حتى المولد النبوي .... إفتقدك

أطل على بلادنا عيد مولد سيد الخلق فلم يجد للعام الثاني من يرحب به ... دخل المساجد .... سار في الطرقات .... تابع القنوات الفضائية .... لاحظ أن الجميع يتظاهرون بأنهم يحتفلون بمقدمه ... لكنهم لم يروه ... صاح بأعلى صوته : كيف تحتفلون بمقدمي ولا تروني ، أنا هنا .... لم يسمعه أحد ، فقد كانت المشاعر مخادعة ، والعيون زائغة ، والقلوب منافقة ، والأذان صماء ... حاول أن يصافح الأطفال الحاملين للقنابل والقناديل والشموع ، الذين يتغنون بمقدمه ، لم يستطع ...
سرح بخياله ، لبرهة من الوقت ، ثم قال لنفسه : رحم الله زمناً كان أهل هذا الوطن يصافحونه بحرارة ويشعرون بضيفهم بحرارة ... زمن كانت تفوح فيه روائح العيد وأمجاد الإسلام وعبق التاريخ المجيد !! في ذاك الزمان كان شيخ الوطن وعنوانه يتجهز لقدوم هذا العيد .. ليس كما يتجهز غيره لإستقبال اي عيد .. كانت البلاد كلها تتجهز معه لحدث جلل ... صلاة جامعة في تجمع إسلامي مجهول ، أو مدينة ضائعة ، أو مجتمع تائه .. وما أن يؤذن المؤذن لتلك الصلاة وتسمع الجموع خطبة عصماء من ذلك الشيخ حتى يتغير الزمان والمكان فيصبح الأول شاهداً على ولادة الثاني من جديد ، بثوب جديد وحلة جديدة ، فيصير العيد عيدين والفرحة فرحتين ، وتسبّح الجموع بحمد ربها وتستغفره ، لأن نصر الله جاء ودخلت الناس في دين الله أفواجاً ، فيشهد الشيخ وتشهد الجموع ويشهد الزمان والمكان على كل ذلك .

إنا لله وإنا إليه راجعون (قال العيد ونقول معه) ..... لقد مضى ذلك الشيخ ومضى معه ذاك الزمان ، ثم مضى العيد .. فقد أدرك أنه لم يعد له طعم ولا معنى ... ولن يكون

دبلوماسي سابق

كل عام وأنتم بخير أخي .... بارك الله فيك

بأي حال جئت يا عيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بنت المختار كتب:بأي حال جئت يا عيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رد رائع نابع عن بعد نظر وكلمات مختارة بعناية أشكرك