الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
وقفت علي كلمات رثي بها الشيخ زوجه قبل سنوات طوال؛ أخذت منها :
....لقد علمت فيما درست من معارف الحياة الإنسانية ، و أيقنت بعد إيماني
الجازم بالله و بكتابه و رسله ، أن هذا الذي نسميه موتاً إنما هو اليقظة
الكبرى ، إنما هو شعور متكامل يخضع لأحكام و موازين غير التي تخضع
لها حياتنا الدنيوية اليوم!..
هو ، فيما نرى ، من هدأة الجسم بعد حركته ، و انطفاء سر الحياة فيه
بعد اشتعاله و التماعه ، عدمٌ تحكم به العين ، و زوال يحكم به الإحساس.
و لكن هيهات أن تكون منافذ الحس في هذه الحياة الإنسانية
محيطة بسر الحياة أو دائرة الروح.
إن الحواس الإنسانية أثر من آثار هذه الحياة الدنيوية الضيقة ،
و فرع صغير في أغصانها الكثيرة. فكيف يكون الفرع محيطاً بحقيقة الأصل ،
عليماً بنهايته و مصيره؟
إن الموت ليس إلا لحظة انطلاق و تحرر للروح من ذلك القفص الجسدي الذي كانت حبيسة فيه ، و إن بدا أنه لحظة خمود و إقفار في حساب ذلك الجسد نفسه.
و من يدري ؟..
من يدري.. لعل هؤلاء الأموات الذين نسميهم أمواتاً ، يمرون على مقابرنا
الجسمية ، فيلحظونها بنظرة إشفاق على الروح الحبيسة في داخلها ،
و يدعون لها بانبعاث قريب إلى عالم الأحياء!..
لقد عرفت كل هذا يا حبيبتي يوم أن منحني الله عقلاً حررته من التبعيات
و الأغلال ، و وهبني إيماناً أقمته على بينات العلم و نواميس الوجود.
و إيماني هذا هو العزاء الوحيد الذي يمنحني نعمة الصبر على سعير ابتعادي عنك.
أنا أعلم علم اليقين أن الموت لم يطحنك بين شدقي العدم ،
و لكنه انتقل بكينونتك الذاتية من عالم إلى آخر ، كل الذي أسدله
الموت بيني وبينك هو حجب المقاييس والقوانين المتغيرة.
و إنني على يقين أننا سنلتقي .. سأنفذ إليك من الباب الذي سبقتني إليه ،
و لسوف تعود قصة حبنا من جديد.
.....
أما أنا ، فإن شيئاً واحداً حطم هذه الرهبة من نفسي و محاها من كياني .
ألا و هو الأنس الذي شاع في حقيقة الموت بعد أن حللت في عالمه الغريب.
لقد كان الموت في عيني شبحاً رهيباً ، فإذا هو اليوم كائن جميل ،
و لقد كان وادياً أجرد موحشاً ، فإذا هو اليوم واحة رائعة غناء .
لقد غدوت من بعدك ملاحاً غريباً تائهاً ، تتقاذفني أمواج حياة دكناء ،
أرقب اللحظة التي تلوح لعيني فيها بارقة نور يهديني إلى شاطئ الموت.
....
و لست أملك ضمانة تحفظني ... ، إلا الأمل برحمة الله.
إنني لا أتصور أن يقسو علي مولاي ...،
مهما كنت شارداً عن سبيله ، مقصراً في القيام بواجباته.
إن ظني به أنه سيحوطني برعايته و إن لم أكن لها أهلاً ،
و إني لمتعلق بعد ذلك بقوله: أنا عند ظن عبدي بي.
أمل آخر ، لا يغيب عني نوره ، و لا أزال أستنشق الأنس في بريقه ،
و أعيش في طمأنينة من روحه.
إنه بعض من كلماتك النورانية في رسائلك الباقية الخالدة لي من بعدك ..
إنه هذه الشذرات:
يا منية النفس...و توأم الروح..و أنشودة القلب..يا سعيد..جعلك الله سعيداً في الدنيا و الآخرة..سعيداً في حبك..سعيداً في حياتك..و جعلني سر
سعادتك الدنيوية و الأخروية ، بل النبع الذي تروي به ظمأك ، و الدوح الذي ترتاح إليه نفسك ، و المنارة التي تضيء لك الطريق .. الطريق إلى الله..
طريق الحب الرباني .. لنسير معاً.. لنصل إلى شاطئ الأمان..شاطئ
السلامة.. سر المعرفة الربانية..و لنرتشف معاً الحب الإلهي الخالص..
