مقال من الطحذان /فيه حقيقة وفيه افتراء
صفحة 1 من اصل 1
مقال من الطحذان /فيه حقيقة وفيه افتراء
أحمد الهادي علي : الليبيون كانوا بين الحجاج والروم
كان الليبيون بعد تدخل الناتو أو
حتى قبل ذلك نتيجة للاحتمالات الواضحة لما يمكن ان تؤول إليه الأمور بين
فريق يقر بوجوب التخلص من الحجاج بأي ثمن فالعبرة بالنتائج لا بالوسائل،
وفريق أخذته الوطنية والقومية والانتماء لروح الإسلام وقرر إختيار الحجاج
وأنه أولى من تثار ومغول وفرنجة العصر وشاهد ذلك الواضح البين لديهم هو أن
سيطرة الحجاج على مكة والمدينة وقتله لعبد الله بن الزبير وقتل الحسين بن
على أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وومارست أبناء سفيان بن حرب
والبيت المرواني من بعدهم للمحرمات وسلم لم تعط الحق لاحباب رسول الله في
الاستعانة بالروم او بالفرس أمريكة وفرنسة ذلك العصر. وللوصول الي فهم
حقيقي للواقع الليبي وتقيم موضوعي يخدم الوطن بالنسبة لمواقف الليبيين
أثناء الأحداث التي مرت بها ليبيا.، يجب التجرد من الهوى والمصالح الشخصية
والنظر للأمور بجدية ونزاهة وشفافية تحقق الفهم الحقيقي لما جرى في ليبيا
وتساعد بالتالي في بناء الوطن وإصلاح ذات البين والتجاوز عن كثير من
السيئات. فمن وقف مع تدخل الروم كان يرى ضرورة إسقاط النظام والتخلص منهم
بأي وسيلة وفسروا الآيات والأحاديث النبوية وبحثوا في الفقه الإسلامي
انطلاقا من هذه الغاية حيث أن الفقه الإسلامي والتفاسير مطاطة تحتمل كل
التأويلات وتناسوا الأيات والأحاديث والأحداث التاريخية التي لا تخدم
مطالبهم.
أما من رفض الروم وكل ما يمكن ان يسهل لهم على أرض
الإسلام فكان يرى أن نظام الحجاج هو نظام ظالم فاسد، إلا أن ذلك لا يبرر
اللجوء إلي وسيلة محظورة لإسقاطه ولم يقبل بالتدخل الأجنبي ورأي بأنه من
العار الوقوف مع الأجنبي من اجل تغيير نظام الحكم في ليبيا. خاصة وان هذا
الأجنبي ينطبق عليه قول الله تعالى( لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع
ملتهم). وان كتب الفقه الإسلامي لم تجيز بشكل واضح الخروج على الحاكم إلا
إذا أتى بكفر بواح والقذافي كان ظاهريا مسلما فقد كان يدعو للاسلام ويظهر
الصوم ويصلي ويقرأ القرآن على شاشات التلفزيون وليس لنا أن نشق قلبه لنعرف
ما في داخله وما قد نعتقد في ذلك الوقت أنه يرتكبه لا يخرجه من وصف المسلم
الفاسق شأنه شأن يزيد بن معاوية أو الحجاج اللذان بارك افعالهما الفقهاء
الصحابة أو على الأقل التابعون ولم يأت بأشد مما أتى به يزيد من قتله
للحسين بن على ولا بأشد مما أتى به مروان بن عبد الملك الحاكم الأموي بأن
تمنى أن يذكر أبوه على المنابر بدل النبي صلى الله عليه وسلم والذي قصف
الكعبة بالمنجنيق وعذب خيرة صحابة رسول الله ومع ذلك كان ينطق ظاهريا
بالشهادة. وبالتالي فإنهم كانوا يعتبرون كل من وقف مع اليهود والنصارى هو
الذي يستحق أن يقاوم ويقف في وجهه حتى ولو ترتب على ذلك إعانة حاكم ظالم
ظاهر الإسلام. الأمر الذي ترتب عليه أن كل فئة أصبحت تصف الأخرى بالخيانة.
وبناء على هذا الواقع الليبي
الذي لا ينكره إلا جاحد ينظر للامور بهوى نفسه ،فإن بني وليد-مثلا- تعتبر
نفسها أنها من حاز شرف الصمود إلي آخر لحظة بل ولا زالت صامدة في وجه الروم
والفرنجة وأنها على استعداد لأن تضحى بكل ابنائها لأجل أن تحول دون أن
يستقر فيها الأجنبي أو أعوانه وهي بالفعل خالية تماما من الأجانب
والاستخبارات التي تدخل في ثوب منظمات المجتمع المدني بمعنى ان سماءها
جابتها الطائرات الصليبية إلا أن ارضها لاتزال طاهرة لم يطأها الغربي أو
استخباراته أو مخبريها من الليبيين كما يقولون، ويتناسى أهلها أو يذكرون
دون استفاضة ظلم الحجاج لأنهم يرون أن ظلم الحجاج مسح بالاستعانة بالغرب
وتدنيسهم للارض والسماء. ومصراتة-مثلا- تتناسى كل ما يقوله الوليديون وتقدم
قولا مختلفا فالقذافي قتل الليبين وظلمهم وابادهم من سجن بوسليم الي
الطائرة البنغازية الي احداث 17 فبراير وسرق اموالهم وأفسد أعراضهم ولا يهم
الوسائل التي تستعمل لاسقاطه ويجدون في أقوال القرضاوي والغرياني والعوه
خير متكأ لموقفهم من الحجاج ولذلك كانت مصراتة الوجه المفضلة للأجانب من
رؤساء ومنظمات مجتمع مدني أجنبي حقيقي أو وهمي. بمعنى أن الوليديين يعتبرون
أن التدخل الأجنبي اسقط كل الأحقاد السابقة وأصبح الخيار بين المحافظة
على الوطن وكرامته أو إسقاطه وجعله مرتعا للقطريين والفرنسيين وغيرهم.
والمصراتيون يعتبرون أن الغرب هم هنا للمساعدة لتحقيق الكرامة لليبيين وأن
نقاتل تحت رايتهم ساعة خير من أن تبقى تحت راية الحجاج إلي قيام الساعة
وأنه لا أطماع للغرب في ليبيا فما حرك الغرب والخليجيين هو الشهامة ونصرة
المظلوم، وأن من لم يقف في مواجهة القذافي اثناء الأحداث ويدعم الطائرات
الغربية ويقبل بقرار مجلس الأمن ويرحب بداعمي ليبيا ساركوزي وليفي وكاميرون
وحمد وغيرهم هم خونة للوطن وأزلام للنظام دون قبول القول بغير ذلك.
إلا أن تصفية هذا الوضع كما يمكن أن يكون بدخول حرب ضروس يمكن بالحوار
وإعتراف كل فريق بخطئه من جهة واعترافه بالجانب النبيل في الطرف الآخر.
فالوقوف ضد الحجاج فضيلة والوقوف ضد الناتو وأتباعه ورفض التدخل الأجنبي
فضيلة. ومقاومة القذافي والانطلاق من أنه كافر استهزأ بالنبي وأنكر السنة
فضيلة، والإكتفاء بمقاومته دون تدخل الغرب ورفض مقاومته بمساعدة اليهود
والنصاري فضيلة لا ينكرها إلا متعصب جاهل.
هذه هي حقيقة الأمر في ليبيا والتي لا يقدمها الإعلام كما هي وهو ما لا يخدم الوطن وربما يؤدي به إلي الجحيم
عدل سابقا من قبل جماهيري ضد الرشوقراطيه في الأربعاء 24 أكتوبر - 11:27 عدل 1 مرات (السبب : تنسيق)
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15385
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: مقال من الطحذان /فيه حقيقة وفيه افتراء
اللهم يا الله نصرا العاجل المبين لمجاهدينا الشرفاء
????- زائر
مواضيع مماثلة
» مقال ساخر يفضح حقيقة ليفي بين ليبيا و تونس
» مقال بعنوان/ حقيقة الاجتياح الامريكي لشمال العراق بين مواقف معلنه و مبطنة
» "مقال هام" تحية للفنان العربي عادل امام ودوره في ايصال حقيقة النظام الوطني في العراق مقارنة بمن جاء مع امريكا وايران
» مقال يبين و يوضح حقيقة الجرد بوشنه من تجاوزات كتب المقال بتاريخ 14-11-2009 في موقع مايسمى المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية.
» حصررري مع المصدر: فجر ليبيا و حفتر يتسابقان على رضى اسرائيل
» مقال بعنوان/ حقيقة الاجتياح الامريكي لشمال العراق بين مواقف معلنه و مبطنة
» "مقال هام" تحية للفنان العربي عادل امام ودوره في ايصال حقيقة النظام الوطني في العراق مقارنة بمن جاء مع امريكا وايران
» مقال يبين و يوضح حقيقة الجرد بوشنه من تجاوزات كتب المقال بتاريخ 14-11-2009 في موقع مايسمى المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية.
» حصررري مع المصدر: فجر ليبيا و حفتر يتسابقان على رضى اسرائيل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» بروفيسور الكبت
الجمعة 12 يوليو - 20:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» مشاعر الفراق
الأربعاء 10 يوليو - 6:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» الزيف المؤله
الأحد 30 يونيو - 16:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء رئيس ايران
الأربعاء 5 يونيو - 19:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» جزائرنا
الأربعاء 5 يونيو - 18:51 من طرف علي عبد الله البسامي
» الحق منتصرلا محالة
السبت 25 مايو - 14:37 من طرف Zico
» قمم أم قمامة ؟
الأحد 19 مايو - 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي