هل التاريخ سيعيد نفسه ؟ ويؤدى الصراع بين الاخوان القطبيين والوهابين الى القضاء على التكفير والظلامية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل التاريخ سيعيد نفسه ؟ ويؤدى الصراع بين الاخوان القطبيين والوهابين الى القضاء على التكفير والظلامية
التجسيد العملي للفكر الوهابي المنحرف والتي كانت بدايتها بشكل مفجع في 22 /4/ 1802 عندما أعملت هذه الجماعات السيف وحين غرة في رقاب اكثر من ثمانية آلاف مسلم وتركت أضعافهم جرحى ولتحتفل بعدها وتنتشي برائحة الدماء،
بيد ان الغريب في الامر الاغضاء أو المخاتلة المريبة التي يعمد اليها البعض في تجاوز حالة السعار المفجع التي تنتاب هؤلاء القوم في الاعلان عملياً عن أفكارهم المنحرفة الشاذة المدمرة التي لم تصبغ الاسلام المحمدي الرائع بألوان التخلف والجهل والقتل والتخريب فحسب، بل في توسيع دائرة التطبيق العملي لافكارهم التي لا تمت للاسلام بصلة لتمارس القتل الذريع بنشوة متصاعدة، وابتهاج غير انساني.
فمن عظائم الموبقات رسم قواعد شاذة ونسبتها للاسلام، وبالتالي تجريدها فتاوى للتكفير والقتل بشكل متغرب وبعيد عن الاسلام، متجاوز أبسط المفاهيم الاسلامية التي تحدد علاقة المسلم بالمسلم كما رواه ابن ماجة في سننه عن رسول الله (ص)" كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" بل ومجافاة سنة النبي ووصاياه بشكل علني وصريح وهم المتبجحون بانهم اصحاب المحجة البيضاء، ومن يحيي السنّة:
فعن أسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله (ص) إلى أناس من جهينة، فأتيت إلى رجل منهم فذهبت أطعنه فقال: لا إله إلا الله، فطعنته فقتلته، فجئت إلى النبي (ص) فأخبرته، فقال: أقتلته وقد شهد أن لا إله إلا الله؟ قلت: يا رسول الله إنما فعل ذلك تعوذاً، قال: فهلا شققت عن قلبه؟
وقد سجّل لنا الكاتب بيتر كربتيس في كتابه ابراهيم باشا، والذي ترجمه محمد بدران والمطبوع عام 1937 جانباً من الحوار العقيم مع هذه العقول الخرفة المنحرفة.
فبعد ان استطار شرر الوهابيون وعم ارجاء الارض العربية، كانت مصر آنذاك تحت حكم محمد علي باشا، والذي تنبه الى الخطر الذي تشكله هذه العصابة على المسلمين، فجهز جيشاً مصرياً بقيادة ابنه ابراهيم والذي لم يكن يتعدى عمره السابعة والعشرين عاماً، وحيث استطاع هذا الجيش العربي من هزيمة فلول الجيش الوهابي وان يطاردهم عبر الصحراء حتى عاصمتهم الدرعية آنذاك ويأسر اميرهم عبدالله بن سعود وبالتحديد في شهر 7 من عام 1818 وهي تعد حينها مأثرة حربية متميزة للجيش المصري، وقد اراد ابراهيم بعد هذا الانتصار ان يعقد مؤتمراً بين علماء السنة والوهابيين، وهو اقرب الى المؤتمر الذي عقده نادر شاه عام 1743 للتقريب بين وجهتي النظر السنية والشيعية، وحيث انتهى حينها المؤتمر بالاتفاق بين الطرفين وباعلان وقعه الطرفان وباركته الامة.
استدعى ابراهيم باشا علماء الوهابيين وكان عددهم خمسمائة وخاطبهم بانه يريد ان يمحو اسباب الخلاف المستحكم بين عقائدهم وعقائد السنة، واحضر معه من القاهرة جماعة من علماء السنة، وامرهم بالاجتماع للمباحثة والمجادلة أمامه، ودون اي تدخل منه، وحيث يقول بيتر كريبتس ما نصه (صفحة 40):
"فاجتمعت الطائفتان طوعاً لامره، وظل خطباؤهم ثلاثة أيام كاملة يتناقشون ويظهرون الفروق الدقيقة بين المذهبين، وظل ابراهيم طوال هذه المدة يصغي اليهم، لا يطرق برأسه ولا يأخذ الكرى بمعقد جفونه، ولو تمثل الصبر والنزاهة شخصاً لكان هو بعينه فانه لم يقاطع خطيباً، بل لم يرفع صوته لينبه المتناظرين الى حفظ النظام وذلك لان وجوده في حد ذاته كان يكفي لان يسود المجلس السكون التام، وان تسري في المناظرة روح الحرية والادب ولما حل اليوم الرابع، اقفل ابراهيم باب الجدل بان سال شيخ الفقهاء الوهابيين هذا السؤال: هل تؤمن بان الله واحد، وان الدين الصحيح واحد وهو دينكم؟
فاجابه الشيخ نعم، فردعليه ابراهيم بلهجته القاهرية قائلاً: ما رأيك في الجنة ايها الخنزير وما عرضها؟
ولم يكن امام الشيخ الوهابي بطبيعة الحال إلا جواب واحد مستمد من قول الله تعالى وهو ان عرضها كعرض السماوات والارض وانها اعدت للمتقين منذ خلق الله تعالى الخلق، فاجابه ابراهيم: اذا كان عرضها السموات والارض كما تقول، واذا وسعتك انت وامثالك رحمة الله تعالى، فدخلتم الجنة، ألا تكفي شجرة واحدة من اشجارها لان تظللكم جميعاً؟ فلمن اذن بقية الدار؟! أسالك الجواب.
فسكت الشيخ واتباعه وما احاروا جواباً، فلما تبين لابراهيم ذلك قطع عليهم صمتهم والتفت الى جنوده وقال لهم: عليكم بهؤلاء الناس فارموا رقابهم".
نعم اننا بلا شك قبالة جماعات اصمّت آذانها عن الحق، واستمرأت الايغال في دماء مخالفيهم، واستباحت كل شيء، وتجاوزت كل الحدود البشرية، وأساءت للاسلام وللمعاني الانسانية برمتها.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15485
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: هل التاريخ سيعيد نفسه ؟ ويؤدى الصراع بين الاخوان القطبيين والوهابين الى القضاء على التكفير والظلامية
مشكور أخي جماهيري
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
نتنفس من الأخضر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 23128
نقاط : 35255
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
. :
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: خلاص الليبيين كبودها درهت
رد: هل التاريخ سيعيد نفسه ؟ ويؤدى الصراع بين الاخوان القطبيين والوهابين الى القضاء على التكفير والظلامية
مشكورا اخي جماهيري الى هذا التنوير الرائع الذي نحتاجه ويحتاجه المنتدى لما فيه تبصرة للذين يجهلون خلفية هذه الجماعات وكذالك الأخوان المجرمين الذين لم يكن خلف تأسيسهم الى الأستخبارت الأنجليزية في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي الى الأمام مزيد من المساهمات القيمة
عبدالرحمن نورالدين-
- الجنس :
عدد المساهمات : 268
نقاط : 10062
تاريخ التسجيل : 10/08/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي