ليست الأولى ولن تكون الأخيرة

مشهد المحاكمة الصورية التي تابعناها اليوم لرجال وقيادات الدولة له دلالات ومعاني كثيرة قد لايدركها البعض رغم تكررها عبر التاريخ . فبالأمس شكلت أيطاليا الفاشية محاكم مماثلة لكل من رفض الأنصياع لحكومة روما وتم تهيئة الرأي العام قبلها لقبول المحاكمة بتشويه الفرسان والمجاهدين بتقديمهم كعصاة ومجرمين وقطاع طرق وخارجين عن القانون وكالعادة كانت تلك الدعاية تنطلي علي الكثير في وقتها ورحبوا بتلك المحاكمات ونتائجها .. أيضا في العراق قامت المنظومة الأعلامية العالمية والعربية بتشويه قيادات الدولة وأقناع الرأي العام بأنهم مجرمين وقتلة وأرهابيين وصدق السذج كل ذلك وهلل الكثير من أشباه الاعلاميين والمفكرين والقوميين والفقهاء بتلك المحاكمات الأمريكية في حقيقتها والعراقية في شكلها وظن هؤلاء بأن العراق ستدخل عصر جديد من الرفاهية والديمقراطية والأعتدال علي الطريقة الخليجية ولكن ماحصل بعد أختفاء تلك القيادات كان كارثيا علي العراق الذي تحول الى منبع للأرهاب والتطرف والفساد وكل أنواع الجريمة واليوم بعد مرور عقد من الزمن علي عاصفة الصحراء بالعراق أتضح أن كل تلك التهم باطلة فلاوجود لأسلحة الدمار الشامل ولا المقابر الجماعية وليس هناك مكان للمقارنة بين ماتعيشه اليوم العراق وماكانت عليه من حيث الخدمات والمؤسسات ومعايير الدولة بكل مقوماتها وأتضح أن الحقيقة هي مجرد أنتقام من دول الغرب لكل ماهو عربي وماهو نموذج للسيادة والقوة والأنفة .. هكذا تماما وبنفس التفاصيل يتكرر المشهد في ليبيا فبعد حملة التشويه المبرمجة عبر الصحافة والاعلام والمأجورين من الكتاب والمحللين جاء دور الأنتقام الغربي من كل القيادات التي كانت واجهة مشرفة للصمود والمواجهة والرفض للتبعية والأنحناء لغير الله فأعطيت الأوامر للبيادق والعملاء الذين جاؤا علي متن طائرات وأساطيل الناتو للبدء في هذه المحاكمات الصورية وتسويق تهم كاذبة لاتقنع حتى الشارع الذي ركب جزء منه في سفينة فبراير .. ولكن المتابع بدقة والعارف بمجريات التاريخ يدرك أن المحاكمات هي امريكية في حقيقتها وليبية فقط في مكانها وشكلها وهي رسالة واضحة يرسلها الغرب لكل من يفكر في الوقوف ضد مخططاته ومصالحه وليس لهذه المحاكمات اي علاقة بالعدالة او القانون او الحرية او الديمقراطية او حتى الأمان الذي يفتقده الشارع الليبي منذ غياب هؤلاء الأبطال بين شهيد وأسير ومهجر مطارد .. فحقيقة الحال في ليبيا اليوم بعد مرور أكثر من عامين هي الندم الواضح في الوجوه علي كل ماكان قبل فبراير قيادة ونظام .. فالشارع يدرك اليوم انه لاوجود لتهم المرتزقة والأغتصاب وقصف الأحياء بالطيران وحتى التهم القديمة التي على رأسها سجن ابوسليم لم تكن بنفس ماسوقه الاعلام والوجوه المأجورة وأن الناس ذاقت الأمرين من الخارجين من سجن ابوسليم الذين قاموا حتى اليوم وحسب الأحصائيات بأكثر من 120 حالة أغتيال ناهيك عن باقي الجرائم من السرقة والأغتصاب والخطف والأنفراد بالقرار والأقصاء لكل من يخالفهم الرأي .. لكل ذلك نفهم تماما ان هذه المحاكمات لم تكن الأولى عبر التاريخ ولن تكون الأخيرة فهي الثمن الذي ينبغي أن يدفعه كل من يريد الكرامة والعزة والسيادة والندية .. فالغرب ليس لديه أنصاف الأشياء أما عملاء راكعين أو أعداء سيتم تشويههم ومحاربتهم والأنتقام منهم بكل الوسائل بما فيها اللأخلاقية فلديه غرف للمخابرات ومراكز دراسات لحياكة المؤامرات وتجنيد العملاء وضرب المجتمعات ومحاولة أجبارها أن تدور في فلكه .. لكن في ذات الوقت ندرك أننا وجدنا في هذه الحياة للعمل والعطاء والصبر وقول الحق والدفاع عنه مهما كانت النتائج فالحياة دار ممر وليست دار مستقر ولكل منا عليه أن يسجل تاريخه بصموده وثباته علي المبدأ وأستعداده الدائم لدفع الثمن مهما كان فالحياة وقفة عز .. وعلينا مسئولية أمام الأجيال القادمة أن نورثهم تاريخ مشرف مثل ماورثنا عن أبائنا وأجدادنا تلك الملاحم والبطولات التي نفخر بها اليوم ... الفـــــــــــــــــــارس

ربي يفرج إن شاء الله على ليبيا المغذورة وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ساهم ولو بكلمة على خرابها وضياعها وتوصيلها للوضع المزري هذا

مشكور أخي الفارس بارك الله فيك وإلى الأمام

لاتاسفن على غدر الزمان

حسبنا والله ونعم الوكيل

هذه اوسمة وهؤلاء في مرتبة المقاوم عمر المختار وجلاديهم في مرتبة الفاشيين الطليان .

التاريخ سينصف الابطال ويرمي بالخونة في مزابل التاريخ .

شكرا اخي الفارس .