الخطـــأ الكبيـــــــر..!

قبل سنوات خلت شاهدت في الإذاعة الليبية لقاء في طرابلس مع المفكر القطري د.محمد المسفر الذي ( كنت)
احترمه واقدر مواقفه العروبية والقومية .
وأتذكر جيدا إن من ضمن ما قاله: أن ليبيا لها دور عربي و أفريقي لم تستطيع تحقيقه أي دولة عربية
أو افريقية وأن ما قدمته ليبيا للأمة العربية وللقارة الإفريقية لا ينكره ألا جاحد لكن المشكلة أن كل هذا
الزخم لم يصل إلى العرب و العالم لان ليبيا لم تمتلك (ذراع ) إعلامية ضخمة, ولهذا ظل دور ليبيا مغيب ومبعد
في عصر الأعلام والمعلوماتية والانترنت . وظلت صورة ليبيا دائما مشوهه او ناقصة .
كلمات قالها ووضع يده على الجرح.
وللأسف المسئولين عن الأعلام في ليبيا لم يدركوا هذا ولم يعوه جيدا. ولا اعتقد أن أحدا منهم تابع هذا اللقاء!
ولم يستوعبوا دروس التاريخ من وزير دعاية هتلر إلى إعلام هوليوود والتايمز و(البي البي سي) إلى تدمير
الاتحاد السوفيتي إعلاميا إلى حرب الخليج إلى تصريحات (الصحاف) وانتهاء بالعربية والجزيرة.وغيرهم كثر.
فعلى سبيل المثال جعلت قناة الجزيرة من دويلة قطرائيل والتي كان الكثير لا يعرفونها حتى على الخريــطة ؟
جعلت منها استثناء في مشيخات الخليج . ومجموعة( الام بي سي) بما فيها (عربيتها ) التي نفذت مخططا لتلميع صورة ال سعود استمر لليوم وكانت أداة إعلامية في يد ال سعود ضد (جزيرة) ال ثاني .
وكل العالم يعرف الصحف اللندنية الممولة خليجيا وعالم الأعلام العربي والعالمي مملوء بالصحف والكتاب الذين يكتبون ويمجدون لمن يدفع أكثر. ويصنعون من التافه بطلا . ومن النكره نجما وعلما!.
أنني و كمواطن ليبي كنت أتسأل أين تذهب عشرات الملايين التي يتم رصدها كل سنة للاذا عه الليبية
والتي كنت أجدها في بند الميزانية العامة كل سنة. فأنا لم أجد شيأ على الواقع فالاستوديوهات من الثمانينيات
والمعدات عتيقة والفنيين اعتقد إنهم من الثمانينيات لم يتطوروا ولم يتغيروا. والنشرة لازالت تستخدم الأسلوب
الإنشائي الذي أكل عليه الدهر وشرب في عصر الإثارة والأخبار المتجددة كل ساعة. وللأمانة كانت الإذاعة الليبية المسموعة تختلف كثيرا عن المرئية في الطرح والنقاش والأداء وقد كانت متميزة بكل المقاييس.
كما أن التاريخ لن يرحم ثوار الخزي الخزي الخزي الناتو لأنهم جلبوا الاستعمار إلى ليبيا واستعانوا بالكافر على قتل أخوتهم وعاثوا فيارض ليبيا فسادا ودمارا وسفكوا الدم الليبي وجعلوا ليبيا (وكالة من غير بواب).
سيوف يلوم أيضا (المسئولين) عن الأعلام في ليبيا لأنهم لم يواكبوا الأحداث التي جرت في ليبيا وكانوا يذيعون
ألاغاني ؟! وغيبوا المواطن الليبي وجعلوه فريسة سهلة للقنوات الخليجية والنفطية والغربية والتي ظلت تبث
سمومها ليل نهار وتنفذ في أجنده ( خارجية ) خفية و قذرة.
حتى أقتنع المواطن الليبي والعربي والرأي العام العالمي وغصبا عنه إن هناك ثورة في ليبيا ؟
وإن هناك عشرات الآلاف من الجثث في الشوارع وان رجل الأمن الليبي (المرتزق) يقصف المدن
بالصواريخ ويقتل بالكلاشن كوف المتظاهرين (المسالمين) الطيبين الذين يحملون الورود في مظاهراتهم السلمية
ليسموها ثورة الورود الليبية على وزن ثورة الياسمين التونسية ؟
بل لدرجة أن مجلس الأمن الدولي أصدر قرارات وبالمخالفة لميثاق الأمم المتحدة وطبق الفصل السابع
بناء على تقارير وكالات الأنباء والصحافة العالمية طبعا بأستثناء الاذاعة الليبية التي لا يشاهدها أحد ؟ .
في الأحداث التي جرت لو أن ليبيا كانت تمتلك (أداة إعلامية) كالجزيرة لتغير الوضع جذريا ؟
ومـــا حدث الذي حدث .
فما سمي بثورة ليبيا (ومع احترامنا لمن له مطلب ) كانت على الفضائيات وينظر لها إعلاميون عرب وليبيون
يسكنون في فنادق الدوحة ويجلسون في استوديوهات جزيرتها ويتقاضون مرتباتهم من حكومتها ( غير الرشيدة)
ويأتمرون من (أميرها) المحمي بقاعدة ( العديد) .
ما المشكلة لو أن المسئولين عن الأعلام في ليبيا فعلوا مثل كل ما يفعل العالم ويشترون الأعلام بالمال ؟
ما المشكلة لو أنهم اشتروا كتابا وقنوات ومخرجين وفنيين ومذيعات صارخات الجمال يجعلنك تتابع النشرة من
اجل عيونهن ؟ ويجعلن منك أسيرا لابتسامتهن الماكرة.
وبما إن المال هو سيد الموقف .
ما المشكلة لو سيطرنا على الأعلام بأموالنا والحمد لله إن لدينا من المال الكثير .
فقد فعلها اليهود وسيطروا على هوليوود. ويسيطرون على الأعلام العالمي حاليا واقنعوا كل العالم أن الفلسطيني
إرهابي ومجرم وان اليهود (مساكين) يتم قصفهم من صواريخ الفلسطيني الإرهابي؟؟ وإن ما يسمى دولة إسرائيل
والتي لم تكن موجودة أصلا قبل 70 عاما أنها اعرق حضارة في الدنيا بأسرها.
وهم من يخلق الرأي العام في العالم كله وكما يريدون ؟؟؟
وقد فعلتها الدولة البريطانية ومخابراتها عندما صنعت (البي بي سي) قبل عشرات السنين لتكون أداتها الإعلامية
الاستعمارية. وتنشر حرية الفكر والتعبير حتى لو كانت بالاستهزاء بالأنبياء والسخرية منهم.
وقد فعلها شيوخ النفط الذين يسيطرون على الأعلام العربي وقنواته ويمتلكون مئات القنوات التي تهز الوسط
ليل نهار وتمتلئ بالفسق والفجور وعظائم الأمور على مدار الساعة. لتقتل الحياء العربي وتذبح الشرف والمرؤة
والكرامة العربية من الوريد إلى الوريد.
وتجعل من العربي (مسخ) مشوه لادين ولااخلاق ولاثقافة. ومجرد (أمعه).
وقد فعلها (حاكم) قطرائيل خريج الإعدادية عندما انقلب على أبيه وفي نفس السنة أفتتح قناة (الجزيرة) التي
جعلت الهارب من السجن وصاحب السوابق وسارق المال العام والجماعات المتطرفة (ثوار).
وجعلت حرق الجثث وقطع الصدور وشق القلوب والتنكيل والتعذيب والاغتصاب وسرقة الأسلحة ونهب المصارف (ثورة).
والعمالة للاستعمار والاستقواء بالكافر على الاخ في الدين والدم والوطن ( صداقة).
والخيانة انشقاق . وضباط الأمن سود البشرة (مرتزقة) والجيش الليبي (القوات اللشعب الليبي المسلح )وووووو.
ولم تنقل خبرا واحدا عن مئات الشهداء من الليبيين ضحايا الناتو. ولم تنقل صور واحدة لأشلاء أطفال ليبيا
وقد جعلت صواريخ الناتو وقنابله من أجسادهم البريئة أهدافا عسكرية؟
ولم يتكلم مراسل واحد لها عن تدمير كل البنية التحتية الليبية والمرافق العامة وشبكات الكهرباء والهاتف
والماء وحتى قسم الجغرافيا بجامعة الفاتح ؟؟
ولم تعرض تقريرا واحدا عن النبالم واليوراينم المنضب والفسفور الابيض الذي تقصف به ليبيا كل يوم.!
ما المشكلة لو استفاد مسئولي الأعلام من مبدأ (اكذب اكذب اكذب . يصدقك الناس) واشتروا أكبر الكذابين في العالم ليكذبوا ويكذبوا ويكذبوا. وهم معذورون لأن كل العالم يكذب . وعيني عينك ؟
وعلى رأي الليبيين (لاحشم لاجعرة).
وما المشكلة لوكانت لدينا قنوات إعلامية نستخدمها كأداة للابتزاز السياسي نبتز بها كل من لم يعجبنا اوتطاول
علينا. من شيوخ النفط والحكام التافهين الملعونين من شعوبهم صباح مساء؟
(ونوروه) النجوم في عز القايلة؟
ما المشكلة لو فعلوا ذلك في عصر الانحطاط العربي والتردي العربي والهوان العربي
و(النفط العربي) الذي هوسبب كل مشاكلنا وكل ما نعاينه ألان .؟!
ما المشكلة في ذلك. لان الحيادية كذبة والموضوعية خيال والأعلام الحر وهم والمصداقية دجل وخرافة.
لو فعل ذلك المسئولين الليبيين عن الأعلام لتغير الوضع واختلف اختلافا جذريا.
ولكانت وصلت الى العالم صورة أخرى تختلف عن صورة ( الفضائيات النفطية والقنوات الكاذبة ووكالات الأنباء
ورجال المخابرات المتنكرين كصحفيين وشهود الزور في الاستديو؟ ) وغيرها .
وساهمت كثيرا في صنع رأي عام ( عالمي ) مختلف عما نراه اليوم...
وربما كنا نستطيع أن ننقل مايجري في البحرين وقطرائيل ومشايخ الخليج من ثورات ربيعهم الفارسي
عفوا(العربي).
ونرصد واقع جزر طنب الكبرى والصغرى وابوموسى المحتلة ولواء الاسكندرونة المحتل
وسبته ومليلة المحتلتان والأهواز وحتى إقليم الباسك . وايرلندا واسكتلندا المستعمرتين.
والديمقراطية الأمريكية المتمثلة في حزبين و400 وشركة تحكم كل أمريكا.
والديمقراطية الغربية التي تعطيك حق التظاهر فقط وبترخيص ؟ والتطاول على كل شئ حتى الذات الالهيه .
وكنا نستطيع فعل الكثير والكثير.....
أخيرا.
هذه كلمات للمراجعة. أتمنى أن تجد من يستوعبها .

نعم يا أخي، صدقت بكل حرف كتبته، ولا أملك إلا أن أقول لك بارك الله فيك وفي قلمك الذي يجود علينا بالأفكار النيَرة والصادقة النابعة من قلب كاتبها.
فلك مني التحية على جهودك المبذولة، وأتمنى أن تجد من يستوعبها حقا.

كلامك صحيح خويا ,لكن ما حدث حدث ..وها هو الإعلام الليبي يرد الإعتبار لنفسه ...كان خطأ كبيرا أيضا ان أغلقت الليبية وهي التي بدأت تنجح وتتألق....هذا المشكل نواجهه اليوم في الجزائر فقناتنا في الحضيض وبرامجها ضعيفة جدا ومسيروها يفتقدون أدنى الكفاآت المطلوبة ...ورغم مشروع فتح الإعلام و إعطائه حرية أكبر ...يحاول بعض الحرس القديم تعطيله و إبطاء إنطلاقه .".لكي لا ينكشفوا كبارونات الفساد والتجارة الفوضوية الخارجة عن القانون وما احداث يناير ببعيد".وننتظر دخول القطاع الخاص ..لإنشاء قنوات قوية معاصرة ..وإطلاق المنافسة بينها ....لكن بشروط أولاها أن لا تتعدى البرامج على مقومات ديننا وثقافتنا ...إن الإعلام سلاح فتاك قد يحميك إذا كسبته وقد يهلكك إذا تسلط عليك ولم تملك له مضادا قويا ...

لابأس من نقد الذات ولكن للامانة وبواقعية شديدة لا يمكن التفوق على الاعلام الغربي وذيول الاعلام الغربي في منطقتنا العربية حتى لو صرفنا مال قارون كله ! لماذا؟ لانهم لن يسمحوا لنا الا اذا قلدناهم والتزمنا خطهم ونهجهم وسياستهم فلو اخذنا "العربية" كمثال لوجدنا ان تقنيتها تشبه تقنية الغرب وطرح الغرب وتفسير الغرب للاحداث والاخبار فهي تاسست او تزامن تاسيسها الحرب العدوانية على العراق وغزوه ثم احتلاله لتصبح و"الجزيرة" اداتين لشرعنة احتلال العراق بدءا بمسرحية "اسقاط التمثال" وانتهاء بتغييب اخبار المقاومة وبث الوهن في قلوب العراقيين والعرب كي يسهل استسلامهم وخضوعهم وقبولهم بالواقع الجديد .
اما فضائية "الخنزيرة" فقد قام بانشائها رئيس وزراء ووزير خارجية حمد-موزة حين جلب طاقم اذاعة البي بي سي الريطانية القسم العربي بكامل عدتهم الى الدوحة ويجاوروا اكبر قاعدتين امريكيتين في المنطقة والعالم , وهاتان القاعدتان هما اساس قوة فضائحية "الخنزيرة" حيث تم الاعتماد عليهما لارهاب الاخرين بدءا بالجار الصديق اللدود ,السعودية, وتليها البحرين وعمان والكويت والامارات في احايين مختلفة وطبقا للظروف والامور المستجدة والتي تستدعي الضغط على تلك الدول لقبول امر امريكي صهيوني , توسعت بعدها الخنزيرة لتشمل بشرها كل دول الوطن العربي
ان الاعلام العربي الرسمي لا يختلف كثيرا بين دولة واخرى , والاعلام الليبي لم يكن يطمح لمنافسة الاعلام الغربي اصلا ولم يكن لليبيا اي طموح توسعي على حساب جيرانها العرب او الافارقة كما كان لجزيرة قطرائيل حمد موزة او عربية الجوهرة والوليد المرتبطتان فكريا ومنهجيا بالمشروع الامريكي التدميري للامة
لا نريد لاعلامنا الشريف ان يكذب فنحن عرب ومسلمون والغاية عندنا شريفة ويجب ان تكون وسيلتنا لبلوغها شريفة ايضا اما هم فغايتهم الغير شريفة تبرر وسائلهم الغير شريفة فبعدا لهم ولشياطينهم , الله معنا ولنا وعده ولن يخلف وعده وإنا لمنتصرون باذن الله
اللهم انصر احرار ليبيا قيادة وشعبا وسدد ضرباتهم على اعدائهم واعداء الامة والانسانية والدين , اللهم اجعل كل كلمة بسيطة تخرج من فم اعلامي او كاتب او قارئ سهما في صدور الاعداء , اللهم اجعل كيدهم في نحرهم يارب العالمين اللهم ارنا فيهم يوما كيوم عاد وثمود وقوم صالح واصحاب الايكة وفرعون ذي الاوتاد
اللهم اجعل النار بردا وسلاما على ليبيا