عار ما بعده عار منتخب كرة القدم للجرذات الناتو

https://www.youtube.com/watch?v=Tdho1TBfdYs

اكتوبر 2010

1

ليبيا تشرع أبوابها لرياح الانفتاح والاندماج


المصدر:
مجلة نصف الدنيا




بقلم:


محمد مطر

خدوجة صبري

ماض
عريق.. حاضر مضيء ومستقبل مشرق.. إنه تاريخ وأصالة.. تطور وحداثة.. تمدين
وحضارة .. عمل دؤوب وأفكار واعدة وأحلام قادمة.. وانفتاح شرقا وغربا يبني
جسورا حول العالم.. ومسيرة نحو البناء والتعمير وطريق عنوانه "التجديد
والتجويد"..
ورش عمل في كل مكان تسابق الزمن.. إنه تطور جذاب لإعادة تعريف التعايش والازدهار.
هنا
طرابلس الغرب.. عاصمة الجماهيرية الليبية التي تدعو دوما إلي الوحدة
العربية، والتي تنادي مرارا بالاتحاد الأفريقي.. وتفتح نوافذها تلتقط نسائم
الانفتاح والتطورات العالمية.. إنها تستقبل الآن رياح التواصل والاندماجية
لأنها كانت بحق إحدي ألمع عواصم الإمبراطورية الرومانية.. وأزهي ثغور
الشمال الأفريقي للفتح العربي والحضارة الإسلامية.
وهي تسعي لأن تكون
جسرا لعبور الثقافات وموطنا للتعايش والتسامح ومركزا للحوار والأفكار
التصالحية.جاءتني الدعوة هذه المرة من جمعية "واعتصموا".. للأعمال الخيرية
برئاسة د.عائشة معمر القذافي لحضور احتفالية المسابقة النسائية العالمية
لحفظ القرآن الكريم التي ترعاها الجمعية.
ود.عائشة القذافي.. هي ليست
فقط رئيس الجمعية وراعية الاحتفالية، بل هي سفيرة النوايا الحسنة للأمم
المتحدة وسيدة العطاء المتجدد ورائدة العمل الاجتماعي التطوعي الخيري،
والتي استطاعت أن تفجر ينابيع الخير لتتدفق من بلادها ومن حولها دفاعا عن
حقوق الفقراء والمحتاجين.. واهتماما بقضايا المرأة والطفولة.. ورعاية ذوي
الاحتياجات الخاصة وترسيخ الوعي بمفهوم حقوق الإنسان والمواطنة، حتي أضحت
عملية التوعية والتثقيف والتنوير قيمة وهدفا وعنصرا أساسيا من خلال رؤيتها
وأفكارها ونشاطها.
واستطاعت أن تجمع نساء العالم وللمرة السادسة علي
التوالي علي مائدة القرآن الكريم تتنافس فيها ما يقرب من ستين متسابقة من
ستين دولة مشاركات من جنسيات متعددة وألوان مختلفة ولغات متنوعة.. جمعتهن
كلمة "لا إله إلا اللَّه .. محمد رسول اللَّه".. بعد أن اجتزن الامتحان
التمهيدي في جانبين هما حفظ القرآن الكريم كاملا.. وحفظ النصف الثاني من
القرآن الكريم، وقد أوكلت مهمة التحكيم لهذه المسابقة للجنة متمكنة لها
الخبرة والقدرة العلمية ومجموعة من أفضل شيوخ وعلماء المسلمين.
نعم..
لقد سجلت عائشة القذافي الريادة والتفرد في العالم الإسلامي، وحققت النجاح
الباهر خلال الدورات السابقة، وهدفت إلي التعبير الحقيقي عن مكانة المرأة
في الإسلام وخدمة كتاب الله عز وجل والارتقاء بمستوي الأداء للعلوم
القرآنية والاهتمام بالمرأة المسلمة والدفع بها بما يحقق لها القيام بدورها
الطبيعي في مجتمعها، لتؤكد حقها الكامل في المشاركة والعطاء، والهدف أيضا
ترغيب النساء في حفظ القرآن والتأكيد علي رابطة اللغة والدين.
ها أنا
تزداد قناعتي بمصافحة العنوان الذي اتخذته عائشة القذافي نبراسا لجمعيتها،
ويترسخ إيماني حول نبل رسالتها ليكون اسم "واعتصموا".. ناطقا بفكرته
ومحتواه، وهو دعوة للتواصل والتكاتف والاعتصام بالخير، وهو جسر للمحبة
والبر والتسامح.
كان هذا هو الشعور الذي تمالكني حينما وصلت إلي قاعة
الاحتفالات التي اكتظت عن آخرها بالمسئولين والسياسيين والدبلوماسيين
والمثقفين والإعلاميين للمشاركة في هذا العرس الديني المتجدد سنويا، والذي
بدت فيه العاصمة الليبية متدثرة برداء الثقافة الإسلامية لتشع أنوارا في
ركب الحضارة الإنسانية والعطاء، لم يكن رؤية هذا الرداء جديدا، فقد تزينت
به ليبيا كثيرا، لكنه ظهر بوضوح عند اختيار طرابلس عاصمة للثقافة الإسلامية
عام 2007 وباعتبار أنها كانت من أوائل العواصم الإسلامية التي انتشر فيها
الدين الحنيف، حيث دخلها الإسلام في عام 22 هجريا، وانطلقت منها الفتوحات
غربا وشمالا فأسهم أبناء هذا البلد في نشر الرسالة المحمدية واللغة
العربية، وفي تعزيز حركة الفتوحات الإسلامية التي امتدت إلي الأندلس، وفي
العصور التي تلت قيام الإسلام في ربوع هذه البلاد، فقد أصبحت طرابلس بحكم
موقعها ووفود بعض الصحابة إليها والتابعين وبحكم الإنجازات الضخمة التي
شهدتها خلال عصور متتالية حاضرة من الحواضر الإسلامية.
هكذا أدركت عائشة القذافي رحلة عطاء بلادها المتواصل في ركب الحضارة الإنسانية لتعيد وهج إشعاعه محلياً وعربياً ودولياً.
يقول
أحمد كجمان "المدير التنفيذي لجمعية واعتصموا": قبل ست سنوات احتفلنا
بانطلاق أول مسابقة نسائية لحفظ القرآن الكريم علي مستوي الجماهيرية، وكان
ذلك انتصارا كبيرا سجل في رصيد الأعمال الخيرية للجمعية سواء علي المستوي
القرآني أو في إطار دعم تمكين المرأة الليبية من الجانب الروحي.. إلا أن من
رسمت الخطوات الأولي للمسابقة المحلية كان لها تطلع أكبر من ذلك، حيث
أعلنت مبادرة غير مسبوقة عالميا باعتماد مسابقة للنساء في حفظ القرآن
الكريم، وكان ذلك عام 2005 ومنذ ذلك التاريخ وإدارة الجمعية تقوم بهذه
المهمة المباركة خير قيام، وكان النجاح حليفها منذ عامها الأول، وأصبحت
مساحة لتنافس الحافظات من مختلف أنحاء العالم دون اشتراط حد أعلي لسن
المتسابقة، واستطاعت هذه المسابقة أن تأخذ مكانها بجدارة في مساحة
المسابقات القرآنية العالمية الاثنتي عشرة التي تعقد دوريا بمختلف دول
العالم الإسلامي، خاصة إذ علمنا أن أربع مسابقات فقط خاصة للنساء.
وأضاف
كجمان قائلا: نحن نهدف من هذه المسابقة إلي خدمة كتاب اللَّه عز وجل
والارتقاء بمستوي الأداء القرآني به حفظا وتلاوة وترغيب النساء في حفظ
القرآن الكريم علي مستوي عالمي والتأكيد علي رابطة اللغة والدين والهدف
التي تجمع المتسابقات، وأيضا تمكين المرأة في العلوم الدينية والقرآنية
وغيرها من العلوم، أسوة بأخيها الرجل، كذلك تهدف إلي إعداد عناصر نسائية من
حفظة كتاب اللَّه.. ليكن داعيات خير وعاملات إصلاح في مجتمعاتهن، وأيضا
إطلاع المتسابقات علي الجهود المتميزة للجماهيرية العظمي في مجال تحفيظ
كتاب اللَّه والعناية به والتعريف بالدور الإنساني المتميز لجمعية
"واعتصموا" في مجال الأعمال الخيرية.
ويضيف كجمان: خلال المسابقة كان
نشاطا وبرنامجا ثقافيا مميزا يقدمه كبار العلماء والشيوخ من أنحاء العالم
الإسلامي في العديد من المدن الليبية، وعن اختيار المتسابقات وأعضاء لجان
التحكيم يشير إلي أن اللجنة العلمية للمسابقة تقدم أسماء لجان التحكيم مع
بيان للسيرة الذاتية لكل منهم، ويتم اختيارهم من العناصر ذات الخبرة في
تدريس القرآن الكريم، ويعرض المقترح علي اللجنة العليا للمسابقة للاعتماد.
الحديث
عن التنسيق والتعاون ونجاح هذه التظاهرة الدينية جعلني أستمع إلي واحدة من
الشخصيات المميزة التي تمثل فكرا مستنير ورؤية بعيدة ونظرة ثاقبة وساهم في
إنجاح المسابقة وهو د. محمد أحمد الشريف رئيس جمعية الدعوة الإسلامية
العالمية في ليبيا والذي تساهم جمعيته في نشر مبادئ الدين الإسلامي الحنيف
في قلب القارة السمراء وربوع آسيا وكثير من الأماكن حول العالم.
يقول
الشريف: تأسست جمعية الدعوة الإسلامية عام 1972 تنفيذا لقرارات وتوصيات
المؤتمر العام الأول للدعوة الإسلامية الذي دعا إليه الأخ معمر القذافي
قائد القيادة الشعبية الإسلامية العالمية، وعقد في طرابلس عام 1970 بمشاركة
علماء ومفكرين، بالإضافة إلي ممثلي العديد من الهيئات والمؤسسات والمنظمات
الإسلامية من مختلف دول العالم الذين أجمعوا علي ضرورة إنشاء هيئة خاصة
ذات نفع عام تهتم بشئون الدعوة ونشر الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة
العربية وتقديم المساعدات الإنسانية في المجالات المختلفة وتعزيز التعاون
مع المنظمات الدولية الإقليمية وبناء أسس التعارف والحوار بين الثقافات
والعقائد.
من هنا تأسست جمعية الدعوة الإسلامية وتعمل في المجال الدعوي،
والاهتمام بالمرأة والاهتمام بالشباب وفي برامج إفطار الصائم والمجال
الإعلامي، وكذلك أيضا من أهم المجالات نشر القرآن الكريم من طباعة المصحف
الشريف وتوزيعه بمختلف الروايات المنتشرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي
وطباعة ونشر ترجمات معاني القرآن الكريم بعدة لغات لتمكين المسلمين
والمهتمين الذين لا يجيدون العربية من فهم معانيه والتزود من معارفه.
في
المجال التعليمي أنشأنا كلية الدعوة الإسلامية وعهدنا إليها إعداد دعاة
متخصصين في العلوم الإسلامية يتولون التعريف بالإسلام، لدينا العديد من
المراكز الإسلامية في قلب القارة الأفريقية لنشر الدين الإسلامي والمحافظة
علي اللغة العربية، وكذلك في جنوب شرق آسيا وكندا وأمريكا والعديد من دول
العالم.
نهتم بالتنسيق والتعاون مع جمعية "واعتصموا".. لأنها تعمل في
جانب مهم وهو المساعدة في حفظ القرآن وتحديدا للمرأة المسلمة، حيث لها
الدور الأكبر في بناء المجتمع المسلم، ونحن نسعي مع جمعية "واعتصموا"..
لنشر المعرفة الحقيقية الصحيحة، وتعميق أواصر التواصل مع المجتمعات
الإنسانية والانفتاح علي الثقافات الأخري وحضارات الشعوب، بهدف التفاهم
والصداقة والسلام، ونحن نهدف إلي التواصل المعرفي وإذكاء لغة الحوار
والنقاش المستنير بعيدا عن التعصب بجميع أشكاله ونسعي لدرء أسباب الخلاف
والفُرقة مع الالتزام بأسس العقيدة الإسلامية وثوابت الدين.
ها أنا أعود
مجددا لطرابلس العاصمة الليبية لذلك البلد العربي الشقيق الذي يدعوني مرة
أخري لزيارة أرض طالما عرفت بكفاحها ونضالها وصمودها وتراثها المذهل
الجميل، ها أنا أستعيد شريط ذكرياتي لحوار صحفي أجريته منذ عدة سنوات مع
الشيخ محمد ــ الذي يبلغ التسعين من عمره ــ ابن المجاهد الأكبر عمر
المختار ذلك البطل المناضل الذي سطر نموذجا فريدا ليس في عصره والمرحلة
التي عاشها فقط وهو شيخ في السبعين من العمر يقاتل علي مدي عشرين سنة علي
صهوة جواده ملقنا عدة دورس في فن حروب العصابات وهو الذي لم يتخرج من
الكليات الحربية بل ضرب مثالا لكل من آمن بالنضال والكفاح المستمر من أجل
الحرية والكرامة والعزة عمر المختار واحد من أهم المجاهدين في تاريخ
الإنسانية كان وسيظل مفخرة علي مدي الأزمنة باعتباره أنبغ من جسد رمح الشرف
والكفاح ومرت منذ أيام الذكري 79 لاستشهاده حينما قام الاستعمار بإعدامه
شنقا منتصف سبتمبر عام 1931 توقفت وقتها الدقائق والثواني لكن الأزمنة
تبدلت والأيام تغيرت وعدو الأمس يأتي في مشهد تراجيديا إلي العاصمة الليبية
لينحني رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني ويقبل يد ابن المجاهد شيخ الشهداء
عمر المختار، إنها لقطة من المعاني والدلائل بما يتجاوز حقبة التاريخ
الاستعماري البغيض إنه انتصار تاريخي عظيم يحسب للقيادة الليبية في إرساء
قواعد قانونية جديدة في العلاقات الدولية مما فتح آفاقا جديدا في دائرة
العلاقات اللبيبة الإيطالية تتوجت مؤخرا بزيارة قام بها الأخ قائد الثورة
معمر القذافي إلي إيطاليا ساهمت في تحسين الطابع السياسي الاقتصادي بين
البلدين.
هبطت بنا الطائرة في منتصف النهار ليأخذنا الطريق المنبسط
السريع إلي قلب العاصمة والتي تبعد حوالي عشرين كلم عن المطار ولطالما عبرت
علي نفس الطريق عشرات المرات خلال السنوات الماضية لكن الزائر إلي ليبيا
هذه الأيام يلاحظ بوضوح مدي التغيرات السريعة المتلاحقة والحركة الدؤوب
والتطورات الإيجابية علي جميع الصعد بدءا من الجانب السياسي ومرورا
بالاقتصادي ووصولا إلي النواحي الاجتماعية الثقافية، العاصمة اللبيبة تحولت
إلي ورش اعمار عملاقة، مشاريع تنموية وتجهيزات في البنية التحتية
والأساسية كبار وأنفاق ومرافق وخدمات بناء وأشغال سيكون لها دور أساسي في
تنمية الموارد البشرية.
سألت مرافقي من جمعية واعتصموا عن ازدياد نشاط
حركة البناء والتعمير؟! جاءت الإجابة أننا نسابق الزمن ونعوض مافاتنا خلال
فترة الحصار البغيض!!
هذه الجملة أعادتني لسنوات طويلة مضت حيث الظلم
والقهر والعدوان كانت رحلات الضني والعذاب، ضحايا أبرياء أطفال وشيوخ، نساء
وعجائز يتساقطون فوق صخرة الموت رسمت الأقدار صور الحزن في عيون الصغار.
كانت
غربة الأصوات تلف مطار طرابلس حيث السكون والوحشة لا حركة، لا طائرات لا
مسافرين أجواء تبدو رمادية، وأضواء خافتة علي استحياء أنه التسلط
والاستغلال، كان الضغط متواصلا علي شعب لا يملك إلا الإيمان والإرادة
والتحدي كانت المشاهد أليمة والصور فظيعة، والحقد من الجانب الغربي بغيضا
وظالما، لكن الحق كان أعظم والعمل كان أقوي والإرادة قبلت التحدي وفتحت
صفحة ساطعة بفضل جهود ثقافة السلام.
هنا أدركت تماما مغزي الخطوة
الجريئة التي قامت بها القيادة الليبية منذ عدة سنوات وأدت إلي تسوية
مشاكلها مع بعض القوي الغربية للشروع في اندماجها إقليميا وعربيا وافريقيا
ودوليا، ولم تكن ليبيا في تحركاتها من أجل إعلاء صوتها في العالم غافلة عن
صعوبة المهمة ولكنها لم تيأس وهي تؤهل نفسها وقدراتها لتتموضع وبأحقية في
بؤرة الضوء لقد نجحت ليبيا في رسم توجهات لسياستها الخارجية الصورة خاصة مع
الولايات المتحدة والعالم الغربي تتسم بالاستقلالية الكاملة مع الاحتفاظ
بالثوابت المتمثلة في مساندة القضايا العادلة والتشديد علي ضرورة جعل
الحوار قاعدة لحل المشكلات والدفع بالعلاقات السياسية والدبلوماسية
والاقتصادية والثقافية إلي الأمام، وعلي الأرض أثمرت الجهود الليبية في نزع
فتائل الصراعات في النطاق الافريقي وتحقيق اختراق نوعي في تغيير المنظور
الغربي والأوروبي تجاه افريقيا بما جعل ليبيا رقما مهما وصعبا في معادلة
العلاقات الأوروبية الافريقية واحتلت موقعا بالغ التأثير في الاتحاد
الافريقي وعلي الصعيد العربي فإنه ليس سرا أن القمة العربية الأخيرة في سرت
أفرزت تغييرا جذريا في مقاربة آليات العمل العربي المشترك وقدمت فرصة
تاريخية لإعادة جمع شمل الأشقاء العرب وخاصة بين الدول التي تتميز علاقاتها
بالفتور والجفاء وها هي ليبيا تستعد خلال الأيام القادمة لاستقبال ثلاث
قمم واحدة عربية استثنائية والثانية عربية ـ افريقية، والأخير أوروبية ـ
افريقية، وليبيا التي تترأس القمة العربية وتقدم هذا الحراك السياسي العام
واستضافتها لهذه القمم وهذه المؤتمرات لهو دليلا إضافيا علي مدي تفاعلها مع
حاجات العرب وتطلعاتهم ومدي تواصلها مع افريقيا وانفتاحها مع أوروبا.
وعلي
واقع الحركة وخلال لمسات الانفتاح يأتي المشهد الثقافي بحضور مميز وبحلة
جديدة ليتناغم مع التطورات الإيجابية، ويعمل لمرحلة من إعادة صياغة القضايا
الفكرية ويفتح الأبواب علي مصراعيها للعديد من المنتديات والمؤتمرات
والفاعليات والمناشط الثقافية التي تحفل بها البلاد ويؤسس حالة ثقافية
بامتياز يلقي الضوء عليها نوري الحميدي وزير ثقافة لبيبا الرجل الذي يعمل
من خلال منظومة متكاملة برؤية منفتحة وعمل دؤوب في صمت وبهدوء ترجمت
أعماله نجاحات متتالية وأدرك أن الجانب الثقافي هو قاطرة التنمية الشاملة
وعنوان التقدم والتطور فجعل من ثقافة بلاده ملتقي للأفكار وجسرا للحوار
والتعارف وواحة للتسامح والتكامل يقول الحميدي تآكيدا لإدراك المجتمع ووعيه
بضرورة أن يسير البناء في خطيه المادي والمعنوي وأن تتواكب وتتحقق مع
التنمية الاقتصادية والمكانية.. تنمية ثقافية وإنسانية، فالإنسان هو
الجوهر، والثورة لابد أن تقع داخل الإنسان، وقد تحققت بفضل الله ورعاية
الاخ القائد ولدينا إنجازات عديدة في المجال الثقافي والشهور الماضية كانت
حافلة بالمناشط والمهرجانات والفاعليات وتحديدا التي واكبت العيد 41
للثورة، ولقد شاركنا بأفكار متطورة في الكثير من الاجتماعات الوزارية
والمؤتمرات الخارجية منها اجتماع وزراء الثقافة للدول العربية ودول أمريكا
الجنوبية والدول الإسلامية كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات مع دول شقيقة
وصديقة ولدينا قريبا اجتماع لوزراء الثقافة العرب بالدوحة لدينا اهتمام
كامل بالكتاب ونشر الكثير من العناوين وهناك مشاركات عربية ودولية في معرض
الجماهيرية الدولي للكتاب ثم منح جائزة الفاتح التشجعية التقديرية للكثير
من المبدعين والأدباء والمفكرين والفنانين في ليبيا تقوم بالاستعداد والعمل
لانطلاق سرت عاصمة للثقافة العربية خلال العام المقبل، ولدينا اهتمام كامل
بالمخطوطات والتراث والتوثيق واللغة العربية.
نوري الحميدي ليس فقط
وزير ثقافة ليبيا الذي يؤكد أن المنجز الثقافي زاد صورة بلاده إشراقا
وتجليا لكنه الأمين العام لجائزة القذافي لحقوق الإنسان التي تضيء كل عام
شمعه جديدة علي طريق الخير ومناصرة الانسان وحقوقه وشمعة هذا العام حطت فوق
مستشفي ومعهد بحوث الكبد الذي يجري إنشاؤه بشربين محافظة الدقهلية بتكلفة
ما يزيد علي 100 مليون جنيه وبالجهود الذاتية، وقد تسلم د جمال شيحة رئيس
جمعية رعاية مرضي الكبد بالدقهلية ورئيس مجلس إدارة المعهد درع وبراءة
الجائزة ومبلغ 100 ألف دولار تمثل الجزء الخيري للجائزة يقول نوري الحميدي
إن جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان تأسست عام 1988 واتسعت بالتزامها
الشامل في مجال حقوق الإنسان ومناصرة الشعوب وقضاياها التاريخية والجائزة
هي منظمة شعبية دولية تعني بحقوق الإنسان والشعوب دون تفرقة بين الأعراق
والأجناس أو اللون أو الدين ويشرف عليها لجنة شعبية دولية يرأسها الرئيس
الجزائري الأسبق أحمد بن بله وتضم في عضويتها مجموعة من الأساتذة
والمتخصصين من مختلف دول العالم منهم روبتر شرمان عميد جامعة ينس بفرنسا
وكارميلو بونيش رئيس وزراء مالطة الأسبق وهي تمنح سنويا لإحدي الشخصيات أو
الهيئات أو المنظمات العالمية التي أسهمت اسهاما ممتازا في أداء خدمة
إنسانية وهي لا تتلقي أموالا أو معونات أو منحا مالية مشروطة كما لا تخضع
لأي اشتراطات أو معايير سياسية وهدفها هو دعم النضال السلمي والكفاح ضد
التمييز العنصري والإسهام في نشر الوعي الفردي والجماعي بأهمية حقوقا
الإنسان وقد فاز بها من قبل علي سبيل المثال نيلسون مانديلا وقداسة البابا
شنودة ومهاتير محمد وفيدل كاسترو والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز وكذلك
لأطفال الحجارة بفلسطين والهنود الحمر
وأوضح الحميدي قائلا: إنه لأول
مرة في تاريخ جائزة القذافي الحقوق الإنسان يخصص الجزء الخيري الإنساني من
الجائزة لتكريم جمعية أهلية نادرا ما تعرض لغيرها من الجدية والعزم علي
التصدي لمرض يحصد حوالي عشرات الآلاف من الأبرياء.. هي جمعية رعاية مرضي
الكبد في شريين الدقلهية والتي تغطي نشاطاتها أنحاء مصر وتساهم في إجراء
الفحوصات والتحاليل وتقديم العلاج مجانا لمرضي الكبد.
الدكتور جمال شيحة
"أستاذ أمراض الكبد بطب المنصور ورئيس الجمعية" يقول: نحن نفتخر بأننا
حصلنا علي جائزة القذافي من بين 50 منظمة أهلية علي مستوي العالم وجاء
الاختيار وفقا لمعايير دقيقة لأهمية هذا الصرح الطبي الكبير ولأول مرة يتم
الاحتفال بتسلم درع وبراءة وشيك الجائزة خارج جنيف وطرابلس وهي ثقة كبيرة
نعتز بها ونحن نسعي لأن نكون نجما مضيئا في مصر والمنطقة العربية، لدينا
معامل أبحاث ترتقي للمستوي العالمي ووحدة لرصد تطور انتشار أمراض الكبد
ويقع المشروع علي طريق المنصورة بمساحة 14 فدانا ويسمح بعلاج 100 ألف مريض
سنويا بالعيادات الخارجية وإقامة 20 الف مريض سنويا بأجنحة الإقامة وإجراء
1600 عملية جراحية سنويا ويوفر أكثر من 250 فرصة عمل لأبناء المحافظة،
وتقوم الجمعية برعاية الآلاف من مرضي الكبد غير القادرين من خلال تقديم
العلاج المجاني وعمل التحاليل والفحوصات كما نقدم كل أنواع الدعم والرعاية
المادية والمعنوية لأسرهم وذلك من خلال العيادة التخصصية الملحقة بمقر
الجمعية، وتتنبي الجمعية حملة محاربة تجار السموم والأعشاب علي جميع
الأصعدة وفي كل وسائل الإعلام، وتنظم الجمعية احتفالا سنويا باليوم العالمي
للالتهاب الكبدي.
المشهد الليبي الذي يتوهج سياسيا واقتصاديا وثقافيا
يشهد أيضا تطورات إيجابية علي الجانب الإعلامي، وهذا ما يؤكده الكاتب
الصحفي والإعلامي المتميز محمود البوسيفي رئيس الهيئة العامة للصحافة في
ليبيا، حيث يقول شهدت الصحافة الوطنية خطوات مهمة في مسار تطورها المهني
والفني من خلال برامج الهيئة للتطوير والتحديث بما تتماشي مع المنجزات
العديد التي تشهدها البلاد وحال الانفتاح والحرية التي هي حالة حضور كاملة
مكوناته العقل والإرادة المباشر، نحن نعمل بكل جد واجتهاد وشفافية من أجل
إبراز الصورة الواقعية التي تعيشها البلاد من انفتاح وتطور وتنمية وبناء
حتي امتلأت رفعة البلاد الجغرافية بالإنجازات غير المسبوقة من طرق وخطوط
كهرباء ومصانع ومدارس وجامعات ومستشفيات ومطارات ومزارع ونهر صناعي عظيم لا
مثيل له بطول آلاف الكيلومترات لجلب المياه والحياة من الجنوب إلي مدن
الشمال.
ومن الأوضاع الإعلامية والصحفية نذهب إلي قراءة في واقع المرأة
الليبية واحد من المهتمين بالقضايا الاجتماعية وتطور وضع المرأة هي ليلي
سويسي الكاتبة الصحفية ورئيس تحرير مجلة "واعتصموا" التي تملك قلما رشيقا
ورؤية صحفية مميزة استطاعت أن تقفز بمجلتها إلي مكانة مرموقة بين الأصوات
العربية تقول: لقد تنوعت مشاركة المرأة الليبية في الأنشطة الاقتصادية
والاجتماعية حيث دخلت كل المجالات من مهن علمية وإدارية وقيادية وفي البيع
والشراء والزراعة والصيد وغيرها من المهن المهمة مثل الشرطة والقضاء
والمشاركة في صنع القرار بما يؤكد أنها قد حققت نقلة نوعية وتاريخية وصار
لها حضورها ووجودها الفاعل والمؤثر في حركة المجتمع.
وتضيف ليلي سويسي
قائلة: إننا نفخر بالكثير من الشخصيات النسائية الليبية وعلي رأسهم د.
عائشة معمر القذافي سفير النوايا الحسنة التي تعد قدوة طيبة ومثالا يحتذي
به، إنها بحق مفخرة ليبية علي طراز دولي رفيع يعكس وضع وتطور المرأة بصورة
بالغة الأهمية علي الصعيد الدولي.
وربما كان من الأهمية أن نختتم رؤيتنا
للمشهد الليبي من خلال الفنون والسينما والمسرح والفنانة الشاملة المتميزة
وربما الوجه الأشهر والأبرز حضورا علي المستوي العربي إنها الفنانة خدوجة
صبري ذات التنوع في عطائها الإبداعي من مشاركات ليبية وعربية في السينما
والإذاعة والتليفزيون والمسرح.. تقول خدوجة: أعتز بتاريخي الفني وأهتم
بخطواتي الفنية واختيارات للأدوات التي أقوم بها لأن الفن يمثل أحد أبرز
ملامح الثقافة والحضارة ويعكس بصدق هموم ومشاكل الناس ويجسد نبض وإحساس
الشارع وهو ضمير الأمة المتطلعة للأفضل والأجمل والأجود.

ما هدا يا جردات لعنة الله عليكن ما هدا العار
لاحول ولاقوة الا بالله

عار معرعر اين مفتى الديار الليبية الكاذب الغرياني ولا فالح غير ازلام القدافي