ما يحدث في مصر الان وما حدث في ليبيا في الامس اعادة تجربة واختلاف في المواقف عسى ان يتعظ العرب

من طرف ازادا الخميس 15 أغسطس - 21:09

في البداية احاول تذكير الشعب الليبي أحداث لم يمضي عليها الكثير ففي الامس القريب وليس البعيد عندما تم قصف ليبيا وقتل الآلاف من الابرياء وبثت مشاهد القتل البشعة على شاشات التلفاز وخاصة صور مقتل القذافي ومن كان معه ممن قاوموا حتى اللحظات الاخيرة محاولات احتلال ليبيا ولم يتركوا الشعب وحده ويفروا ناجين بانفسهم وبعد كل تلك الشجاعة ما زلنا نتذكر الاعلام العربي ومن يقف خلفه وهم يحورون الحقائق ويشيدون باعمال القتل ويبررونها على انها انتصار لارادة الشعب الليبي وربما لاحظ الكثيرين ممن كانوا يمثلون الاعلام في ذلك الوقت ونظرة الشماتة والفرح التي كانت تطل من اعينهم على ما يحدث في ليبيا وخاصة ايام نقل الحدث الاليم وهو استشهاد القذافي واعلان ليبيا رسميا تحت الاحتلال القطري الاميركي وربما لا نستغرب ان معظم من كانوا يمثلون الاعلام هم اشخاص اخذوا من خير ليبيا ومن عطايا القذافي بالذات وهنا ياتي ما يحدث في مصر الان وبعد مرور سنتين لنتذكر ان من كان يمثل الاعلام في ذلك الوقت معظمهم ممن يسمون انفسهم بالعلمانيين والمعتدلين والرافضين الان لحكم الاخوان في مصر ويرفضون التشدد ولو راجعنا مواقف اغلب الاعلام في ذلك الوقت الذي دعم الربيع في ليبيا والذي شد على يد الثوار واعطاهم الحق في تدمير ليبيا نجدهم الان يعضون الاصابع ويستنكرون الدمار الذي لحق بهم جراء هذا الربيع وهنا نتسائل لو لم يحاول الاخوان السيطرة على مقاليد الحكم في مصر وبعض الدول العربية هل كان موقفهم مما يحدث في ليبيا وسوريا الان هو نفسه ام ان القياس بمعيارين سيكون هو المرجح وهو القائم بالمواقف العربية فمثلا بينما تسعى دول الخليج لقمع اي ثورة بها ورفض فكرة الربيع العربي في اي من دولها ووصف اي احتجاج من قبل شعوبها بالتدخل الخارجي تدعم قصف ليبيا وتدعو لتدخل مماثل في سوريا وبينما تصف التفجير في اراضيها بالارهاب تصفه في دول اخرى بالمقاومة وربما معظم الدول العربية تنحى هذا المنحى وهنا نتسائل مرة اخرى هل تجربة الاخوان في مصر على الرغم من الاثار السيئة اتت بمردود ايجابي من ناحيتي اعتقد انه ربما كل الدول العربية يجب ان تجرب شيئا من هذا الربيع لتعرف ما تشعر به جارتها الدولة العربية الاخرى في ظل الازمة الاخلاقية التي تعيشها شعوب المنطقة كما حدث في الماضي في العراق الذي منذ البدء صرح بالدور الغير اخلاقي الذي تلعبه قناة الجزيرة في تحوير الحقائق وبالطبع كان يقف وحيدا الى ان جاء الربيع المزيف لتزال الغمامة عن العقول العربية وتدرك مساعي قطر وغيرها.