الخبر الجزائرية : الخبير الاستراتيجي حسني عبيدي لـ''الخبر'' الدول الغربية مصدومة بفشل الحل العسكري في ليبيا ( وانهم غرر بيهم ) ههههه الله اكبر ولله الحمد

كان على الدول الغربية استشارة الجزائر لأنها الأكثر دراية بالملف الليبي
هناك صراع في باريس على إدارة الملف الليبي - فشل مجلس الانتقامي سياسيا وعسكريا راجع للانقسام في صفوفه

فسرّ الخبير الاستراتيجي الدكتور حسني عبيدي التناقض الحاصل في مواقف الدول الغربية حيال الوضع في ليبيا بفشل الحل العسكري، مؤكدا أنه بعد مرور أزيد من ستة أشهر على انفجار الأزمة الليبية برزت مفاجأة للجميع وهي عدم قدرة مجلس الانتقامي في بنغازي على تغيير نظام القذافي.
قال حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول الوطن العربي والمتوسط بجنيف، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أمس، إن ''الدول الغربية التي تهاجم القذافي تقف مصدومة على فشل واضح للحل العسكري. ومواقف باريس وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة المتضاربة أحيانا تكشف عن اعتراف ضمني بأنه غرر بهم أو كانت لديهم قراءات خاطئة للوضع في ليبيا''.
ويرى الدكتور حسني عبيدي في هذا الإطار أن الدول الغربية كان عليها أن تستشير الجزائر منذ البداية قبل التورّط في المستنقع الليبي، حيث يقول عبيدي إن ''الجزائر تبقى الدولة الأكثر دراية بالملف الليبي، ودورها أساسي لفهم ما يجري في ليبيا''. ويعتقد الخبير الاستراتيجي أن ''الوقت وإن كان قد فات منه الكثير إلا أن دور الجزائر ممكن لحل الأزمة الليبية''. أكثر من ذلك يرى المتحدث أن ''الجزائر مطالبة بإبقاء ليبيا في المسرح المغاربي وألا تسمح بنقلها إلى الفضاء الأوروبي، من خلال تحويلها إلى دولة حليفة للغرب وهي في الطريق إلى ذلك، فتحوّل ليبيا إلى حليف لأوروبا يفقد الجزائر جاذبيتها كدولة محورية في إفريقيا''، على حد تقدير الدكتور حسني عبيدي.
أما بشأن تأثير الأزمة الحالية في السياسة الفرنسية، فيرى المحلل الاستراتيجي أن ''وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي لا يحتكر الملف الليبي، بل هناك أطراف أخرى، فهناك وزير الدفاع جيرار لونغي، وهناك قصر الإليزيه بتشعباته، والمقصود به الرئيس نيكولا ساركوزي ومستشاروه وأبرزهم هنري برنار ليفي، الذي بدأ فعلا يزعج آلان جوبي بسبب الأدوار التي يقوم بها في الإعلام والسياسة''. ويعتقد الخبير حسني عبيدي أن ''وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي هو الأكثر اطلاعا على الوضع في ليبيا بحكم موقعه، فهو يعي صعوبة الموقف وهو يتحدث بمواقف براغماتية، فكلامه عن بقاء القذافي في غرفة داخل القصر، كلام مهم جدا''. ومع ذلك، يضيف المتحدث، فإن ''هناك توزيعا للأدوار في باريس في ظل الأزمة الحالية، مع التأكيد على حقيقة أن باريس هي التي تقود الحرب على ليبيا ثم تأتي بريطانيا في مستوى ثان بعدها''.
ويعتبر المحلل السياسي حسني عبيدي أن ''المفاجأة التي وقف عليها هي عدم استطاعة المجلس الانتقالي تغيير نظام القذافي رغم مساعدة حلف الناتو''، ويعزو فشل مجلس الانتقامي بجناحيه السياسي والعسكري إلى الانقسام الحاصل في صفوفه بين تيار معتدل وتيار راديكالي، أدى في النهاية إلى خضوع أعضاء المجلس لدول التحالف الغربي. ونصح المتحدث الدول الغربية بالانتباه إلى ''حقيقة وجود جزء من الشعب الليبي ـ قليل أو كثير ـ يقف في صف القذافي، وهذا الجزء يجب أن يؤخذ برأيه، لأنه حتى برحيل القذافي لن يسكت هؤلاء على التحالف الغربي''