سعيد.. يا أسعد أيامي بقربك..إنني أنظر إلى المستقبل ..و ألمح بارقات
الأمل تتراءى مبتسمة من بعيد..لأن الله جل و علا هو الذي ربط بين قلبينا
بأوثق ما يكون من رباط..و كلله برحيق المحبة و الهناء ، و رزقنا المودة الأبدية
في الدنيا و الآخرة..)
إنني لأظن يا حبيبتي أن روحك الوادعة الجميلة لا تفتأ تدعو لي بهذا الدعاء:
(جعلك الله سعيداً في الدنيا و الآخرة..و جعلني سر سعادتك)
وأنت في مقام القرب من مولاك ، في مقعد صدق عند مليكك الكريم
الوهاب..و إن هذا لبعض حق الوداد فيما بيننا.
و إنني على يقين أن ما كنت تلمحينه من بارقات الأمل ،
إنما هو المستقر الأبدي السعيد الذي هيأه الله تعالى لنا في أكناف رحمته ،
و تحت ظل غفرانه و لطفه، كشف الله عن سريرتك سبيلاً لشهوده و رؤيته.
و لكنك تجاوزت مخاطر هذه الدنيا و أهوالها ، بخاتمة يغبطك عليها الصديقون ،
و بقيت من بعدك أتقلب في طياتها ، و أجدف عني أخطارها في دروب حالكة
لا عاصم فيها إلا رحمة الله.
فيا نور السموات و الأرض ، يا من يجير و لا يجار عليه ، يا من أنقذ خليله
من نار نمرود ، أنقذ عبدك من سعي هذه الدنيا ، و يسر لي في أكنافها
سبيلاً إلى خاتمة ترضيك .
إملأ بقية أيامي في هذه الحياة رضا ، بل سعادة بحكمك ، و سخرني في كل
لحظة منها لخدمة دينك ، ثم اختم حياتي بأحب الأعمال إليك ، حتى ألقاك
و أت عني راضٍ يا أرحم رحيم ،و يا أكرم مسؤول.
… مثل هذا الحب ، يولد ميلاداً جديداً بالموت.
و مثل هذا الحب يتلظى سعيره من جديد إذا دخله تاريخ الموت.
يا رفيقة الدرب في حياتي و موتي.
يا أنيسة العمر ، شبحاً و روحاً في عالم الأحياء ،
و سراً روحانياً عظيماً في عالم الأموات : أما إن موتك زادني حباً على حب ،
و لسوف يبقى حبي لك في ازدياد ، حتى يتمم الله فضله ،
و تحين ساعة اللقاء......
بقلم
الشيخ العلامة الدكتور محمد سعيد [/color]رمضان البوطي[/color]
***
نقل ابو عداس الصوفي منتدى الازهريين
علي عبد الله البسامي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3977
نقاط : 18035
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
. :
رد: الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
جنه الخلد يا شيخنا
و صح لسانك يا شاعر على الكلمات الرائعه
و صح لسانك يا شاعر على الكلمات الرائعه
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
اسود القذاذفة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 870
نقاط : 11259
تاريخ التسجيل : 25/08/2012
. :
رد: الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
من أروع و أرقّ الكلــــمات يا شيخنــا ::: وأنا أقـــــرأها أستحضـــرت صوت الشيخ البوطي
وكأنه هـــــو من يقرأهــــا أمــامي ..
كان شيخـــا وعالمـــا و أديبـــــا ورعــــــا ... رحمه الله وأسكنه جوار زوجتـــــــه التي يحب .
_____________________
مشكــــــــور أخي البســــــــامي / على النقل ..
وكأنه هـــــو من يقرأهــــا أمــامي ..
كان شيخـــا وعالمـــا و أديبـــــا ورعــــــا ... رحمه الله وأسكنه جوار زوجتـــــــه التي يحب .
_____________________
مشكــــــــور أخي البســــــــامي / على النقل ..
عدل سابقا من قبل طبيبة القلوب الخضراء في الأحد 31 مارس - 23:44 عدل 1 مرات
طبيبة القلوب الخضراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7073
نقاط : 18551
تاريخ التسجيل : 09/05/2012
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
الموت عند المؤمن الحقيقي الذي له علاقة تقوى لله وحب له حياة كاملة وتحرر كامل حيث تنطلق الروح من قفصها الذي هو البدن الى عالم الملكوت الاعلى حيث لا يدنسها شيء ولا يحد من حريتها شيء وهذ المعنى الذي شرحه شهيد المحراب البوطي رحمه الله اورده احد العارفين بالله واظنه ابو حامد الغزالي رحمه الله وهو يصف حقيقة الموت في ابيات شعرية اذ قال
قل لاصحابي راوني ميتا = فبكوني اذ راوني حزنا
لا تظنوني باني ميت = ليس هذا الميت والله انا
انا عصفور وهذا قفصي = طرت عنه فبقى مرتهنا
لا ترعكم سكرة الموت فما = هي الا بانتقال من هنا
ان الموت الحقيقي هو الموت المعنوي هو البعد عن الله هو التدنس بالآثام هو الاخلاد الى الارض اتباعا للاهواء وعبادة للاهواء كما يفعل القرضاوي عجل الله بروحه الى النار ليرتاح مساكين هذه الامة المخدوعة المغدورة من القرضاوي واتباعه
قل لاصحابي راوني ميتا = فبكوني اذ راوني حزنا
لا تظنوني باني ميت = ليس هذا الميت والله انا
انا عصفور وهذا قفصي = طرت عنه فبقى مرتهنا
لا ترعكم سكرة الموت فما = هي الا بانتقال من هنا
ان الموت الحقيقي هو الموت المعنوي هو البعد عن الله هو التدنس بالآثام هو الاخلاد الى الارض اتباعا للاهواء وعبادة للاهواء كما يفعل القرضاوي عجل الله بروحه الى النار ليرتاح مساكين هذه الامة المخدوعة المغدورة من القرضاوي واتباعه
علي عبد الله البسامي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3977
نقاط : 18035
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
. :
رد: الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
إنني على يقين أننا سنلتقي .. سأنفذ إليك من الباب الذي سبقتني إليه ،
و لسوف تعود قصة حبنا من جديد.
الله الله مادره من اديب وعالم جليل رحمه الله
من انبل الكلمات وارقها التي تعبر عن الحب والفقد بصوت الامل المفعم بالحياه
اللهم اطل في اعمار احبائنا
ادم الله حضورك وتالقك ياشاعر الاقطار اخي المبدع علي البسامي
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ماينتسى مالبال خوي جيفارا... اجعنا جنانن عاليات اديارا.... يوم ملاحم سرت..... سجل فخر ليبيا بكل جدارا
رحمك الله يا اخونا المعتصم بالله يا جيفارا العرب
ليبيا هي امي وغلاها يجري في دمي
محارب الصحراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 9353
نقاط : 21438
تاريخ التسجيل : 28/07/2011
. :
. :
رد: الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
شكرا اخي محارب الصحراء غلى ذوقك الرفيع
القلب الصافي لا يصدر عنه الا الصفاء
اما القرضاوي فقلبه ملوث فتلوثت افكاره وتلوث ظاهره والعالم يشهد الان على غدره بزوجه بعد ان ادعى الحب والعشق وهو الان يخدع امة كاملة بعد ان ادعى الفقه والعلم بالاصول والمآلات والوسطية
الا تبا له ولمن تبعه
القلب الصافي لا يصدر عنه الا الصفاء
اما القرضاوي فقلبه ملوث فتلوثت افكاره وتلوث ظاهره والعالم يشهد الان على غدره بزوجه بعد ان ادعى الحب والعشق وهو الان يخدع امة كاملة بعد ان ادعى الفقه والعلم بالاصول والمآلات والوسطية
الا تبا له ولمن تبعه
علي عبد الله البسامي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3977
نقاط : 18035
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
. :
رد: الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
اللهم أرحمه وأغفر له واسكنه الفردوس الأعلى يا رب
بارك الله فيك شاعرنا المتميز
بارك الله فيك شاعرنا المتميز
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
نتنفس من الأخضر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 23128
نقاط : 35255
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
. :
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: خلاص الليبيين كبودها درهت
رد: الحب والموت في ايمان الشهيد البوطي رحمه الله وارضاه
شكرا نتنفس من الاخضر على المواضبة والالتزام
علي عبد الله البسامي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3977
نقاط : 18035
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
. :
مواضيع مماثلة
» رثاء لشهيد المحراب العلامة البوطي رحمه الله
» رد على الاعراب الذين هجوا شهيد المحراب البوطي رحمه الله
» رثاء لشهيد المحراب العلامة البوطي رحمه الله ...جديد
» رد على الاعراب الذين هجوا شهيد المحراب البوطي رحمه الله .. جديد
» يبدوا ان قرن الشيطان طلع ليغتال الشيخ الجليل محمد رمضان سعيد البوطي رحمه الله
» رد على الاعراب الذين هجوا شهيد المحراب البوطي رحمه الله
» رثاء لشهيد المحراب العلامة البوطي رحمه الله ...جديد
» رد على الاعراب الذين هجوا شهيد المحراب البوطي رحمه الله .. جديد
» يبدوا ان قرن الشيطان طلع ليغتال الشيخ الجليل محمد رمضان سعيد البوطي رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي