إدريس السنوسي.. وجنايته على جهاد الآباء والأجداد!!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إدريس السنوسي.. وجنايته على جهاد الآباء والأجداد!!
إدريس السنوسي.. وجنايته على جهاد الآباء والأجداد!!
بقلم : المحمودي.
الحمد لله القائل (.. فتبينوا..) والصلاة والسلام على رسول الله القائل (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع).
أما بعد كثير من الأفكار والتصورات والقناعات التي يعتقدها الناس يكون منشأها من
البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، وقد تكون هذه القناعات سخيفة بل غاية في
السخف!! وهذا مشاهد يدركه كل عاقل ، فهذه قريش وجدت الأباء والأجداد يعبدون
أشجارا وأحجارا..إلخ فلما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحجج البينات
والبراهين النيرات إستماتوا في الدفاع عن تلك الإحجار التافهة!! بل بلغ بهم
الغضب لتلك الأحجار أن جيشوا الجيوش التي تبث الدعاية المغرضة والتشويه
المتعمد لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته المباركة. جاءت
قريش إلى الطُّفَيل بن عمرو الدَّوسيُّ فمازالوا يخوفونه من النبي صلى
الله عليه وسلم ويحذرونه ويصفونه بأنه يسحر الإنسان إذا تكلم معه..إلخ حتى
يقول هذا الصحابي الجليل عن نفسه لما جاء ليسلم!! (..إنَّ قومَكَ قد قالُوا
لي: كذا وكذا فَوالله ما برحوا يُخوفوني أمرك حَتَّى سددت أذني
بِكُرْسُفٍ(1) لئلا أسمع قولَك, ثم أبى اللهُ إلا أنْ يُسمعنيه, فسمعتُ
قولاً حَسَناً, فاعرضْ عليَّ أمرَك, فعرض عليَّ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ
عليهِ وسَلَّمَ-الإسلامَ, وتلا عليَّ القرآنَ, فلا والله ما سمعتُ قولاً
قطُّ أحسنَ منه, ولا أمراً أعدلَ منه, فأسلمتُ وشهدتُ شهادةَ الحقِّ..) انتهى.
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد معلقا على
هذا الموقف ) وفيها: أنه لا ينبغي للعاقلِ أنْ يُقلِّدَ النَّاسَ في المدحِ
والذَّمِّ, ولاسيما تقليد مَن يمدح بهوى, ويذم بهوى, فكم حالَ هذا
التَّقليدُ بين القلوبِ وبين الهُدى, ولم ينجُ منه إلا مَنْ سبقتْ له مِنَ
اللهِ الحُسنى) انتهى.
هذا قديما واليوم يرى كثير من الناس الوثن
القائم على قبر عبدالسلام الأسمر ينفع ويضر ويفرج الكرب..إلخ بل بلغ ببعض
الناس ـ ممن رأيتهم وتناقشت معهم ـ لو أنك قلت له أن الولي الفلاني ـ غير
الأسمر ـ أفضل من عبدالسلام الأسمر ، فسيصنفك مباشرة كأنك جعلت مع الله
إلها ءاخر!! وهذه التصورات مع سخافتها إلا أنها تمثل عنده خطوطا حمراء غير
قابلة للأخذ والرد ، ولكن هذه الخطوط الحمراء إذا لم تكن قائمة على ساق
الدليل ـ وما أكثر من يتغنى بالخطوط الحمراء في هذا الزمان ـ ليس لها وجود
حقيقي إلا في مخيلة معتقدها ، وسرعان ما تنقشع إذا ما سلطت عليها أضواء
الحقيقة!!.
إدريس السنوسي وجده الكبير شخصيتان نالتا حظا وافرا من
الدعاية والتضخيم ، فقد عاشت أجيال وماتت أجيال ، وشب الصغير وهرم الكبير
على تعظيم هذين الرجلين ، وقد ساهمت الجيوش الجرارة من الكتاب
والشعراء..إلخ في صنع هذه الهالة!! أما السنوسي الكبير فقد قالوا لنا عنه
أنه (عمل على نشرالإسلام الصحيح ، ومحاربة البدع والخرافات والشعوذة
بأنواعها وأشكالها التي لحقت به في عصورها المتأخرة) كما يقول شاهد الزور
الصلابي ، ولما سلطنا أنوار الكتاب والسنة على هذا الكلام وجدناه مجرد
خرافة!! داسها أهل التوحيد بأقدامهم ولا كرامة!! وقد بينا ذلك بأدلة لا
ينكرها إلا من طمس الله على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة(2) ، وقد بينت
ذلك مفصلا أخي الكريم في البحث المعنون ﺒ (الدرر البهية في بيان ضلال
العقائد السنوسية).
أما إدريس السنوسي فقد قال لنا عنه الصلابي
أيضا (إن حياة هذا الرجل ـ إدريس السنوسي ـ لغنية بالعبر والدروس والمواعظ،
التي تحتاجها الأجيال الصاعدة التي تستلهم من الماضي مايفيدها في حاضرها
ومستقبلها وفق رؤية وتصور نابع من كتاب الله وسنة رسوله) انتهى ووالله الذي
لا إله غيره إن كلمات الزور هذه التي كتبها الصلابي لتحتاج بحثا لا يقل عن
البحث المشار إليه ، لكن لأسباب كثيرة يشق علي أن أقوم بهذا البحث في هذه
الفترة ، ولعل أحد الإخوة ينبري لهذا الزور فيجثته من أصله ويحتسب أجره على الله.
في مقالي هذا سوف أستعرض باختصار بعض الحقائق التاريخية
الثابتة التي تثبت جناية إدريس على جهاد الأباء والأجداد ، وهذه الحقائق
كما سيلاحظ القارئ الكريم يعضد بعضها وتصب في مصب واحد ، منها نستطيع أن
نتصور التصورا الصحيح عن هذه الشخصية.
أولا: عاصر إدريس السنوسي
حركة الجهاد الليبي ضد إيطاليا من بدايته حتى نهايته ، لم يثبت عن إدريس
السنوسي بسند صحيح أو ضعيف أو حتى موضوع!! أنه أطلق رصاصة واحدة ضد إيطاليا
، وهذا نستطيع أن نطلق عليه دليل ـ عدمي ـ أي معدوم الدليل ، فلو أنك أخي
الكريم استيقظت في الصباح ووقفت أمام بيتك ثم تأملت الأرض فلم تجد أثرا
للماء ، فقلت البارحة لم يهطل المطر مع أنك لم تكن مستيقظا البارحة!
فاستدلالك هنا صحيح يجمع عليه جميع العقلاء ، فأنا حينما حكمت على إدريس
بأنه لم يطلق رصاصة واحدة كان ذلك بالدليل العدمي الذي بيناه ءانفا!!.
عدم مشاركة أدريس السنوسي في قتال الإيطاليين له مدلولات لا تخفى على
عاقل، ففي الوقت الذي كان يباد فيه شعبا كاملا ويتعرض فيه لأكبر المجازر،
يقول الشيخ الطاهر الزاوي واصفا مشهدا من تلك المجازر(.. فكان جرازياني
يخرج بالمصفحات وعليها المدافع الرشاشة إلى سكان البادية فينصبها عليهم
ويرميهم بالرصاص حتى يبيدهم، ثم يأمر المصفحات أن تمر على القتلى
والمجروحين ومن بينهم النساء والأطفال، وتكرر المرور عليهم ذهابا وإيابا
حتى تختلط أجسامهم بالتراب ـ وقع هذا في برقة سنة 1930 ..) انتهى. في هذا
الوقت العصيب كان إدريس السنوسي يتقلب في أحضان الإيطاليين والإنجليز!! كما
سنبينه في الدليل الثاني.
وإدريس السنوسي لم يكن رجلا عاديا من
عامة الناس في تلك الفترة حتى نغض عنه الطرف ونقول كثير من الليبيين لم
يحارب الطليان ، بل كان رأس القوم كما يقول الصلابي (عدم وجود منافس قوي له
ـ إدريس السنوسي ـ في برقة، فالغالبية تنضوي تحت زعامته وخاصة بعد فشل
حملة احمد الشريف ضد الانكليز في مصر، بما في ذلك قادة المجاهدين، وضباطهم
وشيوخ القبائل ورؤساء الزوايا الدينية، مثل؛ ابراهيم المصراتي، خالد
الحمري، عمر المختار، موسى بولامين الحمري، الفالح محمد الدرسي، الشارف
الغرياني، محمد بومليحة العبيدي، السنوسي الغزالي، محمد ابو الشويخ، عياد
بالقاسم البرعصي، شعيب الخدة، حمد ابو جالي العبيدي، عمر منصور الكيخيا،
وغيرهم كثيرون) انتهى.
فهذا الكم الهائل من قادة المجاهدين،
وضباطهم وشيوخ القبائل ورؤساء الزوايا الدينية قائدهم لم يطلق رصاصة واحدة
إنتصارا لتلك الدماء الطاهرة التي سفكت على تراب ليبيا!! إن هذا لشيئ
عجيب!! وجبن وخور وهوان يعجز الإنسان عن وصفه ، ولكن شاهد الزور دائما في
الخدمة ، فحتى في هذه القضية الواضحة أراد الصلابي أن يقلب لنا الحقائق
فيقول (..وعندما وصل ـ إدريس ـ موكبه الى طرابلس واخترق شارع عمر المختار
كان بعض العملاء المندسين يتربصون بالملك الدوائر وقذف موكبه ببعض القنابل
ولكن الله سلّم، وظهرت من الملك شجاعة نادرة، وثبات عجيب فلم يهتز من بدنه
شعرة واحدة..) انتهى
ثانيا: قام إدريس السنوسي بتوقيع عدة
اتفاقيات ومعاهدات مع الأعداء سواء الطليان أو الإنجليز، وهذه المعاهدات
تمت أثناء فترة الجهاد، والسيوف لا زالت مسلطة، ودماء الشهداء لم تجف،
والمعتقلات تغص بالمعتقلين والمعتقلات، وعامة الناس إما مشرد أو مهجر، وغير
ذلك كثير ، ومن أشهر هذه المعاهدات معاهدة الرجمة.
وأنا أنصح كل أخ أن يقرأ هذه المعاهدات بنفسه ولا يستصحب أثناء قراءته لهذه المعاهدات لا
كلامي ولا كلام الذين يقلبون الحقائق!! بل يحكم عقله الذي وهبه الله ، عند
ذلك ستظهر له الحقائق جلية ، ومما جاء في هذه المعاهدات:
ستخصص الحكومة الإيطالية باخرة خاصة لسفر الأمير وأفراد أسرته!! وكذلك ستدفع
الحكومة قدر المستطاع مرتبات مشائخ السنوسية وفق ما يشير به إدريس، وتعفى
الزوايا من الضرائب!! ومما جاء فيها الحكومةالإيطالية ستمنح الأمير السنوسي
لقب صاحب السمو لقبا فخري!! ووما جاء فيها مقدار معاش سمو الأمير شهريا
63000 فرنك إيطالي!! ومما جاء فيها معاش الخلف والمعية 15000 فرنك إيطالي!!
ومما جاء فيها معاش كل شخص من أفراد العائلة السنوسية لكل منهم 10000 فرنك
إيطالي!! ومما جاء فيها ويكون أيضا لكل واحدة من السيدات أمهات العائلة
السنوسية الكريمة وعددهم ست، معاشات شهرية 3000 فرنك إيطالي!! ومما جاء
فيها قول العميل إدريس (نتعهد بأن نبعد عن قطر برقة كل مسبب للفساد أو ساع
في أيجاد الفتن ـ المقصود المجاهدين ـ بيننا والحكومة الإيطالية وغيرها من
أصدقائنا وأصدقائها) ومما جاء فيها (أن يبعد من الجغبوب وبرقة كل شخص يسعى
في الفساد أو يعبث بالأمن أو في إحداث القلاقل ـ المقصود المجاهدين أيضا ـ
بين السنوسية والحكومة البريطانية).
وغير ذلك من المخازي التي لا يحتاج الإنسان لمن يبين له مواطن العمالة والخيانة فيها ، فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار
ليس يصحّ في الافهام شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل
فبعد ثبوت هذا من حقنا أن نتسائل ، هل عاش إدريس السنوسي ألام وأحزان
الشعب الليبي يوم كان يطحن تحت ألة القهر والعذاب الإيطالية؟!! بلغ الجوع
بالناس حتى أكلوا الحشيش، بل مات كثير منهم جوعا وعطشا في صحراء ليبيا
القاحلة؟!! هل عاش إدريس يوما واحدا بل ساعة واحدة من هذا العذاب؟!!.
بقلم : المحمودي.
الحمد لله القائل (.. فتبينوا..) والصلاة والسلام على رسول الله القائل (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع).
أما بعد كثير من الأفكار والتصورات والقناعات التي يعتقدها الناس يكون منشأها من
البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، وقد تكون هذه القناعات سخيفة بل غاية في
السخف!! وهذا مشاهد يدركه كل عاقل ، فهذه قريش وجدت الأباء والأجداد يعبدون
أشجارا وأحجارا..إلخ فلما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحجج البينات
والبراهين النيرات إستماتوا في الدفاع عن تلك الإحجار التافهة!! بل بلغ بهم
الغضب لتلك الأحجار أن جيشوا الجيوش التي تبث الدعاية المغرضة والتشويه
المتعمد لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته المباركة. جاءت
قريش إلى الطُّفَيل بن عمرو الدَّوسيُّ فمازالوا يخوفونه من النبي صلى
الله عليه وسلم ويحذرونه ويصفونه بأنه يسحر الإنسان إذا تكلم معه..إلخ حتى
يقول هذا الصحابي الجليل عن نفسه لما جاء ليسلم!! (..إنَّ قومَكَ قد قالُوا
لي: كذا وكذا فَوالله ما برحوا يُخوفوني أمرك حَتَّى سددت أذني
بِكُرْسُفٍ(1) لئلا أسمع قولَك, ثم أبى اللهُ إلا أنْ يُسمعنيه, فسمعتُ
قولاً حَسَناً, فاعرضْ عليَّ أمرَك, فعرض عليَّ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ
عليهِ وسَلَّمَ-الإسلامَ, وتلا عليَّ القرآنَ, فلا والله ما سمعتُ قولاً
قطُّ أحسنَ منه, ولا أمراً أعدلَ منه, فأسلمتُ وشهدتُ شهادةَ الحقِّ..) انتهى.
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد معلقا على
هذا الموقف ) وفيها: أنه لا ينبغي للعاقلِ أنْ يُقلِّدَ النَّاسَ في المدحِ
والذَّمِّ, ولاسيما تقليد مَن يمدح بهوى, ويذم بهوى, فكم حالَ هذا
التَّقليدُ بين القلوبِ وبين الهُدى, ولم ينجُ منه إلا مَنْ سبقتْ له مِنَ
اللهِ الحُسنى) انتهى.
هذا قديما واليوم يرى كثير من الناس الوثن
القائم على قبر عبدالسلام الأسمر ينفع ويضر ويفرج الكرب..إلخ بل بلغ ببعض
الناس ـ ممن رأيتهم وتناقشت معهم ـ لو أنك قلت له أن الولي الفلاني ـ غير
الأسمر ـ أفضل من عبدالسلام الأسمر ، فسيصنفك مباشرة كأنك جعلت مع الله
إلها ءاخر!! وهذه التصورات مع سخافتها إلا أنها تمثل عنده خطوطا حمراء غير
قابلة للأخذ والرد ، ولكن هذه الخطوط الحمراء إذا لم تكن قائمة على ساق
الدليل ـ وما أكثر من يتغنى بالخطوط الحمراء في هذا الزمان ـ ليس لها وجود
حقيقي إلا في مخيلة معتقدها ، وسرعان ما تنقشع إذا ما سلطت عليها أضواء
الحقيقة!!.
إدريس السنوسي وجده الكبير شخصيتان نالتا حظا وافرا من
الدعاية والتضخيم ، فقد عاشت أجيال وماتت أجيال ، وشب الصغير وهرم الكبير
على تعظيم هذين الرجلين ، وقد ساهمت الجيوش الجرارة من الكتاب
والشعراء..إلخ في صنع هذه الهالة!! أما السنوسي الكبير فقد قالوا لنا عنه
أنه (عمل على نشرالإسلام الصحيح ، ومحاربة البدع والخرافات والشعوذة
بأنواعها وأشكالها التي لحقت به في عصورها المتأخرة) كما يقول شاهد الزور
الصلابي ، ولما سلطنا أنوار الكتاب والسنة على هذا الكلام وجدناه مجرد
خرافة!! داسها أهل التوحيد بأقدامهم ولا كرامة!! وقد بينا ذلك بأدلة لا
ينكرها إلا من طمس الله على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة(2) ، وقد بينت
ذلك مفصلا أخي الكريم في البحث المعنون ﺒ (الدرر البهية في بيان ضلال
العقائد السنوسية).
أما إدريس السنوسي فقد قال لنا عنه الصلابي
أيضا (إن حياة هذا الرجل ـ إدريس السنوسي ـ لغنية بالعبر والدروس والمواعظ،
التي تحتاجها الأجيال الصاعدة التي تستلهم من الماضي مايفيدها في حاضرها
ومستقبلها وفق رؤية وتصور نابع من كتاب الله وسنة رسوله) انتهى ووالله الذي
لا إله غيره إن كلمات الزور هذه التي كتبها الصلابي لتحتاج بحثا لا يقل عن
البحث المشار إليه ، لكن لأسباب كثيرة يشق علي أن أقوم بهذا البحث في هذه
الفترة ، ولعل أحد الإخوة ينبري لهذا الزور فيجثته من أصله ويحتسب أجره على الله.
في مقالي هذا سوف أستعرض باختصار بعض الحقائق التاريخية
الثابتة التي تثبت جناية إدريس على جهاد الأباء والأجداد ، وهذه الحقائق
كما سيلاحظ القارئ الكريم يعضد بعضها وتصب في مصب واحد ، منها نستطيع أن
نتصور التصورا الصحيح عن هذه الشخصية.
أولا: عاصر إدريس السنوسي
حركة الجهاد الليبي ضد إيطاليا من بدايته حتى نهايته ، لم يثبت عن إدريس
السنوسي بسند صحيح أو ضعيف أو حتى موضوع!! أنه أطلق رصاصة واحدة ضد إيطاليا
، وهذا نستطيع أن نطلق عليه دليل ـ عدمي ـ أي معدوم الدليل ، فلو أنك أخي
الكريم استيقظت في الصباح ووقفت أمام بيتك ثم تأملت الأرض فلم تجد أثرا
للماء ، فقلت البارحة لم يهطل المطر مع أنك لم تكن مستيقظا البارحة!
فاستدلالك هنا صحيح يجمع عليه جميع العقلاء ، فأنا حينما حكمت على إدريس
بأنه لم يطلق رصاصة واحدة كان ذلك بالدليل العدمي الذي بيناه ءانفا!!.
عدم مشاركة أدريس السنوسي في قتال الإيطاليين له مدلولات لا تخفى على
عاقل، ففي الوقت الذي كان يباد فيه شعبا كاملا ويتعرض فيه لأكبر المجازر،
يقول الشيخ الطاهر الزاوي واصفا مشهدا من تلك المجازر(.. فكان جرازياني
يخرج بالمصفحات وعليها المدافع الرشاشة إلى سكان البادية فينصبها عليهم
ويرميهم بالرصاص حتى يبيدهم، ثم يأمر المصفحات أن تمر على القتلى
والمجروحين ومن بينهم النساء والأطفال، وتكرر المرور عليهم ذهابا وإيابا
حتى تختلط أجسامهم بالتراب ـ وقع هذا في برقة سنة 1930 ..) انتهى. في هذا
الوقت العصيب كان إدريس السنوسي يتقلب في أحضان الإيطاليين والإنجليز!! كما
سنبينه في الدليل الثاني.
وإدريس السنوسي لم يكن رجلا عاديا من
عامة الناس في تلك الفترة حتى نغض عنه الطرف ونقول كثير من الليبيين لم
يحارب الطليان ، بل كان رأس القوم كما يقول الصلابي (عدم وجود منافس قوي له
ـ إدريس السنوسي ـ في برقة، فالغالبية تنضوي تحت زعامته وخاصة بعد فشل
حملة احمد الشريف ضد الانكليز في مصر، بما في ذلك قادة المجاهدين، وضباطهم
وشيوخ القبائل ورؤساء الزوايا الدينية، مثل؛ ابراهيم المصراتي، خالد
الحمري، عمر المختار، موسى بولامين الحمري، الفالح محمد الدرسي، الشارف
الغرياني، محمد بومليحة العبيدي، السنوسي الغزالي، محمد ابو الشويخ، عياد
بالقاسم البرعصي، شعيب الخدة، حمد ابو جالي العبيدي، عمر منصور الكيخيا،
وغيرهم كثيرون) انتهى.
فهذا الكم الهائل من قادة المجاهدين،
وضباطهم وشيوخ القبائل ورؤساء الزوايا الدينية قائدهم لم يطلق رصاصة واحدة
إنتصارا لتلك الدماء الطاهرة التي سفكت على تراب ليبيا!! إن هذا لشيئ
عجيب!! وجبن وخور وهوان يعجز الإنسان عن وصفه ، ولكن شاهد الزور دائما في
الخدمة ، فحتى في هذه القضية الواضحة أراد الصلابي أن يقلب لنا الحقائق
فيقول (..وعندما وصل ـ إدريس ـ موكبه الى طرابلس واخترق شارع عمر المختار
كان بعض العملاء المندسين يتربصون بالملك الدوائر وقذف موكبه ببعض القنابل
ولكن الله سلّم، وظهرت من الملك شجاعة نادرة، وثبات عجيب فلم يهتز من بدنه
شعرة واحدة..) انتهى
ثانيا: قام إدريس السنوسي بتوقيع عدة
اتفاقيات ومعاهدات مع الأعداء سواء الطليان أو الإنجليز، وهذه المعاهدات
تمت أثناء فترة الجهاد، والسيوف لا زالت مسلطة، ودماء الشهداء لم تجف،
والمعتقلات تغص بالمعتقلين والمعتقلات، وعامة الناس إما مشرد أو مهجر، وغير
ذلك كثير ، ومن أشهر هذه المعاهدات معاهدة الرجمة.
وأنا أنصح كل أخ أن يقرأ هذه المعاهدات بنفسه ولا يستصحب أثناء قراءته لهذه المعاهدات لا
كلامي ولا كلام الذين يقلبون الحقائق!! بل يحكم عقله الذي وهبه الله ، عند
ذلك ستظهر له الحقائق جلية ، ومما جاء في هذه المعاهدات:
ستخصص الحكومة الإيطالية باخرة خاصة لسفر الأمير وأفراد أسرته!! وكذلك ستدفع
الحكومة قدر المستطاع مرتبات مشائخ السنوسية وفق ما يشير به إدريس، وتعفى
الزوايا من الضرائب!! ومما جاء فيها الحكومةالإيطالية ستمنح الأمير السنوسي
لقب صاحب السمو لقبا فخري!! ووما جاء فيها مقدار معاش سمو الأمير شهريا
63000 فرنك إيطالي!! ومما جاء فيها معاش الخلف والمعية 15000 فرنك إيطالي!!
ومما جاء فيها معاش كل شخص من أفراد العائلة السنوسية لكل منهم 10000 فرنك
إيطالي!! ومما جاء فيها ويكون أيضا لكل واحدة من السيدات أمهات العائلة
السنوسية الكريمة وعددهم ست، معاشات شهرية 3000 فرنك إيطالي!! ومما جاء
فيها قول العميل إدريس (نتعهد بأن نبعد عن قطر برقة كل مسبب للفساد أو ساع
في أيجاد الفتن ـ المقصود المجاهدين ـ بيننا والحكومة الإيطالية وغيرها من
أصدقائنا وأصدقائها) ومما جاء فيها (أن يبعد من الجغبوب وبرقة كل شخص يسعى
في الفساد أو يعبث بالأمن أو في إحداث القلاقل ـ المقصود المجاهدين أيضا ـ
بين السنوسية والحكومة البريطانية).
وغير ذلك من المخازي التي لا يحتاج الإنسان لمن يبين له مواطن العمالة والخيانة فيها ، فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار
ليس يصحّ في الافهام شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل
فبعد ثبوت هذا من حقنا أن نتسائل ، هل عاش إدريس السنوسي ألام وأحزان
الشعب الليبي يوم كان يطحن تحت ألة القهر والعذاب الإيطالية؟!! بلغ الجوع
بالناس حتى أكلوا الحشيش، بل مات كثير منهم جوعا وعطشا في صحراء ليبيا
القاحلة؟!! هل عاش إدريس يوما واحدا بل ساعة واحدة من هذا العذاب؟!!.
Mohamed Abdel Moumene-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3555
نقاط : 16435
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
رد: إدريس السنوسي.. وجنايته على جهاد الآباء والأجداد!!
لعنة الله على من خان وتآمر على دماء اجدادنا وابائنا واخواننا الذي ضحوا بارواحهم من اجل حرية الوطن وعزة المواطن
????- زائر
رد: إدريس السنوسي.. وجنايته على جهاد الآباء والأجداد!!
احذروووووو هذا المدعي المحمودي اعرفه جيدا وكتابته الصداء منذ سنوات عده علي مواقع الخزبعلات الانترنتيه،فهو من روؤس الوهابيه الملعونه التي زرعها الاستعمار لتجتثنا عن ديننا وقيمنا
ولايعني هنا دفاعا عن ادريس السنوسي او سواه فالامر يومئذ لله لكننا يجب ان لانسوق للوهابيه التي هدمت الاضرحه ونبشتها في ليبيا
ولايعني هنا دفاعا عن ادريس السنوسي او سواه فالامر يومئذ لله لكننا يجب ان لانسوق للوهابيه التي هدمت الاضرحه ونبشتها في ليبيا
محارب الصحراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 9353
نقاط : 21440
تاريخ التسجيل : 28/07/2011
. :
. :
رد: إدريس السنوسي.. وجنايته على جهاد الآباء والأجداد!!
السهم الناري كتب:لعنة الله على من خان وتآمر على دماء اجدادنا وابائنا واخواننا الذي ضحوا بارواحهم من اجل حرية الوطن وعزة المواطن
صخور ليبيا-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5022
نقاط : 14975
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
مواضيع مماثلة
» وزير خارجية قطرائيل بخصوص البطل عبد الله السنوسي يقول....السنوسي صقر عليك يا حمد
» حوار مع سارة السنوسي- إبنة مدير الإستخبارات العسكرية الليبية المناظل عبدالله السنوسي
» حوار مع السيدة سارة السنوسي- إبنة مدير الإستخبارات العسكرية الليبية عبدالله السنوسي
» أصحاب السبت.. اللّعنة بعد المعصية
» جديد [[ اتحاف الآباء والأمهات بفضائل كلمات الله التامات ]]
» حوار مع سارة السنوسي- إبنة مدير الإستخبارات العسكرية الليبية المناظل عبدالله السنوسي
» حوار مع السيدة سارة السنوسي- إبنة مدير الإستخبارات العسكرية الليبية عبدالله السنوسي
» أصحاب السبت.. اللّعنة بعد المعصية
» جديد [[ اتحاف الآباء والأمهات بفضائل كلمات الله التامات ]]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي