ليبيا وعودة فلول القذافي

تعيش 'ليبيا الجديدة' وضعا داخليا يتسم بالتوتر على الصعد كافة، فالثورة التي جاءت من اجل بناء نظام ديمقراطي شفاف ودولة عصرية بدأت تصطدم بالعديد من الالغام شديدة الانفجار تنفجر الواحدة تلو الاخرى.
الحرب الاهلية بدأت تكتسب زخما مقلقا بعد اتساع دائرتها الجغرافية، وحكومة مجلس اللا وطني الانتقالي باتت عاجزة عن ادارة البلاد في مختلف المجالات ليس فقط على صعيد ضبط الامن، وانما ايضا على صعيد جمع القمامة وهو ابسط المهام.
الاشتباكات بين قبائل التبو ونظيرتها العربية، في سبها تهدأ لكي تشتعل من جديد وتقصف اعمار العشرات ان لم يكن المئات، والصدامات بين ثوار الزنتان في جبل نفوسة جنوب طرابلس وانصار نظام العقيد معمر القذافي باتت الحديث الابرز للمجالس والمنتديات، والشيء نفسه يقال ايضا عن قصص الفساد ونهب المال العام.
فمن كان يتصور انه بعد ما يقرب من العام من سقوط نظام العقيد معمر القذافي ان تقتحم ميليشيات 'الاوفياء' التي يقال انها موالية للنظام السابق مطار طرابلس الدولي لمدة يومين وتعطل الملاحة فيه؟
وكان من الطبيعي ان يدفع هذا الوضع المتأزم مجموعة من سفراء النظام السابق الذين انضموا الى الثورة الى اصدار بيان وقعه العشرات يعبرون فيه عن استيائهم الشديد من تدهور الاوضاع في البلاد، ويتهمون مجلس الانتقامي والميليشيات المنضوية تحت لوائه بالتكالب على السلطة، وتصفية للحسابات، ونهب واضح للمال العام.
الموقعون على البيان قالوا صراحة 'ان الثورة انحرفت عن المسار الذي ضحى من اجله الآلاف من الليبيين بارواحهم، فيما لم يزل آلاف اخرون اما جرحى او مفقودين لا يعلم مصيرهم احد'.
لا نعتقد ان هذا البيان الذي جاء بمثابة صرخة مدوية وجرس انذار للمجلس الوطني الانتقالي سيجد الصدى الذي يستحق رغم اهميته، فليبيا تتحول بسرعة الى دولة فاشلة، باتت تسيطر عليها ميليشيات وجماعات اسلامية متشددة تتصارع فيما بينها على مناطق النفوذ.
فالغرب الذي حسم تدخله العسكري الاوضاع على الارض باطاحة نظام العقيد معمر القذافي لم يشارك مطلقا في بناء هياكل الدولة ومؤسساتها، وانتهت مهمته فور ضمان تدفق النفط الليبي الجيد الى مصافيه ومستهلكيه.
ولعل ما هو اخطر من كل هذا هو تواتر انباء عن قيام انصار النظام السابق بتجميع انفسهم والبدء في تحرك عسكري في مناطق عدة، وتنفيذ عمليات اغتيال ربما من بينها تصفية القاضي الذي امر باعتقال اللواء عبد الفتاح يونس قائد جيش الثوار ووزير الداخلية في النظام السابق.
وكان لافتا ان تنظيما جديدا اطلق على نفسه 'الضباط الاحرار' اصدر بيانه الاول قبل يومين تعهد فيه بتطهير البلاد 'من الطغمة الفاسدة العميلة التي تتولى السلطة بعد اسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي ومقتله'.
ليبيا الجديدة على ابواب ايام صعبة قد تتطور الى حرب اهلية قبلية دموية يتحمل مسؤوليتها الغرب اولا ومجلس الانتقامي الليبي الذي فشل فشلا ذريعا في اقامة نظام عصري قوي يلتف حوله كل الليبيين ويحل الميليشيات وينزع اسلحتها ويعيد الامن وسيطرة الدولة على مختلف انحاء البلاد.
Twier: @abdelbariatwan

قرأت هذا المقال في القدس العربي

وفي موقع ايلاف

رغم انني أختلف مع المتلون الطائش عطوان الذي عض اليد الذي امتدت اليه .

إلا أن هذه المقالة بداية استفاقة لرجل كنا نعتقد أن هذه الفورات المدعومة خارجيا لا تنطلي عليه .

لكنه سار في ركبها واليوم اكتشف نذالتها وبدأ في العودة إلى حيث كان في صفه القومي الذي عرفناه به.

قد يغرر بي وبك أنت اخي العضو لكن أن يغرر برجل كنا نظن أنه قمة في القومية والعقل فهذا ما لم نكن نتوقعه.

أما عن ليبيا الجديدة فإنها لو لم تعد الشرعية كما سبق وتحدثت في أحد المواضيع فإنها سائرة في طريق مجهولة .

لك الله يا ليبيا

عبد الباري عطوان
واحد وسخ حاشي الشرفاء اللي يقرو في الموضوع

بغض النظر عن كون تلون عبد البارى عطوان او انه فقد المسار وعاد من جديد .كلامه هذا اخوتى يصب فى مصلحتنا ومصلحة المقاومة فلاباس به بما انه يخدمنا

لقد كنت من الشغوفين أن أتابع مقالاتك أبنما وردت وخاصة على الصفحة الأولى من جريدة القدس العربية التى تمتلكها ، وأنتقل إلى أية
محطة فضائية أعلم أنها ستجرى معك مقابلة مباشرة أو على الدائرة المغلقة أو صوتية عبر الهاتف مما يدل أننى أرتاح لتحليلاتك فى أى
مجال وخاصة فى تطورات الأحداث فى الساحات الساخنة والمضطربة ، وألاحظ التجهم على وجهك عندما تتوقع سوءاً فى أية ســـاحة
عربية أو إسلامية مما يدل على إنتمائك ، غير أن إنطباعى عنك إهتــزّ كثــيراً فى موقفك من أحداث ليبيا وإعتزازك بمعمر القذافى والذى
كنت من أهم المؤيدين له فى قول الحق والشجاعة فى المواجهة وصدقه فى الدفاع عن العرب وخاصة قضية فلسطين ، وتأييدك للطـــرح
الشعبى والجماهيرى ، ولم أجد تفسيراً لما دهاك خاصة وأنك عملت فترة فى ليبيا فى بداية حياتك الصحفية .. أرجو الإجابة بصدق .

هذا المقال مكرر وحتى وان كان من عطوان او غير عطوان فهو ذليل واضح على بداء نزول الغيث النافع من حيث ان الراي العام العربي والدولي وحتى الثورنجيون الخونه وبعض الخوارج وصلوا الى حقيقه مفادها
ان مايجري على الارض هو حاله من الانحطاط والتخبط في مختلف الاوجه وانه عمل غير صالح ولم تنل منه ليبيا الا الدمار والخراب فبات الامن والامان حلما ينشده الجميع بعد ان كانت ليبيا ارض الامن والامان، ومن دوله تمتلك احتياطي هائل من العمله الصعبه وتقارع الراسماليه العالميه المنهاره الى دوله على شفي جرف هاري . ومن دولة كبحت جماع القاعده وامها واخواتها الى دوله معقلا امنا للزنادقه بمختلف معتقداتهم.
هذه النتائج وغيرها التي وصل اليها العدو قبل الصديق تضع الليبيين والعالم امام حقيقه واحده وهي انه لابد من مخرج لهذه الكارثه ، لان ليبيا على هذه الحال سوف ينكوي بنارها ليس الليبيين فقط بل كل من ساهم ومن لم يساهم في تذميرها .
الظروف قد تكون جد مواتيه لاي عمل من شانه ان ينتشل ليبيا من هذا المستنقع الفاسد ويعيد ولو شئ مما افتقده الليبيون.