الملاك الصغير
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الملاك الصغير
فى كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ،
كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشر سنه من شأنه أن يخرج في بلدتهم فى احدى ضواحي أمستردام ويوزع على الناس كتيب صغير بعنوان "طريقا إلى الجنة" وغيرها من المطبوعات الإسلاميه.
وفى أحدى الأيام بعد ظهر الجمعة ،
جاء الوقت للإمام وابنه للنزول الى الشوارع لتوزيع الكتيبات ،
وكان الجو باردا جدا في الخارج ، فضلا عن هطول الامطار
الصبي ارتدى كثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد ،
وقال : 'حسنا يا أبي ، أنا مستعد!
سأله والده ، 'مستعد لماذا' '
قال الأبن يا أبي ، لقد حان الوقت لكى نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية.
أجابه أبوه ، الطقس شديد البرودة في الخارج وانها تمطر بغزاره.
أدهش الصبى أبوه بالأجابه وقال ،
ولكن يا أبى لا يزال هناك ناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطر
أجاب الأب ، ولكننى لن أخرج فى هذا الطقس
قال الصبى ، هل يمكن يا أبى ، أنا أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات '
تردد والده للحظة ثم قال : ; يمكنك الذهاب ، وأعطاه بعض الكتيبات
قال الصبى 'شكرا يا أبي!
ورغم أن عمر هذا الصبى أحدى عشر عاماً فقط
إلا أنه مشى فى شوارع المدينه فى هذا الطقس البارد والممطر لكى يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس
وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الأسلاميه.
بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد الماره فى الشارع لكى يعطيه له ،
ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما.
إستدار إلى الرصيف المقابل لكى يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.
ودق جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب..
ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا ،
ولكن أيضا لا أحد يجيب ،
وأراد أن يرحل ،
ولكن شيئا ما منعه.
مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودق الجرس
وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوة وهو لا يعلم مالذى جعله ينتظر كل هذا الوقت
وظل يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء.
وكانت تقف عند الباب إمرأه كبيرة فى السن
ويبدو عليها علامات الحزن الشديد
قالت له
ماذا أستطيع أن أفعل لك يابنى.
قال لها الصبى الصغير ونظر لها بعينان متألقتان وعلى وجهه إبتسامه أضاءت لها العالم:
'سيدتي ، أنا آسف إذا كنت أزعجتك ،
ولكن فقط أريد ان أقول لكي إن الله يحبك حقيقى ويعتني بك
وجئت لكى أعطيك آخر كتيب معي والذى سوف يخبرك كل شيء عن الله ،
والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه '.
وأعطاها الكتيب وأراد الإنصراف فقالت له 'شكرا لك يا بني!
في الأسبوع القادم بعد صلاة جمعة ،
وكان الإمام يعطى محاضرة ،
وعندما أنتهى منها وسأل : 'هل لدى أي شخص سؤال أو يريد أن يقول شيئا؟
ببطء ، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول:
'لا أحد في هذا الجمع يعرفني،
ولم أتى إلى هنا من قبل،
وقبل الجمعه الماضيه لم أكن مسلمة ولم أفكر أن أكون كذلك.
وقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركنى وحيدة تماما في هذا العالم..
ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارد جداً وكانت تمطر ،
وقد قررت أن أنتحر لأننى لم يبقى لدى أى أمل فى الحياة.
لذا أحضرت حبل وكرسي وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي
ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً فى إحدى عوارض السقف الخشبية
ووقفت فوق الكرسى وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقى،
وقد كنت وحيدة ويملؤني الحزن وكنت على وشك أن أقفز
وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي ،
فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب
وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.
أنتظرت ثم إنتظرت حتى ينصرف من بالباب
ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد.
قلت لنفسي مرة أخرى ،
'من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟
لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابى ولا يأتي أحد ليراني '.
رفعت الحبل من حول رقبتى وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدق الجرس والباب بصوت عالي وبكل هذا الأصرار.
عندما فتحت الباب لم أصدق عينى
فقد كان صبي صغير وعيناه تتألقان وعلى وجهه إبتسامه ملائكية لم أر مثلها من قبل ،
في الحقيقة لا يمكنني أن أصفها لكم
الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ثم قفز إلى الحياة مره أخرى ،
قال لى بصوت ملائكى ، 'سيدتي ، لقد أتيت الآن لكي أقول لك إن الله يحبك حقيقة ويعتني بك!
ثم أعطاني هذا الكتيب الذى أحمله "الطريق إلى الجنة"
وكما أتاني هذا الملاك الصغير فجأه اختفى مرة أخرى وذهب من خلال البرد والمطر ،
وأنا أغلقت بابي وبتأني شديد قمت بقراءة كل كلمة فى هذا الكتاب.
ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي.
لأننى لن أحتاج إلى أي منهم بعد الأن.
ترون؟
أنا الآن سعيده جداً لأننى تعرفت إلى الأله الواحد الحقيقي.
ولأن عنوان هذا المركز الأسلامى مطبوع على ظهر الكتيب ،
جئت الى هنا بنفسى لأقول لكم الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جائنى في الوقت المناسب تماما ،
ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم. '
لم تكن هناك عين لا تدمع فى المسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر.....
الإمام الأب نزل من على المنبر
وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه هذا الملاك الصغير....
واحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش فى البكاء أمام الناس دون تحفظ.
ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بأبنه مثل هذا الأب
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19784
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
رد: الملاك الصغير
قصة مؤثرة جدا ... ابكتني ... لانها ذكرتني بواقع المسلمين المزري وخاصة العرب منهم وبالاخص عرب الخليج فبدلا من ان يدعوا الى الله بطريقة حكيمة راحوا يثيرون الفوضى والتهديم والقتل بين العرب المسلمين مستخدمين اموالا طائلة
ماذا لو استخدموا تلك الاموال في الدعوة الى الله بطبع الكتب والمجلات وشحن الاقراص المضغوطة ونشرها مجانا في اوربا وامريكا و حيث يشيع الالحاد والبعد عن الله
هداكم الله يا اهل الخليج حسابكم كبير عند الله
ماذا لو استخدموا تلك الاموال في الدعوة الى الله بطبع الكتب والمجلات وشحن الاقراص المضغوطة ونشرها مجانا في اوربا وامريكا و حيث يشيع الالحاد والبعد عن الله
هداكم الله يا اهل الخليج حسابكم كبير عند الله
علي عبد الله البسامي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3981
نقاط : 18069
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
. :
رد: الملاك الصغير
الله يهدي الجميع اخي البسامي وشكرا لك على المرور
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19784
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
رد: الملاك الصغير
كل التحية والتقدير
قصة معبرة ورقي في العرض
دمتي للمنتدى و للأحرار
حسن الخاتمة والإصرار على فعل الخير
قصة معبرة ورقي في العرض
دمتي للمنتدى و للأحرار
حسن الخاتمة والإصرار على فعل الخير
azz-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1889
نقاط : 12283
تاريخ التسجيل : 29/08/2011
رد: الملاك الصغير
بارك الله فيك اخي عزالدين
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19784
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
مواضيع مماثلة
» من انت ايها الملاك
» طبعا هو الملاك الطاهر؟؟؟؟وهم كفاااار وطغاه
» الصغير صغير
» العميل الصغير بو كتف يعترف
» قصة عزوز ( عذوذ الصغير ) قصة واقعية وحقيقية 100%
» طبعا هو الملاك الطاهر؟؟؟؟وهم كفاااار وطغاه
» الصغير صغير
» العميل الصغير بو كتف يعترف
» قصة عزوز ( عذوذ الصغير ) قصة واقعية وحقيقية 100%
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي