د.محمد سعيد القشاط { من وحي حريق الجبل الأخضر } .. .. شعر

تكسو الجبل الاخضر غابة من أشجار العرعار والبطوم والحنون والشماري , اشعل فيها الغزاة النار ليشغلو الناس عن تحركهم في الوطن , فإلى الجبل الأخضر هذه القصيدة :

يا شاعل النار كيف النار تطفيها
وأنت تنفخ في الأجمار تذكيها
دع غضبة النار من خِيّان تربتها
والراقصين على أمجاد ماضيها
خانوا دماء جدودٍ شَيّدت صرَحا
من البطولات لازالت محاكيها
و قربوا النار من عرعار روضتها
في الأخضر الحر فاغتاضت روابيها
ان تطفئ النار فالنيران شاعلة
في قلب كل شريف من يُطفّيها ؟
-
قم من رفاثك يا مختار قد هزُلت
تلك الربوع التي بالأمس تحميها
مراتع النحل في ( الحنُّون ) قد ذبلت
تلك الزهور التي زانت اعاليها
والنحل هاجر حين السدر احرقه
غزاتُه و غدت جدبا مراعيها
و ( الكوف ) خَرَّبه الجُهَّال وانتُهِكت
قداسةٌ كنت انت الأمس راعيها
رأس الهلال لقد جفت منابعه
و لم يعد ذلك الشلال يرويها
تلك الدوالي التي كانت تزينه
حتى العناقيد جفت في دواليها
-
قم واطفئ النار في البلد التي احترقت
جميعها اليوم قد ضاعت بمن فيها
هذي الثكالى اللواتي غاب عائلها
من ذا يكفكف دمعا من مآقيها
ومن يضمّد للجرحى جراحهمو
أبا الفضيل ومن يحنو يداويها
والقابعون ورا القضبان ذنبهمو
ان الخيانة لم يتغمّسُوا فيها
-
اذا اليتامى غداً شبّوا و قد عرفوا
ان الخيانات قد هدّت مراسيها
سيثأرون من الناتو و زمرته
ويثأرون من الدنيا ومن فيها
و ساعة البطش إِمَّا حان موعدها
مثل البراكين تعلو فوق عاليها
اعصارها كالسُنَامِي لا ينهنهه
كل السدود التي سدوا مبانيها
ترى الرؤوس التي خانت سيسحقها
زحف الجماهير ان سالت بواديها
و تَبتِر الأنفس المرضى اذا جَنَحَتْ
نحو العدو وحادت عن نواهيها
و برقة المجد حين النصر يدركها
غداً ستبسم للدنيا بواكيها


د.محمد سعيد القشاط

قم واطفئ النار في البلد التي احترقت
جميعها اليوم قد ضاعت بمن فيها
هذي الثكالى اللواتي غاب عائلها
من ذا يكفكف دمعا من مآقيها
ومن يضمّد للجرحى جراحهمو
أبا الفضيل ومن يحنو يداويها
والقابعون ورا القضبان ذنبهمو
ان الخيانة لم يتغمّسُوا فيها



قصيدة رائعة ووصف ولا أروع من شاعر وأديب ومؤرخ وهامة من هاماتنا التي لم تخون لأنه قرأ التاريخ جيداً وعرف من هم الرجال ومن هم الخونة .

صح لسانك يا دكتورنا .

وشكرا لك أخي دبلوماسي سابق على الانتقاء المتميز.

مشكور على النقل أخي دبلوماسي وتحياتنا للدكتور محمد سعيد القشاط