تحية للعنزة "منصورة"

منقول من الحوار السياسي الليبي

بمناسبة احتفال ليبيا باليوم
العالمي لحقوق الحيوان .. اطفال سرت يطالبون بالكشف عن مصير العنزة
"منصورة". منصورة حملت انسانية لم تحملها ليبيا أجمع. ولكم قصة منصورة
تكتبها المدونة سالمين خليفة في تدويناتها عن ايام الحرب>

"منصورة ..! آخر مناضلة صامدة في سرت
كان يلتقي الصيام والظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر
اسطوانات الغاز للمواقد ونقص الحطب ومصادره وصعوبة الخروج تحت القصف وحرارة
وطول أنهر الصيف وصراخ وأنين الأطفال المرضى والجائعين و
الخائفين حتى الصدمة ..
المستشفى يكاد يخلو من الاطباء والممرضين لكن الكارثة في ان يكون قسم طب
الاطفال هو اول قسم يقفل بسبب نزوح الاطباء وفرار اغلبهم .. قالت احدى
الطبيبات بأن احد الاباء جاء حاملا طفلته ذات الاربع سنوات وهي في حالة
صدمة جراء سماع دوي قذيفة قريبة ..
كان يتوسل اليها "تحدثي يافاطمة .. قولي كلمة ..ارجوك حاولي ان تبكي او تصرخي " .

لكنها ظلت جامدة وصامتة وكأنها دمية .. عيناها الزرقاوان مثل خرزتين من
زجاج لا بريق لهما ولاحياة .. وحين لم يجد الاطباء اي اختصاصي اطفال اضطروا
للاستعانة بطبيبة عمليات كانت قد درست طب الاطفال لفترة قصيرة .. اعطتها
مهديء شبيه بالفاليوم بجرعة تقريبية لتتحرك بعد قليل بينما لم تتحرك دانة
ورولا ونور الهدى وغفران والكثيرات غيرهن لأنهن وصلن للمستشفى اشلاء ..
ارجلا ورؤوسا.. قطفتها حمم جحيم القذائف .

الاطفال المنكوبين
يستصرخون ضمير العالم في ان يتناسى بأن الحرب ربما يجب ان تكون للكبار فقط
.. فلا اطباء لهم ولادواء واصبح من المستحيل الحصول لهم على علبة حليب ..
بشكل ما كان حال الاطفال في بيتنا افضل بقليل .. على الاقل كنا قد حصلنا
بقدرة قادر على ماعز تدر لهم يوميا عبوة زجاجتيهما الصغيرتين من الحليب ..

أسموها " منصورة" لأنها انتصرت لهم على بعض الجوع .. ظلت صامدة .. منحتهم
الحليب الذي بخلت به عليهم وكالات الاغاثة وحقوق الانسان التي كانت تنتظر
بالخارج ريثما تعيث الذئاب في براءة اكثر عدد منهم ..

"منصورة"
رغم انتمائها بيولوجياً لفصيلة الحيوانات .. كانت اكثر طيبة وتسامحا وعطفا
وعطاءا "منهم" .. مع انها لم تكن تضع هلال او صليب احمر على ظهرها لكن
موقفها ظل اشرف وأنبل من مواقف انجلينا جولي سفيرة النوايا الحسنة
واليونيسكو تجاه من يتبعون املاءات الغرب فقط....

حتى ان ابن اخي
ذو الثلاثة سنوات لازال لحد اللحظة يسألني عنها بين الحين والاخر في حين
انه لايكاد يتذكر أمه التي فارقت الحياة منذ فترة ..
في المقابل حتى
نحن لم نكن اكثر وفاءا من منصورة .. تركناها وراءنا عند خروجنا الأخير بكل
جحود ونكران لفضلها.. بحجة عدم وجود مكان لها ..

ياللانسان وقسوته
!.. لوكنا اكثر "انسانية" منها ولو بقليل لحملناها على رؤوسنا واكتافنا ..
حشرناها جنبا الى جنب مع الصغار لأنها هي من ارضعتهم واشبعت جوعهم رغم قلة
زادها.. تقاسمت معهم الذعر كلما سمع دوي قصف .. تقفز المسكينة وتسقط على
ركبتيها .. لكن حليبها لم يجف ابدا .. ظل ابيض ودافيء تطفح رغوته بالصفاء
وكأنها كانت معجزة الله في ايام الحرب العجاف..

انها سرت العزة والكرامة حتى الماعز فيها ظل صامد حتى اخر لحظة

قصة رائعه سيتوارثها الاجيال وستبقى مضرب للوفاء والصمود

سلمت يداك اخي الحر محمد .. دائما مثابر ونشيط.... الى الامام يا بطل ... احترامي

الصقر الليبي كتب:انها سرت العزة والكرامة حتى الماعز فيها ظل صامد حتى اخر لحظة

قصة رائعه سيتوارثها الاجيال وستبقى مضرب للوفاء والصمود

سلمت يداك اخي الحر محمد .. دائما مثابر ونشيط.... الى الامام يا بطل ... احترامي

شكرا اخي العزيز الصقر الليبي...هذا واجب مدام ان ليبيا ضحت من اجل الجزائر

Mohamed Abdel Moumene كتب:

الصقر الليبي كتب:انها سرت العزة والكرامة حتى الماعز فيها ظل صامد حتى اخر لحظة

قصة رائعه سيتوارثها الاجيال وستبقى مضرب للوفاء والصمود

سلمت يداك اخي الحر محمد .. دائما مثابر ونشيط.... الى الامام يا بطل ... احترامي

شكرا اخي العزيز الصقر الليبي...هذا واجب مدام ان ليبيا ضحت من اجل الجزائر

الله لايغير عليكم حال ...

سلمت اخي محمد والله ان لك وحشه ان شاء الله تكون بخير اخي الغالي ..

قصة فيها من العبر والمعاني ووصف لأصحاب القلوب المتحجرة ومدى رأفة وحن الحيوانات على الأطفال وهم يقصفون ويقتلون من بني جلدتهم الذين استغولوا واستغلضت قلوبهم حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم فكانت منصورة أفضل منهم حتى ولو بدون عقل لكن كان لها ضمير وقلب واحساس لهؤلاء البراءة فأرضعتهم واشبعتهم من جوعهم

مشكور أخي محمد فكل شئ في سرت الرباط الأمامي كان صامد امام قوى الشر