( وإذا الموؤدة سُئِلت.. ) كونية المحمودي باريس

ترى ماذا كانت ستقول عيناها المفتوحتان على المدى؟؟ وماهو السؤال الذي مات فوق شفتيها النديتين حينما باغثتها مخالب الوحشية على حين غرة؟؟ وماذا تعرف (حورية الجنة) هذه عن الحرب وقذارتها؟؟ وكيف لها أن تعرف!! هي ليست من الأزلام ..وليست من كتيبة 28 مايو.. هي لاتعرف مصراتة أو خط السدادة .. ولا قوات درع ليبيا ..ولا المؤتمر الوطني ولا قراره رقم 7 .. يومها نامت وهي تحلم بفستان جديد ولعبة جميلة وحلوى تشتريها ليوم العيد!! كانت تنتظر بفارغ صبرها خروف العيد لتلعب معه وتتباهي بقرونه الطويلة أمام رفيقاتها!! كانت تجهز نفسها لفرحه ما.. ولم يدر في خلدها أو خلد أي من صويحباتها أنها ستكون هي الأضحية لهذا العيد.
نظراتها أرعبتي .. زلزلتني .. دمرتني .. هزت أعماقي .. وفتحت في داخلي نهرا من المواجع والدموع .. وللحظة تجمهر في رأسي سيل من الأسئلة العصية..
مالذي يحدث في وطننا ؟؟ والى أين تسير بنا فرق الدم ؟؟ وماهو مصيرنا؟؟ وإلى متى نظل نحن الليبيين نسير كجوقة عمياء يقودها شيطان أحمق فوق جمر الحقد؟؟
كأني أرى السماء تنوء من كثرة الأرواح التي أزهقها الليبيون بدون مبرر.. وكأني أحس الأرض ترزح من شدة الأشلاء والضحايا.. وكأني أرى البحار غاصت بالدماء لتصبح قانية حمراء .. وكأني أرى الشياطين وهي تتوارى خجلا وتستحى من هول أفعالهم !!
فليتفلسف المتفلسفون في شرعية هذه الحرب والحروب التي قبلها ماشاؤا..وليدفع كل فريق بمبرارته وحججه تجاه الآخر.. ولتنبح أبواق قطر المسعورة ماإستطاعت.. لكن الحقيقة الماثلة للعيان هي أننا أصبحنا نحن الليبيين (قتلة الأطفال) .. كما كان اليهود قبلنا (قتلة الأنبياء) .. والأطفال هم أحباب الله وملائكته التي تمشى فوق الأرض!!
غدا سوف نسأل - ونحن ضعفاء مجردين من طغياننا وجبروتنا وأسلحتنا الدنيوية - أمام واحد قهار ذى عرش متين، عن كل قطرة دم أريقت بدون مبرر.. وعن كل روح بريئة أزهقت دون ذنب .. وعن أعراض أخواتنا وأمهاتنا.. وعن هجرة شيوخنا .. وعن ضعفاء قومنا الذين شكوا لله قلة حيلتهم وهوانهم.. وعن دماء أهلنا التي إستبحناها.. وعن ضميرنا الذي غادرنا بدون رجعة.
(بلقيس) إسمها كأسم إبنتي حفظها الرحمان.. ولوعتي عليها لاتقل عن لوعة أمها - رغم أني لاأعرفها- لكن يبقى السؤال بإمتداد السماء: ماهو حجم الفجيعة في قلوب الأمهات حينما يتعلق القتل بفلذات أكبادهن؟؟
وهل يعرف من نحروا الطفلة بلقيس في الأشهر الحرم إجابة لهذا السؤال ؟؟
كونية المحمودي
باريس 20-10-2012

بالله لا احد يحرك ساكننا فيما يحدث في بني وليد

لاحول ولا قوة الا بالله العلي العطيم