لسيطرتهم وعدوانهم ونهبهم . بالتوسع في التدخل الأميركي العلني في ليبيا تتجه ليبيا مسرعة صوب مآل أفغانستان : سيطرة أميركية وأوروبية وقتال بين مواطنيها مع دعم أميركي أوروبي لحكومة
ضعيفة لا تسيطر على البلاد دون أن تكون غاية الدعم تمكين الحكومة من هذه السيطرة بل الضغط عليها بالحاجة
المستمرة إلى العون الغربي ، وتبعا لهذه الحاجة تتمادى في تنازلاتها للغرب سيادة وثروة . والغرب لن يتظاهر
بالدعم الزائف المغرض للحكومة فحسب . سيدعم الفئات المتقاتلة في صراعاتها ضد بعضها تحقيقا لمصالحه
وتمزيقا لوحدة ليبيا شعبا وترابا .وتبدو البيئة الاجتماعية والسياسية الليبية الآن معدة لهذا الهدف : دماء وأحقاد وثارات وشكوك عميقة في النوايا . ما المنتظر بعد تشريد مليون ومائتي ألف مواطن ليبي في الدول المجاورة
لاجئين بؤساء يقطعهم القلق ولا يعرفون متى ينتهي تشردهم ؟ وفي الداخل أكثر من مائة ألف طردوا من بيوتهم
، واعتقال 17 ألف مواطن بينهم نساء لا تعرف أماكن اعتقال كثيرين منهم ، وتشهد منظمات حقوق الإنسان
على ما يلقونه من تعذيب جسدي ونفسي ستصحبهم آثاره الغائرة ما عاشوا إن كتب لهم أن ينجوا من تلك المعتقلات المتمردة على كل قانون أو خلق إنساني . قلنا منذ قليل إن التدخل الغربي سيمضي بليبيا إلى مآل
أفغانستان ، وأحسبه قولا متفائلا ؛ لأن احتمالات إضرار ليبيا وتمزيقها أكبر منها في أفغانستان . وقرب انسحاب
قوات الاحتلال من أفغانستان يقرر هذا الفارق الذي يرجع إلى : أولا : ثروة ليبيا وقربها جغرافيا من الغرب يسهلان السيطرة عليها . أفغانستان بينت أكثر من مرة _ وآخرها ما يوشك أن يحدث _ أنها مقبرة الإمبراطوريات . والخسائر البشرية التي قاست منها القوات الغربية فيها ترسخ صحة نصيحة مارشال
العلمين مونتجمري من لزوم الحذر من اقتراف الخطأين العسكريين القاتلين : غزو روسيا ، ودخول حرب
برية في أفغانستان . ولولا اعتماد أميركاعلى الطيران في غزو أفغانستان ربما ما فكرت في غزوها أصلا .
ثانيا : سعة مساحة ليبيا وصغر شعبها عددا يسهل سيطرة الغرب عليها . يكفي لهذه السيطرة التحكم في المدن الرئيسة القليلة . ثالثا : حتى عند ظهور مقاومة للسيطرة الغربية ؛ ستواجه هذه المقاومة صعوبة كبيرة نظرا للانقسام
العميق في الشعب الليبي ولاستبعاد أي مساعدة من الدول المجاورة لارتباط تلك الدول بالغرب إما اقتناعا وإما خشية . رابعا : لا تنسى إسرائيل وأطماعها المتنوعة في ليبيا ، ودور هنري ليفي في أحداثها كان وما زال جزءا
من الإشارة إلى تلك المطامع . ليبيا حشرت في عاصفة قاتلة .
بسم الله الرحمن الرحيم
ليبيا في عاصفة قاتلة . بقلم : حماد صبح
أخبار ليبيا على قلة ما يبلغنا منها محزنة للقلب مدمعة للعين . قلة هذه الأخبار معادها إلى انحسار الاهتمام الإعلامي العالمي الذي رافق أحداثها العاصفة الدامية التي أزالت نظام القذافي وقتلته . لم تعد قناتا " الجزيرة " و" العربية " مثلا تتابعان حال ليبيا بعد أن أديتا دورهما في التهييج ضد معمر ونظامه في ترابط وتنسيق مع المخططات الغربية في ليبيا دولة وشعبا وثروة . الآن الصورة في ليبيا قبيحة وفاجعة ، ونقلها يفضح أي وسيلة
إعلامية هيجت أحداث ليبيا في ما سمي باطلا ثورة . السبت الماضي تجددت الأحداث في الكفرة قتالا بين مسلحي قبيلة التبو الأفريقية الأصل ومقاتلي كتيبة درع ليبيا التابعة للجيش الليبي والتي ينضوي في عديدها
مسلحون ممن قاتلوا قيادة معمر ونظامه . وقبل أحداث الكفرة استولت كتيبة الأوفياء من ترهونة على مطار
طرابلس الدولي . ومن أسوأ أخبار ليبيا النشاط الأميركي فيها الذي بدأ يتخذ مظهرا علنيا بعد أن توارى في نهاية
المساهمة الأميركية في القضاء على القذافي . حديث عن طائرات بلا طيار تستطلع فوق المدن الليبية بالحجة
المعادة : مقاومة إرهاب القاعدة . وحديث عن قوات أميركية في مطار طرابلس بالملابس المدنية تمويها على
الأنظار . هل يمكن الوصل بين وجود هذه القوات واستيلاء كتيبة الأوفياء عليه بعض الوقت ؟ وأن كل المسألة
من مبتدئها إلى منتهاها تدبير أميركي ؟ ولا غرابة ولا مفاجأة في كل هذا ، وهو في ترجيحنا قليل من كثير مما
يحدث على الأرض الليبية دون أن تنقله الأخبار . ما يحدث الآن من صور السيطرة الغربية على ليبيا هو غاية
ما سمي الثورة الليبية وتظاهر الغرب بالوقوف في صفها حماية للمدنيين وبثا للديمقراطية والحرية . دائما لديهم
مبررات جميلة وإنسانية لسيطرتهم وعدوانهم ونهبهم . بالتوسع في التدخل الأميركي العلني في ليبيا تتجه ليبيا مسرعة صوب مآل أفغانستان : سيطرة أميركية وأوروبية وقتال بين مواطنيها مع دعم أميركي أوروبي لحكومة
ضعيفة لا تسيطر على البلاد دون أن تكون غاية الدعم تمكين الحكومة من هذه السيطرة بل الضغط عليها بالحاجة
المستمرة إلى العون الغربي ، وتبعا لهذه الحاجة تتمادى في تنازلاتها للغرب سيادة وثروة . والغرب لن يتظاهر
بالدعم الزائف المغرض للحكومة فحسب . سيدعم الفئات المتقاتلة في صراعاتها ضد بعضها تحقيقا لمصالحه
وتمزيقا لوحدة ليبيا شعبا وترابا .وتبدو البيئة الاجتماعية والسياسية الليبية الآن معدة لهذا الهدف : دماء وأحقاد وثارات وشكوك عميقة في النوايا . ما المنتظر بعد تشريد مليون ومائتي ألف مواطن ليبي في الدول المجاورة
لاجئين بؤساء يقطعهم القلق ولا يعرفون متى ينتهي تشردهم ؟ وفي الداخل أكثر من مائة ألف طردوا من بيوتهم
، واعتقال 17 ألف مواطن بينهم نساء لا تعرف أماكن اعتقال كثيرين منهم ، وتشهد منظمات حقوق الإنسان
على ما يلقونه من تعذيب جسدي ونفسي ستصحبهم آثاره الغائرة ما عاشوا إن كتب لهم أن ينجوا من تلك المعتقلات المتمردة على كل قانون أو خلق إنساني . قلنا منذ قليل إن التدخل الغربي سيمضي بليبيا إلى مآل
أفغانستان ، وأحسبه قولا متفائلا ؛ لأن احتمالات إضرار ليبيا وتمزيقها أكبر منها في أفغانستان . وقرب انسحاب
قوات الاحتلال من أفغانستان يقرر هذا الفارق الذي يرجع إلى : أولا : ثروة ليبيا وقربها جغرافيا من الغرب يسهلان السيطرة عليها . أفغانستان بينت أكثر من مرة _ وآخرها ما يوشك أن يحدث _ أنها مقبرة الإمبراطوريات . والخسائر البشرية التي قاست منها القوات الغربية فيها ترسخ صحة نصيحة مارشال
العلمين مونتجمري من لزوم الحذر من اقتراف الخطأين العسكريين القاتلين : غزو روسيا ، ودخول حرب
برية في أفغانستان . ولولا اعتماد أميركاعلى الطيران في غزو أفغانستان ربما ما فكرت في غزوها أصلا .
ثانيا : سعة مساحة ليبيا وصغر شعبها عددا يسهل سيطرة الغرب عليها . يكفي لهذه السيطرة التحكم في المدن الرئيسة القليلة . ثالثا : حتى عند ظهور مقاومة للسيطرة الغربية ؛ ستواجه هذه المقاومة صعوبة كبيرة نظرا للانقسام
العميق في الشعب الليبي ولاستبعاد أي مساعدة من الدول المجاورة لارتباط تلك الدول بالغرب إما اقتناعا وإما خشية . رابعا : لا تنسى إسرائيل وأطماعها المتنوعة في ليبيا ، ودور هنري ليفي في أحداثها كان وما زال جزءا
من الإشارة إلى تلك المطامع . ليبيا حشرت في عاصفة قاتلة .
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ضمير حي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 982
نقاط : 11044
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
رد: ليبيا في عاصفة قاتلة بقلم : حماد صبح
ياليــــــــت العمــــــــــــــــلاء يفقهــــــــــــــــــــــــــــــــــون !!
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ترهــوني ولد أشـــــــراف-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2592
نقاط : 13108
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
مواضيع مماثلة
» عاصفة رملية البريقة ليبيا~13-3-2011
» الديمقراطية في ليبيا ...( عندكش عندي !!) بقلم أبو يعرب الطرابلسي
» الوجه المليشاوي للحالة الإسلامية في ليبيا...بقلم :د.عبدالمنعم اللموشي
» أسد ليبيا, يوسف الأمين شاكير .. بقلم/ محمد جهاد إسماعيل
» لا للفتنة في ليبيا .. بقلم/ أسامه محمد المنصوري
» الديمقراطية في ليبيا ...( عندكش عندي !!) بقلم أبو يعرب الطرابلسي
» الوجه المليشاوي للحالة الإسلامية في ليبيا...بقلم :د.عبدالمنعم اللموشي
» أسد ليبيا, يوسف الأمين شاكير .. بقلم/ محمد جهاد إسماعيل
» لا للفتنة في ليبيا .. بقلم/ أسامه محمد المنصوري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي