النهر الصناعي العظيم "آخر محاولة جادة لانقاذ الحياة " يسعى الجرذان لتدمير لكي نموت عطشا

موفق قنيبر : مشروع النهر الصناعي بين الجهل والإصرار على الجهل
المنارة
30 أبريل 2013
اليوم وفي لقاء لنا مع أحد أعضاء اللجنة الإدارية بجهاز النهر الصناعي وعلى هامش الاجتماع الخاص بإعادة هيكلية الجهاز ،تناولنا معه موضوع الميزانية التي خصصتها الوزارة للجهاز وهي (160000000) مئة وستون مليون ،وما هو دور لجنة الإدارة حيال هذه الميزانية الغير مدروسه ؟
فقد قال ذهبنا للوزارة ووضحنا لها أن هذه الميزانية لا تكفي حتى مطالبة أحد المقاولين المتعاقدين مع الجهاز والت تتجاوز المئتي مليون دينار وطالبناه بتفعيل القانون رقم (10) الخاص بدعم الجهاز ،كما أننا ذهبنا لبعض أعضاء المؤتمر الوطني لإقناعهم بأن هذه الميزانية لا تغطي التزامات الجهاز وخصوصاً أعمال الصيانة …الغريب أن بعض أعضاء المؤتمر كما يقول عضو لجنة الإدارة أنه لم يكن ينقصهم سوى أن يقولوا عن الجهاز أنهم أزلام لأنهم يعتقدون بأن المشروع فاشل وانه مشروع القذافي وان كل من يعمل به هم يعملون مع القذافي لذلك لا يجب دعمه وهذا حسب ضني هو سبب تقليص الميزانية ونسى أعضاء المؤتمر المحترمين أنهم يشربون هم وأبناءهم من هذا المشروع بل أيضا يستخدمون مياهه في ري أزهار حدائقهم ومزروعاتهم ويغسلون به سياراتهم كما أنهم لا ينسون أن يسحبوا سيفون الحمام عند خروجهم منه لينظف قاذوراتهم .
هناك من يضن إن ما صرف على الجهاز هو مبالغ كبيرة وهو حسب أخر ميزانية (12 مليار دينار) على مدى 25 سنة أي تقريباً بمعدل 480000000 مليون دينار (أربعمائة وثمانون مليون) سنوياً دفع ثمنه الليبيون من قوت أبناءهم مقابل توفير احتياجات أكثر من 85% من سكان ليبيا من المياه . ولو قارنا هذه القيمة السنوية بميزانية أي قطاع من القطاعات مثل الصحة أو التعليم أو الزراعة أو غيرها وقسنا نسبة النجاح لهذه القطاعات وقارنها بما يقدمه جهاز النهر الصناعي من خدمة للناس والذي يقول عنه الجهلاء أنه مشروع فاشل ولا أدري بأي معيار قاسوا فشله سوى معيار أنه مشروع القذافي والذي أتحداهم أن يتوقفوا عن استخدامه إذا كان لديهم مبدأ أو أن يبحثوا عن بديل أقل تكلفة منه بنفس الجودة ونفس الكمية لو قارن الجهاز بهذه القطاعات لوجدنا أن المليارات السنوية التي تصرف على هذه القطاعات لم تحقق رضا الناس بالرغم من هذه المبالغ الطائلة وكلنا يعرف بأنها فشلت في تحقيق أهدافها أكثر من الفشل الذي يطلقه أولئك الجهلاء حول مشروع النهر الصناعي والذي سبق وأن قلت أنه يلبي احتياجات 85% من سكان ليبيا بما فيهم هؤلاء الناس ، وأن كل من يحاول أن يفشله هو شخص لا يريد الخير لأبناء هذا الوطن الذي أنعم الله عليه بأكبر مخزون مياه جوفيه على مستوى أفريقيا حسب الدراسة التي أجريت في بريطانيا على كميات المياه الجوفية في أفريقيا والتي أثبتت أن مخزون المياه في ليبيا من أكبر المخزونات في أفريقيا ويكفيها لآلاف السنين.
كل ما أود أن أقوله هو الإهمال الذي يتعرض له المشروع والذي دفع ثمنه الليبيين من دمائهم وقوت أبناءهم لنراه ينهار أمام أعيننا ونقف صامتين عاجزين غير قادرين وعلى إنقاذه نتيجة لعدم معرفة الحكومة والمؤتمر الوطني أهمية هذا المشروع والذي نعرف نحن العاملين بالمشروع أهميته أكثر من غيرنا لأننا واكبنا إنشاءه ونعرف ما مقدار الخدمة التي يقدمها لكل بيت والتي لن نستطيع تحمل غيابها عنا لساعات ما بالك أيام أو شهور ونعرف أيضاً ما قد ينتج من أزمة قد تتعرض لها بلادنا من جراء غياب أساس الحياة وهو الماء وخصوصاً ونحن لا نملك البديل.. إن ما حدث من إخفاق (انفجار) لأحد الأنابيب بخط اجدابيا –سرت لهو مؤشر خطير في حالة إهمال عمليات المراقبة والصيانة لهذه المنظومة وعدم توفير الموارد المالية اللازمة لأعمال التشغيل والصيانة ، فمثلاً لو حدث هذا الإخفاق في خط اجدابيا – بنغازي لا قدر الله لتوقف ضخ المياه لمدينة بنغازي ولأصبحت المدينة تعاني من أزمة مياه ستستمر لمدة لن تقل عن ثلاثة أسابيع من العمل المتواصل لإصلاح الأنبوب ويعتمد ذلك على حجم الإخفاق وقد تزيد المدة عن ذلك وخصوصاً في ظل هذه الميزانية المرصودة فهل تكفي الميزانية المرصودة لدفع المرتبات ام للصيانة الخط المتوقفة منذ ثلاث سنوات أم لدفع مستحقات المقاولين المتعاقدين مع الجهاز أم لشراء قطع الغيار والسيارات الخاصة بأعمال الصيانة والتي سرقت ونهبت وحرقت أيام الثورة.
أنا أستغرب من مثل هذه العقليات التي تحكمنا كيف تفكر وكيف تخطط وبأي منطق تتكلم ….
أنا أطالب الشعب الليبي بأن يهب للدفاع عن مصدر المياه الوحيد الذي يغذيه قبل أن يجد نفسه يبحث عن سيارات المياه ويقع تحت رحمة المتاجرين بها والذين يستغلون الأزمة…..
جهاز النهر الصناعي والعاملين به يستغيثون بكم لا من أجل رفع مرتباتهم ولا من اجل مزايا أخرى بل من أجلكم واجل استمرار تدفق المياه إلي منازلكم ومزارعكم وقبل أن يصل الأمر ليكون أزمة.
…………..أللهم قد بلغت أللهم فأشهد……………
موفق قنيبر
مشروع النهر الصناعي

الجرذان غبائهم بلا حدود
اول من سيموت عطشا ً هما وان شاء الله يموتو عطشا ً