سراب التدخل العسكري في مالي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سراب التدخل العسكري في مالي
مسألة التدخل العسكري في مالي قد تكون جعجعة من غير طحين، على حد المثل، ومن المستبعد جدا أن يحدث هذا التدخل العسكري الذي افتكت فرنسا قراره الأممي في أكتوبر الماضي.
صحيح أن الإرهاب وعصابات التهريب والجريمة المنظمة المستفحلة في منطقة الساحل تشكل خطرا على الأمن في منطقة إفريقيا، وصحيح أن الحكومة المالية استنجدت بالمجتمع الدولي لاستعادة شمالها من الجماعات السلفية التي أعلنت تطبيقها الشريعة في هذه المنطقة، وبدأت تقطع الأيدي والأرجل وتهدم الأضرحة، إلا أن الفقر الذي تعانيه المنطقة لن يدفع بأي كان، بما في ذلك فرنسا نفسها، للمغامرة والتدخل في مالي، وهي التي لم تسع إلى افتكاك تدخل عسكري في القضية السورية رغم احتضانها للمعارضة السورية والضجة الإعلامية التي تحدثها بشأن هذه القضية. فكيف ستقود تدخلا عسكريا في مالي؟
واستبعاد، أو بالأحرى إبطال أي تدخل عسكري في مالي مثلما دعا إليه مجلس الأمن، مرده رفض الجزائر لهذا التدخل، ورفض مشاركتها في المجهود العسكري، وهو القرار الذي صرحت به منذ البداية، وفضلت دائما أسلوب الحوار مع الجماعات المسلحة، بل أوجدت لها محاورا مقبولا بينها، المتمثل في أنصار الدين، الأمر الذي قلب الموازين، وجعل فرنسا نفسها تهذب من لهجتها وتشترط على أنصار الدين التراجع عن تطبيق الشريعة في شمال مالي، ما يوحي بأنها تراجعت في موقفها أمام الرفض الجزائري، وأمام صعوبة المهمة وعدم الجدوى منها، وفرنسا تعاني ما تعانيه جراء أزمة اقتصادية لا تسمح لها بتخصيص نفقات على قضية خاسرة.
شيء آخر لا يمكن حدوثه، وهو ما تداولته وسائل الإعلام، أمس، بأن الجزائر ستغلق حدودها مع مالي في حال تدخل عسكري، فليس من السهل غلق أزيد من ألفي كم من الحدود، فلا قوة عسكرية يمكنها مراقبة كل هذه المساحة الصحراوية الوعرة التضاريس والقاسية المناخ، ومهما جندت من قوة في الجنوب تبقى عاجزة عن سدها أمام الجماعات الإرهابية التي قد تلجأ إلى الشمال في حال أي تدخل عسكري.
لكن تبقى الجزائر تراهن على تماسك الجبهة الداخلية وصمودها في حال نفذ التدخل العسكري، لأنها تدري أن اللعبة كلها المقصود منها التشويش على استقرار الجزائر داخليا، وربما لهذا السبب ينوي جارنا الملك الذي وجه إلى الجزائر انتقادات لاذعة الأسبوع الماضي بشأن القضية الصحراوية، إرسال جيش له للمشاركة مع الجيش الإفريقي للتدخل في شمال مالي، ولا ناقة له ولا جمل في هذا التدخل، إلا إغاظة الجزائر التي رفضت ووقفت ضده، وهو الذي فشل في زعزعة موقف الجزائر من القضية الصحراوية، ولم تنجح ضغوطه ولا احتماؤه بأمريكا في إرغام الجزائر على فتح الحدود، فهو يحاول أن يأتينا من الجنوب ظنا منه أنه سيقلقنا ليس إلا؟!
حدة حزام.. الفجر الجزائرية
صحيح أن الإرهاب وعصابات التهريب والجريمة المنظمة المستفحلة في منطقة الساحل تشكل خطرا على الأمن في منطقة إفريقيا، وصحيح أن الحكومة المالية استنجدت بالمجتمع الدولي لاستعادة شمالها من الجماعات السلفية التي أعلنت تطبيقها الشريعة في هذه المنطقة، وبدأت تقطع الأيدي والأرجل وتهدم الأضرحة، إلا أن الفقر الذي تعانيه المنطقة لن يدفع بأي كان، بما في ذلك فرنسا نفسها، للمغامرة والتدخل في مالي، وهي التي لم تسع إلى افتكاك تدخل عسكري في القضية السورية رغم احتضانها للمعارضة السورية والضجة الإعلامية التي تحدثها بشأن هذه القضية. فكيف ستقود تدخلا عسكريا في مالي؟
واستبعاد، أو بالأحرى إبطال أي تدخل عسكري في مالي مثلما دعا إليه مجلس الأمن، مرده رفض الجزائر لهذا التدخل، ورفض مشاركتها في المجهود العسكري، وهو القرار الذي صرحت به منذ البداية، وفضلت دائما أسلوب الحوار مع الجماعات المسلحة، بل أوجدت لها محاورا مقبولا بينها، المتمثل في أنصار الدين، الأمر الذي قلب الموازين، وجعل فرنسا نفسها تهذب من لهجتها وتشترط على أنصار الدين التراجع عن تطبيق الشريعة في شمال مالي، ما يوحي بأنها تراجعت في موقفها أمام الرفض الجزائري، وأمام صعوبة المهمة وعدم الجدوى منها، وفرنسا تعاني ما تعانيه جراء أزمة اقتصادية لا تسمح لها بتخصيص نفقات على قضية خاسرة.
شيء آخر لا يمكن حدوثه، وهو ما تداولته وسائل الإعلام، أمس، بأن الجزائر ستغلق حدودها مع مالي في حال تدخل عسكري، فليس من السهل غلق أزيد من ألفي كم من الحدود، فلا قوة عسكرية يمكنها مراقبة كل هذه المساحة الصحراوية الوعرة التضاريس والقاسية المناخ، ومهما جندت من قوة في الجنوب تبقى عاجزة عن سدها أمام الجماعات الإرهابية التي قد تلجأ إلى الشمال في حال أي تدخل عسكري.
لكن تبقى الجزائر تراهن على تماسك الجبهة الداخلية وصمودها في حال نفذ التدخل العسكري، لأنها تدري أن اللعبة كلها المقصود منها التشويش على استقرار الجزائر داخليا، وربما لهذا السبب ينوي جارنا الملك الذي وجه إلى الجزائر انتقادات لاذعة الأسبوع الماضي بشأن القضية الصحراوية، إرسال جيش له للمشاركة مع الجيش الإفريقي للتدخل في شمال مالي، ولا ناقة له ولا جمل في هذا التدخل، إلا إغاظة الجزائر التي رفضت ووقفت ضده، وهو الذي فشل في زعزعة موقف الجزائر من القضية الصحراوية، ولم تنجح ضغوطه ولا احتماؤه بأمريكا في إرغام الجزائر على فتح الحدود، فهو يحاول أن يأتينا من الجنوب ظنا منه أنه سيقلقنا ليس إلا؟!
حدة حزام.. الفجر الجزائرية
nabil-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1568
نقاط : 12527
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
رد: سراب التدخل العسكري في مالي
الله المستعان
صخور ليبيا-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5022
نقاط : 14973
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
رد: سراب التدخل العسكري في مالي
على الورق تبدو مالي ومورتنيا الحلقة الاضعف في اي حرب اقليمية تقليدية و غير تقليدية
لكن في الحقيقة الطرف الاضعف هي الجزائر
ليس بسبب ضعف الجيش فهو اقوى جيش بالمنطقة
كن بسبب تدبير حكومة جبانة والجبان دائما يستتر وراء مبررات وهمية بالتالي يتعرض للضرب و لا يرد مثل حال حكومتنا والرهائن خير دليل والقادم أسوأ للأسف
لكن في الحقيقة الطرف الاضعف هي الجزائر
ليس بسبب ضعف الجيش فهو اقوى جيش بالمنطقة
كن بسبب تدبير حكومة جبانة والجبان دائما يستتر وراء مبررات وهمية بالتالي يتعرض للضرب و لا يرد مثل حال حكومتنا والرهائن خير دليل والقادم أسوأ للأسف
عبد الرشيد-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2361
نقاط : 12451
تاريخ التسجيل : 03/05/2011
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
مواضيع مماثلة
» قررت فرنسا التدخل العسكري في شمال مالي.
» الجزائر تفعّل محور بكين ـ موسكو لقطع الطريق على التدخل العسكري في مالي
» تمارسها باريس وواشنطن في سياق التدخل العسكري الجزائر في قلب معركة دبلوماسية لإرسال جيشها إلى مالي
» الرئيس بوتفليقة للسيده لويزة حنون:"نحن صامدون"....حنون ”كلينتون لم تفتك موافقة بوتفليقة على التدخل العسكري في مالي
» مرسي يعارض التدخل "عسكرياً" في مالي
» الجزائر تفعّل محور بكين ـ موسكو لقطع الطريق على التدخل العسكري في مالي
» تمارسها باريس وواشنطن في سياق التدخل العسكري الجزائر في قلب معركة دبلوماسية لإرسال جيشها إلى مالي
» الرئيس بوتفليقة للسيده لويزة حنون:"نحن صامدون"....حنون ”كلينتون لم تفتك موافقة بوتفليقة على التدخل العسكري في مالي
» مرسي يعارض التدخل "عسكرياً" في مالي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي