الفساد أمام الأشهاد ..ابويعرب الطرابلس

منقول

ابويعرب الطرابلس

لم يستطع المقريف أن يبتلع صرف مبلغ خمسة مليار دولار لثأثيت المكاتب فقط وتسعة عشر مليار دولار عدا ونقدا مهايا ومرتبات فى وقت لم تدفع فيه مرتبات أغلب الموظفين ، السؤال أين صرفت تلك المليارات ؟... ولمن صرفت؟ للمقارنة فقط فإن ما كان يخصص للموازنة الادارية خلال العشرة السنوات الاخيرة من عهد ...ثورة الفاتح بأبوابها الثلاثة لم يتجاوز خمسة مليارات لم تصرف كلها لأن المصروف الفعلى كان دائما اقل بكثير مما يخصص بسبب الإجراءت المعقدة التى تتبع عند صرف الميزانية الادارية لظمان عدم تحميل الخزانة مصروفات غير ضرورية .. جماعة فبراير يدعون انهم قاموا ضد الفساد، ولإقامة نظام يعتمد النزاهة والشفافية ،ولتسريع وثيرة البناء ..على أساس أن التاغية ! كان يهدر الاموال ويصرفها فى غير طاعة الله .. التاغية ! كان أقترح توزيع دخل النفط مباشرة على المواطنين ليتحصل كل ليبى على نصيبه من ثروته ، الطبيعة الحذاق استهزءوا بالأمر، وسفهوا الطرح ، إلا أن إصرار القائد أدى فى السنوات الأخيرة على تخصيص بضع مئات الملايين على بند توزيع الثروة حيث تحصلت أكثر من ثلاثمائة الف اسرة على محافظ استثمارية بقيمة مالية تدر دخل شهريا لم يقل على 500 دينار ليبى.
السؤال الأهم لمن صرفت تلك المليارات ؟ .. الثوّار يصرخون ويعتصمون يوميا لآنهم لم يحصلوا على ما وعدوا به مقابل عملهم على وظيفة ثوّار !!، امّا عن الجرحى ومطالبهم فحدث ولا حرج صراخهم لم يتوقف وإعتصاماتهم وصلت الى ردهات الركسس ،وديون المستشفيات لم تدفع فى أغلب دول العالم ، الإدارة غير موجودة بإعتراف الكيب ومن بعده زيدان ، والعمل شبه متوقف فى أغلب الدوائر الحكومية والشركات ، فلمن جهزت وأثُثت المكاتب ؟ اذا كان الموظفون لا يعملون فى غالبهم ، ومن يعمل لم يحصل على الراتب فى معظم القطاعات ، الكهرباء مقطوعة أغلب الوقت والإتصالات تعمل بأقل من الحد الأدنى ، الجيش والشرطة الذان كانا يشكلان العبء الأكبر على الموازنة الإدارية خارج الخدمة ... اين ذهبت المليارات اذا ؟ هل من سائل و هل من مجيب ؟ إن الأمر يفوق خيال البشر ولن يمكن تقيمه ضمن قواعد الحساب المعروفة مهما حاول بوشاقور البحث فى نظريات الفيزياء فهو كما يقول المثل" بيكحلها عماها" فتبريراته اوضحت حجم المسأة التى تعيشها ليبيا المنكوبة .
لكن عسى أن تكرهوا شئيا وهو خير لكم ... هذا هو الخير الموعود من جماعة فبراير لآنفسهم ، وهؤلاء هم زعمائهم الذين ملآوا الدنيا ضجيجا حول النزاهة والعدالة حتى تمكنوا ثم أنقلبوا الى شياطينهم فبانت أفعالهم لتكشف زيف أقوالهم ..وهذه هى ليبيا الجديدة التى يريدون ... نمودجا للفساد ماثل للعيان .. فليس الخبر كالعيان ...لكن الأمر لا يخلوا من بعض الفوائد بالرغم من جلل المصاب ، فهؤلاء هم أبناء وأحفاد رجالات العهد الملكى الذى يسمى زورا عهد الإستقلال وفى حقيقته عهد تزييف الإستقلال ،هم بأسمائم والقابهم التى خلعها المستعمر عليهم من أصحاب الدولة ،والمعالى ،والسعادة ،والعطوفة ، ولكى يكون مقامهم أعلى فى هرم الدولة ويتمتعون بالسعادة التى يوعدون فيتمكنون من العطف على الناس لابد لهم من بضع مليارات فتمتلئ الجيوب والبطون وتملاء لأخرين فتستحى العيون .
هذه نمادج حقيقية من حكومات العهد الملكى ..سواء حكومة المنتصر الاولى اوالثانية ،او حكومة البدرية ، او بن حليم او الجاسوس البكوش ،وحسين مازق تلك الحكومات الفاسدة التى قدمت ليبيا على طبق من ذهب الى المستعمرين ، وسرقت ثروة النفط لنفسها وأبقت الليبين فى الأكواخ يعيشون البؤس ويقتاتون على فضلات الإغاثة الدولية وطعام طلبة المدارس ، يومها صرخ الشاعر الشعبى جعفر الحبونى " وين ثروة البترول يا سمسارة الّى مغير عالجرائد نسمعوا فى اخبارة " فنفى الى مرادة ..الحكومات التى كان يديرها المستشارون الانجليز من خلف المكاتب والسفير الامريكى والمستوطنين الطليان فى العلن .. ومسرحية المؤتمر الوطنى التى تشاهدون اليوم من قبيل التسلية هى نسخة حديثة لمسرح مجلس النواب وإن أختلف الممثلون ،..تماما هكذا كانت ليبيا عام 1969 مرتعا للأجانب قواعد وإستيطان وشركات ، كما هى اليوم تدار عن بعد من قصر ولى عهد قطر القاصر تميم ...هذا نمودج ساقه الله ليرى الجيل الجديد حقيقة العهد الذى اسقطته ثورة الفاتح...وليتذكر من كفروا بالنعمة وسبوا الملة فالذكرى تنفع المؤمنين .
ابويعرب الطرابلس
7/1/2013

شكرا لكل من وضع النقاط على الحروف
وليعلموا ان الراية الخضراء سوف تعود لتعلوا فوق رؤوس الاحرار خفاقة ان شاءالله

آمين يا رب العالمين