من يجيد هذا الفن ؟؟
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من يجيد هذا الفن ؟؟
لا أعلم لماذا نملأ حياتنا بتتبع الأخطاء والإصرار على مناقشتها ونفقد بذلك
دقائق وساعات بل ربما أيام نناقش ونغضب وعندما نتسامح تبدأ الذكرى
ونتذكر تلك اللحظات المؤلمة
ومالنا لا نتذكر؟
وقد سمحنا لتلك الأخطاء ان تتخذ لها مكانا في ذاكرتنا بمناقشتها والبحث في ثناياها
وذهبت أيامنا كلها حزنا في حزن
لو أمعنا النظر في قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -: "وليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأ مغفوراً لهم، بل ولا من شرطهم ترك الصغائر مطلقاً، بل ولا من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة"[7].
قال أولياء الله المتقين
فما بالنا ببقية الناس؟
وهذه كلمة الدكتور محمود النحاس عن التغاضي وحسن الخلق :
كثيراً ما أقول لطلابي إنه يستحيل أن يصل الغبي إلى مستوى مسؤولية معينة..
وما تظنونه غباء إنما هو التغابي، مستشهداً بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيّد في قومه *** إنما سيّد قومه المتغابي
لأنبّههم بأني وزملائي نتغاضى عن كثير من أعمال الطلاب، ليس غباء منا، وإنما تغابياً.
ولو أن كل شخص حاسب الناس على كل أعمالهم لصارت الحياة جحيماً لا يُطاق.
لذا لا بد من التغابي والتغافل في علاقاتنا مع الناس، فالبشر ليسوا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
بل الصحيح أن كل ابن آدم خطّاء.
علاقاتنا مع الناس في هذه الحياة ليست على نسق واحد، إذ لا مفر من أن تحصل زلات من طرفنا أو من طرفهم
فيتخذها الشيطان مدخلاً ليوسوس في الصدور فيوغرها ضدهم ولو كانوا من أقرب المقربين.
وفي الحديث (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن بالتحريش بينهم).
فمن أراد صداقة الناس فلا بد له من أن يتغافل عما يفعلون، أي يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى ما فعلوا
ثم يعفو ويصفح ويسامح كي تستمر علاقته بهم، وإلا فليعِشْ وحيداً كما قال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقَك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
فعشْ واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئتَ، وأي الناس تصفو مشاربُه
فمن شأن الإنسان أن يُخطئ ويزل ويتفوه بكلمات في ساعة غضب
فحري بنا أن نتغاضى عن الأخطاء والزلات، وأن نعفو ونصفح.
وفي القرآن الكريم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا. أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ . وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
والتغافل من فعل الكرام، كما نُقل عن الحسن البصري. ويعده الإمام ابن حنبل تسعة أعشار حسن الخلق.
وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل.
وروي عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان كثير التغافل عن ذنوب أصحابه
يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.
وكان جالسًا مرة وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعلٍ فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين
ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه، ليتغافل عنها.
ولعله لهذا استطاع أن يكون قائداً فذّاً، ألَّف القلوب حوله لمحاربة الأعداء والنصر عليهم.
وإذا كان التغافل مطلوباً بين الناس فإنه مطلوب بشكل أكبر بين الزوجين.
فإذا دقق أحدهما في تصرفات الآخر، كبيرها وصغيرها، ينفر منه.
ولكن من وطّن نفسه على تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات أو طبائع يعشْ عيشة هنية.
ومن طرائف ما سمعته من أحد القضاة أنه إذا جاءه رجل يشتكي زوجته ويريد طلاقها فيعطيه ورقة وقلماً
ويطلب منه أن يكتب محاسنها، ثم يطلب منه أن يكتب مساوئها.
وفي الغالب فإن قائمة المحاسن تطول وقائمة المساوئ تقصر.
فيقول له: ألا تتغاضى عن هذه المساوئ في مقابل هذه المحاسن.
ويفعل الشيء نفسه مع الزوجة الغاضبة التي تأتيه وتود خلع زوجها.
فـ ياله من طبيب للقلوب والأنفس قبل أن يكون قاضياً عادلاً.
أما في تربية الأولاد فالتغافل يجب أن يكون سيد الموقف
حتى لا يكتسب الأولاد عادات العناد والكذب.
وهناك فرق بين التغافل والغفلة.
فالتغافل هو التغاضي عن بعض ما يصدر من الأولاد من عبث أو طيش رغم علم المربي بها.
أما الغفلة فهي الانشغال عنهم وعدم توجيههم وعدم معرفة ما يقومون به من أخطاء وأفعال مشينة مخلة بالأدب.
تقبلوا تحياتي /
أسأل الله -تعالى - لكم حياة سعيدة ....
طبيبة القلوب الخضراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7073
نقاط : 18553
تاريخ التسجيل : 09/05/2012
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: من يجيد هذا الفن ؟؟
مشكورة اختي الكريمة طبيبة القلوب الخضراء
وبارك الله فيكِ .
قال الاحنف بن قيس : ما نازعني احد قط إلا اخذت أمري باحدى ثلاث : ان كان فوقي عرفت قدره ، وان كان دوني أكرمت نفسي عنه ، وان كان مثلي تفضلت عليه .
وبارك الله فيكِ .
قال الاحنف بن قيس : ما نازعني احد قط إلا اخذت أمري باحدى ثلاث : ان كان فوقي عرفت قدره ، وان كان دوني أكرمت نفسي عنه ، وان كان مثلي تفضلت عليه .
محمد الجهماني-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1325
نقاط : 11348
تاريخ التسجيل : 15/07/2011
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: من يجيد هذا الفن ؟؟
احسنتي طبيبتنا الخضراء موضوع توعوي جميعنا بحاجه له,والعافين عن الناس والكاظمين الغيظ
اللهم اكرمنا بها ياالله
اللهم اكرمنا بها ياالله
عدل سابقا من قبل محارب الصحراء في الإثنين 23 يوليو - 21:22 عدل 1 مرات
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ماينتسى مالبال خوي جيفارا... اجعنا جنانن عاليات اديارا.... يوم ملاحم سرت..... سجل فخر ليبيا بكل جدارا
رحمك الله يا اخونا المعتصم بالله يا جيفارا العرب
ليبيا هي امي وغلاها يجري في دمي
محارب الصحراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 9353
نقاط : 21440
تاريخ التسجيل : 28/07/2011
. :
. :
رد: من يجيد هذا الفن ؟؟
اسوا شئ ان لا يتغاضى الانسان عن عيوب الناس وينسى انه ملئ بالعيوب
موضوع جميل طبيبه القلوب
موضوع جميل طبيبه القلوب
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
الايمان يمان والحكمه يمانيه
يمني وافتخر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1775
نقاط : 11118
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
. :
رد: من يجيد هذا الفن ؟؟
مشكورة اختي الكريمة طبيبة القلوب الخضراء . وبارك الله فيكِ .
و هذه قصة " التغاضي عن العيوب..."
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة ,تدور رحاها علىَ أطراف البلاد, وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري
في غيابهِ فتشوّه وجهها كثيراً جرّاء ذلك .
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ , وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر , رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي..
وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ.. وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة..
وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر, لكنها من أجل المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية ,حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال .
ذاكَ المَعبر المفترض إلى الجمال الروحي , ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال.
ولكنْ...............
fawzi zertit- مشرف
- الجنس :
عدد المساهمات : 9139
نقاط : 20679
تاريخ التسجيل : 02/06/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» الفن السريالي
» الفن السريالي
» الفن في الإسلام
» القائد قال ذات مرة أن هبد يجيد ملء الفراغ
» لا يجيد الضحك إلا من تعدى حدود البكاء !
» الفن السريالي
» الفن في الإسلام
» القائد قال ذات مرة أن هبد يجيد ملء الفراغ
» لا يجيد الضحك إلا من تعدى حدود البكاء !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي