قائد الثورة واليزابيت /مقال رصين للكاتب أبوفاطمة

قفز إلى ذهني مقارنة قائد الثورة والملكة اليزابيت ملكة المملكة المتحدة
وذلك بمناسبة الذكري الستين لاعتلائها عرش المملكة او كما يسمي اليوبيل
الماس (Diamond jubilee) بعدما رأينا الاحتفالات الشعبية فى أرجاء بريطانيا
ودول التابعة لتاج الملكي ومقدار الحب والوفاء وألاعتزاز الذى أظهره الشعب
للملكة وعائلتها.
العائلة المالكة
لها تاريخ طويل جدا فهي من وحدتْ المملكة بالقوة كل ملوك بريطانيا لم
يسمحوا بأي حركة إنفصالية فقد قوبلت كل المحاولات بقوة عنيفة سقط ضحايا
كثر ولم يذكرهم أحد وفرضت القوانين التى بنيت عليها الدولة و لزالت يعمل
بها إلى هذه اللحظة وكانت رائدة فى الديمقراطية النيابية وذلك بمشاركة
الملك فى إدارة الدولة عبر نواب وكان أول برلمان يُنْتخَبْ فى عام 1649 عن
طريق الاقتراع السري ولاحقاً اعطيت المرأة حق التصويت, بعد محاولات للحد
من صلاحيات الملك فى الاعوام 1066 و1215 صدر قانون الوحدة عام 1707 ودمج
البرلمان الاسكتلندي ثم التحق بهم البرلمان الايرلندي عام 1801 ليسمي بعد
ذلك برلمان المملكة المتحدة واحتفط الملك بجمع الضرائب ,ملكية الارض, قيادة
الجيش ,حل البرلمان وتصديق على الانتخابات بما فيها إختيار رئيس الوزراء
ولازالت الملكة تحتفط بهذه المهام وجاهزة دائما للتدخل لحماية الوحدة
الوطنية فهى القائد الاعلى للجيش .
الملكة وعائلتها هى الرمز للوحدة
الوطنية والقانون والامن والعراقة فهى مقدسه عندهم وتعتبر المرشد وبانى
المملكة العظمى وصانعت الامجاد صورها موجودة دائما فى كل الدوائر الحكومية
تقديراً وإحتراماً لها كأب لكل أبناء المملكة فهى مبجلة ولها كل التقدير
والاحترام فى اى مكان تتطأه قدميها وأخرها الاحتفالات الكبري بعيدها الستين
كملكة فهو يوم وطني رفُعَتْ فيه الاعلام وصورها.
إن وجه التشابه
بينها وبين قائد الثورة مع الاحتفاط بثوريته وزهده وترفعه على حياة البدخ
فمعمر القدافى قاد ثورة وحدتْ ليبيا وبنتْ مجد وعندما كان رئيساً تحسن دخل
المواطن وشيدت المصانع والمساكن وسٌنتْ القوانين لبناء دولة وسلم السلطة
إلى الشعب فى عام 1977 ليكون الرائد فى الديقراطية المباشرة. الفارق إن
معمر القدافى لا يملك الارض ولا القصور ولا يعامل كالملوك ولايحمل أي فرد
من عائلته لقب ملكي ولاتجمع له الضرائب ولا ليس له أطماع إستعمارية بل يدعو
إلى تحرير الشعوب. فمادا حدث فى ليبيا والمملكة المتحدة؟
فى ليبيا لم
يستوعب كل الليبين النطام الجماهيرى والاستفادة من المنطومة لتمرير
مايشاؤن والمطالبة بأي شئ حتى من باب التحدي وفى الجانب الاخر أجتهد
البريطانيين واستغلوا النطام والمؤسسة البرلمنية والحكومية وحافطوا على
كيانهم ووحدتهم بما فيها مستعمراتهم فأصبحت بريطانيا دولة عظمى فى كل
المجالات وعلى كل الصعد.
الليبين وليس كل الليبين لم يكونوا أوفياء
لقائد الثورة واطلقت عليه الاتهامات جزافاً ووصف بالدكتاتور وغيرها ولم
يستعمل القوة للحفاط على وحدة ليبيا كأب وموحد ليبيا وخاطب العقول والنخوة
والوطنية. فى المقابل البريطانيين يدينون بالوفاء والطاعة لملوك
بريطانيا بالرغم أن الدكتاتورية من صفات الملوك فهم خط أحمر جنب إلى جنب
مع وحدة التراب والامن .
فالشعوب العظيمة تكرم وكرمت رموزها وشعبنا
لم يكرم رمزه فكانت النتيجة وبلاً علينا وفقدنا كل شئ حتى إحترام الشعوب
فياحسرتا. رَبّ اكفِني حسرةَ النّدامةِ في الــعُقبَى، فإنّي مُحالِفُ
النّدَم أبي العلاء المعري---------------------------------------
المصدر : الحوار السياسى الليبي