أيامنا والربيع العربي وسراب القيعة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أيامنا والربيع العربي وسراب القيعة
مقال جيد بعنوان: أيامنا والربيع العربي وسراب القيعة
على الرابط
http://libyahewar.blogspot.com/2012/07/blog-post_11.html
على الرابط
http://libyahewar.blogspot.com/2012/07/blog-post_11.html
على عكس أيامنا فترة السبعينات والثمانينات، نعيش في هذا العصر أياماً أقلَّ ما يُمكن أن نصفها به أنها أيامٌ كئيبة.. فبرغم أن سنوات الماضي كانت سنوات فقرٍ وعوزٍ وسوء تغذيةٍ لأكثر من ثلثي من هم على البسيطة.. برغم ذلك فإن تلك السنوات كانت سنوات مباركة هنيئة كل شئ فيها له طعمٌ ولون ورائحة.. أما والآن، وقد تغير كل شئ، وما كان خيالا أو مستحيلاً أصبح في المتناول، فقد انتُزعت البركة والسعادة من حياتنا، وبتنا كمن يسبح في بركة وحل وهو يلبس أفخر الثياب.
في الماضي، كنا نرى مدى اهتمام آبائنا بل وأمهاتنا بقضية فلسطين، وبفكرة القومية العربية، فيولد لهم الطفل فيسمونه جمال، على جمال عبد الناصر، أو ناصر، أو فيصل، فالأسماء التي كانوا يختارونها كانت تقع ضمن دائرة اهتمامهم التي هي قومية عروبية إسلامية، بعكس أسماء جيل اليوم التي هي الأخرى تعكس اهتمامات الناس في هذا العصر، حيث الأسماء مهند ولاميس وأبو شهاب.. وكانت بؤرة القلاقل والتغييرات في الوطن العربي لا تتعدى محيط دول المواجهة بحال.. فقد كانت المنطقة العربية تمر بفترة راحة من سنوات مرّت عليها وأهلها يصارعون الاستعمار ويسعون إلى الاستقلال، وقد تلى هذا فترةٌ من عدم الاستقرار نتيجة الصراع على السلطة وتحول رفقاء النضال إلى غرماء في بعض البلدان، وقد استمرت هذه الحالة عشرين سنة تقريباً وهي فترة عقدي الخمسينات والستينات اللتين اتسمتا بكونهما فترة الانقلابات العسكرية.. ثم بدأت الأمور بعد ذلك تستقر إلاّ على صعيد واحد وهو صعيد المواجهة مع إسرائيل، وقد كانت هذه المواجهة بذاتها عامل استقرار في معظم البلدان العربية، وعامل التحام للشعوب مع قياداتها، وهانت أمامها كل إشكاليات الحياة العادية، فتقييم الناس لحكامهم لم يكن على ما يوفرونه لهم من رفاهية ومرتباتٍ وخدمات، بل كان على مواقفهم تجاه قضايا الأمة وأولها قضية فلسطين التي أضحى اليوم مجرد وجودِها في مقالٍ كهذا سبباً لأن يذر كثيرٌ من القراء المقال برمّته، فقد أصبحت كالاسطوانة المشروخة، لا يستمع إليها أحد.
لقد قامت الثورات العربية في فترة الخمسينات والستينات ضد أنظمة اعتبرها الناس آنذاك خائنة لقضايا الأمة، ومتاجرة بمصيرها.. وبدأت هذه الثورات في مصر، حيث ثار الجند على النظام الملكي جراء الانتكاسة التي شهدتها الأمة بهزيمة الجيوش العربية في حرب عام 1948، وقد سبق هذه الثورة ثورة مضادة في سوريا ضد حسني الزعيم وذلك في العام 1949م، وكان من بين أسباب هذه الثورة المضادة ضد الزعيم أنه خلق سخطاً بين الضباط بتعيينه اللواء عبد الله عطفة الذي أخفق كقائد للجيش السوري في الحرب الفلسطينية وزيراً للدفاع. كما ثار الجيش في العراق في العام 1958 على النظام الملكي، وكانت حرب فلسطين أهم أسباب الثورة.. وفي ليبيا قام الجند بالإنقلاب على النظام الملكي عام 1969م نتيجة تواطئه مع الغرب، وتمكينه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل من استعمال الأراضي الليبية لضرب مصر في العام 1956، و1967م.
فالمد إذن كان مداً عروبياً قومياً، والاهتمام الأكبر كان بقضايا الأمة، بينما الواقع المعاش والفساد وإن كانا من بين أسباب تلك الانقلابات، إلا أنهما لم يكونا من أسبابها الرئيسة، السبب الرئيس هو العمالة للغرب، والتواطؤ ضد قضية فلسطين، لذا قامت هذه الثورات ووضعت في أعلى سلم أولوياتها نصرة قضية فلسطين، ثم جاءت باقي الأولويات ومن بينها القضاء على الفساد، وخلق المساواة بين الشعب، وإرجاع حقوقهم المنتهبة وغيرها من المطالب.
الآن معظم الناس يعيشون في بحرٍ من الرفاهية، ، وفقراء اليوم هم أولئك الذين لا يستطيعون تغيير أثاثهم مرةً في العام، وهم من يركبون السيارات المستعملة، وهم من لديهم هواتف جوّالة بكاميرة واحدة، وهم من يعالجون في المستشفيات الخاصة في بلدانهم أو في الدول المجاورة، أي لا يمكنهم العلاج في أوروبا.. هؤلاء الفقراء، بخلاف فقراء السبعينات الذين كانوا يلبسون الممزق من الثياب، لم يستطيعوا الصبر على فقرهم، ولم تعد قضايا الأمة وأولها قضية فلسطين تشغلهم، ولم يكن مجدياً أن تذكرهم بأن الرزق بيد الله، وأن الستر نعمة، والقناعة كنز، فهم يرون أنهم تعساء مظلومون، حصتهم من الثروة حال بينها وبينهم متنفذون فاسدون، وأنه بالإمكان التغيير إلى الأفضل، فثروة كل بلد كافية لأن يركب أهله السيارات الفارهة، بل ويعيشون الحياة التي يرونها في الفضائيات، قصور وسيارات دفع رباعي وخادمات آسيويات، إذن لابد من التغيير، ولابد من الثورة، ولابد من قشة تقصم ظهر البعير، وقد وقعت القشة، عندما أشعل البوعزيزي النار في جسده، وتلقفت الخبر الفضائيات لتبثه أمام باقي فقراء الألفية الثالثة، وبارك الخطوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عندما أعطى رئيسه البوعزيزي صك الشهادة، وامتدت عدوى الشهادة إلى باقي المدن العربية، القاهرة ثم بنغازي ثم صنعاء ثم حلب، ووجدنا دول الغرب وعلى رأسها أمريكا تقدم الدعم لطلاب الشهادة بالكلمة أولاً، ثم بالمال والعتاد والمقاتلين والخبراء على الأرض وفي السماء، وصُنّف القتلى من الطرف المدعوم على أنهم شهداء، برغم أن قتالهم ليس في سبيل الله، هو قتالٌ في سبيل الديمقراطية، ولذلك دعمته أمريكا وفرنسا وبريطانيا، ولو كان في سبيل الله لوقفت هذه الدول موقفاً مغايراً، وقد تطور القتال في ليبيا إلى قتال من أجل الغنائم، وصُنف حلف النيتو الذراع الطولى للصهيونية على أنه حلفٌ مباركٌ كحلف الفضول، وسُمي غزو المدن تحريرا، وسُمي نهب بيوت الناس تمشيطاً، وهلم جرا، والأمر على نحو أفظع نراه اليوم في سوريا، حيث ترتكب المجزرة تلو المجزرة، فتنسينا التالية فظاعة الأولى، ولا يدري أحدٌ من الجاني.
إن ما نعيشه اليوم وما سيكون عليه المستقبل، يحتاج إلى تفسير ما ورائي، لأن معطيات الواقع لا تنبئ بشئ، فالأمور متداخلة، وكل ما يجري هو عكس التوقعات، بدءا بالربيع العربي، وتدخل النيتو لصالح المستضعفين في الأرض، وانتهاء بانقسام الناس في نظرتهم إلى هذا الربيع، حيث انقسموا إلى فريقين كلٌ يرى أنه الصواب وغيره الخطأ، وكل يرى أن موقفه بمثابة تذكرة دخول إلى الجنة ونيل رضا رب العالمين، وأن الآخر قد تبوأ بموقفه مقعده من النار وأنه سيحشر مع هامان وفرعون وأبي بن خلف، ثم دور الخطاب الديني في هذه الملحمة، فكل فريق استعمل ما يوافقه لحشد التأييد، أصحاب الربيع العربي استعملوا الخطاب الوسطي، الذي ينتمي إلى مدرسة الخلف، والذي يرى أن الانتفاضة على ظلم الحاكم واجبٌ ديني، والقول بغير ذلك هو من قبيل فقه (الاستنعاج)، وأن الثورة على الملك الجبري هي طريق تحقيق الخلافة التي هي على منهاج النبوة، بينما استعمل الفريق الثاني الخطاب السلفي، الذي يمنع الخروج على الحاكم إلا إذا أتى بكفرٍ بواح فيه من الله برهان، وأن التظاهرات للمطالبة بالحقوق بدعة وباب للفتنة، وأن الثورة خروج عن المنهج وفتح لباب الهرج وسفك الدماء.
طبعاً كلا الفريقين، وقد تصدر نافذة الخطاب الفقهاء، أتى بما يراه من الأدلة، وقام بتفنيد ما أتى به الفريق المقابل من أدلة، وبقي كثيرٌ من الناس كمن يشاهد مباراة في (التنس) يحرك رأسه يميناً وشمالا ولا يكاد يستقر على حال، مع أن الأمر جلل، ولا يحتمل التردد، ولا يحتمل أن يفتي فيه الفقهاء في الاستديوهات المكيفة التي تبث برامجها –مدفوعة الأجر- عن طريق أقمار العم سام وعبر جودة الإتش دي، وما يتخلل الفتاوى من دعايات عن مزيلات البقع والحفاظات النسائية والشيكولاته السويسرية.
إن اهتمام العرب بربيعهم العربي على النحو الذي أنساهم قضيتهم الرئيسة، بل وهونها في نظرهم، وربما سيساهم في خلق أجيال لها قضاياها الخاصة، ما هو سوى انكفاء على الذات، ونكبة أشد من نكبة عام 1948م، وقد رأينا أن ما مات الناس لأجله وانتحر المنتحرون بسبه في بلدان الربيع العربي هو كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.. فتونس قامت بثورتها من أجل الحرية والعدالة، ووجد حزب النهضة ضالته المنشودة، وفرصته التي ناضل من أجلها لسنوات، فرصته في نشر العدل، والمساواة، وتحقيق الديمقراطية والرفاهية للشعب التونسي، وعندما تولى زمام الأمور أسقط في يديه، وعلم كم أن الطموحات أحياناً ليست في مستوى الواقع، وبات كمن ادعى أن الحصان يرتقي الشجرة، فأعطوه حصاناً، وقالوا له: هذا حصانك وهذه هي الشجرة.
وفي ليبيا خرج الناس بثورتهم المباركة من حال إلى حال، الأول كانوا يُحسدون عليه، والآخر، رثاهم فيه أهل الصومال، وبكاهم فيه أهل العراق، واستغربهم فيه أهل أندونيسيا، واستغباهم فيه أهل فرنسا، وقد تحولت ليبيا من نظام حكم الفرد إلى نظام حكم الميليشيات، ومن بلد يدّعي مناصرته لقضايا الأمة، إلى مشروع بلد يجهر ببيع قضايا الأمة، ويفخر بعمالته لليهود، ويبني مستقبله على دوره المنشود فيما يحاك من مؤامرات ضد الإسلام والمسلمين بل والناس أجمعين.
وفي مصر أزيل مبارك ليأتي بعده إما خليفة لمبارك، يحمل كل صفاته التي خُلع بسببها، وإما ممثلاً لجماعة ما هو خاف من حقيقتها أكثر مما هو معروف، وفي الحالين سيظل الحالمون في أحلامهم ولن يتحقق منها شئ.
إن حراك الشعوب وإن كان أمراً لا مندوحة منه، فإنه ليس دائماً في الاتجاه الصحيح، وليس دائماً دليل صحة، وقضايا العدل والمساواة والرفاهية هي قضايا هلامية، والمطالب التي تكتنفها لا حدَّ لها طالما الباب مفتوح، وإلهاء الناس بمثل هذه القضايا هو نوعٌ من الشراك، تم استعماله جيداً، وتم صرف المسلمين من خلاله عن قضيتهم الأساسية التي هي أكبر من الأحلام التي تداعب الجفون، فالفلسطينون يُذبحون كلَّ يومٍ حقيقةً لا كذبا، لكن الاهتمام بما يُبث عن ثورات الربيع العربي، وما يصاحبه من بهرجة إعلامية، وفنتازيا سسينمائية، غطّى على الحقائق التي تحدث على الأرض من اعتداءات يهودية على إخواننا الفلسطينيين.. منذ سنوات شهدنا مجازر ارتكبها الصهاينة في حق العرب كمجزرة قانا، هذه المجازر لم تستنهض أحدا من المشايخ كما استنهضهم قتال المسلمين بعضهم بعضاً، فلقد رأينا دعاةً يشار إليهم بالبنان، سحرت أعينهم الفضائيات، فنبذوا عمائمهم، ولبسوا بزات قوات المارينز الأمريكي، وتطوعوا للجهاد الذي يُرضي العم سام، وقد كان هؤلاء الدعاة أحياءً يرزقون وقوات المارينز تقتل الشيوخ الذين اعتصموا بمساجد الفلوجة، ولم ينبس أحدهم ببنت شفة، وما جرى في سجن أبو غريب تناساه أولئك الدعاة ولبسوا بزات جلادي أبي غريب!
أخيراً يحق أن نتساءل، إلى متى نبتلع الطعم تلو الطعم ولا نأخذ العبرة ولا نجد من يتحدث بصوت مسموع عن حقيقة ما نحن فيه؟ إلى متى وبأسنا بيننا، ولا نجد عدواً حقيقياً سوى أنفسنا؟ إلى متى ونحن في بحر الظلمات نسير من غير هدى إلى حتوفنا؟ أين عقول القوم؟ أم هو ما قاله النبي؟ فعن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: إن بين يدي الساعة الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل، قالوا: أكثر مما نقتل؟! إنَّا لنقتل كلَّ عام أكثر من سبعين ألفاً، قال: إنَّه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذٍ؟!، قال: إنَّه لتُنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباءٌ من النّاس، يحسب أكثرهم أنهم على شيءٍ، وليسوا على شيء.
حامد شاكر/كاتب ليبي
الوطني الليبي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 141
نقاط : 10195
تاريخ التسجيل : 15/05/2011
. :
رد: أيامنا والربيع العربي وسراب القيعة
بارك الله فيك اخى على النقل فعلا مقال جميل ويحكى عن الواقع
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا التحدى- .
- الجنس :
عدد المساهمات : 19246
نقاط : 33569
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
. :
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
مواضيع مماثلة
» أيها الشهيد البطل قبل 42 عاما تشرفتم بقيادة ثورة شبابية حقيقية بعيدة عن ثورات الفيسبوك والربيع العربي
» واقع التربية وسراب الارقام
» واقع التربية وسراب الارقام
» واقع التربية وسراب الارقام
» هوليود يطبقها جنود الناتو والربيع الصهيوني على ارض الواقع
» واقع التربية وسراب الارقام
» واقع التربية وسراب الارقام
» واقع التربية وسراب الارقام
» هوليود يطبقها جنود الناتو والربيع الصهيوني على ارض الواقع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 16 نوفمبر - 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي