الجيل الثالث؟!
صفحة 1 من اصل 1
الجيل الثالث؟!
عندما نشرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس مقالها الشهير عام 2003 معلنةً فيه أن «اثنتين وعشرين دولةً ستتغيّر حدودها» في منطقة الشرق الأوسط, بما في ذلك تركيا, إنما كانت تبني وتستند في ذلك إلى ما خططته كواليس بحوث استراتيجيات بلادها المرتبطة مباشرةً بحماية أمن «إسرائيل» ووجودها في المنطقة.
ولعل ذلك «التبشير» الذي لقي فشله الذريع في حرب تموز 2006 والذي اضطرت معه تلك الكواليس إلى إعادة النظر واستحضار السيناريوهات الإضافية البديلة التي وضعت على طاولة بحث المشروع نفسه مجدداً, قد دخل حيز التنفيذ تحت ما سمي بسيناريو «الربيع العربي» المُهَنْدَس على قدرات استخدام الجيل الثالث الذي أُطلق عليه اسم «القاعدة 3», على حدّ قول بروس ريدل المحلل المتخصص في مسائل الإرهاب و«القاعدة» في معهد «بروكينغز» في واشنطن, الذي بيّن أن الجيل الأول هو الذي أنشأ «القاعدة» وقادها إلى اعتداءات 11 أيلول, والجيل الثاني بدأ بسقوط «طالبان», أما هذا الجيل الثالث من تنظيم القاعدة الإرهابي والذي نواجهه حالياً, فقد وجد ضالته حالياً بسيف الديمقراطية الغربية ليقطع به الرؤوس, وينفّذ خطط «بيوت الحريات الأميركية», بأدوات محلية الصنع, مدفوعاً بعشرات المغريات والمسميّات والوعود المستترة والظاهرة, المباشرة وغير المباشرة على أرضية التكفير الديني الوهابي الذي وجد نافذته المشرعة ضمن آليات التنفيذ التي تصبّ في مصلحة الاستراتيجيا العليا لأمن ويهودية «إسرائيل», وهو الأمر نفسه الذي أكدته «إسرائيل» مراراً على لسان مسؤوليها, بأن «سقوط سورية» يصبّ في مصلحة «إسرائيل» من الناحية الاستراتيجية, و«هذا السقوط يعني خروج سورية من محور التشدد الإقليمي وانشغالها بقضاياها الداخلية», كما قال الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
وفي تفسير «المحور الإقليمي المتشدد», بما يشكله من خط المقاومة الممتد على غير ما تشتهي «إسرائيل» وداعموها في بيت القرار الأميركي, تبرز جلياً للعيان أهمية استخدام الجيل القاعدي الثالث في صياغة وتحقيق هذا المشروع بالسيناريو المتقدّم للسياسة الأميركية وأدواتها في المنطقة.
النظرة الخاطفة, تدرك أن رسم الخطوط العريضة الممتدة على ما سميّ بتلك «الثورات» التي تغنّى بها بعض السذّج, وصدقوا وهم وهج البريق فيها, يظهر أن مصالح الغرب تلاقت في أحضان «حكومات الربيع» التي غلّفت مفردات إرهابها بالسلوفان المذهّب الذي سرعان ما انكشف بريقه المزيف, و«ديموقراطيته الثائرة» على خلفية سلفية تكفيرية, تغتال كل صوت يخالفها, مثلما اغتالت ميليشياتُ النهضة السلفية التي تعلّم زعيمها دروسه جيداً في «الإيباك» صوت المعارض التونسي شكري بلعيد الذي شكل اغتياله ردةً في فهم حقيقي أعاد صوت الشعب التونسي ليهدر في شارع الحبيب بورقيبة بصوت واحد: خبز وماء.. والغنوشي لا.. لا, ويسقط يسقط حكم النهضة, ومثلما ثار الشعب المصري على حكم الإخوان الذي بدأ بأخونة الدولة, بمفاصلها وتشريعاتها, على طريقته الخادمة لمتطلبات تنفيذ المشروع الذي أبعد عن الواجهة أكبر الدول العربية, وبدأ بتصنيع حدودها, كما بشّرت به السيدة «كوندي».
سورية وحدها اليوم تدفع ثمن وعيها, وصمودها, ووقوفها في وجه مشروع «الشرق الأوسط الكبير», معرقلةً تنفيذه على أجساد شهدائها, وتهديد أمنها واستقرارها.. مع معرفتها بأن سياسة المصالح الصهيونية العالمية لن تغيّر لبوسها... وإذا فشل جيلها الإرهابي الثالث, فستنتظر هذه المصالح تكوين الجيل الرابع الذي سيكون له أحفادنا بالمرصاد أيضاً.. نيابةً وأصالة في الدفاع كخط أول ضد تقسيم الوطن العربي.
المصدر : تشرين
10/02/2013
ولعل ذلك «التبشير» الذي لقي فشله الذريع في حرب تموز 2006 والذي اضطرت معه تلك الكواليس إلى إعادة النظر واستحضار السيناريوهات الإضافية البديلة التي وضعت على طاولة بحث المشروع نفسه مجدداً, قد دخل حيز التنفيذ تحت ما سمي بسيناريو «الربيع العربي» المُهَنْدَس على قدرات استخدام الجيل الثالث الذي أُطلق عليه اسم «القاعدة 3», على حدّ قول بروس ريدل المحلل المتخصص في مسائل الإرهاب و«القاعدة» في معهد «بروكينغز» في واشنطن, الذي بيّن أن الجيل الأول هو الذي أنشأ «القاعدة» وقادها إلى اعتداءات 11 أيلول, والجيل الثاني بدأ بسقوط «طالبان», أما هذا الجيل الثالث من تنظيم القاعدة الإرهابي والذي نواجهه حالياً, فقد وجد ضالته حالياً بسيف الديمقراطية الغربية ليقطع به الرؤوس, وينفّذ خطط «بيوت الحريات الأميركية», بأدوات محلية الصنع, مدفوعاً بعشرات المغريات والمسميّات والوعود المستترة والظاهرة, المباشرة وغير المباشرة على أرضية التكفير الديني الوهابي الذي وجد نافذته المشرعة ضمن آليات التنفيذ التي تصبّ في مصلحة الاستراتيجيا العليا لأمن ويهودية «إسرائيل», وهو الأمر نفسه الذي أكدته «إسرائيل» مراراً على لسان مسؤوليها, بأن «سقوط سورية» يصبّ في مصلحة «إسرائيل» من الناحية الاستراتيجية, و«هذا السقوط يعني خروج سورية من محور التشدد الإقليمي وانشغالها بقضاياها الداخلية», كما قال الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
وفي تفسير «المحور الإقليمي المتشدد», بما يشكله من خط المقاومة الممتد على غير ما تشتهي «إسرائيل» وداعموها في بيت القرار الأميركي, تبرز جلياً للعيان أهمية استخدام الجيل القاعدي الثالث في صياغة وتحقيق هذا المشروع بالسيناريو المتقدّم للسياسة الأميركية وأدواتها في المنطقة.
النظرة الخاطفة, تدرك أن رسم الخطوط العريضة الممتدة على ما سميّ بتلك «الثورات» التي تغنّى بها بعض السذّج, وصدقوا وهم وهج البريق فيها, يظهر أن مصالح الغرب تلاقت في أحضان «حكومات الربيع» التي غلّفت مفردات إرهابها بالسلوفان المذهّب الذي سرعان ما انكشف بريقه المزيف, و«ديموقراطيته الثائرة» على خلفية سلفية تكفيرية, تغتال كل صوت يخالفها, مثلما اغتالت ميليشياتُ النهضة السلفية التي تعلّم زعيمها دروسه جيداً في «الإيباك» صوت المعارض التونسي شكري بلعيد الذي شكل اغتياله ردةً في فهم حقيقي أعاد صوت الشعب التونسي ليهدر في شارع الحبيب بورقيبة بصوت واحد: خبز وماء.. والغنوشي لا.. لا, ويسقط يسقط حكم النهضة, ومثلما ثار الشعب المصري على حكم الإخوان الذي بدأ بأخونة الدولة, بمفاصلها وتشريعاتها, على طريقته الخادمة لمتطلبات تنفيذ المشروع الذي أبعد عن الواجهة أكبر الدول العربية, وبدأ بتصنيع حدودها, كما بشّرت به السيدة «كوندي».
سورية وحدها اليوم تدفع ثمن وعيها, وصمودها, ووقوفها في وجه مشروع «الشرق الأوسط الكبير», معرقلةً تنفيذه على أجساد شهدائها, وتهديد أمنها واستقرارها.. مع معرفتها بأن سياسة المصالح الصهيونية العالمية لن تغيّر لبوسها... وإذا فشل جيلها الإرهابي الثالث, فستنتظر هذه المصالح تكوين الجيل الرابع الذي سيكون له أحفادنا بالمرصاد أيضاً.. نيابةً وأصالة في الدفاع كخط أول ضد تقسيم الوطن العربي.
المصدر : تشرين
10/02/2013
????- زائر
مواضيع مماثلة
» تجربة اول نموذج لبندقية كلاشينكوف من الجيل الخامس
» وخزات الى الجيل المتغرب
» اشتباكات عنيفة الان في الجيل الغربي............
» حروب الجيل الرابع: حقيقة أم خيال؟
» الجيل الذي تربى على فكر القائد معمر القذافي
» وخزات الى الجيل المتغرب
» اشتباكات عنيفة الان في الجيل الغربي............
» حروب الجيل الرابع: حقيقة أم خيال؟
» الجيل الذي تربى على فكر القائد معمر القذافي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي