ما بعد النصر

إخواني و أخواتي

الموضوع طويل، لكن سأحاول تبسيطه و إيجازه، لأني أتمنى فعلا الحصول على آرائكم بهذا الخصوص

جميعنا نعرف أن أمريكيا لا تصرف فلسا إلا عندما تكون واثقة من رجوعه أضعافا مضاعفة

و رغم أن أمريكيا لم تشارك بآلة عسكرية كبيرة، و رغم أنها انسحبت منذ مدة، لكنها لن تقبل بضياع ما فقدته في هذه الحرب الظالمة.

أود الرجوع بكم إلى الوراء قليلا...في أحداث 11 سبتمبر...فقد أدت هذه الأحداث إلى اجتماع سري في أمريكيا لمناقشة تغيير خريطة العالم مع تحديد وقت مبدئي للعمل في العام 2005، و أنه سيتم جميع القوى من أجل هذا الحدث (العسكرية و الاعلامية و السياسية و الاقتصادية) و لم يتم الافصاح عن هذا الاجتماع بين الساسة و العسكريين الامريكان إلا في عام 2002...و لم يتم الاعلان عنه في وسائل الاعلام إلا في عام 2007 عند بث مقابلة تلفزيونية مع وزير دفاع أمريكي سابق. قال هذا الوزير ما معناه أن أمريكيا تنوي أعادة تشكيل العالم على 3 مراحل، و الهدف طبعا هو خدمة المصالح الأمريكية و المصالح الاسرائيلية قبلها.

المرحلة الأولى تتمثل في إعادة تشكيل أفغانستان و العراق و إيران، و إعادة التشكيل إما تكون على المستوى الجغرافي بتقسيم البلد، و إما على الصعيد السياسي بوضع حكومة كرزاييه عميلة و تابعة للحكم الأمريكي. تم إنجاز المهمة في العراق و أفغانستان بينما تم تأجيل الاقتراب من إيران لأسباب عسكرية بحتة (أمريكيا تخشى قوة إيران العسكرية مثلما تخشى وقوف روسيا و الصين مع إيران مما يؤدي إلى نشوب حرب عالمية تريد أمريكيا تأجيلها في الوقت الراهن).

المرحلة الثانية تتمثل في إعادة تشكيل ليبيا و سوريا و اليمن...الشيء الذي عمل لصالحنا، أن صناع القرار الامريكي انقسموا..فمنهم من رأى أن الوقت لم يحن بعد لإنجاز هذه الخطة و منهم من أراد استغلال واقعة انتحار الشاب التونسي و سرع عجلة الزمن معتقدا أن هذه الثورات المزعومة ستخدم مصالحهم بسرعة...و لن نخوض أكثر في هذا الحديث.

المرحلة الثالثة تتضمن إعادة تشكيل السودان و الصومال لزيادة تقسيم شرق أفريقيا.

هذا هو الهدف الأمريكي...و بإذن الله عند تحقق النصر، لست أتوقع تخلي أمريكيا عن هدفها...و هذا ما أريد الخوض فيه.

أرى أن الوفد الامريكي الذي التقى برجالنا في تونس ناقش عدة بنود، من ضمنها تنحي قائدنا، و هو امر مرفوض جملة و تفصيلا. أمريكيا ستنسحب الآن دون التخلي عن حلمها. برأيي ستعيد الكرة عند استقرار الأوضاع مجددا. لقد راهنت على انشقاق القبائل و خيانتها للوطن و خسرت رهانها، لذلك ستعيد حساباتها من أجل العمل في الخفاء على خلق انشقاقات بين القبائل و زرع الحقد بينها و تأكيد انقسامها قبل أن تعيد الكرة..الله أعلم بعد كم سنة..ربما 40 سنة أخرى.

أعرف أن الليبيين لن يخونوا الوطن. أعرف أن الخونة انكشفوا و هم حفنة لا يمثلون شعبنا و لا بلدنا. كل ما أريد قوله هو أن نتنبه لمخططاتهم ، و مع اننا اكتسبنا مناعة ضد خططهم كما اكتسبها في الماضي آباؤنا و أجدادنا، فإني أطلب منكم ألا تنسوا الاهتمام ببذرة الوطنية في نفوس أجيال المستقبل. لا نريد لليبيا التي ظلت صامدة بقائدها في وجه الامبريالية و الصهيونية و الرجعية أن تختفي بموت عقيدنا (أدام الله عمره و حفظه لنا). نريد أن نثبت للعالم أن قائدنا خالد في قلوبنا و قلوب أجيال الليبيين القادمة. نريد أن نثبت للعالم أن المرء لا يموت عندما تظل أفكاره حية.

أعتذر عن الاطالة، و أتمنى أن تفيدوني برأيكم: هل يمكن لأمريكيا أن تعيد الكره بعد إعادة تشكيل خططها بخصوص ليبيا، أم أنها ستنسحب ببساطة؟