ميلاد دولة جنوب السودان الانفصال .. هل يضمن الاستقرار؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ميلاد دولة جنوب السودان الانفصال .. هل يضمن الاستقرار؟
ينتهي اليوم زمن السودان العملاق الذي ظلّ لعقود طويلة بشكل أكبر دولة عربية وافريقية مساحة بعد أن مرت عليه سكّين الانفصال وذبحته من الوريد إلى الوريد، ليبدأ التأريخ لميلاد دولة الجنوب التي سيؤدي قيامها ليس فقط إلى تغيير خارطة العام ومصير السودان وشعبه، بل سيطرح علامات استفهام عديدة عن إمكانية استنساخ هذه السابقة الخطيرة في دول عربية أخرى وعن أهداف الفاعلين الحقيقيين الذين كانوا وراء هذه المؤامرة الخطيرة واستعملوا كل أوراق الضغط بما فيها مشنقة الجنائية الدولية التي فَتَل حبلها ''أوكامبو'' وجهزها للرئيس البشير قصد إرغامه على الرضوخ للأمر الواقع والقبول بالإجهاز على السودان وتمزيق أواصره...
اليوم وفي غفلة أو غض طرف أو تواطؤ من" الأشقاء" العرب ، هاهو السودان يمضي إلى المقصلة وينتهي إلى التقسيم ظاهريا تنفيذا لما أقرته اتفاقية ''نيفاشا'' للسلام الموقّعة عام ٢٠٠٥، والتي أنهت عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وخفيّا تجسيدا لمخطط يرمي بالتأكيد إلى تحقيق مصالح من يقفون وراءه وفي مقدمتها الذهب الأسود والثروات التي يزخر بها الجنوب على وجه الخصوص.
ورغم أن المصاب الذي حلّ بها جَلَلُ فإن الأمة العربية لن تعلن الحداد ولن تذرف الدموع ولن يسكنها الخوف خشية أن يصلها سكين التقسيم في يوم من الأيام، بل ستبارك تقسيم السودان، وستشارك الجنوبيين احتفالات نصرهم وميلاد دولتهم وستصوّت بعد أيام لصالح انضمامها إلى الأمم المتحدة لتصبح عضوا رسميا يتمتع بكافة الحقوق مثل المشاركة في المؤتمرات الدولية والانضمام إلى الهيئات التابعة للمنظمة الأممية وتعيين مندوب دائم لها فيها، علاوة على احتمال دخولها مجلس الأمن كعضو غير دائم طبقا للقوانين المعمول بها في هذا الشأن.
إن ''تحرم'' ''وجود'' العرب لا حدود لهما، فبعد تقديم فلسطين للصهاينة على طبق من ذهب، هاهم يباركون ''بتر'' السودان ويتجاهلون من فرط سذاجتهم بأن من يتنازل لأول مرة سيظل سائرا في طريق التنازلات إلى أن ينتهي به المطاف عاريا مجردا حتى من ورقة التوت. ويغيب عنهم بأنه بعد فلسطين والسودان سيأتي الدور على بلدان عربية أخرى لتُفَتَت وتهان وتضعف أكثر مما هي ضعيفة ومهانة.
اليوم يعلن الجنوبيون فرحتهم الكبرى وانتصارهم التاريخي ويستقبلون التهاني ويقيمون الأفراح.
أما الشمال فقد يدفن رأسه من الرّمل حتى لا يرى هزيمته النكراء أو يكتفي بالعضّ على أصابعه حسرة وندما على أرض فرط فيها وعجز عن صيانتها.
ويبقى مستقبل العلاقة بين دولة شمال السودان ودولة جنوبه مرتبطة بتسوية العديد من القضايا العالقة لعلّ أهمها قضية ''أبيي'' التي أراها قنبلة موقوتة مزروعة على الحدود التي سطرتها سكين الانفصال.
كما يبقى في الأخير الإشارة إلى أن الهدنة التي أعلنتها الجنائية تجاه الرئيس البشير قصد إتمام عملية تقسيم السودان بنجاح، قد تطغى تماما ليستأنف ''أوكامبو'' حملته ضده قصد تفعيل مذكرة توقيفه.
ويخشى كثيرون من أن يشهد السودان أزمة مفتعلة أخرى مثل تلك التي تعيشها بعض الدول العربية
الكاتبة والصحفية الجزائرية:فضيلة دفوس
اليوم وفي غفلة أو غض طرف أو تواطؤ من" الأشقاء" العرب ، هاهو السودان يمضي إلى المقصلة وينتهي إلى التقسيم ظاهريا تنفيذا لما أقرته اتفاقية ''نيفاشا'' للسلام الموقّعة عام ٢٠٠٥، والتي أنهت عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وخفيّا تجسيدا لمخطط يرمي بالتأكيد إلى تحقيق مصالح من يقفون وراءه وفي مقدمتها الذهب الأسود والثروات التي يزخر بها الجنوب على وجه الخصوص.
ورغم أن المصاب الذي حلّ بها جَلَلُ فإن الأمة العربية لن تعلن الحداد ولن تذرف الدموع ولن يسكنها الخوف خشية أن يصلها سكين التقسيم في يوم من الأيام، بل ستبارك تقسيم السودان، وستشارك الجنوبيين احتفالات نصرهم وميلاد دولتهم وستصوّت بعد أيام لصالح انضمامها إلى الأمم المتحدة لتصبح عضوا رسميا يتمتع بكافة الحقوق مثل المشاركة في المؤتمرات الدولية والانضمام إلى الهيئات التابعة للمنظمة الأممية وتعيين مندوب دائم لها فيها، علاوة على احتمال دخولها مجلس الأمن كعضو غير دائم طبقا للقوانين المعمول بها في هذا الشأن.
إن ''تحرم'' ''وجود'' العرب لا حدود لهما، فبعد تقديم فلسطين للصهاينة على طبق من ذهب، هاهم يباركون ''بتر'' السودان ويتجاهلون من فرط سذاجتهم بأن من يتنازل لأول مرة سيظل سائرا في طريق التنازلات إلى أن ينتهي به المطاف عاريا مجردا حتى من ورقة التوت. ويغيب عنهم بأنه بعد فلسطين والسودان سيأتي الدور على بلدان عربية أخرى لتُفَتَت وتهان وتضعف أكثر مما هي ضعيفة ومهانة.
اليوم يعلن الجنوبيون فرحتهم الكبرى وانتصارهم التاريخي ويستقبلون التهاني ويقيمون الأفراح.
أما الشمال فقد يدفن رأسه من الرّمل حتى لا يرى هزيمته النكراء أو يكتفي بالعضّ على أصابعه حسرة وندما على أرض فرط فيها وعجز عن صيانتها.
ويبقى مستقبل العلاقة بين دولة شمال السودان ودولة جنوبه مرتبطة بتسوية العديد من القضايا العالقة لعلّ أهمها قضية ''أبيي'' التي أراها قنبلة موقوتة مزروعة على الحدود التي سطرتها سكين الانفصال.
كما يبقى في الأخير الإشارة إلى أن الهدنة التي أعلنتها الجنائية تجاه الرئيس البشير قصد إتمام عملية تقسيم السودان بنجاح، قد تطغى تماما ليستأنف ''أوكامبو'' حملته ضده قصد تفعيل مذكرة توقيفه.
ويخشى كثيرون من أن يشهد السودان أزمة مفتعلة أخرى مثل تلك التي تعيشها بعض الدول العربية
الكاتبة والصحفية الجزائرية:فضيلة دفوس
nabil-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1568
نقاط : 12529
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
رد: ميلاد دولة جنوب السودان الانفصال .. هل يضمن الاستقرار؟
لا ادري ما اصاب العالم العربي اليوم,,, الغرب يتطورن ويتقدمون الي الامام والي الوحدة ونحن نتقدم كل يوم الي الخلف والي التقسيم ,,,حسبنا والله ونعم الوكيل
السراب-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2069
نقاط : 13326
تاريخ التسجيل : 14/04/2011
مواضيع مماثلة
» جنوب السودان تفتح سفارتها في القدس المحتلة
» إسرائيل ستشارك بالقوات الدولية في جنوب السودان والبشير يتوعد..!
» قصف صباح اليوم السلاح الجوي السوداني معسكر قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان
» قائد ثورة 17 قهاير المجييييييييدة يحتفل بذكرى ميلاد دولة إسرائيل العظمى
» البغدادي يتحصّل على اللجوء السياسي من دولة جنوب إفريقيا
» إسرائيل ستشارك بالقوات الدولية في جنوب السودان والبشير يتوعد..!
» قصف صباح اليوم السلاح الجوي السوداني معسكر قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان
» قائد ثورة 17 قهاير المجييييييييدة يحتفل بذكرى ميلاد دولة إسرائيل العظمى
» البغدادي يتحصّل على اللجوء السياسي من دولة جنوب إفريقيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي