خطــــــــــــاب العقــــــــل

كل ماحدث أمرا جلل في هذه الأزمة نرى أن الناس قد انهارت معنوياتها وفقدت أملها وتسرب لحنايا قلوبها اليأس والأحباط .. وأنعكس ذلك علي كتابات البعض وتعليقاتهم التي لاتألوا جهدا في التهكم علي الوطن وقبائله وأحراره وأعلامييه وحتي قيادة مقاومته .. فقط لأنهم أعلنوا مرارا وتكرارا بأنهم موجودين ويعدون العدة وقادمون للتحرير .. ولأن هؤلاء المتهكمون في الحقيقة أنهم غير دارسون للتاريخ وغير عارفون بماأنزل الله وبسنة نبيه .. لذلك وجب التوضيح

أولا .. سنة الله في الكون هي أمتحان وأبتلاء المؤمنين لأختبار أيمانهم وصبرهم ورضاهم بماكتبه الله لهم ولكن هؤلاء يتناسون هذه الحقيقة في حالات الضعف وبدل أن يتوجهوا لله ينهالون شتما لكل مقومات الوطن وهذ يدل علي عدم أدراك هؤلاء الناس بأن كل ماأصابهم من خير أو مكروه هو من عند الله وأن الفرج من كل ذلك يأتي من عند الله وفي الوقت الذي يحدده وبالطريقة التي كتبها لنا .. وهنا وجب أن نكون راضين صابرين واثقين من فرجه دون تململ أو يأس أو ردود فعل منافية لماأمرنا به سبحانه وتعالى

ثانيا .. من يكيل الأتهامات والاستهزاء باستخدام كلمة قادمون أو ماشابه عليه الرجوع لكلام الله .. فالله يقول ألا ان نصر الله قريب .. فهل يحق لنا ان نقول اين هذا النصر القريب ولماذا لم ياتي ونستهزئ ونسخر بكلمة قريب .. أليست كلمة قريب هي مرادفة لكلمة قادمون من حيث المعنى .. أليس الله كان يريد أن يؤكد أن النصر قريب نسبيا للزمن الذي عشناه في الأزمة وتأكيدا لقدوم نصره لحثنا علي التفاؤل واليقين بأن لاشئ يدوم وأن للظلم ساعة سيزول فيها

تالثا .. معظم الشعوب التي تعرضت للأستعمار دفعت ثمن الحرية دماء .. قدمت قوافل الشهداء ودخل خيرة شبابها للسجون والمعتقلات وتعرضت للتهجير والنفي ولكل أنواع الظلم ولكنها لم تيئس ولم تستسلم ولم تضعف بل واصلت مقاومتها بكل الطرق المتاحة ولنا في الأستعمار الأيطالي لليبيا أو الأستعمار الفرنسي للجزائر خير مثال .. وأنتصرت ليبيا والجزائر وغيرهم من الشعوب وأصبح ذلك النظال جزء من تاريخها المشرف ودخل أبطالها صفحات المجد .. ولم تعد الأجيال التي أتت بعد ذلك تتذكر تلك المعاناة وتفاصيلها وطول فترتها الا في الاحاديث الجانبية

رابعا .. ألا يحتاج أي عمل ناجح لتخطيط جيد وتجهيز وأعداد وقبل كل ذلك دراسة دقيقة للوضع القائم وكذلك أجراء كل الأتصالات الضرورية في الداخل والخارج وتأمين كل المتطلبات .. وخاصة أن هذا العمل هو بحجم تحرير وطن مساحته تقارب من نصف مساحة أوروبا .. بدون شك تحتاج قيادات ميدانية في الداخل والخارج وتحتاج اتصالات مكثفة وتحتاج دعم مادي لتأمين كل المتطلبات وتأمين وصولها لتكون في مواقعها في الوقت المناسب .. كل هذ العمل يجري في ظروف غاية في السرية ومن قبل شخصيات مطلوبة أو مطاردة ومراقبة في كل تحركاتها .. وهناك أيضا عدو يتربص بك وينشر جواسيسه ويحاول أختراق صفوفك والوصول لمخططاتك ومعرفة أسرارك
خامسا .. قضية التحرير تحتاج عمل وجهد وهذا ليس حكرا علي أحد فكلنا مطالبون شرعا وأخلاقا ببذل ماأستطعنا أليه سبيلا وبكل مانملك لتقريب هذا اليوم وعلينا أستبعاد الأتكالية والأنتقاد في غير محله والتحول من موقع الصمت الى موقع الفعل حسب الظرف والمكان والزمان .
أخيرا .. من المهم والضروري تقديم جرعات مطمئنة للناس من حين لأخر للحفاظ علي معنوياتها وتذكيرها بالنصر القادم بأذن الله ومن المهم أن يتحمل هذه المهمة رجال تعالوا علي جراحهم وتحملوا أنتقاد من ضعفت أنفسهم وأيمانهم وتزعزعت تقثهم .. ولولا تلك الجرعات لوقع الناس فريسة الأحباط والياس والأنهزام والأستسلام ..
لكل ماسبق وحتى لاأطيل أؤكد لكم أن النصر قادم بأذن الله لأنه وعد عباده المظلومين بذلك .. واؤكد لكم أن لديكم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ويعملون في صمت لأن قضيتهم الأنتصار لله ولرسوله وللأرض وللعرض .. فمن كان منكم يشاركنا هذا القول فليرفع رأسه عاليا ويعتز بوطن قدم ملاحم بطولية سيذكرها التاريخ فأنتم الوحيدين الذين صمدتم لعشرة أشهر أمام أكبر حلف شهده التاريخ .. وأنتم من سطر ملحمة سرت وبراك الشاطئ والشقيقة والرياينة والأصابعة وورشفانة وترهونة والبريقة والجميل والعجيلات والكفرة وغات وتاورغاء وأخرها معركة بني وليد العزة .. أنها تماما كمعارك القرضابية والهاني وغيرها .. وأنتم من سيسطر ملحمة أخرى ستكون مساحتها بحجم مساحة الوطن .. وأما من فقد الصبر وانهارت معنوياته وفقد الأمل فننصحه بالعودة سريعا لكتاب الله وسنة نبيه الذي جاهد سنين حتي جاءه النصر المبين بفتح مكة ومنها لكل اصقاع الأرض .. وننصحه بالعودة لكتب التاريخ للتأكد من ثمن الحرية والوقت الذي تستحقه لكي نحصل عليها .. الفــــــــــــــــــارس