الأستعمار أساليب مختلفة وهدف واحد

الوطن قبل ان يكون قطعة جغرافية هو قيمة وهوية وأخلاق وتاريخ وحضارة وأنتماء وأعراف وتقاليد تتوارثها الأجيال وتفخر بها وتطورها وتضيف أليها وتدافع عنها وتميزها علي غيرها .. كل تلك القيم تضع ضوابط لسير الحياة وفق منظومة رائعه تحدد الواجبات والحقوق وتفتح أفاق التألق والأبداع وتمنع الأنحراف وتصحح الأخطاء وتوفر مناخ ملائم للأبداع في كل جوانبه وتبعث روح الفخر لأبنائه فيحملونه معاهم في حلهم وترحالهم ويتيهون به فرحا وفخرا وأنتماءا .. لذلك يحتاج الوطن في كل مراحله الى أبنائه المثقفين والمفكرين والحكماء والفقهاء والحرفيين والمبدعين المخلصين في كل الجوانب ليشكلوا لوحة رائعه تضيف محطات مشرفة لتاريخه .. ويكون الوطن بخير مهما تعرض لأزمات وشدائد طالما كانت هذه النخب في مقدمة المشهد توجه العامة وتحافظ على موروثها وترسم لها أفاق المستقبل ولكن ينعدم التوازن وينهار كل شي متى تصدر المشهد الجاهلون بتاريخه والمصلحيون والأغبياء والفاشلون وأصحاب العقد لأنهم لايدركون مايعنيه الوطن ولايعرفون ماضيه ولايدركون كيفية التعامل مع مواطنيه وليست لهم رؤية لمستقبله ولا منهج لأدارته ولايعترفون بالأختلاف والتنوع في الأفكار والأراء ووجهات النظر ولايؤمنون بالحوار ولايعرفون تركيبة المجتمع والعادات والتقاليد والقوانين التي تحدد ضوابط سير الحياة فيه  .. لذلك كان المستعمر في كل حقبة تاريخية يعمل على تجنيد بعض هؤلاء الفاشلين والجهلة والمصلحيين  من الدول التي لاتتوافق مع مخططاته وحضارته وحتى معتقداته ويسعى لتقديمهم للرأي العام كنجوم تغري أبناء الوطن للأستماع أليهم وحتى ألالتفاف حولهم  كرموز تملك الحلول لكل الأزمات التي يمر بها الوطن والتي في أغلبها مختلقة من قبل مخابرات تلك الدول الأستعمارية مستغلين الفراغ وقلة الوعي وضعف الثقافة ليرسموا أحلام وأوهام مغلفة ببعض المعلومات والحقائق سرعان مايتضح زيفها وينكشف عجز وفشل منظريها عند أول تعامل مع الواقع لكنها تحقق أهدافها في تمرير مشاريع تهدف لشق الصف الوطني وبث الفرقة والذي في نهايته يقود لتدمير البلدان وبقائها تعاني لفترة طويلة من الزمن حتى تستطيع لملمة جراحها واستعادة عافيتها وأنتعاش أقتصادها ومعالجة مشاكلها الداخلية .. هذا ماحدث تماما في بلادنا حيث طيلة عقود كانت القنوات الغربية وحتى العربية تستضيف شخصيات ليبية تقدمهم كمعارضين ومفكرين ومحللين واصحاب برنامج وطني مما جعل بعض الشباب يصدقون أقوالهم بل ويستقبلونهم استقبال الفاتحين بعد نكبة فبراير لكونهم سيرتقون بالوطن ويصنعون التقدم ويحققون أحلام شبابه .. ولكن لم يمضي وقت طويل حتى انكشفت حقيقتهم وظهر عجزهم وفقدانهم لاي مشروع وطني وعدم انتمائهم لهذا الوطن وان كل مايهمهم هو مصالحهم ومصالح الدول التي ترعرعوا في غرف مخابراتها .. لكن بغباء وسذاجة بعض أبناء الوطن الذين سلموا أنفسهم لهؤلاء الشياطين وغيبوا عقولهم وتأثروا بخطابهم طيلة عقود دمر الوطن وعبث بكل قيمه وتحقق هدف تلك الدول الأستعمارية والتي أنتجت هذا الوضع المتردي وتسعى للحفاظ علىه بتغييب كل النخب من مبدعين ومفكرين ومثقفين ومخلصين وحكماء وفقهاء وجلب بديل عنهم من أولئك المجرمين والفاشلين والجهلة وأصحاب العقد يقودهم المجندين والمغسول عقولهم في غرف المخابرات الأجنبية .. لذلك ولكل ماسبق لايمكن للوطن ان يشفى من جراحه ويتعافى ألا بأزالة كل مانتج عن فبراير والذي في حقيقته هو صناعة غربية بأمتياز وضرورة أخراج الشرفاء الذين غيبوا قصرا وراء القضبان أو هجروا بغير حق ومحاكمة كل الذين قادوا البلاد لهذا الوضع المزري ولابد من وضع برامج تثقيفية وتوعوية في مراحل قادمة لكشف تلك المخططات والأساليب الأستعمارية ورفع درجة الوعي والوصول الي حالة من الحصانة والمناعة ضد كل هذه المخططات التي حتما ستتكرر متى توافرت الظروف كما قال القائد العظيم معمر القذافي ( ليس للأستعمار زمن لكنه يعود متى توافرت أشتراطاته ) واشتراطاته هي حالة الفراغ والجهل والضعف وقلة الوعي ... الفــــــــــــــــــارس