رجالُ باقون على العهد والوعد

الدكتور محمد سعيد القشاط
امين المكتب الشعبي العربي الليبي في السعودية

اتلقّى هذه الايام سيلا من برقيات التهاني من الاخوه والاخوات الليبيين والليبيات والعرب ، بمناسبة اسقاط الانتربول اسماءنا من عقوبات القبض علينا ، كانت التهمة هي المعارضه السياسيه.
وكان الانتربول يشتغل على الليبيين دون غيرهم لأنّ الديموقراطيين الجدد الذين ثاروا على دكتاتورية القذافي وتكميمه للافواه -كما يدّعون- لايريدون من يعارضهم فهم لايكممون الافواه بل يغتالون اصحابها.
انهم يرسلون قوائم للشرطه الدوليه لتقبض على معارضيهم وتقدّمهم لهم، ويدفعون من اجل ذلك الملايين من قوت الشعب الليبي ورزقه ويرسلون فرق الاغتيالات .
لقد ملّ الانتربول منهم ومن قوائمهم وعاد له الصحو الانساني فبدأ يفرز القوائم ويخرج منها الابرياء والمظلومين والشرفاء.
وكما تلقّيت برقيات التهنئه اطلعت على اتهامات بعض الليبيين للشرفاء الابرياء الاحرار، ويصفونهم بما يحلو لهم من صفات ومن تصنيف وانا من ضمنهم.
فإلى اولئك الشكر والتقدير والى هؤلاء اقول لهم ما قاله الجنرال ديجول لضباط تحرير فرنسا عندما وقفوا ليحيوا العلم المرفوع في باريس المحرره.
وقفوا الى جانبه فقال لهم"خطوه للوراء للتاريخ"
فالذين يتحدّثون عن القشاط عليهم ان يعرفوا تاريخ حياته وتضحياته وان يرجعوا خطوات للخلف..
• فهو الذي اشعل نار الثوره في الساقيه الحمراء ووادي الذهب ضد الاسبان الى ان رحلوا
• وهو الذي احتضن عرب وتوارق الصحراء الكبرى وانقذهم من الضياع، واسس "جبهة تحرير ازواد"
• وهو الذي اكتشف ثورة ظفار وقضى اياماً يتسلّق على الأقدام جبالها ليوصل صوت الثوار الى العالم.
• وهو الذي زار ثورة جنوب السودان وعاش في ادغالها مدة الزمن
• وهو الذي اسس جبهة تحرير النيجر
• وهو الذي ساهم في الدفاع عن بيروت زمن اجتياحها من اسرائيل و عن اوزو زمن احتلالها.
• هو الذي جعل العلاقات الليبيه الموريتانيه في اوجها والعلاقات الليبيه السعوديه في افضل صورها وادخل الكتاب الليبي الى السعوديه ولأول مره يقام اسبوع ثقافي ليبي في الرياض
• وهو الذي رفع عدد الحجّيج الليبي من ٧٠٠٠ سبعة الاف وهو المقرر لـِ ليبيا .. الى ١٨،٥٠٠ ثمانية عشر الف وخمسمائه وارجع الكثير من الليبيين الى ارض الوطن بمساعدته لهم.
• وهو الذي ألّف ١٠٠ كتابٍ في مختلف الاغراض هذا العدد الذي لم يؤلّفه اي ليبي منذ ان خلق الله ليبيا .
انا لا أمُنّ ذلك على الوطن، ولكن لِيعلم المغرر بهم انّني لست نكره ، ولست متسلّقاً لسلالم الاحداث فأنا لست من ازلام القذافي كما يدّعون ، وانّما انا من احرار ليبيا ، وانا والقذّافي وكل الأحرار دافعنا عن الوطن ضدّ الناتو ، وضدّ عملاء الناتو فمنّا من لقِي ربّه ومنّا من لا يزال يناضل ويجاهد جمعتنا طريق الوطنيّه، والدفاع عن ليبيا .. راضيين غير مكرهيين..
لا نهاب الموت ولانخاف المحاذير ونعلم علم اليقين اننا على حق، وانّ الموت حق وانّ النصر حق..
وعلى الذين يظنّون انهم يخيفوننا بالموت والتصفيه والقتل انهم واهمون ، فالاطفال يخوفونهم منها
امّا القشاط فلقد اقتحمت معاقل الموت عشرات المرّات ولم أمت ، واعتبر انّ اكثر من نصف عمري فائده فكان من المفروض انني مت من عشرين او ثلاثين سنه، ولكن كما قيل "احرص على الموت توهب لك الحياه"
وعلى الذين يتحدّثون عن الماديّات عليهم ان يخجلوا من انفسهم ، فالقشاط على استعداد للوقوف امام اي محكمه عادله ، ليبرزوا مابحوزتهم من وثائق اتهام ضده وهي لاتوجد.
فالقشاط استاذ تاريخ، والتاريخ لايرحم ويخشى صولة التاريخ في زمن لايكون فيه موجوداً لِيُدافع عن نفسه.. وسيناضل من اجل حريّة الوطن الى آخر نفس في حياته ، وآخر قطرة دم..

" وان ينصركُم الله فلا غالِب لكُم"