خليل الوزير بداية الرصاص وأول الحجارة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خليل الوزير بداية الرصاص وأول الحجارة
أول الرصاص والحجارة.. هذا هو الاسم الذي التصق بالشهيد الفلسطيني خليل الوزير أبو جهاد, الذي كان واحداً من الرعيل المؤسس للثورة الفلسطينية المعاصرة ومنظمة التحرير.. هو رجل وطني نقي, وجندي محترف, ومجتهد مثابر على تطوير خبراته ودفع أعوانه للعمل, فكان عندما تتولد الفكرة في ذهنه سرعان ما يسعى إلى تنفيذها لأنه لا يطلب المستحيل بل ينفذ مشروعه بما يتوافر لديه من وسائل.
كان أبو جهاد الرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح», وأحد مؤسسيها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات, حيث ناضل إلى جانبه لأكثر من ثلاثين عاماً, وهذا ما أهّله لتولي منصب نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.
مهندس الانتفاضة الأولى «انتفاضة الحجر», لقب أطلق على أبو جهاد الذي خطط للعديد من عمليات حركة فتح النوعية وأشهرها عملية سافوي, وعملية كمال عدوان التي قادتها الشهيدة دلال المغربي, وشارك في معارك حرب 1967, والكرامة, وأيلول الأسود, وكان له دور بارز خلال حرب لبنان وفي تثبيت قواعد الثورة هناك, وبين عامي 1976-1982 تولى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح الذي كان حينها يدير العمليات في الاراضي المحتلة, والدور القيادي لابو جهاد الذي تعدى مركزه كنائب للقائد العام للثورة الفلسطينية, والعمليات النوعية التي هزت كيان العدو الصهيوني وأوقعت العديد من القتلى في صفوفه والتي حملت بصمات أبو جهاد جعلته أكثر القادة إيلاماً «لإسرائيل» التي شعرت بخطورته لكونه مقاوماً من الطراز الأول.. قرن القول بالفعل وحظي ليس بثقة فتح قيادة وقواعد والفصائل الفلسطينية, بل بثقة الجماهير التي رأت فيه قائداً متفرداً بعقليته العسكرية وخبرته وتجربته وحنكته.. قريباً منها يعبر عن همومها وآلامها وطموحاتها , كل ذلك جعله الهدف المركزي للاغتيال من قبل أجهزة الموساد الإسرائيلي.
استشهد أبو جهاد في تونس عام 1988 برصاص «إسرائيل» وفرق موتها بعد أطول عملية مطاردة في تاريخ الموساد الإسرائيلي, والآن وبعد 25 عاما تعترف «إسرائيل» باغتياله وهي مدة تراها كافية كي تبرد الجريمة ولا ينجم عن الاعتراف ردود فعل انتقامية.. بعد 25 عاماً تسمح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بعد مفاوضات طويلة لصحيفة «يديعوت احرنوت» بالكشف عن هوية الضابط الصهيوني الذي اغتال أبو جهاد, أو التي أرادت «إسرائيل» حصر الجريمة به فقط, كما سمحت للصحيفة بنشر تفاصيل عملية الاغتيال التي أثبتت لكل العالم أن مهمة الإسرائيليين حينها لم تكن عملية اغتيال فرد في الظلام, بل كانت حرباً شاملة في التخطيط والتنفيذ, فالقرار الإسرائيلي باغتيال أبو جهاد كان يجب أن ينفذ, ولم يكن من المسموح به فشل تلك العملية, لذلك لم يكلف الإسرائيليون أحد الأشباح بتنفيذها بمسدس مكتوم الصوت, بل تم تكليف ايهود باراك بقيادة عملية الاغتيال, ساعده في المهمة فريق تنفيذ يتكون من مجموعة أفراد من سييريت ماتكال وهي وحدة عسكرية معدة للقيام بالعمليات الخاصة جداً, وتتبع رئيس الأركان مباشرة, ولم يكن هؤلاء لوحدهم, بل تم حشد مئات الأشخاص من مختلف التخصصات ومن جميع أسلحة قوات العدو إلى جانب فرق الموساد للقيام بجميع المهمات المتعلقة بالعملية, وقد تم تحريك هؤلاء إلى تونس في أسطول مكون من سفن حربية صغيرة عالية التجهيز, بالإضافة إلى غطاء جوي مكون من 8 طائرات.
صحيح أن الاعتراف باغتيال أبو جهاد لم يصدر عن وزير أو مسؤول سياسي أو أمني, لكن ذلك لا يثير استغراب أحد , فهذه هي طريقة «إسرائيل» القائمة على ما تسميه دائماً الغموض البناء, وهو أسلوب تنتهجه لحفظ خط الرجعة من محاسبة قضائية محتملة قد يحين وقتها في يوم من الأيام عندما يعتدل الحال المائل في ما يسمى مجازا المجتمع الدولي.
«لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة, فلنستمر بالهجوم» هذه كانت آخر جملة خطتها يد أبوجهاد في رسالة كان يكتبها للقيادة الوطنية الموحدة لانتفاضة 1987-1993 الكبرى في فلسطين , عندما اقتحم عليه الموساد الإسرئيلي غرفة نومه, وقطع عليه استكمال الرسالة التي أكملها بدمه.
«إسرائيل» حصرت الجريمة أمام الرأي العام بناحوم ليف, علماً أن التسريبات أكدت أن مهمة التحضير لعملية الاغتيال أوكلت شخصيا إلى ايهود باراك الذي كان يتولى حينذاك منصب نائب رئيس الأركان, حيث لم يشرف على التنفيذ فقط بل اشترك فيه, فابنة الشهيد أبو جهاد حنان أكدت أنها شاهدت باراك وهو يبدأ بإطلاق الرصاص على والدها قبل أن يجهز عليه باقي أفراد الخلية, والذي كان آخرهم موشيه يعلون وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الحالية حيث أطلق عليه الرصاصة الأخيرة للتأكد من موته وحسبما أوردت صحيفة «الصاندي تايمز», فلماذا تتجاهل «إسرائيل» كل هذه الحقائق والاعترافات وتصر على حصر جريمة الاغتيال بليف الذي لقي مصرعه بحادث سير في عام 2000 ؟ .
لم تكن الرصاصات السبعون التي اخترقت جسد أبو جهاد هي أول ما أطلقه الإسرائيليون عليه من رصاص, فقد كان صبياً في الثانية عشرة عندما أطلق عليه جندي إسرائيلي الرصاص في الرملة عام1948, عندما حاول خليل تناول ربطة ملابسه قبل أن يصعد إلى الحافلة خلال ترحيله مع أهالي البلدة بعد احتلالها من قبل الإسرائيليين ولكن الرصاصات أصابت فلسطينيا آخر, ونجا أبو جهاد من القتل في تلك الحادثة.
أبو جهاد المولود في 10 تشرين أول عام 1935 في مدينة الرملة الفلسطينية, لم يعش سوى طفولته في مدينته التي هجر منها مع عائلته تحت تهديد السلاح بعد النكبة, فلجأ إلى غزة حيث أكمل دراسته الثانوية, وهناك بدأ نشاطه الوطني مبكراً, حيث كرس نفسه للنضال الفلسطيني ضد العدو الصهيوني انطلاقاً من غزة، وانتخب أميناً عاماً لاتحاد الطلبة, وفيها شكل منظمة سرية كانت مسؤولة في عام 1955 عن تفجير خزان كبير للمياه قرب قرية بيت حانون, كما شكل بمبادراته المستقلة خلايا من رفاقه للعمل الوطني.
التحق بجامعة الإسكندرية دون أن يتمكن من إتمام علومه لاضطراره للعمل مدرساً في السعودية 1957, وفي الكويت 1963, وخلال وجوده في الكويت تعرف على الرئيس الراحل ياسر عرفات, وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وتولى مسؤولية مجلة «فلسطيننا»التي تحولت إلى منبر لاستقطاب المنظمات الفلسطينية التي كانت متناثرة في العالم العربي, ثم غادر الكويت إلى الجزائر عام 1963, حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح, وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر, وعلى إقامة معسكر تدريب للفلسطينيين المقيمين في الجزائر, كما أسس مع عدد من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» , فترك التدريس ليتفرغ للعمل الوطني.
مكث في الجزائر حتى تاريخ بداية انطلاقة فتح في مطلع عام 1965, حيث قام أبو جهاد خلال هذه المرحلة بتوطيد العلاقة مع الكثير من حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا الموجودة على أرض الجزائر, وأقام كذلك علاقات قوية مع كثير من سفارات الدول العربية والاشتراكية, وفي الفترة التي توجه فيها إلى الأردن كانت الفترة التي وضعت أبو جهاد كقائد ميداني أول في ذهن «إسرائيل».. كانت الفترة المصيرية حيث كان المسؤول عن القطاع الغربي الذي كان ينفذ العمليات ضد العدو الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية.. في عام 1987 عاد أبو جهاد مجددا إلى الواجهة عندما هندس انتفاضة الحجارة, وتولى مسؤولية دعمها وتنسيق فعالياتها مع القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة السرية في الأرض المحتلة.
كان يتردد على تونس باستمرار حيث مقر المنظمة ومقر إقامة أسرته ويمكث فيها بضعة أيام فقط ، لكنه مكث 15 يوما في الزيارة الأخيرة له في عام 1988 عندما اغتالته «إسرائيل», والتي رفضت دفنه في فلسطين المحتلة, فنقل جثمانه إلى دمشق وشيع في موكب جنائزي مهيب، شارك فيه أكثر من نصف مليون من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين والعرب في مخيم اليرموك, ومازال جثمان الشهيد أبو جهاد في دمشق إلى أن يتم نقل رفاته إلى مدينته الرملة بعد تحرير فلسطين.
تقلد العديد من المناصب خلال حياته ، فقد كان أحد أعضاء مجلس اللا وطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة.
أبو جهاد كان قائداً من طراز خاص، لم يرَ في الثورة الفلسطينية ثورة بندقية فقط، بل تعامل دوماً على أنها ثورة ثقافية، اجتماعية، إنسانية، حضارية كاملة .. وأنها لا تقبل الضرب أو القسمة أو الطرح .. بل تقبل وفقط الجمع على أرضية وعملية التفاضل والتكامل .. وكان يؤمن بأنه بدون الوحدة الوطنية لن تستطيع الثورة الفلسطينية أن تحقق أهدافها، وهو من قاد استعادة وحدة منظمة التحرير بعد دورة مجلس اللا وطني الفلسطيني الانقسامية في عمان، حيث خاض الحوارات والنقاشات المطولة في عدن وبراغ وغيرها مع القوى الديمقراطية الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكانت دورة الوحدة الوطنية في الجزائر، تلك الدورة الوحدوية ما كان لها ان تتم لولا الكثير من الجهد الذي بذله القيادي الشهيد الذي تختزن الذاكرة عنه الكثير من المآثر والبطولات.
كان دائماً في حالة كفاح مستمر، ولم يضلّ طريقه يوماً .. كرس حياته لقضية الشعب الفلسطيني والنضال في سبيل حريته، فأبو جهاد حتى لحظة اغتياله كان حريصاً على متابعة تطورات الانتفاضة الفلسطينية، وهو في منفاه القسري لم يكن بالمتابع للأحداث في الأراضي المحتلة فقط، بل لعب دور القائد والموجه والمحرك والمحرض، يتابع أدق تفاصيل العمل الانتفاضي في الأرض المحتلة، وهذا ما جعله يحظى بالاحترام والتقدير في الدوائر الفلسطينية والعربية على اختلاف انتماءاتها واجتهاداتها , فقد عرف خلال مسيرته الكفاحية الحافلة بالالتزام المطلق بفلسطين وبالنضال في سبيلها, متمسكا بالوحدة الوطنية وبالقرار الوطني المستقل, وساعياً إلى تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني.
اغتالت «إسرائيل» أبو جهاد ظنا منها أنها قادرة على قتله مرتين, الأولى عندما غيبته عن الحياة, والثانية عندما تغيبه عن وجدان كل من أحبه ووجد فيه ميثاقا نضاليا لكل ثوار الأرض.. خابت إسرائيل لان أبو جهاد يعيش في كل قلب وفي كل بيت.. إرثاً فلسطينياً تتناقله الأجيال, لأنه يمثل الفكر والمنهج.. كلمة السر والبلاغ الأول والطلقة الأخيرة, فقد كان نهجه عموداً فقارياً للثورة الفلسطينية المعاصرة, وربما كان أكثر من جسد القدرة الشعبية على المبادرة وعلى تطوير أساليب الصمود والنضال.
كان أبو جهاد الرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح», وأحد مؤسسيها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات, حيث ناضل إلى جانبه لأكثر من ثلاثين عاماً, وهذا ما أهّله لتولي منصب نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.
مهندس الانتفاضة الأولى «انتفاضة الحجر», لقب أطلق على أبو جهاد الذي خطط للعديد من عمليات حركة فتح النوعية وأشهرها عملية سافوي, وعملية كمال عدوان التي قادتها الشهيدة دلال المغربي, وشارك في معارك حرب 1967, والكرامة, وأيلول الأسود, وكان له دور بارز خلال حرب لبنان وفي تثبيت قواعد الثورة هناك, وبين عامي 1976-1982 تولى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح الذي كان حينها يدير العمليات في الاراضي المحتلة, والدور القيادي لابو جهاد الذي تعدى مركزه كنائب للقائد العام للثورة الفلسطينية, والعمليات النوعية التي هزت كيان العدو الصهيوني وأوقعت العديد من القتلى في صفوفه والتي حملت بصمات أبو جهاد جعلته أكثر القادة إيلاماً «لإسرائيل» التي شعرت بخطورته لكونه مقاوماً من الطراز الأول.. قرن القول بالفعل وحظي ليس بثقة فتح قيادة وقواعد والفصائل الفلسطينية, بل بثقة الجماهير التي رأت فيه قائداً متفرداً بعقليته العسكرية وخبرته وتجربته وحنكته.. قريباً منها يعبر عن همومها وآلامها وطموحاتها , كل ذلك جعله الهدف المركزي للاغتيال من قبل أجهزة الموساد الإسرائيلي.
استشهد أبو جهاد في تونس عام 1988 برصاص «إسرائيل» وفرق موتها بعد أطول عملية مطاردة في تاريخ الموساد الإسرائيلي, والآن وبعد 25 عاما تعترف «إسرائيل» باغتياله وهي مدة تراها كافية كي تبرد الجريمة ولا ينجم عن الاعتراف ردود فعل انتقامية.. بعد 25 عاماً تسمح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بعد مفاوضات طويلة لصحيفة «يديعوت احرنوت» بالكشف عن هوية الضابط الصهيوني الذي اغتال أبو جهاد, أو التي أرادت «إسرائيل» حصر الجريمة به فقط, كما سمحت للصحيفة بنشر تفاصيل عملية الاغتيال التي أثبتت لكل العالم أن مهمة الإسرائيليين حينها لم تكن عملية اغتيال فرد في الظلام, بل كانت حرباً شاملة في التخطيط والتنفيذ, فالقرار الإسرائيلي باغتيال أبو جهاد كان يجب أن ينفذ, ولم يكن من المسموح به فشل تلك العملية, لذلك لم يكلف الإسرائيليون أحد الأشباح بتنفيذها بمسدس مكتوم الصوت, بل تم تكليف ايهود باراك بقيادة عملية الاغتيال, ساعده في المهمة فريق تنفيذ يتكون من مجموعة أفراد من سييريت ماتكال وهي وحدة عسكرية معدة للقيام بالعمليات الخاصة جداً, وتتبع رئيس الأركان مباشرة, ولم يكن هؤلاء لوحدهم, بل تم حشد مئات الأشخاص من مختلف التخصصات ومن جميع أسلحة قوات العدو إلى جانب فرق الموساد للقيام بجميع المهمات المتعلقة بالعملية, وقد تم تحريك هؤلاء إلى تونس في أسطول مكون من سفن حربية صغيرة عالية التجهيز, بالإضافة إلى غطاء جوي مكون من 8 طائرات.
صحيح أن الاعتراف باغتيال أبو جهاد لم يصدر عن وزير أو مسؤول سياسي أو أمني, لكن ذلك لا يثير استغراب أحد , فهذه هي طريقة «إسرائيل» القائمة على ما تسميه دائماً الغموض البناء, وهو أسلوب تنتهجه لحفظ خط الرجعة من محاسبة قضائية محتملة قد يحين وقتها في يوم من الأيام عندما يعتدل الحال المائل في ما يسمى مجازا المجتمع الدولي.
«لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة, فلنستمر بالهجوم» هذه كانت آخر جملة خطتها يد أبوجهاد في رسالة كان يكتبها للقيادة الوطنية الموحدة لانتفاضة 1987-1993 الكبرى في فلسطين , عندما اقتحم عليه الموساد الإسرئيلي غرفة نومه, وقطع عليه استكمال الرسالة التي أكملها بدمه.
«إسرائيل» حصرت الجريمة أمام الرأي العام بناحوم ليف, علماً أن التسريبات أكدت أن مهمة التحضير لعملية الاغتيال أوكلت شخصيا إلى ايهود باراك الذي كان يتولى حينذاك منصب نائب رئيس الأركان, حيث لم يشرف على التنفيذ فقط بل اشترك فيه, فابنة الشهيد أبو جهاد حنان أكدت أنها شاهدت باراك وهو يبدأ بإطلاق الرصاص على والدها قبل أن يجهز عليه باقي أفراد الخلية, والذي كان آخرهم موشيه يعلون وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الحالية حيث أطلق عليه الرصاصة الأخيرة للتأكد من موته وحسبما أوردت صحيفة «الصاندي تايمز», فلماذا تتجاهل «إسرائيل» كل هذه الحقائق والاعترافات وتصر على حصر جريمة الاغتيال بليف الذي لقي مصرعه بحادث سير في عام 2000 ؟ .
لم تكن الرصاصات السبعون التي اخترقت جسد أبو جهاد هي أول ما أطلقه الإسرائيليون عليه من رصاص, فقد كان صبياً في الثانية عشرة عندما أطلق عليه جندي إسرائيلي الرصاص في الرملة عام1948, عندما حاول خليل تناول ربطة ملابسه قبل أن يصعد إلى الحافلة خلال ترحيله مع أهالي البلدة بعد احتلالها من قبل الإسرائيليين ولكن الرصاصات أصابت فلسطينيا آخر, ونجا أبو جهاد من القتل في تلك الحادثة.
أبو جهاد المولود في 10 تشرين أول عام 1935 في مدينة الرملة الفلسطينية, لم يعش سوى طفولته في مدينته التي هجر منها مع عائلته تحت تهديد السلاح بعد النكبة, فلجأ إلى غزة حيث أكمل دراسته الثانوية, وهناك بدأ نشاطه الوطني مبكراً, حيث كرس نفسه للنضال الفلسطيني ضد العدو الصهيوني انطلاقاً من غزة، وانتخب أميناً عاماً لاتحاد الطلبة, وفيها شكل منظمة سرية كانت مسؤولة في عام 1955 عن تفجير خزان كبير للمياه قرب قرية بيت حانون, كما شكل بمبادراته المستقلة خلايا من رفاقه للعمل الوطني.
التحق بجامعة الإسكندرية دون أن يتمكن من إتمام علومه لاضطراره للعمل مدرساً في السعودية 1957, وفي الكويت 1963, وخلال وجوده في الكويت تعرف على الرئيس الراحل ياسر عرفات, وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وتولى مسؤولية مجلة «فلسطيننا»التي تحولت إلى منبر لاستقطاب المنظمات الفلسطينية التي كانت متناثرة في العالم العربي, ثم غادر الكويت إلى الجزائر عام 1963, حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح, وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر, وعلى إقامة معسكر تدريب للفلسطينيين المقيمين في الجزائر, كما أسس مع عدد من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» , فترك التدريس ليتفرغ للعمل الوطني.
مكث في الجزائر حتى تاريخ بداية انطلاقة فتح في مطلع عام 1965, حيث قام أبو جهاد خلال هذه المرحلة بتوطيد العلاقة مع الكثير من حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا الموجودة على أرض الجزائر, وأقام كذلك علاقات قوية مع كثير من سفارات الدول العربية والاشتراكية, وفي الفترة التي توجه فيها إلى الأردن كانت الفترة التي وضعت أبو جهاد كقائد ميداني أول في ذهن «إسرائيل».. كانت الفترة المصيرية حيث كان المسؤول عن القطاع الغربي الذي كان ينفذ العمليات ضد العدو الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية.. في عام 1987 عاد أبو جهاد مجددا إلى الواجهة عندما هندس انتفاضة الحجارة, وتولى مسؤولية دعمها وتنسيق فعالياتها مع القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة السرية في الأرض المحتلة.
كان يتردد على تونس باستمرار حيث مقر المنظمة ومقر إقامة أسرته ويمكث فيها بضعة أيام فقط ، لكنه مكث 15 يوما في الزيارة الأخيرة له في عام 1988 عندما اغتالته «إسرائيل», والتي رفضت دفنه في فلسطين المحتلة, فنقل جثمانه إلى دمشق وشيع في موكب جنائزي مهيب، شارك فيه أكثر من نصف مليون من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين والعرب في مخيم اليرموك, ومازال جثمان الشهيد أبو جهاد في دمشق إلى أن يتم نقل رفاته إلى مدينته الرملة بعد تحرير فلسطين.
تقلد العديد من المناصب خلال حياته ، فقد كان أحد أعضاء مجلس اللا وطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة.
أبو جهاد كان قائداً من طراز خاص، لم يرَ في الثورة الفلسطينية ثورة بندقية فقط، بل تعامل دوماً على أنها ثورة ثقافية، اجتماعية، إنسانية، حضارية كاملة .. وأنها لا تقبل الضرب أو القسمة أو الطرح .. بل تقبل وفقط الجمع على أرضية وعملية التفاضل والتكامل .. وكان يؤمن بأنه بدون الوحدة الوطنية لن تستطيع الثورة الفلسطينية أن تحقق أهدافها، وهو من قاد استعادة وحدة منظمة التحرير بعد دورة مجلس اللا وطني الفلسطيني الانقسامية في عمان، حيث خاض الحوارات والنقاشات المطولة في عدن وبراغ وغيرها مع القوى الديمقراطية الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكانت دورة الوحدة الوطنية في الجزائر، تلك الدورة الوحدوية ما كان لها ان تتم لولا الكثير من الجهد الذي بذله القيادي الشهيد الذي تختزن الذاكرة عنه الكثير من المآثر والبطولات.
كان دائماً في حالة كفاح مستمر، ولم يضلّ طريقه يوماً .. كرس حياته لقضية الشعب الفلسطيني والنضال في سبيل حريته، فأبو جهاد حتى لحظة اغتياله كان حريصاً على متابعة تطورات الانتفاضة الفلسطينية، وهو في منفاه القسري لم يكن بالمتابع للأحداث في الأراضي المحتلة فقط، بل لعب دور القائد والموجه والمحرك والمحرض، يتابع أدق تفاصيل العمل الانتفاضي في الأرض المحتلة، وهذا ما جعله يحظى بالاحترام والتقدير في الدوائر الفلسطينية والعربية على اختلاف انتماءاتها واجتهاداتها , فقد عرف خلال مسيرته الكفاحية الحافلة بالالتزام المطلق بفلسطين وبالنضال في سبيلها, متمسكا بالوحدة الوطنية وبالقرار الوطني المستقل, وساعياً إلى تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني.
اغتالت «إسرائيل» أبو جهاد ظنا منها أنها قادرة على قتله مرتين, الأولى عندما غيبته عن الحياة, والثانية عندما تغيبه عن وجدان كل من أحبه ووجد فيه ميثاقا نضاليا لكل ثوار الأرض.. خابت إسرائيل لان أبو جهاد يعيش في كل قلب وفي كل بيت.. إرثاً فلسطينياً تتناقله الأجيال, لأنه يمثل الفكر والمنهج.. كلمة السر والبلاغ الأول والطلقة الأخيرة, فقد كان نهجه عموداً فقارياً للثورة الفلسطينية المعاصرة, وربما كان أكثر من جسد القدرة الشعبية على المبادرة وعلى تطوير أساليب الصمود والنضال.
????- زائر
رد: خليل الوزير بداية الرصاص وأول الحجارة
بارك الله فيك
نتنفس من الأخضر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 23128
نقاط : 35277
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
. :
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: خلاص الليبيين كبودها درهت
رد: خليل الوزير بداية الرصاص وأول الحجارة
تحياتي لك رائع
أخت سيف-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1603
نقاط : 11237
تاريخ التسجيل : 19/05/2012
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: خليل الوزير بداية الرصاص وأول الحجارة
بارك الله فيك ايها السهم
فلسطيني غزة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1159
نقاط : 11048
تاريخ التسجيل : 16/07/2011
رد: خليل الوزير بداية الرصاص وأول الحجارة
ابوجهاد النضال
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
teto-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5052
نقاط : 14829
تاريخ التسجيل : 06/09/2011
يا سهم نارى لا تجعل الحاسوب يحرف كلامك
اخى السهم الناري .هذا النتدى مبرمج على تصحيح بعض المصطلحات آليا فيغير المصطلح حسب حقيقته
هذا انسحب على تقريرك الرائع .لكن الحاسوب لا يعرف النوايا فغير المصطلح على غير حقيقته
فارجو التعديل هكذا (تقلد العديد من المناصب خلال حياته ، فقد كان أحد أعضاء مجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة.)
هذا انسحب على تقريرك الرائع .لكن الحاسوب لا يعرف النوايا فغير المصطلح على غير حقيقته
فارجو التعديل هكذا (تقلد العديد من المناصب خلال حياته ، فقد كان أحد أعضاء مجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة.)
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15507
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية: دنيا الوطن تنفرد وحصريا ً بفيديو للشهيد خليل الوزير"أبو جهاد" خلال تخطيطه لاقتحام وزارة الدفاع الإسرائيلية
» بدأت الانتخابات وأول كولسة تظهر
» دعوات جزائرية لمقاطعة الأولمبياد بسبب إسرائيل.. وأول إنسحاب لسباح تونسي
» والى سليانة الحجارة التي استعملها الاهالي مستوردة وليست حجارة سليانة ؟؟؟
» نصف حياة / لجبران خليل جبران
» بدأت الانتخابات وأول كولسة تظهر
» دعوات جزائرية لمقاطعة الأولمبياد بسبب إسرائيل.. وأول إنسحاب لسباح تونسي
» والى سليانة الحجارة التي استعملها الاهالي مستوردة وليست حجارة سليانة ؟؟؟
» نصف حياة / لجبران خليل جبران
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي