مصر وليبيا: ايام القذافي وبعده!
صفحة 1 من اصل 1
مصر وليبيا: ايام القذافي وبعده!
تطالعنا أخبار ليبيا كل صبح وللعام الثاني، منذ أن ترك الناتو نفاياته
تتحكم فيها، وتعيث فيها فساداً، ونهبا ً، وقتلا ، وتدميرا ً، وسجونا ً،
وتعذيبا ً، وتهجيراً، حتى بات هذا البلد الذي كان بالأمس ملاذاً آمناً،
وحصناً للعروبة ودعماً للجار، ورمزاً للعزة والكبرياء، وأصبح وبالا ً على
الجميع، ولعل ما يحدث مع تونس ومصر، من تصرفات تعطي مؤشرا ً، علي أن هذه
السياسات التي صدرت بها التعليمات من الغرب، لعملائه الذين يتحكمون في مصير
ليبيا اليوم، هو يعزلها عن محيطها العربي لصالح الغرب؟!
وما إفتعال الأزمات وسياسة الإبتزاز الذي يصل لحد الوقاحة، مع كل من تونس وليبيا، يؤكد هذا التوجه.
فبعد
أن قامت ثورة الفاتح بقيادة الزعيم الراحل معمر القذافي، كانت دعماً
لجيرانها، وفتحت حدودها ووقعت اتفاقية الحريات الأربع، بل وهدم القذافي
الحدود التي رسمها الاستعمار بينها، وبين جيرانها العرب، وتقاسمت الجرف
القاري مع تونس، وعرضت الوحدة 'الجمهورية الإسلامية'، مع الرئيس بورقيبة،
وكان يتدفق إلى تونس سنوياً، مليون سائح ليبي، ويعامل سكان الجنوب التونسي
معاملة الليبيين.. وكذلك مع مصر، فبعد أن كانت ليبيا قبل القذافي قاعدة
للعدوان، في عام 1956، 1967، وشوكة في ظهر مصر، تحولت بعد ثورة القذافي إلى
عمق استراتيجي. وداعم لمصر. فسلحت الجيش المصري وفتحت قواعدها للتدريب،
وشاركت في حرب الإستنزاف، وحرب 1973، ودعت إلى قومية المعركة، ووقعت
اتفاقية الإتحاد العربي، الذي مازال شرعيا قائما، لأنه لا يلغى إلا
بإستفتاء. وضخت المليارات للإسثمار في مصر، واستقبلت أكثر من 3 ملايين مصري
يعملون فيها، دون قيد أو شرط، لم تساوم مصر يوما على معارضين، حيث كان
الملك، وحكومته لجأوا كلهم إلى مصر، وكثيرون غيرهم ولعل من بينهم، المقرف
نفسه، الذي يساوم على قيادات ثورة الفاتح، ويحاول ابتزاز مصر، ونسي أنه لو
ان مصر تسلم من يلجأ إليها، ما كان هو رئيس المجلس في طرابلس اليوم!
وما
نراه اليوم من أخلاق، والقبض على المصريين وسجنهم دون محاكمة، وتعذيبهم
وتلفيق التهم عليهم، هو خطة ممنهجة لعزل ليبيا، لتصبح 'دويلة' تابعة للغرب
'كقطر'.
نقول بعد أن كشف هؤلاء الذين نصبهم الغرب الصليبي، حكاما على
ليبيا، أن هذه الآلاعيب، لا تنطلي على مصر، فمصر، دولة لها تقاليدها،
ومؤسساتها، وقيمها العريقة، سوف لن تنجر لهذا.
إن سلوكيات العصابات، لن
نسمح لها أن تلوي ذراع مصر، الحصن الحصين للعرب، ومصر لن تفرط في شرفها،
ولن تسلم من استجار بها، إذا أردتم علاقة مبنية على الإحترام، فأهلا بكم
والعكس صحيح، واعلموا أن مصر لن تنسى، من ساندها ووقف معها، وقاتل معها.
ولن تكون جاحدة، ولا تباع ولا تشترى، وإن كانت تمر، بظروف صعبة، لا يعني أن
يتم التطاول عليها، ومواطنيها.
سوف نترحم على الشهيد، معمر القذافي،
ولن ننسى له مواقفه اتجاه مصر، وإن غاب عن ليبيا، فاننا نعرف أنه غدا،
سيخرج من ليبيا، قذافي اخر يعيد لها وجهها العربي الأصيل الذي يعبر عن
الشعب الليبي كله، ولن تأتيه الأوامر من الغرب الصليبي.
أرجوكم كفوا
آذاكم عنا، وعن الشعب الليبي، قبل ذلك والذي تحتضن منه مصر، بعد ثورة
الناتو، قرابة مليون مهجر، أفرجوا عن عشرات الألاف من السجناء، واوقفوا
التعذيب وهذه الاساليب، التي تمارسونها ضد شعبكم، وأحرار ثورة الفاتح،
ونشاهدها كل يوم.
توقفوا يرحمكم الله، الذي لن يرحم من والوا اعداء ليبيا جهاراً نهارا ً..
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين).
د. صفوت عرابي - جامعة عين شمس
صحيفة القدس العربي
تتحكم فيها، وتعيث فيها فساداً، ونهبا ً، وقتلا ، وتدميرا ً، وسجونا ً،
وتعذيبا ً، وتهجيراً، حتى بات هذا البلد الذي كان بالأمس ملاذاً آمناً،
وحصناً للعروبة ودعماً للجار، ورمزاً للعزة والكبرياء، وأصبح وبالا ً على
الجميع، ولعل ما يحدث مع تونس ومصر، من تصرفات تعطي مؤشرا ً، علي أن هذه
السياسات التي صدرت بها التعليمات من الغرب، لعملائه الذين يتحكمون في مصير
ليبيا اليوم، هو يعزلها عن محيطها العربي لصالح الغرب؟!
وما إفتعال الأزمات وسياسة الإبتزاز الذي يصل لحد الوقاحة، مع كل من تونس وليبيا، يؤكد هذا التوجه.
فبعد
أن قامت ثورة الفاتح بقيادة الزعيم الراحل معمر القذافي، كانت دعماً
لجيرانها، وفتحت حدودها ووقعت اتفاقية الحريات الأربع، بل وهدم القذافي
الحدود التي رسمها الاستعمار بينها، وبين جيرانها العرب، وتقاسمت الجرف
القاري مع تونس، وعرضت الوحدة 'الجمهورية الإسلامية'، مع الرئيس بورقيبة،
وكان يتدفق إلى تونس سنوياً، مليون سائح ليبي، ويعامل سكان الجنوب التونسي
معاملة الليبيين.. وكذلك مع مصر، فبعد أن كانت ليبيا قبل القذافي قاعدة
للعدوان، في عام 1956، 1967، وشوكة في ظهر مصر، تحولت بعد ثورة القذافي إلى
عمق استراتيجي. وداعم لمصر. فسلحت الجيش المصري وفتحت قواعدها للتدريب،
وشاركت في حرب الإستنزاف، وحرب 1973، ودعت إلى قومية المعركة، ووقعت
اتفاقية الإتحاد العربي، الذي مازال شرعيا قائما، لأنه لا يلغى إلا
بإستفتاء. وضخت المليارات للإسثمار في مصر، واستقبلت أكثر من 3 ملايين مصري
يعملون فيها، دون قيد أو شرط، لم تساوم مصر يوما على معارضين، حيث كان
الملك، وحكومته لجأوا كلهم إلى مصر، وكثيرون غيرهم ولعل من بينهم، المقرف
نفسه، الذي يساوم على قيادات ثورة الفاتح، ويحاول ابتزاز مصر، ونسي أنه لو
ان مصر تسلم من يلجأ إليها، ما كان هو رئيس المجلس في طرابلس اليوم!
وما
نراه اليوم من أخلاق، والقبض على المصريين وسجنهم دون محاكمة، وتعذيبهم
وتلفيق التهم عليهم، هو خطة ممنهجة لعزل ليبيا، لتصبح 'دويلة' تابعة للغرب
'كقطر'.
نقول بعد أن كشف هؤلاء الذين نصبهم الغرب الصليبي، حكاما على
ليبيا، أن هذه الآلاعيب، لا تنطلي على مصر، فمصر، دولة لها تقاليدها،
ومؤسساتها، وقيمها العريقة، سوف لن تنجر لهذا.
إن سلوكيات العصابات، لن
نسمح لها أن تلوي ذراع مصر، الحصن الحصين للعرب، ومصر لن تفرط في شرفها،
ولن تسلم من استجار بها، إذا أردتم علاقة مبنية على الإحترام، فأهلا بكم
والعكس صحيح، واعلموا أن مصر لن تنسى، من ساندها ووقف معها، وقاتل معها.
ولن تكون جاحدة، ولا تباع ولا تشترى، وإن كانت تمر، بظروف صعبة، لا يعني أن
يتم التطاول عليها، ومواطنيها.
سوف نترحم على الشهيد، معمر القذافي،
ولن ننسى له مواقفه اتجاه مصر، وإن غاب عن ليبيا، فاننا نعرف أنه غدا،
سيخرج من ليبيا، قذافي اخر يعيد لها وجهها العربي الأصيل الذي يعبر عن
الشعب الليبي كله، ولن تأتيه الأوامر من الغرب الصليبي.
أرجوكم كفوا
آذاكم عنا، وعن الشعب الليبي، قبل ذلك والذي تحتضن منه مصر، بعد ثورة
الناتو، قرابة مليون مهجر، أفرجوا عن عشرات الألاف من السجناء، واوقفوا
التعذيب وهذه الاساليب، التي تمارسونها ضد شعبكم، وأحرار ثورة الفاتح،
ونشاهدها كل يوم.
توقفوا يرحمكم الله، الذي لن يرحم من والوا اعداء ليبيا جهاراً نهارا ً..
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين).
د. صفوت عرابي - جامعة عين شمس
صحيفة القدس العربي
Mohamed Abdel Moumene-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3555
نقاط : 16453
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
مواضيع مماثلة
» عاجل :مقطع فيديو جديد ايام اسر المجاهد سيف الاسلام القذافي
» علي زيدان يدعو الى مراجعة اتفاقيات اقتصادية وقعتها تونس وليبيا زمن القذافي وبن علي
» الفرق بين ليبيا القذافي وليبيا الناتو والثوار
» العقيد معمر القذافي يلتقي بالفعاليات الشعبية أجدابيا 14 2 2011 قبل نكبة 17 فبراير بثلاثة ايام
» المصري .. ايام زمان / مقال لعرب تايمز يذكرني بالليبي ايام زمان
» علي زيدان يدعو الى مراجعة اتفاقيات اقتصادية وقعتها تونس وليبيا زمن القذافي وبن علي
» الفرق بين ليبيا القذافي وليبيا الناتو والثوار
» العقيد معمر القذافي يلتقي بالفعاليات الشعبية أجدابيا 14 2 2011 قبل نكبة 17 فبراير بثلاثة ايام
» المصري .. ايام زمان / مقال لعرب تايمز يذكرني بالليبي ايام زمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي