الروتين سرطان الحياة !!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الروتين سرطان الحياة !!
في الغالب العين لا ترى إلا ما نريد نحن ان نريها إياه، والآذن لا تسمع إلا صدى ما نردده بداخلنا وما نقوله بين بعضنا البعض وبين أنفسنا، والقلب ينبض بالحياة ويدفق الدم ويغير الدورة الدموية ويغير روتين مجرى الدم في الجسم ولكنه لا يغير مجرى حياة كل واحد منا إلا إذا غيرنا من أفكارنا وأسلوبنا وأهدافنا في هذه الدنيا.
الروتين يعاني منه الكثيرون منا، وأصبح عادة قاتلة جداً للإنسان لو سيطر عليه في كل مجالات حياته.
شاءت الظروف أن ألتقي مع زملاء الماضي البعيد والقريب في فرح زميل لنا منذ أيام مقاعد الدراسة الأكاديمية ، ومن البديهي ان يسأل كل واحد منا، كيف الحال والأحوال؟ وفي الكثير من التساؤلات تحدثنا طويلاً عن اختراق جدار الحياة في مختلف الميادين.. فمنهم من يتبوأ منصب ما، والآخرون يعملون في مجالات مختلفة.. تحدثنا عن غمار الحياة الصعبة ودخولنا في غمارها ومتطلبات العيش وهموم التربية والمحاولات المستميتة التي نخوضها من اجل توفير حياة كريمة تضغط علينا بقوة وبشدة.. فاستنشقت واستشفيت من اللقاء أن الروتين اليومي القاتل يخيم على معظمهم..
فقررت ان أكتب عن موضوع الروتين الذي يغزو حياتنا من حيث لا ندري.. يعشش في ارواحنا بدون إذن مسبق!! ونحن نلهث ليل نهار حتى إننا نسأل أنفسنا أثناء سعينا الدؤوب في البحث عن لقمة العيش لماذا نعيش؟ ولماذا تصبح حياتنا ضغوطات كأنها جسد بلا روح وفقط القلب ينبض !!.
الروتين موضوع شائك وبحر من الأبحاث لذلك سأتطرق عن الحياة الزوجية الروتينية! والإجتماعية ، مثلاً الزوج يعيش بمنهج روتيني بحيث يأتي من العمل ليمارس الطقوس نفسها ، يتناول الطعام لينام، قد يلتقي مع أولاده وزوجته لوقت قصير..ثم ينهض ويعيد ذاته في نفس الدائرة ويعود الى عمله وهكذا...
الزوجة ليست ملاكا متغيرا، بل هي الأخرى تفعل نفس الشيء، نفس الطعام أحياناً، نفس ترتيب الأثاث، نفس المشكلات والهموم التي تقابل زوجها منذ مبتدأ زواجهما، طبعاً للأولاد قسط في هذا الهم والروتين.
وبإمكاننا تغيير منهاج الحياة الزوجية بأساليب كثيرة وممتعة تحتاج الى كتيب ومقالات عديدة..
وهنالك فئة من الناس فقط يتجدد عليها التاريخ الميلادي لا غير. وهنا لا بد بسرعة البرق أن نتحدث عن نصائح لتساعد على تجاوز الروتين وإن كانت شبه مستحيلة..
أولاً رتب حياتك : النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعلمنا مبدأً مهماً، وهو ان نقسم ونرتب حياتنا، ونعطي لكل قسم حقه من الاهتمام والرعاية ويحذرنا من أن نميل لجزء على حساب جزء.
ثانياً: أستثمر وجودك في البيت لمصلحة البيت من أجل إنعاش الحياة الأسرية.
ثالثاً: حاول أن تخصص يوماً كاملاً في الشهر لا تلفاز ،لا انترنت، ولو كنت قوياً حقاً فليكن بلا هاتف أيضاً ، فقط يوم واحد مطلوب منك أن تكسر به كل أثار التكنولوجيا الجميلة ولكنها الخالقة للروتين.
رابعاً: لا تقابل أصحابك في اليوم المعتاد عليه مرة واحدة باستمرار، قم بالاعتذار لهم مرة واحدة ولاحظ التأثير الغريب لذلك.. هناك البعض يزور أهله في يوم معين مثلاً الجمعة فليغير الأمر ويكون السبت مرة واحدة بشكل مفاجئ وهكذا يتم تغيير الزيارات أو اللقاءات بشكل خفيف لا يؤثر على توازن العلاقات.
خامساً : جدد حياتك بالمعرفة والتجربة والخبرة لأنها أعظم من رصيد المال ، لأن الفرح بالمال بهيمي، والفرح بالمعرفة إنساني.
لعل كلمات ابن القيم هي أجمل ما نختم به هذا المقال: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، فإذا قطع وقته في الغفلة والأماني الباطلة، والنوم الزائد..، فموت هذا خيرٌ له من حياته".
إخواتي وأخواتي الأعزاء : أن الروتين أصبح سرطان الحياة !، ما مضى فات وما ذهب مات فلا تفكروا بما مضى فقد ذهب وانقضى. فجددوا حياتكم ونوعوا أساليب معيشتكم، وغيروا من الروتين الذي تعيشوه، وتذكروا إن لذة الحياة ومتعتها أضعاف مصائبها وهمومها ولكن السر كيف نصل لهذه المتعة بحكمة وذكاء.
الروتين يعاني منه الكثيرون منا، وأصبح عادة قاتلة جداً للإنسان لو سيطر عليه في كل مجالات حياته.
شاءت الظروف أن ألتقي مع زملاء الماضي البعيد والقريب في فرح زميل لنا منذ أيام مقاعد الدراسة الأكاديمية ، ومن البديهي ان يسأل كل واحد منا، كيف الحال والأحوال؟ وفي الكثير من التساؤلات تحدثنا طويلاً عن اختراق جدار الحياة في مختلف الميادين.. فمنهم من يتبوأ منصب ما، والآخرون يعملون في مجالات مختلفة.. تحدثنا عن غمار الحياة الصعبة ودخولنا في غمارها ومتطلبات العيش وهموم التربية والمحاولات المستميتة التي نخوضها من اجل توفير حياة كريمة تضغط علينا بقوة وبشدة.. فاستنشقت واستشفيت من اللقاء أن الروتين اليومي القاتل يخيم على معظمهم..
فقررت ان أكتب عن موضوع الروتين الذي يغزو حياتنا من حيث لا ندري.. يعشش في ارواحنا بدون إذن مسبق!! ونحن نلهث ليل نهار حتى إننا نسأل أنفسنا أثناء سعينا الدؤوب في البحث عن لقمة العيش لماذا نعيش؟ ولماذا تصبح حياتنا ضغوطات كأنها جسد بلا روح وفقط القلب ينبض !!.
الروتين موضوع شائك وبحر من الأبحاث لذلك سأتطرق عن الحياة الزوجية الروتينية! والإجتماعية ، مثلاً الزوج يعيش بمنهج روتيني بحيث يأتي من العمل ليمارس الطقوس نفسها ، يتناول الطعام لينام، قد يلتقي مع أولاده وزوجته لوقت قصير..ثم ينهض ويعيد ذاته في نفس الدائرة ويعود الى عمله وهكذا...
الزوجة ليست ملاكا متغيرا، بل هي الأخرى تفعل نفس الشيء، نفس الطعام أحياناً، نفس ترتيب الأثاث، نفس المشكلات والهموم التي تقابل زوجها منذ مبتدأ زواجهما، طبعاً للأولاد قسط في هذا الهم والروتين.
وبإمكاننا تغيير منهاج الحياة الزوجية بأساليب كثيرة وممتعة تحتاج الى كتيب ومقالات عديدة..
وهنالك فئة من الناس فقط يتجدد عليها التاريخ الميلادي لا غير. وهنا لا بد بسرعة البرق أن نتحدث عن نصائح لتساعد على تجاوز الروتين وإن كانت شبه مستحيلة..
أولاً رتب حياتك : النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعلمنا مبدأً مهماً، وهو ان نقسم ونرتب حياتنا، ونعطي لكل قسم حقه من الاهتمام والرعاية ويحذرنا من أن نميل لجزء على حساب جزء.
ثانياً: أستثمر وجودك في البيت لمصلحة البيت من أجل إنعاش الحياة الأسرية.
ثالثاً: حاول أن تخصص يوماً كاملاً في الشهر لا تلفاز ،لا انترنت، ولو كنت قوياً حقاً فليكن بلا هاتف أيضاً ، فقط يوم واحد مطلوب منك أن تكسر به كل أثار التكنولوجيا الجميلة ولكنها الخالقة للروتين.
رابعاً: لا تقابل أصحابك في اليوم المعتاد عليه مرة واحدة باستمرار، قم بالاعتذار لهم مرة واحدة ولاحظ التأثير الغريب لذلك.. هناك البعض يزور أهله في يوم معين مثلاً الجمعة فليغير الأمر ويكون السبت مرة واحدة بشكل مفاجئ وهكذا يتم تغيير الزيارات أو اللقاءات بشكل خفيف لا يؤثر على توازن العلاقات.
خامساً : جدد حياتك بالمعرفة والتجربة والخبرة لأنها أعظم من رصيد المال ، لأن الفرح بالمال بهيمي، والفرح بالمعرفة إنساني.
لعل كلمات ابن القيم هي أجمل ما نختم به هذا المقال: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، فإذا قطع وقته في الغفلة والأماني الباطلة، والنوم الزائد..، فموت هذا خيرٌ له من حياته".
إخواتي وأخواتي الأعزاء : أن الروتين أصبح سرطان الحياة !، ما مضى فات وما ذهب مات فلا تفكروا بما مضى فقد ذهب وانقضى. فجددوا حياتكم ونوعوا أساليب معيشتكم، وغيروا من الروتين الذي تعيشوه، وتذكروا إن لذة الحياة ومتعتها أضعاف مصائبها وهمومها ولكن السر كيف نصل لهذه المتعة بحكمة وذكاء.
????- زائر
رد: الروتين سرطان الحياة !!
كلمات ابن القيم هي أجمل ما نختم به هذا المقال: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، فإذا قطع وقته في الغفلة والأماني الباطلة، والنوم الزائد..، فموت هذا خيرٌ له من حياته"
بارك الله فيك اخي
بارك الله فيك اخي
الرحال123-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3926
نقاط : 13836
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
رد: الروتين سرطان الحياة !!
أحييك خوي السهم على موضوعك ...موضوع جميل جدا .
و بصراحة الروتين يتبع شخصية الفرد والأشخاص المحافظين جدا على الروتين عادة هم أصحاب الشخصية القلقـــــــة ( المثالية ) يحب يعمل كل شئ بوقته ويشتغل بكل ضمير ؛لا يتغيب عن العمل فجاءة مهما كانت الظروف ويحب أن يحافظ على القوانين وينفذها بحذافيرها
حياته كلها رسميات لا يحب المزاح كثيرا بالأخص فى الشغل ؛ يقوم بعمله على أكمل وجه ويحس أنه مقصر .. لكن الحياة تحتاج منا أحيانا كسر لهذا الروتين ؛ تمرد على قانون ( القانون وضعه بشر ) لذا من حقك أن تجادل فيه ؛ تغيير عن العمل ؛ سفر ؛ سياحة
قرآءة كتب جديدة ؛ القيام بأشياء جديدة أحيانا تحسها لا تروقك فى الأول لكنها يمكن أن تعجبك ..
الذهاب لرحلة عمـــــــرة ؛ التعرف على آثار بلادك ؛ رحلة استجمامية فى مكان تحبه .
لأن الروتين يؤدي لتقليل نشاط الدماغ وعدم الإبتكار و يقتل الإبداع لذلك فلابد من التغيير لكى تستمر الحياة ..
طبعا فيه شخصيات لا تعرف الروتين دائمة التجديد والإبتكار وهؤلاء يحبون الحياة ويشعرون الآخر بقيمة الحياة ... ولاشك أن قيمة الحياة الروحية أعظم قيمة فى إخماد الشحنات السلبية فى حياتنا وتهدئة النفس والحث على الإبداع والتألق ..
طبيبة القلوب الخضراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7073
نقاط : 18533
تاريخ التسجيل : 09/05/2012
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: الروتين سرطان الحياة !!
مشكوررررررر اخي السهم فعلا موضوع قيم
صخور ليبيا-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5022
نقاط : 14955
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي