رقصة الموت مقال للابرق الصامد
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رقصة الموت مقال للابرق الصامد
مقالة بعنوان ( رقصة الموت ). رقم(١)
*). فى جمهورية مالى هناك رقصة تسمى ( رقصة الموت ) ، يعتلى الراقص ركح المسرح وهو فى حالة خوف وذهول ، تحيط به ثلة من الرجال يحملون رماح مصوبة نحو جسده .. لا يتقدم - لا يتقهقر .. لا يتزحزح من مكانه .. التوقف عن الرقص يعنى الموت .
*). فى سنة ١٩٨٣ ميلادية عندما عقد مؤتمر وزراء الدفاع الأفارقة فى غانا .. قال وزير الدفاع المالى ( أن حالة أفريقيا تشبه رقصة مالية تسمى رقصة الموت ) .. انتهت المقدمة .
*). وببساطة متناهية وتجرد .. تتشابك الرؤى فى الوضع المالى الحالى المعقد ..
*). الهم اليومي للإنسان هو البحث عن لقمة يقتات بها
*). من هم عرب مالى .... قبائل رحل تربى الإبل ، وهم خليط من قبائل موريتانية وصحراوية جزائرية وليبية وتشادية ونيجرية وسودانية .. فالاسم المتعارف ( برابيش ) أو ( بلا ريش ) وأغلبها من قبائل ( الطرشان ، أولاد سليمان ، تكنته ، غنام ، خزام ) وغيرهم كثير تمازجوا وتصاهروا مع الطوارق ، وشكلو فى سبعينيات القرن الماضي ( الازواد ) ، ثم انقسمت وتشعبت وتشتت شملها ، والطوارق قبائل كبيرة ومتعددة بعضها من أشراف العرب الذين فروا بجلودهم من همجية البرتغاليين والأسبان بعد سقوط غرناطة ، فا اتجهوا نحو الصحراء عبر ( فاس ، وهران ) ، وغيروا أسماءهم وتصاهروا مع مواليهم وحراسهم من قبائل الطوارق ... ورحلوا معهم أينما حلو ، ولقد أبلى الطوارق البلاء الحسن فى كل الحروب التى خاضتها قديماً دول الشمال الأفريقي ضد الإسبان والبرتغاليين والهولنديين ، ومن بعدهم الفرنسيس والإنجليز ، ويتكلم الطوارق ( التيفيناغ ) وهى لغة مشتقة من العربية .. نقوشها لازالت حاضرة إلى يومنا هذا فى اليمن وعمان ، وقد تعايش فى مالى كل من العرب والطوارق والفلاني ( والفلانى هم الالفان فارس والذين تركهم القائد ( عقبة بن نافع ) على ثغور المحيط الاطلسى ) وقبائل عديدة من جذور السنغال وساحل العاج ونيجيريا بالإضافة إلى الزنوج .. وقد تزاوجت هذه الأعراق وامتزجت الدماء .
*). ولقد شكل نهر النيجر قوس قزح فى الأراضي المالية على هيئة مثلث فى قمته الشمالية ترقد ( تمبكتو ) المدينة التاريخية العتيقة ، وفى غربه مدن ( نينو ، ديبالى ، المدينة التى يسكنها العرب ) ، وفى الشرق مدينة ( قاو ) ، وفى الشمال تربض ( آكدال ) عاصمة الطوارق فى مالى ، واغلب الطوارق والعرب يعيشون على ضفة النهر الشمالية بحيواناتهم نتيجة ندرة الأمطار فى الشمال وقلة الموارد ، وخاصة بعد توقف تصدير الملح فى هذه المنطقة
: رقصة الموت رقم (٢)
*). وأسجل هنا ان الدولة الجزائرية منذ الاستقلال تعاملت مع دول الطوق الصحراوي بكل روية وتعقل حفاظاً على النسيج المتشابك والمتداخل اجتماعياً فى التراب الجزائري ، وحكم بوتفليقة تميز بالحكمة والتعقل والتأني فى اتخاذ القرارات المحيطة بالجزائر .... وسياسته تشبه سياسة ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، سياسة مبنية على نظرية ( الجزائر أولا ) ، التنمية المادية والبشرية لمجتمع خاض أعظم الثورات التحررية فى القرن العشرين ، فلا ينوى الزج ببلاده فى أى مستنقع ، أو أى تهور سياسى أو عسكري ، اللهم الدفاع عن بلاده وبناء مقدراتها .
*). والآن وقد سبق السيف العذل ... وبدأت الطائرات الفرنسية تقصف القرى المالية ، وكل آلية متحركة فى هذه الصحراء المتحركة ، قصف يجتاح الأخضر واليابس ، ويشتث الزرع والضرع والانسان .
*). من يستطيع ان يقاتل فى الصحراء فوق الأرض ، ان البطون المليئة بالماء لن تقاتل ...!!
ان الزنوج القادمين من خط الاستواء من دول غرب افريقيا لن تقاتل ، وستكون الصحراء مقبرة لهم ، وذلك لأسبابا عديدة اهمها عدم الرؤية الجيدة فى الليل ، وشرب الخمر واللامبالاة .
باستثناء القوات التشادية التى تنحدر من جذور قبائل ( التبو ، زغاوه ، قرعان ، دناقله ، عرب المحاميد ) فإنهم سيقاتلون ، وكذلك الهجين الفرنسي الذى كان متمركزاً فى ( انجامينا ، ابشه ، فايا ) فى تشاد سيقاتل ... وأيضاً القوات الفرنسية العائدة من أفغانستان وليبيا ستقاتل ، وسيواجهم فى القتال رجال القاعدة بشمال افريقيا ومن جديد ينقلب السحر على الساحر .
*). ونسجل هنا ان الصحراء ليست ملك لاحد فى الحرب ... فمن يستأذب ويتحمل الحرارة والمناورة هو من ينتصر فى الصحراء .
*). ولنعود قليلاً إلى الوراء ... أن السقوط المدوى للنظام الليبي له مابعده .... لقد كان القائد ( معمر القذافى ) حالة استثنائية متفردة مسكون بالتاريخ القديم ... ولن يجود به الزمن فى الوقت القريب ، فالرجل لم يكن قائدا لليبيا فقط بل لعموم افريقيا ، والمدافع الاول عن حقوق العرب ، قاوم وتحدى الطغيان الغربى المدجج بالتقنية النووية ... خلاصة القول ... شغل الناس ، ووضع أصابعه فى كل الساكن الأفريقي ، ونجزم هنا أن فرنسا ومن معها من دول غربية وخليجية قد انتصرت ودمرت ليبيا وقبلها العراق ، وانهزم تيار المقاومة ... ولكن من يضحك أولا يبكى أخيرا ؟
*). قبل خمسة سنوات أمًًّ القذافى جموع المصلين فى جمعة المولد فى مدينة ( تمبكتو ) وأصلح ذات البين بين العرب والطوارق وحكومة باماكو ... يومها اعلن الطوارق أن معمر القذافى ( أمغارهم ) أى قائدهم ، ومن هنا بدأت المعركة .
*). استشعرت الأجهزة الأمنية الفرنسية والغربية الخطر ... وهبت على المنطقة جمعيات السوء الخيرية ، خاصة الجمعيات الأهلية السعودية والكويتية ، المؤدلجة بالسلفية الوهابية .... وبدأت الإغراءات ..... والإغراءات المضادة ، وتداخلت العملية مع مجنديين دينيين من المغرب وموريتانيا ... والقصة تطول: رقصة الموت رقم (٣)
*). وهنا لابد علينا ان نذكر جملة من الأحداث غيرت هذا الساكن الأفريقي .... منها زيادة نشاط العصابات العالمية المتخصصة فى نقل وتهريب المخدرات من الغرب إلى الشرق وهذه العصابات من دول مثل ( إسرائيل ، أمريكا ، كولومبيا ، المغرب ، مصر ، ليبيا ، السودان ، ممولين خليجيين ) ، وكذلك جنوح بعض عناصر من القاعدة من ( الجزائر ، ليبيا ، موريتانيا ، أفغانستان ، اليمن ) إلى المنطقة بحثاً عن بيئة آمنة يتم فيها عمليات الاستقطاب والتفريخ ، والأخطر من هذا كله فرار الآلاف من الطوارق بآلياتهم وأسلحتهم من ليبيا أثناء الغزو الغربى الخليجي على ليبيا ، أوائل شهر رمضان الكريم سنة ٢٠١١ ميلادية ، والمعارك لم تنتهى مما شكل تخاذلا للقادة الطوارق وهم أصحاب رتب عسكرية عالية ... لاداعى لذكر أسماءهم ..!!
*). لكن تاريخياً نسجل لهم وقوفهم مع إخوانهم الليبيين والسوريين فى مقاومة المد والغزو الإسرائيلي على لبنان فى ثمانينيات القرن الماضى فى مناطق ( العرقوب ، راشيا الفخار ) .
*). ان مايحدث فى مالى الآن مرشح وقابل لكل الاحتمالات
الاحتمال الاول /
وهو زعزعة وقلاقل سياسية وعسكرية فى كل من ( موريتانيا ، النيجر ، تشاد ، بوركينا فاسو ) .
الاحتمال الثاني /
ان تتجه الجماعات المقاتلة نحو الجنوب على هيئة حظائر صغيرة ، مما ينتج عنه سقوط الدول الأفريقية الهشة والمليئة بالادغال وحدودها غير واضحة المعالم .
الاحتمال الثالث /
قد تتخلص الجماعات القتالية من آلياتها وتتخندق فى الصحراء ... وهنا ستكون الطامة كبرى لفرنسا .
الاحتمال الرابع /
والاقرب وهو ان تعود هذه الجماعات المتوحشة إلى ليبيا ، والتى تخبر مسالكها ودروبها ، وأمامها مجموعة من الجواسيس الليبيين ، والذين لا يجيدون فن الحرب ، ونتيجة تربيتهم فى الأزقة الخلفية لدول الغرب ، وابتعادهم عن البيئة الليبية ، ويخدعون أنفسهم بانهم انتصرو على النظام الليبى وعلى ( معمر القذافى ) ، مُتناسين الفاعل المدمر لقوات الناتو واتباعهم فى ( الخليج ، تركيا ، تونس ، السودان ) ، أى أكثر من ( ٥١ ) دولة بكل بوارجها وطائراتها وتقنياتها المتطورة .... والتى كانت مُعده لغزو روسيا والصين .
*). من هنا لابد ان نعود إلى الوراء .... إلى زمن الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي ، ونتذكر كيف دخلت القوات الروسية إلى أفغانستان ، وكيف دبر فى ليل بين المخابرات الأمريكية والخليجية والباكستانية ... وكيف زج بالآلاف من العرب إلى بيشاور ممولين من بن لادن ، والذى استلم مليار دولار آنذاك ، حينئذ قامت النخبة العسكرية الأمريكية والغربية بتدريب هولاء العرب الذين كانوا يشكلون الجناح السرى العسكري للحركة الوهابية السعودية ، كان هدف موسكو الوصول إلى المياه الدافئة ، وكانت القوى الغربية بقيادة أمريكا تهدف إلى القضاء على الشيوعية ، وهذا طُعم الصنارة بالنسبة للعرب والمسلمين واحد مخاوفهم وهواجسهم .
*). خرجت موسكو من المستنقع الأفغاني ، وبدء الحلم الوهابي المودودى فى الشروع لإقامة دولة الخلافة فى كابول وقندهار ، وبدأت الحياة كئيبة ، قتل وتدمير للتراث الإنساني ، والعودة إلى زمن الحريم ، اصبح القتل من اجل الهوية ... وبدء الحلم يتنامى فى استطاعة هذه القوة من ( طالبان والوهابيين ) ، بعد ان شكلوا ( تنظيم القاعدة ) وتنادت مئات الحركات والمنظمات الإسلامية ، وبدء المال والمليارات تلعب دورها فى العقول والنفوس ، فتم تجنيد الآلاف من شباب شمال افريقيا والخليج والعراق والشام ...... كان الحلم مهاجمة امريكا فى عقر دارها ، وتدمير الاقتصاد الامريكى الصهيوني فى ( وول ستريث ) ، لقد انقلب السحر على الساحر .
*). واغرب من ذلك ان كل الحروب منذ الحرب العالمية الثانية لا تقع إلا فى المنطقة العربية والإسلامية ... وما يُعد الآن لكل من ( باكستان ، ايران ، السعودية ) أمر جلل فظيع ....!!
*). المهم دُمرت أفغانستان ... وفى المقابل تم تدمير المسلمين فى الشيشان وماليزيا والفلبيين ، وسقطت يوغسلافيا فى ضربات موجعه لم تدم طويلاً ، وقُسمت إلى قزميات ودويلات سياحية ... ودُفنت التقدمية والاشتراكية فى منطقة البلقان .
*). من ذا الذى يهدد دولة إسرائيل التى أقامتها ( تركيا ، بريطانيا ، فرنسا ) ، ورعتها وحمتها ( امريكا العظمى ) ؟.
ومن هنا تم تلصيق وتلفيق تهمة السلاح النووى الكيماوي إلى العراق ... فاأُستبيحت الأرض ، وتم تدمير مكونات الدولة فى عملية مُرعبة ... وللأسف كل هذه الحروب دفُعت مسبقاً من المال العربى الخليجي .... والبقية تأتى ...!!
*). والجدير بالذكر ان الغربيين والخليجيين استهوتهم الفكرة ، فاتخذوا من السودان موقع للتدريب والأعداد للعائدون من أفغانستان ، وبتوفير الدعم اللوجيستى لهم ، وتنظيم إجراءات دخولهم وتسريبهم إلى ( ليبيا ، الجزائر، سوريا ) فى بداية تسعينيات القرن الماضي ، بغرض إسقاط الأنظمة التقدمية المُمانعة للنهج الغربى ، وكذلك قامت بايفاد مجموعات منهم إلى ( مصر ، الصومال ، سوريا ، اليمن ، القرن الأفريقي ) ... ولا تعرف السبب ؟
*). لقد عانت الجزائر الكثير من ويلات رجال القاعدة لأكثر من عقد ، قتل وإرهاب فى كل مكان ، ولازالت القاعدة تبحث عن معقلاً لها فى جبال الجزائر وغاباتها وصحاريها ....!!
*). وكانت المفاجأة ... الظهور السياسى للحركات الاسلامية والمتطرفة على المسرح ... مستغلة ماسمى بثورات الربيع العربى ( الفوضى الخلاقه ) فى كل من ( مصر ، تونس ، اليمن ، سوريا ، ليبيا
معاويه: واستغلال طيبة الشعوب العربية وتعاطفها معها نتيجة مالقته بعض رموزها من عذاب الاعتقال ، والطامة الكبرى هو تمكنها من التسلح نتيجة الغزو على ليبيا ، وفرض سيطرتها الفعلية على الارض فى ليبيا ، وليس كما يدعى سكان فندق ريكسوس وشارع السيدى ( المعزولين ) .
*). هنا تحول المسرح المُعد سلفاً من الغرب ( من منطقة الخليج الى مراكش وشنقيط ) ... الجميع سنرقص رقصة الموت المالية .
ستنقسم دول ... وستختفى دول ... وسيذبح الاخ اخيه ... وستنهب الثروات وتحول الى بنوك ( اوربا ، امريكا ) ... وسيطرد فلسطينى غزة الى سينا ... وكذلك طرد فلسطينى الضفة الغربية الى مملكة الاردن العميلة ، ولمدة خمسين عاما لن تقوم لسوريا قائمة ، نتيجة للقرار الغربى الصههيونى التركى ، والتفكير الساذج لشيوخ الخليج والصعاليك .
*). ها نحن الان فى تراجيديا جديدة فى مالى ...!!
تولت فرنسا الهجوم على ليبيا الآمنة ... وما فعلته وما زرعته فى ليبيا ستحصده فى مالى ، وداخل الأراضي الفرنسية ومستعمراتها ... وسينقلب السحر على الساحر...!!
وقبل ان تطلق طلقة واحدة ... اتجه الرئيس الفرنسي الطيب الجديد إلى الخليج ليضع ميزانيته اللازمة من المليارات العربية الخليجية لهذه الحرب ، وليغطي عجز الميزانية الفرنسية المتهالكة ، وليجرب معداته وقنابله وصواريخه طويلة المدى ، ويحاول ان يدفع ويورط ( الجزائر المنيعة ) فى أتون حرب ( السراب الخادع ) ، وهدفه هو استنزاف اقتصادها ومواردها ... وهذا هو بيت القصيد ...
*). فى جمهورية مالى هناك رقصة تسمى ( رقصة الموت ) ، يعتلى الراقص ركح المسرح وهو فى حالة خوف وذهول ، تحيط به ثلة من الرجال يحملون رماح مصوبة نحو جسده .. لا يتقدم - لا يتقهقر .. لا يتزحزح من مكانه .. التوقف عن الرقص يعنى الموت .
*). فى سنة ١٩٨٣ ميلادية عندما عقد مؤتمر وزراء الدفاع الأفارقة فى غانا .. قال وزير الدفاع المالى ( أن حالة أفريقيا تشبه رقصة مالية تسمى رقصة الموت ) .. انتهت المقدمة .
*). وببساطة متناهية وتجرد .. تتشابك الرؤى فى الوضع المالى الحالى المعقد ..
*). الهم اليومي للإنسان هو البحث عن لقمة يقتات بها
*). من هم عرب مالى .... قبائل رحل تربى الإبل ، وهم خليط من قبائل موريتانية وصحراوية جزائرية وليبية وتشادية ونيجرية وسودانية .. فالاسم المتعارف ( برابيش ) أو ( بلا ريش ) وأغلبها من قبائل ( الطرشان ، أولاد سليمان ، تكنته ، غنام ، خزام ) وغيرهم كثير تمازجوا وتصاهروا مع الطوارق ، وشكلو فى سبعينيات القرن الماضي ( الازواد ) ، ثم انقسمت وتشعبت وتشتت شملها ، والطوارق قبائل كبيرة ومتعددة بعضها من أشراف العرب الذين فروا بجلودهم من همجية البرتغاليين والأسبان بعد سقوط غرناطة ، فا اتجهوا نحو الصحراء عبر ( فاس ، وهران ) ، وغيروا أسماءهم وتصاهروا مع مواليهم وحراسهم من قبائل الطوارق ... ورحلوا معهم أينما حلو ، ولقد أبلى الطوارق البلاء الحسن فى كل الحروب التى خاضتها قديماً دول الشمال الأفريقي ضد الإسبان والبرتغاليين والهولنديين ، ومن بعدهم الفرنسيس والإنجليز ، ويتكلم الطوارق ( التيفيناغ ) وهى لغة مشتقة من العربية .. نقوشها لازالت حاضرة إلى يومنا هذا فى اليمن وعمان ، وقد تعايش فى مالى كل من العرب والطوارق والفلاني ( والفلانى هم الالفان فارس والذين تركهم القائد ( عقبة بن نافع ) على ثغور المحيط الاطلسى ) وقبائل عديدة من جذور السنغال وساحل العاج ونيجيريا بالإضافة إلى الزنوج .. وقد تزاوجت هذه الأعراق وامتزجت الدماء .
*). ولقد شكل نهر النيجر قوس قزح فى الأراضي المالية على هيئة مثلث فى قمته الشمالية ترقد ( تمبكتو ) المدينة التاريخية العتيقة ، وفى غربه مدن ( نينو ، ديبالى ، المدينة التى يسكنها العرب ) ، وفى الشرق مدينة ( قاو ) ، وفى الشمال تربض ( آكدال ) عاصمة الطوارق فى مالى ، واغلب الطوارق والعرب يعيشون على ضفة النهر الشمالية بحيواناتهم نتيجة ندرة الأمطار فى الشمال وقلة الموارد ، وخاصة بعد توقف تصدير الملح فى هذه المنطقة
: رقصة الموت رقم (٢)
*). وأسجل هنا ان الدولة الجزائرية منذ الاستقلال تعاملت مع دول الطوق الصحراوي بكل روية وتعقل حفاظاً على النسيج المتشابك والمتداخل اجتماعياً فى التراب الجزائري ، وحكم بوتفليقة تميز بالحكمة والتعقل والتأني فى اتخاذ القرارات المحيطة بالجزائر .... وسياسته تشبه سياسة ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، سياسة مبنية على نظرية ( الجزائر أولا ) ، التنمية المادية والبشرية لمجتمع خاض أعظم الثورات التحررية فى القرن العشرين ، فلا ينوى الزج ببلاده فى أى مستنقع ، أو أى تهور سياسى أو عسكري ، اللهم الدفاع عن بلاده وبناء مقدراتها .
*). والآن وقد سبق السيف العذل ... وبدأت الطائرات الفرنسية تقصف القرى المالية ، وكل آلية متحركة فى هذه الصحراء المتحركة ، قصف يجتاح الأخضر واليابس ، ويشتث الزرع والضرع والانسان .
*). من يستطيع ان يقاتل فى الصحراء فوق الأرض ، ان البطون المليئة بالماء لن تقاتل ...!!
ان الزنوج القادمين من خط الاستواء من دول غرب افريقيا لن تقاتل ، وستكون الصحراء مقبرة لهم ، وذلك لأسبابا عديدة اهمها عدم الرؤية الجيدة فى الليل ، وشرب الخمر واللامبالاة .
باستثناء القوات التشادية التى تنحدر من جذور قبائل ( التبو ، زغاوه ، قرعان ، دناقله ، عرب المحاميد ) فإنهم سيقاتلون ، وكذلك الهجين الفرنسي الذى كان متمركزاً فى ( انجامينا ، ابشه ، فايا ) فى تشاد سيقاتل ... وأيضاً القوات الفرنسية العائدة من أفغانستان وليبيا ستقاتل ، وسيواجهم فى القتال رجال القاعدة بشمال افريقيا ومن جديد ينقلب السحر على الساحر .
*). ونسجل هنا ان الصحراء ليست ملك لاحد فى الحرب ... فمن يستأذب ويتحمل الحرارة والمناورة هو من ينتصر فى الصحراء .
*). ولنعود قليلاً إلى الوراء ... أن السقوط المدوى للنظام الليبي له مابعده .... لقد كان القائد ( معمر القذافى ) حالة استثنائية متفردة مسكون بالتاريخ القديم ... ولن يجود به الزمن فى الوقت القريب ، فالرجل لم يكن قائدا لليبيا فقط بل لعموم افريقيا ، والمدافع الاول عن حقوق العرب ، قاوم وتحدى الطغيان الغربى المدجج بالتقنية النووية ... خلاصة القول ... شغل الناس ، ووضع أصابعه فى كل الساكن الأفريقي ، ونجزم هنا أن فرنسا ومن معها من دول غربية وخليجية قد انتصرت ودمرت ليبيا وقبلها العراق ، وانهزم تيار المقاومة ... ولكن من يضحك أولا يبكى أخيرا ؟
*). قبل خمسة سنوات أمًًّ القذافى جموع المصلين فى جمعة المولد فى مدينة ( تمبكتو ) وأصلح ذات البين بين العرب والطوارق وحكومة باماكو ... يومها اعلن الطوارق أن معمر القذافى ( أمغارهم ) أى قائدهم ، ومن هنا بدأت المعركة .
*). استشعرت الأجهزة الأمنية الفرنسية والغربية الخطر ... وهبت على المنطقة جمعيات السوء الخيرية ، خاصة الجمعيات الأهلية السعودية والكويتية ، المؤدلجة بالسلفية الوهابية .... وبدأت الإغراءات ..... والإغراءات المضادة ، وتداخلت العملية مع مجنديين دينيين من المغرب وموريتانيا ... والقصة تطول: رقصة الموت رقم (٣)
*). وهنا لابد علينا ان نذكر جملة من الأحداث غيرت هذا الساكن الأفريقي .... منها زيادة نشاط العصابات العالمية المتخصصة فى نقل وتهريب المخدرات من الغرب إلى الشرق وهذه العصابات من دول مثل ( إسرائيل ، أمريكا ، كولومبيا ، المغرب ، مصر ، ليبيا ، السودان ، ممولين خليجيين ) ، وكذلك جنوح بعض عناصر من القاعدة من ( الجزائر ، ليبيا ، موريتانيا ، أفغانستان ، اليمن ) إلى المنطقة بحثاً عن بيئة آمنة يتم فيها عمليات الاستقطاب والتفريخ ، والأخطر من هذا كله فرار الآلاف من الطوارق بآلياتهم وأسلحتهم من ليبيا أثناء الغزو الغربى الخليجي على ليبيا ، أوائل شهر رمضان الكريم سنة ٢٠١١ ميلادية ، والمعارك لم تنتهى مما شكل تخاذلا للقادة الطوارق وهم أصحاب رتب عسكرية عالية ... لاداعى لذكر أسماءهم ..!!
*). لكن تاريخياً نسجل لهم وقوفهم مع إخوانهم الليبيين والسوريين فى مقاومة المد والغزو الإسرائيلي على لبنان فى ثمانينيات القرن الماضى فى مناطق ( العرقوب ، راشيا الفخار ) .
*). ان مايحدث فى مالى الآن مرشح وقابل لكل الاحتمالات
الاحتمال الاول /
وهو زعزعة وقلاقل سياسية وعسكرية فى كل من ( موريتانيا ، النيجر ، تشاد ، بوركينا فاسو ) .
الاحتمال الثاني /
ان تتجه الجماعات المقاتلة نحو الجنوب على هيئة حظائر صغيرة ، مما ينتج عنه سقوط الدول الأفريقية الهشة والمليئة بالادغال وحدودها غير واضحة المعالم .
الاحتمال الثالث /
قد تتخلص الجماعات القتالية من آلياتها وتتخندق فى الصحراء ... وهنا ستكون الطامة كبرى لفرنسا .
الاحتمال الرابع /
والاقرب وهو ان تعود هذه الجماعات المتوحشة إلى ليبيا ، والتى تخبر مسالكها ودروبها ، وأمامها مجموعة من الجواسيس الليبيين ، والذين لا يجيدون فن الحرب ، ونتيجة تربيتهم فى الأزقة الخلفية لدول الغرب ، وابتعادهم عن البيئة الليبية ، ويخدعون أنفسهم بانهم انتصرو على النظام الليبى وعلى ( معمر القذافى ) ، مُتناسين الفاعل المدمر لقوات الناتو واتباعهم فى ( الخليج ، تركيا ، تونس ، السودان ) ، أى أكثر من ( ٥١ ) دولة بكل بوارجها وطائراتها وتقنياتها المتطورة .... والتى كانت مُعده لغزو روسيا والصين .
*). من هنا لابد ان نعود إلى الوراء .... إلى زمن الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي ، ونتذكر كيف دخلت القوات الروسية إلى أفغانستان ، وكيف دبر فى ليل بين المخابرات الأمريكية والخليجية والباكستانية ... وكيف زج بالآلاف من العرب إلى بيشاور ممولين من بن لادن ، والذى استلم مليار دولار آنذاك ، حينئذ قامت النخبة العسكرية الأمريكية والغربية بتدريب هولاء العرب الذين كانوا يشكلون الجناح السرى العسكري للحركة الوهابية السعودية ، كان هدف موسكو الوصول إلى المياه الدافئة ، وكانت القوى الغربية بقيادة أمريكا تهدف إلى القضاء على الشيوعية ، وهذا طُعم الصنارة بالنسبة للعرب والمسلمين واحد مخاوفهم وهواجسهم .
*). خرجت موسكو من المستنقع الأفغاني ، وبدء الحلم الوهابي المودودى فى الشروع لإقامة دولة الخلافة فى كابول وقندهار ، وبدأت الحياة كئيبة ، قتل وتدمير للتراث الإنساني ، والعودة إلى زمن الحريم ، اصبح القتل من اجل الهوية ... وبدء الحلم يتنامى فى استطاعة هذه القوة من ( طالبان والوهابيين ) ، بعد ان شكلوا ( تنظيم القاعدة ) وتنادت مئات الحركات والمنظمات الإسلامية ، وبدء المال والمليارات تلعب دورها فى العقول والنفوس ، فتم تجنيد الآلاف من شباب شمال افريقيا والخليج والعراق والشام ...... كان الحلم مهاجمة امريكا فى عقر دارها ، وتدمير الاقتصاد الامريكى الصهيوني فى ( وول ستريث ) ، لقد انقلب السحر على الساحر .
*). واغرب من ذلك ان كل الحروب منذ الحرب العالمية الثانية لا تقع إلا فى المنطقة العربية والإسلامية ... وما يُعد الآن لكل من ( باكستان ، ايران ، السعودية ) أمر جلل فظيع ....!!
*). المهم دُمرت أفغانستان ... وفى المقابل تم تدمير المسلمين فى الشيشان وماليزيا والفلبيين ، وسقطت يوغسلافيا فى ضربات موجعه لم تدم طويلاً ، وقُسمت إلى قزميات ودويلات سياحية ... ودُفنت التقدمية والاشتراكية فى منطقة البلقان .
*). من ذا الذى يهدد دولة إسرائيل التى أقامتها ( تركيا ، بريطانيا ، فرنسا ) ، ورعتها وحمتها ( امريكا العظمى ) ؟.
ومن هنا تم تلصيق وتلفيق تهمة السلاح النووى الكيماوي إلى العراق ... فاأُستبيحت الأرض ، وتم تدمير مكونات الدولة فى عملية مُرعبة ... وللأسف كل هذه الحروب دفُعت مسبقاً من المال العربى الخليجي .... والبقية تأتى ...!!
*). والجدير بالذكر ان الغربيين والخليجيين استهوتهم الفكرة ، فاتخذوا من السودان موقع للتدريب والأعداد للعائدون من أفغانستان ، وبتوفير الدعم اللوجيستى لهم ، وتنظيم إجراءات دخولهم وتسريبهم إلى ( ليبيا ، الجزائر، سوريا ) فى بداية تسعينيات القرن الماضي ، بغرض إسقاط الأنظمة التقدمية المُمانعة للنهج الغربى ، وكذلك قامت بايفاد مجموعات منهم إلى ( مصر ، الصومال ، سوريا ، اليمن ، القرن الأفريقي ) ... ولا تعرف السبب ؟
*). لقد عانت الجزائر الكثير من ويلات رجال القاعدة لأكثر من عقد ، قتل وإرهاب فى كل مكان ، ولازالت القاعدة تبحث عن معقلاً لها فى جبال الجزائر وغاباتها وصحاريها ....!!
*). وكانت المفاجأة ... الظهور السياسى للحركات الاسلامية والمتطرفة على المسرح ... مستغلة ماسمى بثورات الربيع العربى ( الفوضى الخلاقه ) فى كل من ( مصر ، تونس ، اليمن ، سوريا ، ليبيا
معاويه: واستغلال طيبة الشعوب العربية وتعاطفها معها نتيجة مالقته بعض رموزها من عذاب الاعتقال ، والطامة الكبرى هو تمكنها من التسلح نتيجة الغزو على ليبيا ، وفرض سيطرتها الفعلية على الارض فى ليبيا ، وليس كما يدعى سكان فندق ريكسوس وشارع السيدى ( المعزولين ) .
*). هنا تحول المسرح المُعد سلفاً من الغرب ( من منطقة الخليج الى مراكش وشنقيط ) ... الجميع سنرقص رقصة الموت المالية .
ستنقسم دول ... وستختفى دول ... وسيذبح الاخ اخيه ... وستنهب الثروات وتحول الى بنوك ( اوربا ، امريكا ) ... وسيطرد فلسطينى غزة الى سينا ... وكذلك طرد فلسطينى الضفة الغربية الى مملكة الاردن العميلة ، ولمدة خمسين عاما لن تقوم لسوريا قائمة ، نتيجة للقرار الغربى الصههيونى التركى ، والتفكير الساذج لشيوخ الخليج والصعاليك .
*). ها نحن الان فى تراجيديا جديدة فى مالى ...!!
تولت فرنسا الهجوم على ليبيا الآمنة ... وما فعلته وما زرعته فى ليبيا ستحصده فى مالى ، وداخل الأراضي الفرنسية ومستعمراتها ... وسينقلب السحر على الساحر...!!
وقبل ان تطلق طلقة واحدة ... اتجه الرئيس الفرنسي الطيب الجديد إلى الخليج ليضع ميزانيته اللازمة من المليارات العربية الخليجية لهذه الحرب ، وليغطي عجز الميزانية الفرنسية المتهالكة ، وليجرب معداته وقنابله وصواريخه طويلة المدى ، ويحاول ان يدفع ويورط ( الجزائر المنيعة ) فى أتون حرب ( السراب الخادع ) ، وهدفه هو استنزاف اقتصادها ومواردها ... وهذا هو بيت القصيد ...
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15511
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: رقصة الموت مقال للابرق الصامد
مقال محكم ورصين نتمنى من الاخوه في المنتدى التعامل معه برصانه وموضوعيه وعدم المساس به
سلمت اخي جماهيري, بارك الله فيك
سلمت اخي جماهيري, بارك الله فيك
محارب الصحراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 9353
نقاط : 21464
تاريخ التسجيل : 28/07/2011
. :
. :
رد: رقصة الموت مقال للابرق الصامد
محاضرة قيمة اخى لاحرمنا الله مما حاباك به
حفظ الله بلاد المسلمين من كيد اعداء الدين
حفظ الله بلاد المسلمين من كيد اعداء الدين
teto-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5052
نقاط : 14833
تاريخ التسجيل : 06/09/2011
مواضيع مماثلة
» مقال عن مخططات الاخوان والامريكان لحكم ليبيا / مقال يستحق الدراسة
» رقصة المذبوح
» رقصة المــوت ..
» رقصة شلقم قبل دخوله الى الامم المتحدة
» ساركوزي يرقص رقصة الدجاجة المذبوحة
» رقصة المذبوح
» رقصة المــوت ..
» رقصة شلقم قبل دخوله الى الامم المتحدة
» ساركوزي يرقص رقصة الدجاجة المذبوحة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي