الخبير الجزائري في مسائل الإرهاب والسياسات الجيواستراتيجية الدولية، علي زاوي، يتحدث عن خفايا ما تفعله الولايات المتحدة وأوروبا في افريقيا
صفحة 1 من اصل 1
الخبير الجزائري في مسائل الإرهاب والسياسات الجيواستراتيجية الدولية، علي زاوي، يتحدث عن خفايا ما تفعله الولايات المتحدة وأوروبا في افريقيا
قال الخبير الجزائري في مسائل الإرهاب والسياسات الجيواستراتيجية الدولية، علي زاوي، ان ما يحدث في مالي يمكن ان يتسع نحو الجزائر، وأنه يزحف حاليا نحو دول غرب افريقية، حيث ستعيش هذه الدول ثورات للإطاحة بالأنظمة الحاكمة. وقال أيضا ان الجزائر تخشى إرهابا من الجيل الرابع، اغلب عناصره ممن ولودوا في الجبال لآباء إرهابيين، يسهر دروكدال على تجنيدهم, وتطرق إلى مشكلة الطوارق وخطر التدخل الأجنبي في منطقة الساحل الأجنبي، الذي تسعى إليه الدول الغربية، والذي يعطي الجماعات الإرهابية صفة الشرعية الجهادية.. كما تحدث عن تصفية الإرهاب في الجزائر ومحاولات زعزعة استقرار البلد التي تتم من الداخل والخارج.. وقضايا ساخنة أخرى، في هذا الحوار لـ”الأنباء”..
حاورته: خالدة مختار بوريجي
أي تدخل أجنبي في مالي سيضخم الأحداث وسيؤدي إلى توحيد صفوف الفصائل الإرهابية المسلحة وإعطائها مشروعية “الجهاد” ضد الغازي الأجنبي
الجزائر تخشى إرهابا من الجيل الرابع.. الضباط الاحرار الجزائريون في الخارج ليسوا سوى خونة.. والجزائر مستهدفة فعليا منذ حرب 1973
أمريكا تركز حاليا على تغيير النمط السياسي والولاء الحكومي في المنطقة الإفريقية.. الدول الغنية بالنفط هي الأكثر استهدافا وتسعى إلى تقسيم نيجيريا إلى شمال وجنوب.
ستعيش دول غرب افريقية ثورات للإطاحة بالأنظمة الحاكمة.
وجود إسلاميين على رأس أنظمة ليس إلا لضرب استقرار تلك الدول
ما اقترفته الماسونية ضد عيسى عليه السلام تقترفه اليوم ضد الإسلام
مازالت فلول ارهابية في الجزائر وهي اخطر مما كان عليه الإرهاب. تريد ان تضرب بقوة لتثبت للعالم قوتها.. منطقة القبائل مهددة بمجازر تتم بالطريقة نفسها التي كانت الجيا تبيد بها ضحاياها
مصير عبد الحكيم بلحاج سيكون مصير الزرقاوي
القاعدة وريثة المنظومة الماسونية لضرب الاستقرار في الدول العربية، وخاصة دول الصمود والتصدي
ليبيا تسير إلى وضع شبيه بالوضع في العراق
ساركوزي وضع خطة جيواستراتيجية لتضخيم الوضع في منطقة الساحل، تمهيدا لتدخل فرنسي، ومحاولة منه لتصدير الاضطراب إلى الجزائر
تدخل قطر في ليبيا كان انتقاما شخصيا. اما بالنسبة إلى سورية فهدفها إسقاط ثاني قوة في المنطقة
الاسلحة الليبية انتقلت عبر عصابات ارهابية الى مالي
الجزائر
………
ماذا يحدث في مالي بالضبط، بصفتكم كنتم مبعوثين مفاوضين هناك؟
لقد سبق وأن حذرت عبر القنوات الجزائرية ان الوضع في مالي سوف يتأزم ما لم يتم ل مشكلة الطوارق في اقرب وقت. قبل الإطاحة بالقذافي، قلت ان مالي ستكون الهدف الموالي في حال سقوط النظام الليبي، وذلك بسبب الأسلحة الكثيرة جدا التي ستتدفق من هذه إلى تلك، وقد وقع جميعها بين يدي إرهابيين. إذن مالي في وضع أكثر خطورة من ليبيا، وهي سائرة نحو الأفغنة، بل هي أفغانستان أخرى، ومسلحوها المتطرفون يشبهون رجال طالبان. وإذا تأزم الوضع أكثر ولم يجد حلا في اقرب الآجال فإن الحال المالية سوف تنتقل إلى جميع منطقة الغرب الإفريقي، وسوف يتم تصدير الإرهاب المالي إلى جميع دول افريقية الغربية. لقد طالبنا بعدم التدخل الأجنبي في كل الحالات، لأن هذا التدخل سوف يعطي الجماعات الجهادية شرعية، بحجة مواجهة التدخل الأجنبي. إن الحل في مالي يمكن في احترام اتفاقية الجزائر بين القادة الأمنيين في 2010.
وما الذي حدث بالتحديد للرهائن الجزائريين في مالي؟
أوجه الاتهام مباشرة إلى وزير الخارجية، فبعد سقوط النظام المالي أصبح هذا البلد دون كينونة. كان يجب سحب الدبلماسيين الجزائريين لأن الوضع يزداد ضراوة. وقد حذرنا من وقوع اختطاف، إذ كانت لدينا معلومات تفيد ان الدبلماسية الجزائرية مهددة، وأن على الدولة الجزائرية سحب دبلماسييها فورا، لكن وزير الخارجية لم يفعل ذلك.
وهل سحبت جميع الدول الأخرى سفراءها؟
نعم، كلها، باستثناء الجزائر. عقيد من الجيش المالي هو الذي قام بتحويل جميع الدبلماسيين إلى النيجر، لضمان أمنهم وسلامتهم، عدا الدبلماسيين الجزائريين. فالأمر بالسحب كان يجب ان يصدر من الدولة الجزائرية، ولكن خارجيتنا لم تفعل، لأنها كانت تظن ان ذلك لا يشكل خطرا على تمثيليتها هناك، التي كانت مستهدفة
ما هي الرسالة التي وجهها المسلحون للجزائر عبر ذلك الاغتيال؟
الاغتيال راح ضحيته شهيد الواجب الوطني “تواتي”.. ليس تواتي هو من اعدم فحسب، بل الشعب الجزائري كله اعدم من خلال قتله في آن واحد، لأنه كان هناك ممثلا لـ38 مليون جزائري ولـ1,5 مليون من شهدائنا. لقد وقع خلاف في صفوف الجهاد والتوحيد. كانت هناك ضمانات ان حركة الجهاد سوف تتراجع عن تهديداتها، لكن شاءت الصدف ان يقوم “أبو عقلمة” (نبيل خليفي) بتصفية الدبلماسي الجزائري بأمر من أبو زيد لأنه كان الأقرب إليه.
وماذا عن مصير الجثمان؟
تسعى الجزائر إلى استرجاع جثمان الفقيد بشكل غير رسمي. الجهات التي شاركت في تحرير الرهائن الثلاثة تواصل الآن مهمتها لاسترجاع الجثة ومواصلة المفاوضات من اجل تحرير الرهائن الثلاثة المتبقين، دون أي مقابل، كما فعلت مع الثلاثة الأولين. الموضوع حساس جدا. هناك أناس يعملون من اجل مصلحة لوطن، لأن الجزائر لم تتفاوض مع الإرهابيين ولم تنحن له ولم ننحني للجهاديين، عكس ما تقوم به بوركينافاسو، التي كانت تقدم فدية لقاء كل وساطة لتحرير الرهائن، انها تلعب دورا غير مباشر في استمرار الاختطافات.
وفيم يتمثل تهديد كل ما يحدث على الجزائر؟
لقد مررنا بمرحلة صعبة شبيهة، وبالنسبة إلى ما يقع في مالي فتهديده لا يقلق الجزائر كثيرا، لأنها تتخذ كل الاحتياطات، وللجزائر خبرة في مكافحة الإرهاب. يجب ان لا ننسى ان الجزائر خلال العشرية السوداء كانت تكافح الإرهاب وحدها. أيامها كنا محاصرين: مالي في الجنوب (حيث ساعدت أنظمتها الماضية الجماعات الإرهابية طواعية، وبإيعاز من الرئيس المالي امادو مانيتوري)، المغرب من الغرب، وأروبا من الشمال، لكن مكافحة الإرهاب في الجزائر عادت بالفائدة على كل دول البحر الأبيض المتوسط.
كيف انتقلت الأسلحة الليبية إلى مالي؟
هناك عصابات تتناقل الأسلحة، كل عصابة تتغذى على الأخرى، لذلك اسميها أيضا عصابات إرهابية.
وقطر؟ ماذا كان دورها في مالي؟ وما هو هدفها من كل هذا؟
طلبت قطر من “الشافعي” التوسط وتقديم فدية لحركة التوحيد، تقدر بـ40 مليون أورو، مقابل إطلاق سراح الرهائن، ولكن لصالح “الشافعي” وليس الجزائر، وذلك لمصلحته الخاصة ومصالح أخرى. إن الشافعي هذا هو الذي يدير كل شيء في المنطقة، وله علاقات مباشرة مع كل الجماعات المسلحة. إنه يتفاوض من اجل تحويل جزء هام من الفدية إلى صالحه وصالح من معه. لقد أراد ان يتدخل في مسألة الرهائن لإفشال المفاوضات التي كانت تقوم بها جهات غير رسمية جزائرية، من اجل الحصول على المال، وقد طلبت هذه الجهات المفاوضة ان لا تتدخل قطر في المفاوضات الجارية، من اجل سلامة الرهائن. إن قطر تستعمل سياسة الكيل بمكيالين.
دورها في ليبيا كان مدمرا.. وهي الآن تدعم المرتزقة المسلحين في سورية..
لقد كان تدخلها في ليبيا انتقاما شخصيا. بالنسبة إلى سورية فهدفها إسقاط النظام السوري، لأن سورية هي ثاني قوة في المنطقة.
الأهداف كلها غربية، فلماذا تتكفل قطر بتمويلها؟
هناك خطة. تريد أمريكا فوضى في المنطقة، في الخليج وفي شمال افريقية، اعتقد ان الجميع تتبع خطاب اوباما عند القضاء على أسامة بن لادن حين قال: “إن مستقبل الولايات المتحدة مرهون بشمال افريقية والخليج”.
كلينتون قالت أيضا بعدم الاكتفاء بشرق أوسط كبير دون مغرب عربي موسع..
ربما نتساءل عن سر سحب القوات الفرنسية من أفغانستان: إنها خطة جيواستراتيجية مدروسة. إن ذلك السحب كان تمهيدا لتحضيرها للتدخل في شمال افريقية وشمال مالي بعد فشل دول غرب افريقية في تحقيق السلم والاستقرار. جنودها الـ3000 لا خبرة لهم في المنطقة. لقد كانت الخسارة كبيرة في أفغانستان، وهي ترى ان الفائدة ستعود إليها من شمال مالي وليس من ذلك البلد.
قال ساركوزي ان دور الجزائر في التدخل الأجنبي هو بعد سنة.. هل لما يحدث في مالي علاقة بذلك؟
كانت لساركوزي خطة جيواستراتيجية لتضخيم الوضع في منطقة الساحل، تمهيدا لتدخل فرنسي، ومحاولة منه لتصدير الاضطراب المالي إلى شمال افريقية، وتحديدا الجزائر. أي ان فرنسا كانت تخطط لتدخل عسكري في منطقة الساحل بدعوى مكافحة الإرهاب، للقيام باحتلال حقيقي تحت الذريعة نفسها، واستغلال ما لم تستغله سابقا من ثروات طبيعية وباطنية أيام احتلالها المنطقة.
برأيك؟ إلى أين تتجه ليبيا ما بعد “الثورة” ؟
إلى وضع شبيه بالوضع في العراق. سيتم تصدير الإرهاب إلى هنا تحت ذريعة محاربة القاعدة.
منذ فترة قالت كلينتون في اجتماع ان القاعدة صنيع أمريكي، كيف تعلـّق على ذلك؟
القاعدة وريثة المنظومة الماسونية، لضرب الاستقرار في الدول العربية، وخاصة دول الصمود والتصدي، وكل الدول المتمسكة بالقضية الفلسطينية، وكل من يمس مصالح إسرائيل أو يهددها. ان القاعدة تتواجد دوما في الدول الفقيرة التي تنام على ثروات طبيعية وباطنية. ولو كانت القاعدة قائمة على أساس ديني فعلا لكانت الآن في فلسطين تحارب مت اجل استرجاع القدس.
وماذا عن القاعدة الموجودة في “المغرب الإسلامي”؟
القاعدة في المغرب الإسلامي هي كلمة غربية، ضخمتها بعض الأقلام الصحفية هنا، فصار هناك اعتقاد بوجود القاعدة حقا في المغرب. “القاعدة في المغرب الإسلامي مكونة من أشخاص عزل فقراء، وباتحاد عصابات اللصوص مع الإرهابيين صارت هناك حركة إرهابية، فهذا يضرب وذاك أيضا. ان كل الاختطافات التي تمت مؤخرا لم يقم بها الإرهاب، بل جماعات وعصابات خطيرة، تتفاوض مع أهالي المخطوفين على انها جماعات إرهابية.
ومع ذلك فكل الجرائم الكبرى ترتكب باسم “القاعدة في المغرب الإسلامي”..
نعم، مثل قضية مراح في فرنسا، حيث اتهمته فرنسا بأنه منتم إلى القاعدة، بينما هو ليس كذلك. وهذا الاتهام خدم القاعدة فعلا. وتعززت سمعتها في أروبا. واليوم فرنسا مهددة. بالنسبة إلى قضيتي مراح والرهائن الفرنسيين في الساحل فقد كان ساركوزي يريد حلهما في آن واحد.. عصفورين بحجر. لكنه لم يكن يتوقع ان انقلابا سيقع ضد آمادو أماتوري، الذي كان سيشاركه بتقديم الـ40 مليون أورو إلى الجماعات الإرهابية، حيث الوسيط هو الشافعي، الذي يتسلم الرهائن ثم يسلمهم في الوقت نفسه. لكن كل ذلك فشل.
هل كان مراح عميلا للمخابرات الفرنسية؟
نعم، كان عميلا لديهم، وقد قتلوه عندما انتهت مهمته، مثل أسامة بن لادن، الذي سلموه إلى اوباما كي يعزز من حظوظه في الانتخابات، بعدما انتهت مهامه. إن اوباما سيسعى إلى استغلال قضية بن لادن لتحضير الانتخابات القادمة، والمخابرات الأمريكية هي التي كانت تحصن بن لادن في تلك المناطق. أما مراح فقد قتل قبل الوقت المعلن عنه. لقد كان ميتا حقا عندما ألقي به من على الشرفة، قتل داخل الشقة أولا. عند مواجهة الإرهابيين فإن العملية الأسهل دائما هي محاصرة إرهابي داخل شقة، يكفي الصعود إلى الشقة العليا وإحداث ثقوب في أرضيات الغرف، وتسريب غاز يؤدي بالموجودين داخل الشقة السفلى إلى الإغماء، ومن هنا يلقى عليهم القبض. تدخلت عبر أثير قناة فرانس24 وقلت ان نَسْب مراح إلى القاعدة سوف يجعلها تنتعش ويجلب لها المزيد من الفاعلية. فبعد وقت قصير جدا من نسبته إليها، قالت القاعدة انه ينتمي إليها. مراح في الأصل سليل عائلة حركى، والد جده كان حركيا (خائنا)، واغلب سكان تولوز من الجزائريين ينحدرون من آباء أو أجداد حركى، وهذا مر معروف. ان مراح أكثر فرنسية من ساركوزي نفسه، فجده ووالده وهو مولودون جميعا في فرنسا.
لقد ذكر ساركوزي الجزائر مع إيران عند حديثه عن تدخل عسكري وشيك. هل كان هناك مخطط محدد؟
لقد سقط ساركوزي الآن، ويمكن تقديم دعاوى قضائية ضده في المحكمة الدولية، بسبب الجرائم التي ارتكبها في حق المدنيين الليبيين، وبسبب عدم احترامه اللائحة الأممية بخصوص ليبيا، أما الآن فسورية مهددة لأنها تعكر صفو إسرائيل في المنطقة لا أكثر ولا اقل. وبعدها سيأتي دور إيران، لأنها الهدف الرئيس بين كل ما يراد.
في السابق قدم رئيس ليبيا الحالي “جبريل” مسودة إلى الكونغرس الأمريكي يشرح فيها كيفية استغلال الثروات الليبية بعد إسقاط النظام الليبي، هل هذا سبب توليه الحكم الآن؟
في البدء كانت هناك اتفاقات بين ليبيا والغرب، تقضي بإسقاط ملاحقتها في قضية لوكربي، مقابل خدمة تؤديها ليبيا للغرب في المنطقة، وهي زعزعة استقرار شمال مالي، ودعم الطوارق وخلط أوراق المنطقة. لكن عندما وجدوا ان عبد الحكيم بلحاج أحسن من يؤدي هذه الأدوار، صار القذافي بالنسبة إليهم عديم الجدوى.
عبد الحكيم بلحاج احد اقوي رموز القاعدة التي تتظاهر الولايات المتحدة انها تحاربها، ومع ذلك نجده حاكما في ليبيا وقائد مرتزقة الغرب في سورية..
سيكون مصيره مصير الزرقاوي. اغلب هؤلاء الرموز كانوا في غوانتانامو، وغوانتانامو اخطر بكثير من سجن “رقان”. رقان كان لتهدئة الوضع، كان سجنا له ايجابيات وسلبيات، لكن غوانتانامو ليس سوى بيئة تخرّج منها إرهابيون عالميون، كل هؤلاء الناس من مختلف مناطق العالم التقوا فيه، وهناك شكلوا خلية عمل عالمية تعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
لماذا صفعت قطر والولايات المتحدة إسلاميي الجزائر بعد ان ساعدت إسلاميي مصر وتونس في اعتلاء سدة الحكم؟ وهل نقول إن الشعب الجزائري أفشل المخطط؟
الإشارة كانت واضحة، الشعب الجزائري فهم كل شيء. لقد ولدنا مسلمين وليس بإمكان أي كان ان يعلمنا ديننا. إننا أكثر إسلاما من دول إسلامية أخرى. هؤلاء الناس يتحدثون باسم الإسلام طمعا في مناصب رفيعة، وفوز حصولهم عليها ينسون كل ما كانوا يقولونه. مثلا: كان وزير الإعلام الحالي في المعارضة، وبمجرد ان منح منصب وزير باع الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .وباع أصحابه وحزبه. الناس لا تريد فعلا ما تعلنه، ولو أن استفتاء يجرى حول بقاء الأحزاب أو زوالها فسيختار الشعب زوالها بنسبة 99 بالمئة.
كنت احد مهندسي تفكيك الإرهاب في الجزائر، كيف تم ذلك؟
أهم ما قمت به هو الإطاحة بجماعة إرهابية سرية في العاصمة شاركتْ في مجزرة سيدي يوسف ومجزرة أخرى في قلب العاصمة عام 1997، وهي جماعة إرهابية موالية لـ”الجيا” GIA. بعد ذلك شاركتُ في الإطاحة بأخطر مجرم كان يفخخ العاصمة بالرعب، بزرعه القنابل فيها، وذلك في أوت 1999. وبعد تطور الوضع الأمني في 28 أوت 2001 قمنا بالاستعانة ببعض من قدماء الجيا ممن استفادوا من السلم وقضوا عقوبتهم، وقمنا بتصفية الجيا، ما أدى إلى انتهاء أمرها تماما في 2002.
لقد روج الإعلام القطري والفرنسي طويلا لمقولة “من يقتل من”؟ التي تتهم الجيش الجزائري بارتكاب مجازر، ما رأيك؟
المجازر الوحشية هي من توقيع الجيا، لقد كانت خطيرة جدا. وقد انبثقت من رحم “الميا” MIA (الحركة الإسلامية المسلحة). جرى انشقاق في صفوف الميا فوُلدت الجيا وخرجت عن الجيش الإسلامي للإنقاذ، ثم عرفت الجيا بدورها انشقاقات عديدة، من بين المنشقين عنها مَن استنكر المجازر، لأن الجيا تحولت إلى وحش دموي أتى على الأخضر واليابس. وضعنا لها حدا نهائيا في 2002. لكن يجب ان لا ننسى ان عنتر زوابري جند شبابا جددا غير معروفين لدى مصالح الأمن.
على المستوى الشعبي، مازال الناس يتوقعون عودة للإرهاب. هل توقعاتهم صحيحة؟ وكيف هو شكله؟
نعم، مازالت هناك فلول، وهي اخطر مما كان عليه الإرهاب. أقول اخطر لأنها اليوم كالوحش المفترس الجريح، يريد ان يضرب بقوة ليثبت للعالم انه مازال قويا ومازال قادرا كالأمس. اننا الآن نخشى حدوث مجازر في منطقة القبائل بالطريقة نفسها التي كانت الجيا تنفذ مجازرها، لأنها المراحل الأخيرة من عمرها، مثلما كانت الجيا تحاول ان تضرب بقوة في آخر مراحلها، فتأكل الأخضر واليابس، من اجل إحداث صدى إعلامي، فتكرّ وتفرّ.
هل يمكن ان تشهد الجزائر ثورة على شاكلة ثورات الربيع العربي؟ ومن هي الأطراف التي ستحرك ذلك؟
نحن نخشى فعلا حدوث ثورة بالجزائر، ان هذا الأمر غير مستبعد، لأن هناك أناس ينتهزون الفرص. فمثلا: اتخذت الدولة قرارا بمنع التجار المتجولين ومطاردتهم، وعددهم كبير جدا، وهناك من يريد استغلال معاناتهم وغضبهم لإثارة الأوضاع. الجهات التي ستحرك هذا المشهد هي الجهات التي لا تستسيغ العيش في المياه الصافية.
وهل لهذه الجهات علاقات مع الخارج؟
إذا قامت ثورة في الجزائر فالدافع لن يكون سياسيا، ولن يكون تغيير النظام. ان الوضع الاجتماعي بائس، ولا حياة لمن تنادي. لقد ساهمنا في القضاء على الإرهاب من اجل ان يعيش الشعب في سعادة وامن، لكننا نرى للأسف أناسا يقتاتون من المزابل، وأطفالا يتوجهون إلى المدارس حفاة، مناطق معزولة دون مياه.. يستوقفك احدهم فلا يطلب منك إيصاله بل إعطاءه شربة ماء، ويخبرك انهم لم يشربوا منذ أيام. لقد عشش الإرهاب في مثل هذه المناطق، واستغل معاناة هذه الأسر المعوزة.
تنطلق “الجزيرة” من مثل هذه الأوضاع الواقعية لخلق حساسيات وآفاق غير واقعية..
نعم، مثل قضية خالد نزار. انها قضية داخلية لكن يتم استغلالها خارجيا. الهدف الرئيس ليس نزار بل تشويه صورة من كانوا وراء إنقاذ الجزائر، الرجل أنقذ الجزائر من حرب أهلية حقيقية. هناك من استخدم الدين لتهديم البلد، لقد وقفنا ضد هؤلاء لأن ما قاموا به ليس سوى جريمة، ولقد استدعتني الجزيرة مرتين لكنني امتنعت ان إجابتها.
ما هدف الولايات المتحدة من وضع إسلاميين –أعداءها السابقين- على رأس بعض الدول العربية؟
وجود إسلاميين على رأس أنظمة ليس إلا لضرب استقرار تلك الدول. في مصر، أنقذ الجيش الأمور. ان ما يحدث في مصر حدث قبلا في الجزائر، لكن الجيش المصري يتصرف بهدوء، وهو يجنب مصر الدخول في كارثة إنسانية تأتي من حرب أهلية وصراعات طائفية. ان هؤلاء الذين يزعمون انهم إسلاميون ليسوا سوى صنيع التنظيم الماسوني وإيديولوجياته. لا احد يتحدث عن هذا. أنا كخبير وباحث في الدراسات الجيواستراتيجية لمكافحة الإرهاب أقول ان ما اقترفته الماسونية ضد عيسى عليه السلام تقترفه اليوم ضد الإسلام. وقد قلت سابقا انه لو كانت القاعدة قائمة على أساس ديني لكانت في فلسطين.
تحالف الولايات المتحدة مع الإسلاميين شجع أبو جرة على زيارة تركية وقطر، وعلى ان يخطب خطاب نصر قبل الانتخابات..
أبو جرة منافق، وقد قلتها له وجها لوجه، أبو جرة دفن نفسه حيا، وقد قدمت عزاء لحزب التحالف الإسلامي عن مرض عضال أصيب به اسمه أبو جرة سلطاني الذي جر معه الإسلاميين إلى الكارثة. لا علاقة لأبي جرة بالإسلام من قريب ومن بعيد. لنعد قليلا إلى قضية فك الحصار عن غزة، تلك القضية المشفرة.. لقد كانت حيلة لالتقاء كل الأحزاب الإسلامية في تركية، والتخطيط للوصول إلى الحكم بدعم أمريكي ماسوني، ودراسة نوعية الخطة السياسية التي تريد الولايات المتحدة تطبيقها في الدول العربية.
تم الرهان أولا على “سعدي” و”بلحاج”، ثم سحب الاثنان وعوض بما يسمى “الإسلاميين المعتدلين”، هل للشعب الجزائري دور في تغيير مهندسي الثورات العربية خطتهم في الجزائر؟
هل انتم على دراية بأن مصالح الأمن أنقذت “علي بلحاج” (احد زعماء الجبهة الإسلامية للإنقاذ) من بين أيدي شباب بلدية باب الوادي؟ كانوا سيلقنونه درسا، علما ان باب الوادي هي أهم معاقل الجبهة الإسلامية للإنقاذ في التسعينيات. قالوا له: “لقد غررت بمن سبقنا، والآن لن تستطيع خداعنا ثانية، اذهب وإلا قتلناك”.. لقد شاهدت ذلك بنفسي. لم يعد الشعب الجزائري يثق بالأحزاب. ولو خير بينها وبين اللاحزبية لاختار الثانية. أصحاب الأحزاب أصحاب مصالح، وفور حصولهم على مبتغاهم ينسون نضالاتهم كلها.
كيف هو وضع الإرهاب بالنسبة إلى جنوب الجزائر؟
الإرهاب في الجزائر في آخر مراحله، ولكنها مراحل حرجة كما ذكرت، تحركاتهم أصبحت ضيقة جدا بفضل العمل الساهر لمصالح الأمن، لذلك يحاولون الاتجاه نحو الجنوب. لقد حاول دروكدال الالتحاق بمنطقة الساحل الإفريقي مرتين، لكنه لم يفلح. أراد ان يحصل هناك على مراكز جديدة وقوية.
حاليا، ما الذي سينجر على الجزائر مما يحدث في ليبيا ومالي؟
علينا التزام اليقظة والحذر.
هل يمكن ان تكون مالي بؤرة مشاكل أمنية للجزائر؟
انها فعلا بؤرة مشاكل، ليس للجزائر فحسب، بل لكل الدول الإفريقية، لان استقرار مالي هو استقرار لكل القارة الإفريقية، وعدم استقرارها هو زعزعة للقارة كلها. يمكن ان تتسع هذه البؤرة نحو الجزائر، ولكنها حاليا تتسع نحو دول غرب افريقية، وستعيش هذه الدول ثورات للإطاحة بالأنظمة الحاكمة.
على منوال الثورات العربية؟
تماما.
والأطراف الأجنبية المحركة، هل ستكون نفسها؟
سيتم التغيير السياسي والاستراتيجي في المنطقة على يد الأطراف نفسها، إذ من هو عدو منطقة شمال وغرب افريقية؟
هل يدخل ذلك في تغني اوباما بالقرن الأمريكي الجديد؟
تريد الولايات المتحدة فرض هيمنتها على دول العالم كله. ومن أهم الدول المستهدفة تلك المنتجة للنفط والغاز. البترول هو أهم مبحث حالي للولايات المتحدة الأمريكية، وحسب الدراسات الاستراتيجية فإن الولايات المتحدة تريد تغيير الوضع السياسي في منطقة شمال مالي، وفرض سياسات جديدة، توازيا مع ما يحدث في الشرق الأوسط. أهم أهدافها الآنية هو تخفيض سعر برميل البترول.
كيسينجر قال ان على أمريكا ان لا تشتري النفط من العرب بل ان تأخذه أخذا.. هل يلمح إلى هذا؟
أمريكا تركز حاليا على تغيير النمط السياسي والولاء الحكومي في المنطقة الإفريقية، ليتسنى لها الاستفادة المادية منها. الدول الغنية بالنفط هي الأكثر استهدافا، انها تبحث أيضا سبل تقسيم الدول الإفريقية إلى شمال وجنوب لتستفرد بالنفط، كما حدث لجنوب السودان الغني بالبترول. انها مثلا تسعى إلى تقسيم نيجيريا إلى شمال وجنوب.
والجزائر؟
لدينا حركة انفصال الجنوب التي كانت وراء عمليات تامنراست وورقلة. لم يتم التبليغ عنها وأنا اعرف من هم. ان الذين اختطفوا القنصل وقاموا بحادثة اختطاف الطائرة عام 2008 وأعمال مسلحة أخرى هم أبناء حركة انفصال الجنوب. ان استهداف منطقة الساحل الإفريقي هو تمهيد لاستهداف الجزائر، فلقد استخدموا كل الوسائل لضرب استقرار البلاد لكنها ظلت صامدة ولم تسقط. لو وقع الأمر لأية دولة أخرى لكانت قد انهارت انهيارا مدويا. هناك دول تخشى ان يسلم بلمختار نفسه إلى الأمن، لان بلمختار هو بنك معلومات حقيق عن كل كبيرة وصغيرة في مالي وفي المنطقة، وعن الأطراف المحركة والممونة بالمال والسلاح. النظام البوركينابي كان يدفع إليهم بالسلاح، الرئيس الحالي لبوركينافاسو متورط في تهريب الأسلحة وبيعها للأطراف الإرهابية، وعلى رأسها الشافعي، الذي يملك علاقات قوية مع جميع إرهابيي المنطقة. اننا نخشى إرهابا من الجيل الرابع، اغلب عناصره ممن ولودوا في الجبال لآباء إرهابيين، يسهر دروكدال على تجنيدهم. عددهم غير معروف.. هل هم مئات؟ عشرات؟ آلاف؟ لا نستطيع تحديد عددهم الحقيقي. التقيت مرة بفتاة مراهقة من هؤلاء الذين ولدوا في الجبال. قالت لي انها مستعدة لتفجير قنبلة إذا ما توفرت لديها. لقد ولدت في الجبل ولا اسم لها ولا هوية ولا عنوان، ولم تدخل المدرسة يوما. أبناء الإرهابيين في اغلبهم اتجهوا إلى السرقة. أرامل المقاومين يعيشون الآن ظروفا قاسية. استخدمت المال للقضاء على الإرهاب، ولو ان الدولة استخدمت المال منذ البداية لقضي على الإرهاب في مهده. الإرهابيون لعبوا اللعبة نفسها، كانوا يجتذبون الأبرياء المعوزين بالمال ثم يورطونهم. كان علينا ان نتبع الأسلوب ذاته لقطع الطريق عليهم.
ماذا عن الأزواد وإمكانية التدخل الدولي في المنطقة؟
كانت مهامي التنسيق وترصد المعلومات الحساسة عن تحركات الجماعات الإرهابية، والهدف من مهامي كان تفكيك جماعة الجيا الإرهابية في العاصمة وما جاورها. من مهامي أيضا التفاوض ودخول الأراضي المالية لمدة 6 أشهر والتعامل مع التجار، قصد معرفة كل ما يحدث من تحركات في المنطقة.كان يجب على الازواد ان يتراجعوا عن إعلان دولة خاصة بهم في المنطقة، وان يتغير الوضع كليا، لأنه لو استمر فسيحتل الإرهابيون باماكو. المشكلة الأكبر في منطقة الساحل الإفريقي هو احتمال التدخل الأجنبي. سيكون ذلك خطرا على سلامة المواطنين الأفارقة. كما يجب العودة إلى طاولة المفاوضات لحل مشكلة الطوارق في المنطقة، ودعم كل القبائل العربية دون استثناء لمكافحة الإرهاب في المنطقة. يجب ان يكون كفاحا داخليا وليس دوليا، لان أي تدخل أجنبي سيضخم الأحداث وسيؤدي إلى توحيد صفوف الفصائل الإرهابية المسلحة وإعطائها مشروعية “الجهاد” ضد الغازي الأجنبي.
هل ستكون الجزائر هدفا مستقبليا للناتو؟
الشعب الجزائري واع، والجزائر مستهدفة فعليا منذ حرب أكتوبر 1973، وكل دولة تتمسك بالقضية الفلسطينية أيضا مستهدفة. ان الجزائريين هم أكثر شعب لا يعترف بإسرائيل إلى يوم الدين، وهو أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم، وهو اقرب إلى فلسطين من الدول المجاورة لها. لنكن صرحاء: ان القدس مأمل كل جزائري، والجزائري مستعد لأي شيء إذا ما تعلق الأمر بالدين، لذلك تلقفته الجماعات الإسلامية وتلاعبت بعاطفته الدينية واستغلتها للتهديم لا للبناء. لنأخذ مثلا قادة الفيس (الجبهة الإسلامية للإنقاذ): لم يلتحق أي من آباءهم بالجبال للجهاد أو القتال، بل انغمسوا في الملايير والرحلات الجوية والبرية وصفقات الاستيراد..الخ. لننظر إلى هؤلاء الذي كانوا أمراء في الجبال: هل تذكر أي منهم ان يزور شخصا ممن فقدوا آباءهم أو إخوتهم في الجبال؟ كانوا يعلنون تحرير البلد من جهة ، ثم ينهالون على الناس تقتيلا من جهة أخرى.
المفقودون وأبناء الإرهابيين.. هل سيكونون مستقبلا مشكلة أمنية أخرى للجزائر؟
ليس كل مفقود ضحية الأزمة الأمنية الجزائرية. يجب ان لا ننسى ان تصفيات جسدية كبيرة دارت رحاها بين الجماعات الإرهابية نفسها، قتل على أثرها عدد كبير من الإرهابيين في الجبال. كما ان الكثير منهم حاول الفرار عبر البحر، ولم يظهر بعدها. كما انه لا حرب دون مفقودين وقتلى وأرامل وأيتام. غداة الاستقلال عام 1962 أحصينا أزيد من 2130 مفقودا. يراهن الإرهابي دروكدال على أبناء الإرهابيين وأشقاء وأبناء المفقودين لتطعيم الإرهاب بعناصر جديدة، اننا نخشى هذا الإرهاب المحتمل، ولولا الشرفاء من الأمة الجزائرية ورجال أمنها الساهرين، وعلى رأسهم خالد نزار، لكنا عراقا آخر.
الجزائر تخشى إرهابا من الجيل الرابع.. الضباط الاحرار الجزائريون في الخارج ليسوا سوى خونة.. والجزائر مستهدفة فعليا منذ حرب 1973
ما رأيك فيمن يسمون أنفسهم الضباط الأحرار الموجودين بالخارج كمعارضة منفى؟
اسميهم خونة، وأتحداهم جميعا واحدا واحدا. لقد ذهبوا بعد ان ارتكبوا بعض الأمور هنا، ثم خرجوا إلى دول غربية وراحوا يطلقون الادعاءات والشهادات الكاذبة التي تخدم أعداء البلد وتزرع الفتنة بين أفراد شعبه. انهم مدعومون من جهات خارجية. لقد كنت مهندس تفكيك الجيا نهائيا في 2002 بمساعدة مصالح الأمن والتائبين من المنخرطين السابقين بها، هندسنا خطة للقضاء على الإرهاب. والأشخاص الذين يحقدون على النظام، ذوو سوابق عدلية، ويعملون على تشويه صورة الجيش الجزائري الذي أنقذ البلد من الانهيار. وهم يريدون فتح ملفات في المحكمة الدولية، وزرع البلبلة في الجزائر، والإبقاء على جذوة كره النظام التي أشعلوها مستعرة. انهم يفعلون ذلك من اجل الاستفادة من حقوق لاجئ سياسي، ومزايا أخرى. ماذا ننتظر ممن باع وطنه وشرف زوجته؟ جميعنا يعرف ان النظام الجزائري متعفن. لولا النظام الأمني لكنا الآن في خبر كان. لقد تعرضت إلى مضايقات كثيرة، لكني لم احقد أبدا على الجزائر، لان مشكلتي هي مع أشخاص وليس مع الوطن. والى يومنا هذا مازلنا نحارب الإرهاب ونحارب تجارة المخدرات التي تمول الإرهاب.
كيف قتلت شقيق الزعيم الإرهابي حطاب؟
كانت صدفة.. في مارس 1995، كنت في فوردلو، تحدثت قليلا مع قائد الدرك الوطني ووعدته بالعودة مساء للعب جولة من “الدومينو”، ثم توجهت إلى منطقة درقانة، رأيت هناك رجالا يرتدون زي الشرطة فلم أشك فيهم، وتابعت حتى حي فايزي القريب. خرجت مع زوجتي لشراء بعض الأغراض، وعندما سمعت إطلاق النار تأكدت ان الذين رأيتهم كنوا إرهابيين متنكرين. دفعت زوجتي وأسقطتها أرضا وانبطحت خلف سيارة، كان هناك رجل أمن، استللت سلاحه وقتلت احد الإرهابيين، ولم أدر ان قتيلي هو شقيق الزعيم الإرهابي حسان حطاب، الذي يمقتني. لا أزال حتى الآن العدو اللدود رقم 1 للإرهابيين. تعرضت إلى 17 محاولة اغتيال، وقد نجوت بفضل الله. لذلك خططوا لاختطاف ابنتي من المدرسة، لكنهم لم ينجحوا.
كلمة أخيرة
اننا نعيش مرحلة جد حساسة، يمكن تجاوزها باليقظة والحذر من الجارتين مالي وليبيا. ان استمر الوضع المالي كما هو فسيهدد ذلك كل غرب افريقية. أكثر الدول المستهدفة هي دول النفط. ما حدث لليبيا لن يقع للجزائر لان شعبها يقظ وذو تجربة. لقد تعبوا في إثارته لكنه لم يثر لأنه يعرف اللعبة.
.............. م / http://www.areen.info/?p=2708&fb_source=message .............
حاورته: خالدة مختار بوريجي
أي تدخل أجنبي في مالي سيضخم الأحداث وسيؤدي إلى توحيد صفوف الفصائل الإرهابية المسلحة وإعطائها مشروعية “الجهاد” ضد الغازي الأجنبي
الجزائر تخشى إرهابا من الجيل الرابع.. الضباط الاحرار الجزائريون في الخارج ليسوا سوى خونة.. والجزائر مستهدفة فعليا منذ حرب 1973
أمريكا تركز حاليا على تغيير النمط السياسي والولاء الحكومي في المنطقة الإفريقية.. الدول الغنية بالنفط هي الأكثر استهدافا وتسعى إلى تقسيم نيجيريا إلى شمال وجنوب.
ستعيش دول غرب افريقية ثورات للإطاحة بالأنظمة الحاكمة.
وجود إسلاميين على رأس أنظمة ليس إلا لضرب استقرار تلك الدول
ما اقترفته الماسونية ضد عيسى عليه السلام تقترفه اليوم ضد الإسلام
مازالت فلول ارهابية في الجزائر وهي اخطر مما كان عليه الإرهاب. تريد ان تضرب بقوة لتثبت للعالم قوتها.. منطقة القبائل مهددة بمجازر تتم بالطريقة نفسها التي كانت الجيا تبيد بها ضحاياها
مصير عبد الحكيم بلحاج سيكون مصير الزرقاوي
القاعدة وريثة المنظومة الماسونية لضرب الاستقرار في الدول العربية، وخاصة دول الصمود والتصدي
ليبيا تسير إلى وضع شبيه بالوضع في العراق
ساركوزي وضع خطة جيواستراتيجية لتضخيم الوضع في منطقة الساحل، تمهيدا لتدخل فرنسي، ومحاولة منه لتصدير الاضطراب إلى الجزائر
تدخل قطر في ليبيا كان انتقاما شخصيا. اما بالنسبة إلى سورية فهدفها إسقاط ثاني قوة في المنطقة
الاسلحة الليبية انتقلت عبر عصابات ارهابية الى مالي
الجزائر
………
ماذا يحدث في مالي بالضبط، بصفتكم كنتم مبعوثين مفاوضين هناك؟
لقد سبق وأن حذرت عبر القنوات الجزائرية ان الوضع في مالي سوف يتأزم ما لم يتم ل مشكلة الطوارق في اقرب وقت. قبل الإطاحة بالقذافي، قلت ان مالي ستكون الهدف الموالي في حال سقوط النظام الليبي، وذلك بسبب الأسلحة الكثيرة جدا التي ستتدفق من هذه إلى تلك، وقد وقع جميعها بين يدي إرهابيين. إذن مالي في وضع أكثر خطورة من ليبيا، وهي سائرة نحو الأفغنة، بل هي أفغانستان أخرى، ومسلحوها المتطرفون يشبهون رجال طالبان. وإذا تأزم الوضع أكثر ولم يجد حلا في اقرب الآجال فإن الحال المالية سوف تنتقل إلى جميع منطقة الغرب الإفريقي، وسوف يتم تصدير الإرهاب المالي إلى جميع دول افريقية الغربية. لقد طالبنا بعدم التدخل الأجنبي في كل الحالات، لأن هذا التدخل سوف يعطي الجماعات الجهادية شرعية، بحجة مواجهة التدخل الأجنبي. إن الحل في مالي يمكن في احترام اتفاقية الجزائر بين القادة الأمنيين في 2010.
وما الذي حدث بالتحديد للرهائن الجزائريين في مالي؟
أوجه الاتهام مباشرة إلى وزير الخارجية، فبعد سقوط النظام المالي أصبح هذا البلد دون كينونة. كان يجب سحب الدبلماسيين الجزائريين لأن الوضع يزداد ضراوة. وقد حذرنا من وقوع اختطاف، إذ كانت لدينا معلومات تفيد ان الدبلماسية الجزائرية مهددة، وأن على الدولة الجزائرية سحب دبلماسييها فورا، لكن وزير الخارجية لم يفعل ذلك.
وهل سحبت جميع الدول الأخرى سفراءها؟
نعم، كلها، باستثناء الجزائر. عقيد من الجيش المالي هو الذي قام بتحويل جميع الدبلماسيين إلى النيجر، لضمان أمنهم وسلامتهم، عدا الدبلماسيين الجزائريين. فالأمر بالسحب كان يجب ان يصدر من الدولة الجزائرية، ولكن خارجيتنا لم تفعل، لأنها كانت تظن ان ذلك لا يشكل خطرا على تمثيليتها هناك، التي كانت مستهدفة
ما هي الرسالة التي وجهها المسلحون للجزائر عبر ذلك الاغتيال؟
الاغتيال راح ضحيته شهيد الواجب الوطني “تواتي”.. ليس تواتي هو من اعدم فحسب، بل الشعب الجزائري كله اعدم من خلال قتله في آن واحد، لأنه كان هناك ممثلا لـ38 مليون جزائري ولـ1,5 مليون من شهدائنا. لقد وقع خلاف في صفوف الجهاد والتوحيد. كانت هناك ضمانات ان حركة الجهاد سوف تتراجع عن تهديداتها، لكن شاءت الصدف ان يقوم “أبو عقلمة” (نبيل خليفي) بتصفية الدبلماسي الجزائري بأمر من أبو زيد لأنه كان الأقرب إليه.
وماذا عن مصير الجثمان؟
تسعى الجزائر إلى استرجاع جثمان الفقيد بشكل غير رسمي. الجهات التي شاركت في تحرير الرهائن الثلاثة تواصل الآن مهمتها لاسترجاع الجثة ومواصلة المفاوضات من اجل تحرير الرهائن الثلاثة المتبقين، دون أي مقابل، كما فعلت مع الثلاثة الأولين. الموضوع حساس جدا. هناك أناس يعملون من اجل مصلحة لوطن، لأن الجزائر لم تتفاوض مع الإرهابيين ولم تنحن له ولم ننحني للجهاديين، عكس ما تقوم به بوركينافاسو، التي كانت تقدم فدية لقاء كل وساطة لتحرير الرهائن، انها تلعب دورا غير مباشر في استمرار الاختطافات.
وفيم يتمثل تهديد كل ما يحدث على الجزائر؟
لقد مررنا بمرحلة صعبة شبيهة، وبالنسبة إلى ما يقع في مالي فتهديده لا يقلق الجزائر كثيرا، لأنها تتخذ كل الاحتياطات، وللجزائر خبرة في مكافحة الإرهاب. يجب ان لا ننسى ان الجزائر خلال العشرية السوداء كانت تكافح الإرهاب وحدها. أيامها كنا محاصرين: مالي في الجنوب (حيث ساعدت أنظمتها الماضية الجماعات الإرهابية طواعية، وبإيعاز من الرئيس المالي امادو مانيتوري)، المغرب من الغرب، وأروبا من الشمال، لكن مكافحة الإرهاب في الجزائر عادت بالفائدة على كل دول البحر الأبيض المتوسط.
كيف انتقلت الأسلحة الليبية إلى مالي؟
هناك عصابات تتناقل الأسلحة، كل عصابة تتغذى على الأخرى، لذلك اسميها أيضا عصابات إرهابية.
وقطر؟ ماذا كان دورها في مالي؟ وما هو هدفها من كل هذا؟
طلبت قطر من “الشافعي” التوسط وتقديم فدية لحركة التوحيد، تقدر بـ40 مليون أورو، مقابل إطلاق سراح الرهائن، ولكن لصالح “الشافعي” وليس الجزائر، وذلك لمصلحته الخاصة ومصالح أخرى. إن الشافعي هذا هو الذي يدير كل شيء في المنطقة، وله علاقات مباشرة مع كل الجماعات المسلحة. إنه يتفاوض من اجل تحويل جزء هام من الفدية إلى صالحه وصالح من معه. لقد أراد ان يتدخل في مسألة الرهائن لإفشال المفاوضات التي كانت تقوم بها جهات غير رسمية جزائرية، من اجل الحصول على المال، وقد طلبت هذه الجهات المفاوضة ان لا تتدخل قطر في المفاوضات الجارية، من اجل سلامة الرهائن. إن قطر تستعمل سياسة الكيل بمكيالين.
دورها في ليبيا كان مدمرا.. وهي الآن تدعم المرتزقة المسلحين في سورية..
لقد كان تدخلها في ليبيا انتقاما شخصيا. بالنسبة إلى سورية فهدفها إسقاط النظام السوري، لأن سورية هي ثاني قوة في المنطقة.
الأهداف كلها غربية، فلماذا تتكفل قطر بتمويلها؟
هناك خطة. تريد أمريكا فوضى في المنطقة، في الخليج وفي شمال افريقية، اعتقد ان الجميع تتبع خطاب اوباما عند القضاء على أسامة بن لادن حين قال: “إن مستقبل الولايات المتحدة مرهون بشمال افريقية والخليج”.
كلينتون قالت أيضا بعدم الاكتفاء بشرق أوسط كبير دون مغرب عربي موسع..
ربما نتساءل عن سر سحب القوات الفرنسية من أفغانستان: إنها خطة جيواستراتيجية مدروسة. إن ذلك السحب كان تمهيدا لتحضيرها للتدخل في شمال افريقية وشمال مالي بعد فشل دول غرب افريقية في تحقيق السلم والاستقرار. جنودها الـ3000 لا خبرة لهم في المنطقة. لقد كانت الخسارة كبيرة في أفغانستان، وهي ترى ان الفائدة ستعود إليها من شمال مالي وليس من ذلك البلد.
قال ساركوزي ان دور الجزائر في التدخل الأجنبي هو بعد سنة.. هل لما يحدث في مالي علاقة بذلك؟
كانت لساركوزي خطة جيواستراتيجية لتضخيم الوضع في منطقة الساحل، تمهيدا لتدخل فرنسي، ومحاولة منه لتصدير الاضطراب المالي إلى شمال افريقية، وتحديدا الجزائر. أي ان فرنسا كانت تخطط لتدخل عسكري في منطقة الساحل بدعوى مكافحة الإرهاب، للقيام باحتلال حقيقي تحت الذريعة نفسها، واستغلال ما لم تستغله سابقا من ثروات طبيعية وباطنية أيام احتلالها المنطقة.
برأيك؟ إلى أين تتجه ليبيا ما بعد “الثورة” ؟
إلى وضع شبيه بالوضع في العراق. سيتم تصدير الإرهاب إلى هنا تحت ذريعة محاربة القاعدة.
منذ فترة قالت كلينتون في اجتماع ان القاعدة صنيع أمريكي، كيف تعلـّق على ذلك؟
القاعدة وريثة المنظومة الماسونية، لضرب الاستقرار في الدول العربية، وخاصة دول الصمود والتصدي، وكل الدول المتمسكة بالقضية الفلسطينية، وكل من يمس مصالح إسرائيل أو يهددها. ان القاعدة تتواجد دوما في الدول الفقيرة التي تنام على ثروات طبيعية وباطنية. ولو كانت القاعدة قائمة على أساس ديني فعلا لكانت الآن في فلسطين تحارب مت اجل استرجاع القدس.
وماذا عن القاعدة الموجودة في “المغرب الإسلامي”؟
القاعدة في المغرب الإسلامي هي كلمة غربية، ضخمتها بعض الأقلام الصحفية هنا، فصار هناك اعتقاد بوجود القاعدة حقا في المغرب. “القاعدة في المغرب الإسلامي مكونة من أشخاص عزل فقراء، وباتحاد عصابات اللصوص مع الإرهابيين صارت هناك حركة إرهابية، فهذا يضرب وذاك أيضا. ان كل الاختطافات التي تمت مؤخرا لم يقم بها الإرهاب، بل جماعات وعصابات خطيرة، تتفاوض مع أهالي المخطوفين على انها جماعات إرهابية.
ومع ذلك فكل الجرائم الكبرى ترتكب باسم “القاعدة في المغرب الإسلامي”..
نعم، مثل قضية مراح في فرنسا، حيث اتهمته فرنسا بأنه منتم إلى القاعدة، بينما هو ليس كذلك. وهذا الاتهام خدم القاعدة فعلا. وتعززت سمعتها في أروبا. واليوم فرنسا مهددة. بالنسبة إلى قضيتي مراح والرهائن الفرنسيين في الساحل فقد كان ساركوزي يريد حلهما في آن واحد.. عصفورين بحجر. لكنه لم يكن يتوقع ان انقلابا سيقع ضد آمادو أماتوري، الذي كان سيشاركه بتقديم الـ40 مليون أورو إلى الجماعات الإرهابية، حيث الوسيط هو الشافعي، الذي يتسلم الرهائن ثم يسلمهم في الوقت نفسه. لكن كل ذلك فشل.
هل كان مراح عميلا للمخابرات الفرنسية؟
نعم، كان عميلا لديهم، وقد قتلوه عندما انتهت مهمته، مثل أسامة بن لادن، الذي سلموه إلى اوباما كي يعزز من حظوظه في الانتخابات، بعدما انتهت مهامه. إن اوباما سيسعى إلى استغلال قضية بن لادن لتحضير الانتخابات القادمة، والمخابرات الأمريكية هي التي كانت تحصن بن لادن في تلك المناطق. أما مراح فقد قتل قبل الوقت المعلن عنه. لقد كان ميتا حقا عندما ألقي به من على الشرفة، قتل داخل الشقة أولا. عند مواجهة الإرهابيين فإن العملية الأسهل دائما هي محاصرة إرهابي داخل شقة، يكفي الصعود إلى الشقة العليا وإحداث ثقوب في أرضيات الغرف، وتسريب غاز يؤدي بالموجودين داخل الشقة السفلى إلى الإغماء، ومن هنا يلقى عليهم القبض. تدخلت عبر أثير قناة فرانس24 وقلت ان نَسْب مراح إلى القاعدة سوف يجعلها تنتعش ويجلب لها المزيد من الفاعلية. فبعد وقت قصير جدا من نسبته إليها، قالت القاعدة انه ينتمي إليها. مراح في الأصل سليل عائلة حركى، والد جده كان حركيا (خائنا)، واغلب سكان تولوز من الجزائريين ينحدرون من آباء أو أجداد حركى، وهذا مر معروف. ان مراح أكثر فرنسية من ساركوزي نفسه، فجده ووالده وهو مولودون جميعا في فرنسا.
لقد ذكر ساركوزي الجزائر مع إيران عند حديثه عن تدخل عسكري وشيك. هل كان هناك مخطط محدد؟
لقد سقط ساركوزي الآن، ويمكن تقديم دعاوى قضائية ضده في المحكمة الدولية، بسبب الجرائم التي ارتكبها في حق المدنيين الليبيين، وبسبب عدم احترامه اللائحة الأممية بخصوص ليبيا، أما الآن فسورية مهددة لأنها تعكر صفو إسرائيل في المنطقة لا أكثر ولا اقل. وبعدها سيأتي دور إيران، لأنها الهدف الرئيس بين كل ما يراد.
في السابق قدم رئيس ليبيا الحالي “جبريل” مسودة إلى الكونغرس الأمريكي يشرح فيها كيفية استغلال الثروات الليبية بعد إسقاط النظام الليبي، هل هذا سبب توليه الحكم الآن؟
في البدء كانت هناك اتفاقات بين ليبيا والغرب، تقضي بإسقاط ملاحقتها في قضية لوكربي، مقابل خدمة تؤديها ليبيا للغرب في المنطقة، وهي زعزعة استقرار شمال مالي، ودعم الطوارق وخلط أوراق المنطقة. لكن عندما وجدوا ان عبد الحكيم بلحاج أحسن من يؤدي هذه الأدوار، صار القذافي بالنسبة إليهم عديم الجدوى.
عبد الحكيم بلحاج احد اقوي رموز القاعدة التي تتظاهر الولايات المتحدة انها تحاربها، ومع ذلك نجده حاكما في ليبيا وقائد مرتزقة الغرب في سورية..
سيكون مصيره مصير الزرقاوي. اغلب هؤلاء الرموز كانوا في غوانتانامو، وغوانتانامو اخطر بكثير من سجن “رقان”. رقان كان لتهدئة الوضع، كان سجنا له ايجابيات وسلبيات، لكن غوانتانامو ليس سوى بيئة تخرّج منها إرهابيون عالميون، كل هؤلاء الناس من مختلف مناطق العالم التقوا فيه، وهناك شكلوا خلية عمل عالمية تعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
لماذا صفعت قطر والولايات المتحدة إسلاميي الجزائر بعد ان ساعدت إسلاميي مصر وتونس في اعتلاء سدة الحكم؟ وهل نقول إن الشعب الجزائري أفشل المخطط؟
الإشارة كانت واضحة، الشعب الجزائري فهم كل شيء. لقد ولدنا مسلمين وليس بإمكان أي كان ان يعلمنا ديننا. إننا أكثر إسلاما من دول إسلامية أخرى. هؤلاء الناس يتحدثون باسم الإسلام طمعا في مناصب رفيعة، وفوز حصولهم عليها ينسون كل ما كانوا يقولونه. مثلا: كان وزير الإعلام الحالي في المعارضة، وبمجرد ان منح منصب وزير باع الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .وباع أصحابه وحزبه. الناس لا تريد فعلا ما تعلنه، ولو أن استفتاء يجرى حول بقاء الأحزاب أو زوالها فسيختار الشعب زوالها بنسبة 99 بالمئة.
كنت احد مهندسي تفكيك الإرهاب في الجزائر، كيف تم ذلك؟
أهم ما قمت به هو الإطاحة بجماعة إرهابية سرية في العاصمة شاركتْ في مجزرة سيدي يوسف ومجزرة أخرى في قلب العاصمة عام 1997، وهي جماعة إرهابية موالية لـ”الجيا” GIA. بعد ذلك شاركتُ في الإطاحة بأخطر مجرم كان يفخخ العاصمة بالرعب، بزرعه القنابل فيها، وذلك في أوت 1999. وبعد تطور الوضع الأمني في 28 أوت 2001 قمنا بالاستعانة ببعض من قدماء الجيا ممن استفادوا من السلم وقضوا عقوبتهم، وقمنا بتصفية الجيا، ما أدى إلى انتهاء أمرها تماما في 2002.
لقد روج الإعلام القطري والفرنسي طويلا لمقولة “من يقتل من”؟ التي تتهم الجيش الجزائري بارتكاب مجازر، ما رأيك؟
المجازر الوحشية هي من توقيع الجيا، لقد كانت خطيرة جدا. وقد انبثقت من رحم “الميا” MIA (الحركة الإسلامية المسلحة). جرى انشقاق في صفوف الميا فوُلدت الجيا وخرجت عن الجيش الإسلامي للإنقاذ، ثم عرفت الجيا بدورها انشقاقات عديدة، من بين المنشقين عنها مَن استنكر المجازر، لأن الجيا تحولت إلى وحش دموي أتى على الأخضر واليابس. وضعنا لها حدا نهائيا في 2002. لكن يجب ان لا ننسى ان عنتر زوابري جند شبابا جددا غير معروفين لدى مصالح الأمن.
على المستوى الشعبي، مازال الناس يتوقعون عودة للإرهاب. هل توقعاتهم صحيحة؟ وكيف هو شكله؟
نعم، مازالت هناك فلول، وهي اخطر مما كان عليه الإرهاب. أقول اخطر لأنها اليوم كالوحش المفترس الجريح، يريد ان يضرب بقوة ليثبت للعالم انه مازال قويا ومازال قادرا كالأمس. اننا الآن نخشى حدوث مجازر في منطقة القبائل بالطريقة نفسها التي كانت الجيا تنفذ مجازرها، لأنها المراحل الأخيرة من عمرها، مثلما كانت الجيا تحاول ان تضرب بقوة في آخر مراحلها، فتأكل الأخضر واليابس، من اجل إحداث صدى إعلامي، فتكرّ وتفرّ.
هل يمكن ان تشهد الجزائر ثورة على شاكلة ثورات الربيع العربي؟ ومن هي الأطراف التي ستحرك ذلك؟
نحن نخشى فعلا حدوث ثورة بالجزائر، ان هذا الأمر غير مستبعد، لأن هناك أناس ينتهزون الفرص. فمثلا: اتخذت الدولة قرارا بمنع التجار المتجولين ومطاردتهم، وعددهم كبير جدا، وهناك من يريد استغلال معاناتهم وغضبهم لإثارة الأوضاع. الجهات التي ستحرك هذا المشهد هي الجهات التي لا تستسيغ العيش في المياه الصافية.
وهل لهذه الجهات علاقات مع الخارج؟
إذا قامت ثورة في الجزائر فالدافع لن يكون سياسيا، ولن يكون تغيير النظام. ان الوضع الاجتماعي بائس، ولا حياة لمن تنادي. لقد ساهمنا في القضاء على الإرهاب من اجل ان يعيش الشعب في سعادة وامن، لكننا نرى للأسف أناسا يقتاتون من المزابل، وأطفالا يتوجهون إلى المدارس حفاة، مناطق معزولة دون مياه.. يستوقفك احدهم فلا يطلب منك إيصاله بل إعطاءه شربة ماء، ويخبرك انهم لم يشربوا منذ أيام. لقد عشش الإرهاب في مثل هذه المناطق، واستغل معاناة هذه الأسر المعوزة.
تنطلق “الجزيرة” من مثل هذه الأوضاع الواقعية لخلق حساسيات وآفاق غير واقعية..
نعم، مثل قضية خالد نزار. انها قضية داخلية لكن يتم استغلالها خارجيا. الهدف الرئيس ليس نزار بل تشويه صورة من كانوا وراء إنقاذ الجزائر، الرجل أنقذ الجزائر من حرب أهلية حقيقية. هناك من استخدم الدين لتهديم البلد، لقد وقفنا ضد هؤلاء لأن ما قاموا به ليس سوى جريمة، ولقد استدعتني الجزيرة مرتين لكنني امتنعت ان إجابتها.
ما هدف الولايات المتحدة من وضع إسلاميين –أعداءها السابقين- على رأس بعض الدول العربية؟
وجود إسلاميين على رأس أنظمة ليس إلا لضرب استقرار تلك الدول. في مصر، أنقذ الجيش الأمور. ان ما يحدث في مصر حدث قبلا في الجزائر، لكن الجيش المصري يتصرف بهدوء، وهو يجنب مصر الدخول في كارثة إنسانية تأتي من حرب أهلية وصراعات طائفية. ان هؤلاء الذين يزعمون انهم إسلاميون ليسوا سوى صنيع التنظيم الماسوني وإيديولوجياته. لا احد يتحدث عن هذا. أنا كخبير وباحث في الدراسات الجيواستراتيجية لمكافحة الإرهاب أقول ان ما اقترفته الماسونية ضد عيسى عليه السلام تقترفه اليوم ضد الإسلام. وقد قلت سابقا انه لو كانت القاعدة قائمة على أساس ديني لكانت في فلسطين.
تحالف الولايات المتحدة مع الإسلاميين شجع أبو جرة على زيارة تركية وقطر، وعلى ان يخطب خطاب نصر قبل الانتخابات..
أبو جرة منافق، وقد قلتها له وجها لوجه، أبو جرة دفن نفسه حيا، وقد قدمت عزاء لحزب التحالف الإسلامي عن مرض عضال أصيب به اسمه أبو جرة سلطاني الذي جر معه الإسلاميين إلى الكارثة. لا علاقة لأبي جرة بالإسلام من قريب ومن بعيد. لنعد قليلا إلى قضية فك الحصار عن غزة، تلك القضية المشفرة.. لقد كانت حيلة لالتقاء كل الأحزاب الإسلامية في تركية، والتخطيط للوصول إلى الحكم بدعم أمريكي ماسوني، ودراسة نوعية الخطة السياسية التي تريد الولايات المتحدة تطبيقها في الدول العربية.
تم الرهان أولا على “سعدي” و”بلحاج”، ثم سحب الاثنان وعوض بما يسمى “الإسلاميين المعتدلين”، هل للشعب الجزائري دور في تغيير مهندسي الثورات العربية خطتهم في الجزائر؟
هل انتم على دراية بأن مصالح الأمن أنقذت “علي بلحاج” (احد زعماء الجبهة الإسلامية للإنقاذ) من بين أيدي شباب بلدية باب الوادي؟ كانوا سيلقنونه درسا، علما ان باب الوادي هي أهم معاقل الجبهة الإسلامية للإنقاذ في التسعينيات. قالوا له: “لقد غررت بمن سبقنا، والآن لن تستطيع خداعنا ثانية، اذهب وإلا قتلناك”.. لقد شاهدت ذلك بنفسي. لم يعد الشعب الجزائري يثق بالأحزاب. ولو خير بينها وبين اللاحزبية لاختار الثانية. أصحاب الأحزاب أصحاب مصالح، وفور حصولهم على مبتغاهم ينسون نضالاتهم كلها.
كيف هو وضع الإرهاب بالنسبة إلى جنوب الجزائر؟
الإرهاب في الجزائر في آخر مراحله، ولكنها مراحل حرجة كما ذكرت، تحركاتهم أصبحت ضيقة جدا بفضل العمل الساهر لمصالح الأمن، لذلك يحاولون الاتجاه نحو الجنوب. لقد حاول دروكدال الالتحاق بمنطقة الساحل الإفريقي مرتين، لكنه لم يفلح. أراد ان يحصل هناك على مراكز جديدة وقوية.
حاليا، ما الذي سينجر على الجزائر مما يحدث في ليبيا ومالي؟
علينا التزام اليقظة والحذر.
هل يمكن ان تكون مالي بؤرة مشاكل أمنية للجزائر؟
انها فعلا بؤرة مشاكل، ليس للجزائر فحسب، بل لكل الدول الإفريقية، لان استقرار مالي هو استقرار لكل القارة الإفريقية، وعدم استقرارها هو زعزعة للقارة كلها. يمكن ان تتسع هذه البؤرة نحو الجزائر، ولكنها حاليا تتسع نحو دول غرب افريقية، وستعيش هذه الدول ثورات للإطاحة بالأنظمة الحاكمة.
على منوال الثورات العربية؟
تماما.
والأطراف الأجنبية المحركة، هل ستكون نفسها؟
سيتم التغيير السياسي والاستراتيجي في المنطقة على يد الأطراف نفسها، إذ من هو عدو منطقة شمال وغرب افريقية؟
هل يدخل ذلك في تغني اوباما بالقرن الأمريكي الجديد؟
تريد الولايات المتحدة فرض هيمنتها على دول العالم كله. ومن أهم الدول المستهدفة تلك المنتجة للنفط والغاز. البترول هو أهم مبحث حالي للولايات المتحدة الأمريكية، وحسب الدراسات الاستراتيجية فإن الولايات المتحدة تريد تغيير الوضع السياسي في منطقة شمال مالي، وفرض سياسات جديدة، توازيا مع ما يحدث في الشرق الأوسط. أهم أهدافها الآنية هو تخفيض سعر برميل البترول.
كيسينجر قال ان على أمريكا ان لا تشتري النفط من العرب بل ان تأخذه أخذا.. هل يلمح إلى هذا؟
أمريكا تركز حاليا على تغيير النمط السياسي والولاء الحكومي في المنطقة الإفريقية، ليتسنى لها الاستفادة المادية منها. الدول الغنية بالنفط هي الأكثر استهدافا، انها تبحث أيضا سبل تقسيم الدول الإفريقية إلى شمال وجنوب لتستفرد بالنفط، كما حدث لجنوب السودان الغني بالبترول. انها مثلا تسعى إلى تقسيم نيجيريا إلى شمال وجنوب.
والجزائر؟
لدينا حركة انفصال الجنوب التي كانت وراء عمليات تامنراست وورقلة. لم يتم التبليغ عنها وأنا اعرف من هم. ان الذين اختطفوا القنصل وقاموا بحادثة اختطاف الطائرة عام 2008 وأعمال مسلحة أخرى هم أبناء حركة انفصال الجنوب. ان استهداف منطقة الساحل الإفريقي هو تمهيد لاستهداف الجزائر، فلقد استخدموا كل الوسائل لضرب استقرار البلاد لكنها ظلت صامدة ولم تسقط. لو وقع الأمر لأية دولة أخرى لكانت قد انهارت انهيارا مدويا. هناك دول تخشى ان يسلم بلمختار نفسه إلى الأمن، لان بلمختار هو بنك معلومات حقيق عن كل كبيرة وصغيرة في مالي وفي المنطقة، وعن الأطراف المحركة والممونة بالمال والسلاح. النظام البوركينابي كان يدفع إليهم بالسلاح، الرئيس الحالي لبوركينافاسو متورط في تهريب الأسلحة وبيعها للأطراف الإرهابية، وعلى رأسها الشافعي، الذي يملك علاقات قوية مع جميع إرهابيي المنطقة. اننا نخشى إرهابا من الجيل الرابع، اغلب عناصره ممن ولودوا في الجبال لآباء إرهابيين، يسهر دروكدال على تجنيدهم. عددهم غير معروف.. هل هم مئات؟ عشرات؟ آلاف؟ لا نستطيع تحديد عددهم الحقيقي. التقيت مرة بفتاة مراهقة من هؤلاء الذين ولدوا في الجبال. قالت لي انها مستعدة لتفجير قنبلة إذا ما توفرت لديها. لقد ولدت في الجبل ولا اسم لها ولا هوية ولا عنوان، ولم تدخل المدرسة يوما. أبناء الإرهابيين في اغلبهم اتجهوا إلى السرقة. أرامل المقاومين يعيشون الآن ظروفا قاسية. استخدمت المال للقضاء على الإرهاب، ولو ان الدولة استخدمت المال منذ البداية لقضي على الإرهاب في مهده. الإرهابيون لعبوا اللعبة نفسها، كانوا يجتذبون الأبرياء المعوزين بالمال ثم يورطونهم. كان علينا ان نتبع الأسلوب ذاته لقطع الطريق عليهم.
ماذا عن الأزواد وإمكانية التدخل الدولي في المنطقة؟
كانت مهامي التنسيق وترصد المعلومات الحساسة عن تحركات الجماعات الإرهابية، والهدف من مهامي كان تفكيك جماعة الجيا الإرهابية في العاصمة وما جاورها. من مهامي أيضا التفاوض ودخول الأراضي المالية لمدة 6 أشهر والتعامل مع التجار، قصد معرفة كل ما يحدث من تحركات في المنطقة.كان يجب على الازواد ان يتراجعوا عن إعلان دولة خاصة بهم في المنطقة، وان يتغير الوضع كليا، لأنه لو استمر فسيحتل الإرهابيون باماكو. المشكلة الأكبر في منطقة الساحل الإفريقي هو احتمال التدخل الأجنبي. سيكون ذلك خطرا على سلامة المواطنين الأفارقة. كما يجب العودة إلى طاولة المفاوضات لحل مشكلة الطوارق في المنطقة، ودعم كل القبائل العربية دون استثناء لمكافحة الإرهاب في المنطقة. يجب ان يكون كفاحا داخليا وليس دوليا، لان أي تدخل أجنبي سيضخم الأحداث وسيؤدي إلى توحيد صفوف الفصائل الإرهابية المسلحة وإعطائها مشروعية “الجهاد” ضد الغازي الأجنبي.
هل ستكون الجزائر هدفا مستقبليا للناتو؟
الشعب الجزائري واع، والجزائر مستهدفة فعليا منذ حرب أكتوبر 1973، وكل دولة تتمسك بالقضية الفلسطينية أيضا مستهدفة. ان الجزائريين هم أكثر شعب لا يعترف بإسرائيل إلى يوم الدين، وهو أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم، وهو اقرب إلى فلسطين من الدول المجاورة لها. لنكن صرحاء: ان القدس مأمل كل جزائري، والجزائري مستعد لأي شيء إذا ما تعلق الأمر بالدين، لذلك تلقفته الجماعات الإسلامية وتلاعبت بعاطفته الدينية واستغلتها للتهديم لا للبناء. لنأخذ مثلا قادة الفيس (الجبهة الإسلامية للإنقاذ): لم يلتحق أي من آباءهم بالجبال للجهاد أو القتال، بل انغمسوا في الملايير والرحلات الجوية والبرية وصفقات الاستيراد..الخ. لننظر إلى هؤلاء الذي كانوا أمراء في الجبال: هل تذكر أي منهم ان يزور شخصا ممن فقدوا آباءهم أو إخوتهم في الجبال؟ كانوا يعلنون تحرير البلد من جهة ، ثم ينهالون على الناس تقتيلا من جهة أخرى.
المفقودون وأبناء الإرهابيين.. هل سيكونون مستقبلا مشكلة أمنية أخرى للجزائر؟
ليس كل مفقود ضحية الأزمة الأمنية الجزائرية. يجب ان لا ننسى ان تصفيات جسدية كبيرة دارت رحاها بين الجماعات الإرهابية نفسها، قتل على أثرها عدد كبير من الإرهابيين في الجبال. كما ان الكثير منهم حاول الفرار عبر البحر، ولم يظهر بعدها. كما انه لا حرب دون مفقودين وقتلى وأرامل وأيتام. غداة الاستقلال عام 1962 أحصينا أزيد من 2130 مفقودا. يراهن الإرهابي دروكدال على أبناء الإرهابيين وأشقاء وأبناء المفقودين لتطعيم الإرهاب بعناصر جديدة، اننا نخشى هذا الإرهاب المحتمل، ولولا الشرفاء من الأمة الجزائرية ورجال أمنها الساهرين، وعلى رأسهم خالد نزار، لكنا عراقا آخر.
الجزائر تخشى إرهابا من الجيل الرابع.. الضباط الاحرار الجزائريون في الخارج ليسوا سوى خونة.. والجزائر مستهدفة فعليا منذ حرب 1973
ما رأيك فيمن يسمون أنفسهم الضباط الأحرار الموجودين بالخارج كمعارضة منفى؟
اسميهم خونة، وأتحداهم جميعا واحدا واحدا. لقد ذهبوا بعد ان ارتكبوا بعض الأمور هنا، ثم خرجوا إلى دول غربية وراحوا يطلقون الادعاءات والشهادات الكاذبة التي تخدم أعداء البلد وتزرع الفتنة بين أفراد شعبه. انهم مدعومون من جهات خارجية. لقد كنت مهندس تفكيك الجيا نهائيا في 2002 بمساعدة مصالح الأمن والتائبين من المنخرطين السابقين بها، هندسنا خطة للقضاء على الإرهاب. والأشخاص الذين يحقدون على النظام، ذوو سوابق عدلية، ويعملون على تشويه صورة الجيش الجزائري الذي أنقذ البلد من الانهيار. وهم يريدون فتح ملفات في المحكمة الدولية، وزرع البلبلة في الجزائر، والإبقاء على جذوة كره النظام التي أشعلوها مستعرة. انهم يفعلون ذلك من اجل الاستفادة من حقوق لاجئ سياسي، ومزايا أخرى. ماذا ننتظر ممن باع وطنه وشرف زوجته؟ جميعنا يعرف ان النظام الجزائري متعفن. لولا النظام الأمني لكنا الآن في خبر كان. لقد تعرضت إلى مضايقات كثيرة، لكني لم احقد أبدا على الجزائر، لان مشكلتي هي مع أشخاص وليس مع الوطن. والى يومنا هذا مازلنا نحارب الإرهاب ونحارب تجارة المخدرات التي تمول الإرهاب.
كيف قتلت شقيق الزعيم الإرهابي حطاب؟
كانت صدفة.. في مارس 1995، كنت في فوردلو، تحدثت قليلا مع قائد الدرك الوطني ووعدته بالعودة مساء للعب جولة من “الدومينو”، ثم توجهت إلى منطقة درقانة، رأيت هناك رجالا يرتدون زي الشرطة فلم أشك فيهم، وتابعت حتى حي فايزي القريب. خرجت مع زوجتي لشراء بعض الأغراض، وعندما سمعت إطلاق النار تأكدت ان الذين رأيتهم كنوا إرهابيين متنكرين. دفعت زوجتي وأسقطتها أرضا وانبطحت خلف سيارة، كان هناك رجل أمن، استللت سلاحه وقتلت احد الإرهابيين، ولم أدر ان قتيلي هو شقيق الزعيم الإرهابي حسان حطاب، الذي يمقتني. لا أزال حتى الآن العدو اللدود رقم 1 للإرهابيين. تعرضت إلى 17 محاولة اغتيال، وقد نجوت بفضل الله. لذلك خططوا لاختطاف ابنتي من المدرسة، لكنهم لم ينجحوا.
كلمة أخيرة
اننا نعيش مرحلة جد حساسة، يمكن تجاوزها باليقظة والحذر من الجارتين مالي وليبيا. ان استمر الوضع المالي كما هو فسيهدد ذلك كل غرب افريقية. أكثر الدول المستهدفة هي دول النفط. ما حدث لليبيا لن يقع للجزائر لان شعبها يقظ وذو تجربة. لقد تعبوا في إثارته لكنه لم يثر لأنه يعرف اللعبة.
.............. م / http://www.areen.info/?p=2708&fb_source=message .............
أبومعتصم بالله-
- الجنس :
عدد المساهمات : 540
نقاط : 10238
تاريخ التسجيل : 18/11/2011
رد: الخبير الجزائري في مسائل الإرهاب والسياسات الجيواستراتيجية الدولية، علي زاوي، يتحدث عن خفايا ما تفعله الولايات المتحدة وأوروبا في افريقيا
اللهم احفظ الجزائر من كيد ومكائد الحاقدين المجرمين
????- زائر
مواضيع مماثلة
» لافروف: هناك تزايد في عدد المقاتلين القادمين الى سورية من شمال افريقيا وأوروبا
» BBC: الولايات المتحدة تسقط تهم الإرهاب عن أسامة بن لادن
» موسي إبراهيم يتحدث عن خفايا حوار المصالحة الليبية في الدوحة
» فرانس 24 الولايات المتحدة ترسل فرقة لمكافحة الإرهاب من المارنز إلى بنغازي
» الجزائري الذي اخترق عدة مواقع في الولايات المتحدة الامريكية ووضع في مواقع الانترنت على انه مغربي
» BBC: الولايات المتحدة تسقط تهم الإرهاب عن أسامة بن لادن
» موسي إبراهيم يتحدث عن خفايا حوار المصالحة الليبية في الدوحة
» فرانس 24 الولايات المتحدة ترسل فرقة لمكافحة الإرهاب من المارنز إلى بنغازي
» الجزائري الذي اخترق عدة مواقع في الولايات المتحدة الامريكية ووضع في مواقع الانترنت على انه مغربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي