ثورات الفوضى الخلاقة: خريطة الشرق الأوسط الجديد وسايكس بيكو ـ 2
صفحة 1 من اصل 1
ثورات الفوضى الخلاقة: خريطة الشرق الأوسط الجديد وسايكس بيكو ـ 2
الوطن الليبية - خاص
تساءلت مجلة الكفاح العربي إن كان ثمة علاقة بين الفوضى التي تنتشر على امتداد الوطن العربي، وخريطة الشرق الأوسط الجديد، لافتة إلى أن الأشهر التي انقضت على بدء ما تصر دوائر القرار في الغرب على وصفه بـ"الثورات" العربية بكل عنفها وعصفها ودمارها، لم تسمح حتى الآن بقراءة متأنية هادئة في المشهد الإقليمي. الذي لم ينجلِ حتى الساعة عن حقائق نهائية في تونس كما في مصر، ولا عن ملامح واضحة لمستقبل اليمن وليبيا وسوريا، موضحة أن الحالة الضبابية مرشحة لأن تطول أشهرا وربما سنوات، قبل أن تستقر على ثوابت واضحة .
وقالت "الكفاح العربي": لكن الدخان الذي يلف الساحات والميادين، وعدد الضحايا الذي يتزايد هنا وهناك وهنالك، وجبل الأوهام الكبير الذي يتراكم باسم "الحرية والديمقراطية"، لا يمكن أن تحجب مجموعة حقائق كبيرة خلاصتها أن المنطقة دخلت فعلاً (بعد حربي العراق وأفغانستان) مرحلة ما تطلق عليه أمريكا "الفوضى الخلاقة" التي أعد لها "المحافظون الجدد" بالتعاون مع الخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين، وما يحدث على امتداد الخريطة العربية هو ترجمة ميدانية لهذا الدخول في ظل شعارات "ثورية"، تمهيداً لتفتيت المنطقة إلى دويلات عنصرية وطائفية، تلعب فيها "إسرائيل الكبرى" دور المركز، فيما تلعب الطوائف والأعراق والقبائل دور الضواحي.
وأشارت "الكفاح العربي" إلى ما يجري والذي وصفته تفاصيل بـ"موسم الحرائق العربية" قائلة:
نبدأ من مصر. في سلسلة مقالات بعنوان «مصر والحرب المقبلة" نشرها الدكتور محمد عمارة في الثمانينيات نقلاً عن مجلة يصدرها البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) ونقلتها مجلة "كيفونيم" في القدس بتاريخ 14 فبراير 1982 ـ صفحة 49 ـ 52 ) كلام عن أن الخطة الإسرائيلية الأميركية تقضي بتقسيم مصر إلى أربع دويلات: سيناء وشرق الدلتا (تحت النفوذ اليهودي) ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات، , الدولة النصرانية عاصمتها الإسكندرية، تمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتسع غربا لتضم الفيوم، ثم تمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون الذي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية، وتتسع مرة أخرى لتضم أيضا جزءا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح، ودولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية، عاصمتها أسوان، تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم "بلاد النوبة" بمنطقة الصحراء الكبرى، لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر .
ثم مصر الإسلامية عاصمتها القاهرة، وتضم الجزء المتبقي من مصر، ويراد لها أن تكون أيضا تحت النفوذ الإسرائيلي. إذ أنها تدخل في نطاق "اسرائيل الكبرى" كما رسم حدودها المشروع الصهيوني .
لافتة إلى أن هذا الطرح عاد إلى التداول في الأسبوع ما قبل الأخير، وذلك عندما كشف المجلس العسكري بصورة مفاجئة عن مؤامرة تستهدف وحدة البلاد الجغرافية محذراً من أخطار المرحلة المقبلة، وهو ما كشفت عنه وثائق لم يُكشف بعد عن تفاصيله لوسائل الإعلام والرأي العام.
وقالت المجلة في تقريرها أن "مصدر من الجيش أوضح أن الوثائق تكشف عن الهدف النهائي وهو تفتيت مصر إلى دويلات صغيرة، لافتا إلى أن ذلك يأتي في إطار خطة أوسع لتقسيم الدول العربية مثلما حدث مع السودان، والمحاولات التي جرت في العراق وتجرى حالياً في ليبيا، كي تصبح مصر في غاية الضعف أمام إسرائيل بحيث يكون الكيان الصهيوني هو مخلب القط في الشرق الأوسط الجديد .
وبشيء من التفصيل كشف اللواء حسام سويلم الخبير المصري الاستراتيجي قبل أيام، عن مخطط أمريكي ـ إسرائيلي لتقسيم (أو إعادة تقسيم العالم العربي) إلى كانتونات عرقية وطائفية، مؤكداً أن الولايات المتحدة عملت على إعداد مجموعات فاعلة من الشباب العربي لتقود "الثورات" القائمة تحت شعارات "الديمقراطية" خدمة لهذا المشروع، بدليل أن عدداً منهم تدربوا في أمريكا منذ العام 2005 على برامج تحمل عنوان "الديمقراطية ومهارات التنظيم السياسي". )
وقالت المجلة أن هذا الكلام يستند في الواقع إلى مجموعة وثائق معززة بخرائط مرسومة بعناية، نشرت في مواقع أمريكية رسمية منها بصورة خاصة ( armedforces journal.com التابع للجيش الأمريكي، بتوقيع رالف بيترز بعنوان "كيف يمكن قيام شرق أوسط أفضل؟" والوثيقة تتسارع إلى القول بأن "الشرق الأوسط" المقصود هو "الشرق الأوسط الكبير" لا غيره.
وأشارت إلى قصة الوثيقة، لافتة إلى أن الوثيقة التي ظهرت للمرة الأولى في موقع Global Research الالكتروني بتاريخ 18/11/2006 تق: "الهيمنة قديمة قدم البشرية، عبارة أطلقها مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. أما عبارة "الشرق الأوسط الجديد"، فقد رأت النور في شهر حزيران (يونيو) 2006، في تل أبيب، على لسان وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس، التي قالت وسائل الإعلام الغربية عنها أنها استخدمت هذه العبارة، لتحل مكان العبارة الأقدم "الشرق الأوسط الكبير" .
وأشارت المجلة إلى أن هذا التحول في تعابير السياسة الخارجية الأمريكية، تزامن مع تدشين مشروع خط أنابيب النفط (باكو ـ تبليسي ـ جيهان)، في شرق البحر الأبيض المتوسط، كما أن عبارة "الشرق الأوسط الجديد" وصلت إلى أوجها، في تصريحات وزيرة خارجية أمريكا ورئيس وزراء الكيان الصهيوني، في عز الحصار الإسرائيلي للبنان في العام 2006، بدعم أنجلو ـ أمريكي، يوم أبلغ أولمرت ورايس وسائل الإعلام العالمية أن "مشروعاً لخلق شرق أوسط جديد، قد انطلق من لبنان" .
وأضافت "هذا الإعلان شكل تأكيدا لوجود "خريطة طريق عسكرية"، انكليزية ـ أمريكية ـ فرنسية - إسرائيلية، في الشرق الأوسط. هذا المشروع الذي كان في مراحله التحضيرية منذ سنوات عدة يقضي بخلق قوس من عدم الاستقرار، والفوضى، والعنف، يمتد من لبنان إلى فلسطين وسوريا والعراق، والخليج العربي وإيران وصولا إلى حدود أفغانستان الشرقية والشمالية، مرورا بدول شمال أفريقيا .
ولاحظت المجلة قائلة "مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي جرى الإعلان عنه رسمياً من قبل واشنطن وتل ابيب، بهدف إعادة تصحيح الشرق الأوسط بكامله، يتضمن إطلاق قوى (ما يسمونه) "الفوضى البناءة"، والتي أسفرت عن أعمال عنف وحروب في المنطقة، سوف يتم استخدامها على مراحل متقاربة، بشكل يمكن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع حاجاتها وأهدافها الجيوـ إستراتيجية .
[b]
كرمبو-
- عدد المساهمات : 38
نقاط : 10005
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
مواضيع مماثلة
» خارطة الشرق الأوسط الجديد و ليبيا حسب "نيويورك تايمز"
» صدام الحضارات التقسيم و القهر يسود في الشرق الأوسط الجديد
» حقيقة الصهيوني برنارد ليفي ومهمة دعم مشروع الشرق الأوسط الجديد.
» الشيخ رسلان: ما كنت أظن يوما ولا دار لي بخيال أن مشروع الشرق الأوسط الجديد يمكن أن يشارك فيه الإخوان
» هيكل: نفط ليبيا وسايكس بيكو جديد
» صدام الحضارات التقسيم و القهر يسود في الشرق الأوسط الجديد
» حقيقة الصهيوني برنارد ليفي ومهمة دعم مشروع الشرق الأوسط الجديد.
» الشيخ رسلان: ما كنت أظن يوما ولا دار لي بخيال أن مشروع الشرق الأوسط الجديد يمكن أن يشارك فيه الإخوان
» هيكل: نفط ليبيا وسايكس بيكو جديد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي