تبيان البيان / ليبيا حرة والشعب يطلع برا / بقلم أبويعرب الطرابلسي

تمخضت ثورة الفبراريين التي كلفت ليبيا الغالي والنفيس مئات الاف القتلى والجرحى ... دمار في كل الارجاء ... تشريد وتعذيب وقتل وفوضى في الامن تمخضت على تكليف عميل السي اي ايه امحمد المقريف رئيسا لما سمي المؤتمر الوطني .
الاخراج المسرحي كان رائعا ...صناديق اقتراع ... حملات انتخابية ... اصابع مغموسة في الحبر .... ائتلافات حزبية ... مراقبون من كل حد وصوب ... وفي يوم التتويج سجود مسرحي للمستشار كلوازم للتصوير ... واشارة من سبابته اتت علي غطرسة سارة المسلاتي التي لم تعي حقيقة المسرحية !!!
لكن اسئلة عديدة تتسابق الي اذهان الجميع , اولها السؤال اين ثورة الشباب ؟... اين ائتلاف جبريل الذي قيل انه فاز في الانتخابات ؟... والذي قلنا في مقال سابق قبل الانتخابات انه سيحصل علي صفر علي الشمال , وهكذا كان فربما صدق المسكين الكذبة التي صنعها بنفسه وحلم بالديمقراطية والتعددية وما اليها من كلمات و مصطلحات ملأت المشاهد الفبرايرية ... حزب المقريف حصل علي ثلاث مقاعد فقط من المئتين , كانت من نصيب صهره وابن اخيه ... فكيف ديمقراطيا يصير رئيسا للبرلمان ؟... لكن الامير الطفل تميم بن حمد والي الولاية الليبية تمكن بفعل بعض من الدولارات من كتابة المشهد الاخير ! وفي هذا اجابة للحائرين .
والسؤال ايضا اين سيذرف شلقم دموعا اخرى بعد ان صال وجال وادعى انه حقق المعجزات ... فهل يتطلب اجلاس المقريف علي كرسي الحكم في ليبيا كل تلك التضحيات ؟
واين دماء الشهداء من كل الاطراف ؟... الم تضع هباءا منثورا نفثها المقريف من سيجارته الامريكية الصنع ؟
ويل للناخبين المخدوعين ... الذين فقدوا سلطتهم وحقهم في السيادة علي انفسهم وادارة امرهم دون نيابة او تمثيل ... لقد سلم المجلس الا شرعي ما لا يملك لمن لا يستحق ... نجح المقريف ببضع اصوات منهم حاقدون ايديوليجيون و منهم عملاء رسميون ومنهم نواب مشترون ومنهم اطراف في صفقة ما مقابل بعض الوزارات ... نجح المقريف وهزم الشعب الليبي العظيم ليس فقط يوم احتلال بنغازي من قبل العصابات او احتلال مصراته من قبل الفرنسيين والعصابات والمرتزقة , وليس يوم احتلال طرابلس التي اتضح اليوم بالصوت والصورة ان من دخلها ليسوا ثوار التكبير الكاذبون بل جحافل الفرنسيين والقطريين والسودانيين وملل اخرى لا نعرفها ... وليس يوم احتلال بن وليد الصامدة ولا سرت الجريحة ولا يوم قتل الشهيد , هزم الشعب الليبي اليوم بعد ان سرقت السلطة من تحت قدميه بادعاءات كاذبة وخدع مفبركة ... اوهم الليبيون انهم يمارسون الحرية لكنهم استيقظوا اليوم بهذه الصفعة علي وجوههم .
سلام علي الديمقراطية كما كان من قبل سلام علي الحرية حيث صار الاحتلال تحريرا . والتدخل الاجنبي في الشؤون الليبية استقلالا وتنصيب العملاء الرسميين المعلنين الذين لا يخجلون من تلك الصفة قادة وزعماء عملا ديمقراطيا .
سلام علي الشهداء الابرياء ودمائهم الزكية الطاهرة التي روت التراب الليبي ... سلام علي الاسلام الذي صار سلعة يتاجر بها سماسرة السياسة ويستخدمها امراء النفط لبسط نفوذهم وسيطرتهم .
سلام علي المجاهدين المسلمين الذين توهموا انهم يجاهدون من اجل نهضة اسلامية وبعت الدولة الاسلام القوية لكنهم كانوا اداة لبسط سيطرة المستعمر الصليبي الغربي .
نداء الي الشعب الليبي العظيم الذي تعلم معنى الحرية ومارس الديمقراطية ومارس السلطة حتى لو كانت ممارسته بنوع من العبت ان الاوان قد حان لرد الامور الي نصابها .
نداء الي الشباب الليبي الذي استخدم ككمبارس في هذه المسرحية الهزلية ان الوقت لازال يسمح بتصحيح الامور .
نداء الي الرجال والنساء الشجعان الذين عرفوا طبيعة المؤامرة فقاوموا حتى الموت ويقاومون حتى النصر ان ما يجري لا يزيدهم الا تصديقا لما كانوا به يقومون وان المعركة لم تحسم بعد .
الشعوب دائما تنتصر حتى وان حاول اللصوص استخدام شعارات لاستهوائها وحتى وان غفلت الي حين .
ابو يعرب الطرابلسي
10-8-2012

شكرا للكاتب والناقل

انتهت القصة واكتملت المسرحية وأسدل الستار

فهل تفيقوا يا جرذان الناتو من سكرتكم

كل ما طرح من تساؤلات في هذا المقال يعبر عما يجول في خواطر الاحرار والمراقبين للوضع.