اليوم ذكرى معركة وادي دينار 27 ديسمبر 2013
2 مشترك
منتديات زنقتنا-منتديات شباب ليبيا الأحرار :: المنتديات العامة :: منتديات ليبيا التاريخ و الجغرافيا و التراث
صفحة 1 من اصل 1
اليوم ذكرى معركة وادي دينار 27 ديسمبر 2013
معركة وادي دينار 27 ديسمبر 1923 م
بعد الأحداث التي حصلت بين بني وليد ويهود مصراته ، واندلاع نار الفتنة من جديد بين العرب والبربر في الجبل، وما تلاها من احتلال نالوت مركز خليفة بن عسكر. كانت الفرصة الموالية للإيطاليين للانقضاض على ليبيا بعد أن ساهموا في نشر بدور الفتنة بين الزعامات و رؤوس القبائل في ذلك الوقت
تحركت الجيوش الإيطالية لاحتلال المدن الواحدة تلو الأخرى ووصلوا غريان في 15 نوفمبر 1922 وجعلوا منها مركزاً لانطلاق حملاتهم نحو الغرب الليبي، وبعد تلاتة أشهر تحركوا للجنوب فاحتلوا ترهونة وبعد أقل من شهر دخلوا مصراتة واحتلوها وكانت آخر معركة في مصراتة معركة وادي المشرك التي أستشهد فيها سعدون السويحلي .
نقل المجاهدون معسكراتهم الي بني وليد، بعد احتلال مناطق مصراتة وزليتن ومسلاته وغيرها من المناطق المجاورة، ووجدوا في بني وليد الملاذ الآمن، فأقام فيها ما يفوق 100 الف حسب الروايات فيما ينقل المرزوقي رواية الشيخ على تامر:
" نحو مائتي الف شخص، وقدر الله أن تنزل في ذلك الموسم 1922-1923 الأمطار بغزارة، وتحصلنا على صابة ما رأينا مثلها في حياتنا"
وبغض النظر عن دقة هذا الرقم إلا أن يوحي بأن العدد كان كبيراً، وكانت بقيادة الزعامات التي انسحبت إثر احتلال مدنهم مثل احمد السويحلي و احمد المريض ومختار كعبار والصويعي الخيتوني و محمد سوف والمبروك المنتصر عبدالصمد النعاس واحمد راسم وفرحات الزاوي وغيرهم.
كتب جراتسياني تخطيطهم حول هذه التجمعات على ورفله:
لقد كان من الواجب ضرب الثوار(المجاهدين) ضربة قاضيه بحرمانهم من تلك الوسيلة المتبقية لهم وهي اتصالهم بإقليم ورفله.
كان الهدف النهائي هو بني وليد عاصمة إقليم ورفله ومقر عبدالنبي وهي مركز عظيم الأهمية للالتقاء طرق القوافل وكان قد عسكر حولها أكبر عدد من القوات التي كان من الممكن أن يوجهها عبدالنبي ضدنا متى لزم الأمر.
استغل المجاهدون تلك الفترة لتوحيد الصفوف بين عبدالنبي بلخير و احمد السويحلي وكان احمد السويحلي رجلاً مخلصاً ومحباً لوطنه فلم يمانع في طرح الخلافات من اجل الوطن إلا أن ابراهيم نجل رمضان عارض عمه وأختلف معه ورفض التفاهم مع عبدالنبي بلخير مع أنه كان في ضيافته و في أراضي بني وليد، وقرر الافتراق عن عمه ورحل يتبعه جزءٌ من الجيش .
كانت تلك ضربة جديدة لصفوف المجاهدين استغلها الايطاليين باحتلال السدادة بعد انقسام المجاهدين فيها، وكان ذلك قبل احتلال بني وليد بخمسة أيام وسيأتي الحديث لاحقاً عن ذلك.
تعتبر الحملة الايطالية على بني وليد من أعظم الحملات التي قامت بها الحكومة الايطالية في ذلك الوقت، نظراً لموقع المدينة وصعوبة الدخول اليها وتجمع المجاهدين واستعدادهم للدفاع عنها وتم التخطيط على الضرب المتزامن من ثلاث محاور في نفس الوقت واستعملت ايطاليا الطيران الحربي في الاستطلاع وضرب مواقع المجاهدين وإلقاء المناشير على الاهالى لزرع الرعب في قلوبهم.
ذكر التليسي في كتابه بعد القرضابية تجهيز الحملة:
قوات الجبل بقيادة الجنرال جراتسياني وتتكون من 4000 بندقية 530 فارساً 4 قطع مدفعية
القوات الشرقية بقيادة الكولونيل متزني وتتكون من 3500 بندقية 530 فارساً 4 قطع مدفعية
قوات ماريوتي وتتألف من 580 بندقية 130 فاراً وقطعتين مدفعية
قوات مالتا وتتكون من 800 بندقية
قوات فولبيني 500 بندقية 50 فارساً
قوات غالياني 250 بندقية 90 فارساً.
وبدلك يبلغ مجموع الحملة على بني وليد 9900 بندقية و 1330 فارساً عدا القوات الاحتياطية الموزعة في مختلف المناطق بميدان العمليات.
المعركة واحتلال بني وليد
بعد فشل الايطاليين في محاولة استماله عبدالنبي بلخير وباقي الزعامات الموجودة في تلك الفترة في بني وليد و إجبارهم على التسليم تقرر الزحف على بني وليد.
كان الانشقاق الذي حصل في معسكر مصراتة بين ابراهيم وعمه احمد الشتوي مغرياً للإيطاليين فوجهوا ضربتهم الأولى للمعسكر المرابط في السدادة شرقي مدينة بني وليد.
أسندت المهمة الى الكولونيل متزني وكانت المهمة هي ضرب معسكر السدادة ومنع النازحين من الوصول الى بني وليد لمنع التحامهم بباقي المجاهدين في بني وليد، حيت قام بحركة التفاف على معسكر المجاهدين من الجنوب ليضطرهم للالتزام بالمعركة حتى النهاية أو الانسحاب باتجاه الشمال حيت تسيطر ايطاليا على كل المدن، وقام بتوجيه ضربته للمعسكر يوم 22 ديسمبر 1923، وقد استمات المجاهدون أمام هذا الهجوم المباغت، ولكنهم لم يستطيعوا الصمود طويلاً فقد تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وخسروا الكثير من الأسلحة التى كانت بحوزتهم وقاموا بالانسحاب بعدة اتجاهات.
تحدث جراتسياني عن غنائمهم في تلك المعركة:
" تم في السدادة الاستيلاء على تلات قطع من المدفعية، و على مستودع صغير من الأقوات والمؤن، والمهمات من مختلف الأنواع، وعدد الآلاف من رؤوس الماشية."
ويقول الجنرال متزني أنهم غنموا أربعة مدافع و قاذفة قنابل وخمس رشاشات و 550 صندوقاً من ذخيرة المدفعية والبنادق.
تقرر الزحف على بني وليد يوم 23 تم تأخر الجيش الايطالي لا سباب سيأتي ذكرها وتم الزحف على بني وليد واحتلالها يوم 27 ديسمبر.
يقول الجنرال عن المعركة:
تقرر الزحف يوم 23.
"كان نشاط الطيران في تلك الفترة عظيماً، في رحلات استكشافية فوق أراضي ورفلة رغماً عن رداءة الأحوال الجوية، وقد ألقيت أثناء تلك الرحلات منشورات عديدة للحكومة موجهه للأهالي."
تلقى متزني الأوامر بالزحف المباشر نحو بني وليد من جهة السدادة والتي كان قد سيطر عليها كما ذكرنا وبدأ بالتحرك نحو ورفله فيما تتجه القوات الأخرى من الجهات الشمالية والجنوبية.
كانت بني وليد تتجهز للمعركة مند احتلال مصراتة وترهونه والجبل الغربي، وقام المجاهدون بتحصين المدينة وتوفير الذخيرة.
يقول متزني: أن جماعات من سكان ورفلة صادفناها إثناء زحفنا، كانت تلوح بأعلام بيضاء مؤكدة أن عبدالنبي لن يبدي أيه مقاومة، وبينما كانت القوات تجتاز الوادي بكل الحذر الواجب في هذه الحالات، قامت جماعات من الفرسان الثوار والمشاة المتحصنين في الخنادق المحفورة في الضفة المقابلة بإطلاق النار ضد الجناح الأيسر للقوات الزاحفة) ووجد الجيش نفسه في موقف حرج جداً بعد الهجوم المباغت.
وكانت معركة وادي غبين من أولى المعارك التي تجري حول بني وليد، ولجأ فيها عبدالنبي الى خداعه المعروف برفعه الأعلام البيضاء التي أشار لها أكتر من مصدر ايطالي ورصدتها الطائرات التي كانت تحلق فوق بني وليد.
اعتمد عبدالنبي على خطة توقع أنها محكمة ستوقع جراتسياني الزاحف من ترهونة في كماشة لن يفلت منها، فتحصن المجاهدون على ضفتي وادي دينار بقوة قوامها بحسب ماذكر جراتسياني 4000 مقاتل وكانت اكتر القوات في وادي دينار لاعتقاد عبدالنبي بأنه الطريق الوحيد الذي يمكن أن تسلكه الجيوش الايطالية فقد جاءت منه جميع الجيوش التي غزت بني وليد سابقاً، وكما أنه يعول على المجاهدين المرابطين في السدادة لحماية الجهة الشرقية فيما لا يستطيع الجيش تجاوز الجهة الغربية لوعورتها وصعوبة مسالكها ولعدم خبرة الايطاليين بها.
لكن هناك من همس لجراتسياني بأن الالتفاف عبر وادي غلبون من الجهة الغربية سيكون مفاجأً جداً ومحققاً للنصر بينما السير في وادي دينار سيكون مميتاً بسبب النتوءات الوعرة والقوة المتمركزة فيه من مجاهدي ورفله، وللأسف كانت شخصيةً ليبية من الشخصيات التي تعاملت مع الايطاليين بسبب مشاكل شخصية وقديمة، فوافق الجنرال وقام بإرسال جزء من الجيش من الجهة الغربية بينما هو يقود الجهة الشمالية لإيهام المجاهدين بأن الجيش قادمٌ من الشمال، فيما تتقدم قوات متزني من الشرق، ويزحف القائد مالتا من الجنوب، إلا أن مالتا لم يصل الي بني وليد في الموعد فقد تأخر بسبب بعض الدواعي " الأمنية " والتي تحدث عنها جراتسياني وهي تتعلق بالخوف من القبائل التي لا تزال خارج سيطرة الايطاليين.
في يوم 27 ديسمبر أبلغ طياران بأن الأجواء هادئة في بني وليد وأنهما حلقا فوق القلعة، وكان الناس قد أقاموا الزينات إظهاراً للفرح والسرور، وكانوا ينتظرون بغبطة وصول الجيش.
عندما تلقى القائد تلك الإشارة، أخطر بها الوجيهين الدين كانا معه، وهما خربيش المحارب واحمد الفساطوي السياسي، وكان الأول يهرش في رأسه ولم يكن قد أبدى أيه علامة قط على عدم التأكد مثل هذه المرة، ويصرح بأنه لا يفهم ما حدث، أما الثاني فقد قال بدون تأثر وببساطة( اليوم يوم محاربة يا سيدي)، كان يعرف عبدالنبي حق المعرفة، دلك الغادر الحاذق الذي أشتهر بخيانة مياني عندما رحل عن سرت الى مشارف مقر بوهادي بحجه الإسراع في الدفاع عن ورفلة بينما كان يعلم في الواقع أن رمضان الشتوي قد يقوم بمهاجمه الجيوش النظاميين.
تحرك جيش الشمال باتجاه بني وليد حتى وصل لوادي مقراوه وهناك بدأ إطلاق كثيف للنيران ونشبت معركة عنيفة بين المجاهدين والجيش الايطالي الذي كانت تسانده المدفعية و نيران البطاريات والطيران مقابل بنادق المجاهدين وضعف عتادهم، ويعترف جراتسياني بأنه واجهه مقاومة عنيفة وأنه الموقف كان حرجاً جداً،واستمرت المعركة حتى الثانية ظهراً بين تقهقر المجاهدين وتقدم الايطاليين حتى دخول قوات بيلاجاتي من الجهة الغربية لمركز بني وليد ورفع علم الملك فوق القلعة بعد حركة الالتفاف التي قام بها الجيش الايطالي.
وفوجئ المجاهدون بوجود الايطاليين خلفهم، فأسرعوا لصد دلك الهجوم، وبدون أي تنسيق ورغم أنهم استطاعوا أن يرجعوا الفرق الحبشية على أعقابها تم الفرق العربية تم اصطدموا بقوة الفرسان التي كان يقودها خربيش إلا أن السلاح الذي يملكه العدو وفرق التدريب والتجهيز وعنصر المفاجأة تسبب في استشهاد الكثير من المجاهدين نتيجة الإستماته في الدفاع عن مدينتهم، وكانت حركات الطيران كثيفة جداً و كانت حلقة تواصل بين المحلات المهاجمة لبني وليد من الشرق والغرب والشمال والجنوب.
ويقول جراتسياني إن دفاع بني وليد قد انهار بعد أن تم الضغط عليها من جميع الجهات.
أنسحب عبد النبي بلخير والمجاهدون وعدد كبير من الأهالي باتجاه اشميخ والتي لم تكن القوات الايطالية قد وصلتها ولكن ومع شروق الشمس وصلت قوات القائد مالتا لتشتت مرة أخرى المجاهدين الدين كانوا يحاولون إعادة ترتيب صفوفهم وقد هرب الجميع جنوباً باتجاه فزان .
وفي تلك الأثناء كانت لا تزال هناك بعض جيوب المقاومة في بني وليد إلا أنها سرعان ما انهارت جميعا وتم احتلال بني وليد من قبل الجيش الإيطالي ليبدأ فيما بعد حملته الواسعة لاحتلال الجنوب.
احتل جراتسياني بني وليد يوم 27 ديسمبر 1923 ولم يكد يقضي على جيوب المقاومة حتى أباح البلد لجيشه مدة 3 أيام انتقاماً لمقتل أعضاء الحامية الايطالية وقائدها بريجنتي بعد القرضابية، فنهبت الأرزاق وسرقت المنازل وقتل الناس شنقاً وذبحا وتم مصادرة أموال المجاهدين الموجودين على القوائم كمطلوبين كونهم من العصاه.
اعتبر الايطاليون نصرهم على بني وليد نقطة حاسمة في تاريخ عملياتهم العسكرية، وقالت جريدة الكورييري ذي تريبولي في تعليقها على المقاومة العنيفة من أبناء المدينة ، ("خلافاً لما كان متوقعاً بصفة عامة فإن الثوار قد بدلوا مقاومة مستميتة وعنيفة كانوا يؤملون من ورائها النجاح المحقق").
وبالرغم من دلك فإن المجاهدين من بني وليد لم يستسلموا واستمروا في الجهاد في الجنوب وفي إقليم فزان بالتحديد الذي كانوا يقودونه حتى سقوطه واحتلاله كغيره من المناطق بسبب فرق التسليح وخيانة أبناء الوطن لأهلهم.
مدونــــة بنــــي وليـــــد
بعد الأحداث التي حصلت بين بني وليد ويهود مصراته ، واندلاع نار الفتنة من جديد بين العرب والبربر في الجبل، وما تلاها من احتلال نالوت مركز خليفة بن عسكر. كانت الفرصة الموالية للإيطاليين للانقضاض على ليبيا بعد أن ساهموا في نشر بدور الفتنة بين الزعامات و رؤوس القبائل في ذلك الوقت
تحركت الجيوش الإيطالية لاحتلال المدن الواحدة تلو الأخرى ووصلوا غريان في 15 نوفمبر 1922 وجعلوا منها مركزاً لانطلاق حملاتهم نحو الغرب الليبي، وبعد تلاتة أشهر تحركوا للجنوب فاحتلوا ترهونة وبعد أقل من شهر دخلوا مصراتة واحتلوها وكانت آخر معركة في مصراتة معركة وادي المشرك التي أستشهد فيها سعدون السويحلي .
نقل المجاهدون معسكراتهم الي بني وليد، بعد احتلال مناطق مصراتة وزليتن ومسلاته وغيرها من المناطق المجاورة، ووجدوا في بني وليد الملاذ الآمن، فأقام فيها ما يفوق 100 الف حسب الروايات فيما ينقل المرزوقي رواية الشيخ على تامر:
" نحو مائتي الف شخص، وقدر الله أن تنزل في ذلك الموسم 1922-1923 الأمطار بغزارة، وتحصلنا على صابة ما رأينا مثلها في حياتنا"
وبغض النظر عن دقة هذا الرقم إلا أن يوحي بأن العدد كان كبيراً، وكانت بقيادة الزعامات التي انسحبت إثر احتلال مدنهم مثل احمد السويحلي و احمد المريض ومختار كعبار والصويعي الخيتوني و محمد سوف والمبروك المنتصر عبدالصمد النعاس واحمد راسم وفرحات الزاوي وغيرهم.
كتب جراتسياني تخطيطهم حول هذه التجمعات على ورفله:
لقد كان من الواجب ضرب الثوار(المجاهدين) ضربة قاضيه بحرمانهم من تلك الوسيلة المتبقية لهم وهي اتصالهم بإقليم ورفله.
كان الهدف النهائي هو بني وليد عاصمة إقليم ورفله ومقر عبدالنبي وهي مركز عظيم الأهمية للالتقاء طرق القوافل وكان قد عسكر حولها أكبر عدد من القوات التي كان من الممكن أن يوجهها عبدالنبي ضدنا متى لزم الأمر.
استغل المجاهدون تلك الفترة لتوحيد الصفوف بين عبدالنبي بلخير و احمد السويحلي وكان احمد السويحلي رجلاً مخلصاً ومحباً لوطنه فلم يمانع في طرح الخلافات من اجل الوطن إلا أن ابراهيم نجل رمضان عارض عمه وأختلف معه ورفض التفاهم مع عبدالنبي بلخير مع أنه كان في ضيافته و في أراضي بني وليد، وقرر الافتراق عن عمه ورحل يتبعه جزءٌ من الجيش .
كانت تلك ضربة جديدة لصفوف المجاهدين استغلها الايطاليين باحتلال السدادة بعد انقسام المجاهدين فيها، وكان ذلك قبل احتلال بني وليد بخمسة أيام وسيأتي الحديث لاحقاً عن ذلك.
تعتبر الحملة الايطالية على بني وليد من أعظم الحملات التي قامت بها الحكومة الايطالية في ذلك الوقت، نظراً لموقع المدينة وصعوبة الدخول اليها وتجمع المجاهدين واستعدادهم للدفاع عنها وتم التخطيط على الضرب المتزامن من ثلاث محاور في نفس الوقت واستعملت ايطاليا الطيران الحربي في الاستطلاع وضرب مواقع المجاهدين وإلقاء المناشير على الاهالى لزرع الرعب في قلوبهم.
ذكر التليسي في كتابه بعد القرضابية تجهيز الحملة:
قوات الجبل بقيادة الجنرال جراتسياني وتتكون من 4000 بندقية 530 فارساً 4 قطع مدفعية
القوات الشرقية بقيادة الكولونيل متزني وتتكون من 3500 بندقية 530 فارساً 4 قطع مدفعية
قوات ماريوتي وتتألف من 580 بندقية 130 فاراً وقطعتين مدفعية
قوات مالتا وتتكون من 800 بندقية
قوات فولبيني 500 بندقية 50 فارساً
قوات غالياني 250 بندقية 90 فارساً.
وبدلك يبلغ مجموع الحملة على بني وليد 9900 بندقية و 1330 فارساً عدا القوات الاحتياطية الموزعة في مختلف المناطق بميدان العمليات.
المعركة واحتلال بني وليد
بعد فشل الايطاليين في محاولة استماله عبدالنبي بلخير وباقي الزعامات الموجودة في تلك الفترة في بني وليد و إجبارهم على التسليم تقرر الزحف على بني وليد.
كان الانشقاق الذي حصل في معسكر مصراتة بين ابراهيم وعمه احمد الشتوي مغرياً للإيطاليين فوجهوا ضربتهم الأولى للمعسكر المرابط في السدادة شرقي مدينة بني وليد.
أسندت المهمة الى الكولونيل متزني وكانت المهمة هي ضرب معسكر السدادة ومنع النازحين من الوصول الى بني وليد لمنع التحامهم بباقي المجاهدين في بني وليد، حيت قام بحركة التفاف على معسكر المجاهدين من الجنوب ليضطرهم للالتزام بالمعركة حتى النهاية أو الانسحاب باتجاه الشمال حيت تسيطر ايطاليا على كل المدن، وقام بتوجيه ضربته للمعسكر يوم 22 ديسمبر 1923، وقد استمات المجاهدون أمام هذا الهجوم المباغت، ولكنهم لم يستطيعوا الصمود طويلاً فقد تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وخسروا الكثير من الأسلحة التى كانت بحوزتهم وقاموا بالانسحاب بعدة اتجاهات.
تحدث جراتسياني عن غنائمهم في تلك المعركة:
" تم في السدادة الاستيلاء على تلات قطع من المدفعية، و على مستودع صغير من الأقوات والمؤن، والمهمات من مختلف الأنواع، وعدد الآلاف من رؤوس الماشية."
ويقول الجنرال متزني أنهم غنموا أربعة مدافع و قاذفة قنابل وخمس رشاشات و 550 صندوقاً من ذخيرة المدفعية والبنادق.
تقرر الزحف على بني وليد يوم 23 تم تأخر الجيش الايطالي لا سباب سيأتي ذكرها وتم الزحف على بني وليد واحتلالها يوم 27 ديسمبر.
يقول الجنرال عن المعركة:
تقرر الزحف يوم 23.
"كان نشاط الطيران في تلك الفترة عظيماً، في رحلات استكشافية فوق أراضي ورفلة رغماً عن رداءة الأحوال الجوية، وقد ألقيت أثناء تلك الرحلات منشورات عديدة للحكومة موجهه للأهالي."
تلقى متزني الأوامر بالزحف المباشر نحو بني وليد من جهة السدادة والتي كان قد سيطر عليها كما ذكرنا وبدأ بالتحرك نحو ورفله فيما تتجه القوات الأخرى من الجهات الشمالية والجنوبية.
كانت بني وليد تتجهز للمعركة مند احتلال مصراتة وترهونه والجبل الغربي، وقام المجاهدون بتحصين المدينة وتوفير الذخيرة.
يقول متزني: أن جماعات من سكان ورفلة صادفناها إثناء زحفنا، كانت تلوح بأعلام بيضاء مؤكدة أن عبدالنبي لن يبدي أيه مقاومة، وبينما كانت القوات تجتاز الوادي بكل الحذر الواجب في هذه الحالات، قامت جماعات من الفرسان الثوار والمشاة المتحصنين في الخنادق المحفورة في الضفة المقابلة بإطلاق النار ضد الجناح الأيسر للقوات الزاحفة) ووجد الجيش نفسه في موقف حرج جداً بعد الهجوم المباغت.
وكانت معركة وادي غبين من أولى المعارك التي تجري حول بني وليد، ولجأ فيها عبدالنبي الى خداعه المعروف برفعه الأعلام البيضاء التي أشار لها أكتر من مصدر ايطالي ورصدتها الطائرات التي كانت تحلق فوق بني وليد.
اعتمد عبدالنبي على خطة توقع أنها محكمة ستوقع جراتسياني الزاحف من ترهونة في كماشة لن يفلت منها، فتحصن المجاهدون على ضفتي وادي دينار بقوة قوامها بحسب ماذكر جراتسياني 4000 مقاتل وكانت اكتر القوات في وادي دينار لاعتقاد عبدالنبي بأنه الطريق الوحيد الذي يمكن أن تسلكه الجيوش الايطالية فقد جاءت منه جميع الجيوش التي غزت بني وليد سابقاً، وكما أنه يعول على المجاهدين المرابطين في السدادة لحماية الجهة الشرقية فيما لا يستطيع الجيش تجاوز الجهة الغربية لوعورتها وصعوبة مسالكها ولعدم خبرة الايطاليين بها.
لكن هناك من همس لجراتسياني بأن الالتفاف عبر وادي غلبون من الجهة الغربية سيكون مفاجأً جداً ومحققاً للنصر بينما السير في وادي دينار سيكون مميتاً بسبب النتوءات الوعرة والقوة المتمركزة فيه من مجاهدي ورفله، وللأسف كانت شخصيةً ليبية من الشخصيات التي تعاملت مع الايطاليين بسبب مشاكل شخصية وقديمة، فوافق الجنرال وقام بإرسال جزء من الجيش من الجهة الغربية بينما هو يقود الجهة الشمالية لإيهام المجاهدين بأن الجيش قادمٌ من الشمال، فيما تتقدم قوات متزني من الشرق، ويزحف القائد مالتا من الجنوب، إلا أن مالتا لم يصل الي بني وليد في الموعد فقد تأخر بسبب بعض الدواعي " الأمنية " والتي تحدث عنها جراتسياني وهي تتعلق بالخوف من القبائل التي لا تزال خارج سيطرة الايطاليين.
في يوم 27 ديسمبر أبلغ طياران بأن الأجواء هادئة في بني وليد وأنهما حلقا فوق القلعة، وكان الناس قد أقاموا الزينات إظهاراً للفرح والسرور، وكانوا ينتظرون بغبطة وصول الجيش.
عندما تلقى القائد تلك الإشارة، أخطر بها الوجيهين الدين كانا معه، وهما خربيش المحارب واحمد الفساطوي السياسي، وكان الأول يهرش في رأسه ولم يكن قد أبدى أيه علامة قط على عدم التأكد مثل هذه المرة، ويصرح بأنه لا يفهم ما حدث، أما الثاني فقد قال بدون تأثر وببساطة( اليوم يوم محاربة يا سيدي)، كان يعرف عبدالنبي حق المعرفة، دلك الغادر الحاذق الذي أشتهر بخيانة مياني عندما رحل عن سرت الى مشارف مقر بوهادي بحجه الإسراع في الدفاع عن ورفلة بينما كان يعلم في الواقع أن رمضان الشتوي قد يقوم بمهاجمه الجيوش النظاميين.
تحرك جيش الشمال باتجاه بني وليد حتى وصل لوادي مقراوه وهناك بدأ إطلاق كثيف للنيران ونشبت معركة عنيفة بين المجاهدين والجيش الايطالي الذي كانت تسانده المدفعية و نيران البطاريات والطيران مقابل بنادق المجاهدين وضعف عتادهم، ويعترف جراتسياني بأنه واجهه مقاومة عنيفة وأنه الموقف كان حرجاً جداً،واستمرت المعركة حتى الثانية ظهراً بين تقهقر المجاهدين وتقدم الايطاليين حتى دخول قوات بيلاجاتي من الجهة الغربية لمركز بني وليد ورفع علم الملك فوق القلعة بعد حركة الالتفاف التي قام بها الجيش الايطالي.
وفوجئ المجاهدون بوجود الايطاليين خلفهم، فأسرعوا لصد دلك الهجوم، وبدون أي تنسيق ورغم أنهم استطاعوا أن يرجعوا الفرق الحبشية على أعقابها تم الفرق العربية تم اصطدموا بقوة الفرسان التي كان يقودها خربيش إلا أن السلاح الذي يملكه العدو وفرق التدريب والتجهيز وعنصر المفاجأة تسبب في استشهاد الكثير من المجاهدين نتيجة الإستماته في الدفاع عن مدينتهم، وكانت حركات الطيران كثيفة جداً و كانت حلقة تواصل بين المحلات المهاجمة لبني وليد من الشرق والغرب والشمال والجنوب.
ويقول جراتسياني إن دفاع بني وليد قد انهار بعد أن تم الضغط عليها من جميع الجهات.
أنسحب عبد النبي بلخير والمجاهدون وعدد كبير من الأهالي باتجاه اشميخ والتي لم تكن القوات الايطالية قد وصلتها ولكن ومع شروق الشمس وصلت قوات القائد مالتا لتشتت مرة أخرى المجاهدين الدين كانوا يحاولون إعادة ترتيب صفوفهم وقد هرب الجميع جنوباً باتجاه فزان .
وفي تلك الأثناء كانت لا تزال هناك بعض جيوب المقاومة في بني وليد إلا أنها سرعان ما انهارت جميعا وتم احتلال بني وليد من قبل الجيش الإيطالي ليبدأ فيما بعد حملته الواسعة لاحتلال الجنوب.
احتل جراتسياني بني وليد يوم 27 ديسمبر 1923 ولم يكد يقضي على جيوب المقاومة حتى أباح البلد لجيشه مدة 3 أيام انتقاماً لمقتل أعضاء الحامية الايطالية وقائدها بريجنتي بعد القرضابية، فنهبت الأرزاق وسرقت المنازل وقتل الناس شنقاً وذبحا وتم مصادرة أموال المجاهدين الموجودين على القوائم كمطلوبين كونهم من العصاه.
اعتبر الايطاليون نصرهم على بني وليد نقطة حاسمة في تاريخ عملياتهم العسكرية، وقالت جريدة الكورييري ذي تريبولي في تعليقها على المقاومة العنيفة من أبناء المدينة ، ("خلافاً لما كان متوقعاً بصفة عامة فإن الثوار قد بدلوا مقاومة مستميتة وعنيفة كانوا يؤملون من ورائها النجاح المحقق").
وبالرغم من دلك فإن المجاهدين من بني وليد لم يستسلموا واستمروا في الجهاد في الجنوب وفي إقليم فزان بالتحديد الذي كانوا يقودونه حتى سقوطه واحتلاله كغيره من المناطق بسبب فرق التسليح وخيانة أبناء الوطن لأهلهم.
مدونــــة بنــــي وليـــــد
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51406
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
رد: اليوم ذكرى معركة وادي دينار 27 ديسمبر 2013
ليس ذلك بالشيء الغريب عن دردنيل طرابلس الغرب ونحن اليوم نقف وقفة عز للتضحيات التي قدمها أجدادنا في وادي دينار وكافة المعارك ونترحم على أرواح الشهداء جعل الله مثواهم الجنة ونجدد عهدنا أننا على الدرب سائرين
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليش الحياة يا معتصم من دونك * * صابر على المعهود لا ما أنخونك
رفيق المعتصم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 251
نقاط : 8253
تاريخ التسجيل : 13/12/2013
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
مواضيع مماثلة
» معركة وادي دينار 27 ديسمبر 1923 م
» في ذكرى معركة وادي دينار سنة 1923
» اليوم هي الذكرى 88 لمعركة وادي دينار في بني وليد
» اليوم يصادف ذكرى مجزرة وادي ماجر رحمة الله شهدائنا
» في مثل هذا اليوم 8 فبراير..كلمة الزعيم معمر القذافي في ذكرى معركة ساقية سيدي يوسف
» في ذكرى معركة وادي دينار سنة 1923
» اليوم هي الذكرى 88 لمعركة وادي دينار في بني وليد
» اليوم يصادف ذكرى مجزرة وادي ماجر رحمة الله شهدائنا
» في مثل هذا اليوم 8 فبراير..كلمة الزعيم معمر القذافي في ذكرى معركة ساقية سيدي يوسف
منتديات زنقتنا-منتديات شباب ليبيا الأحرار :: المنتديات العامة :: منتديات ليبيا التاريخ و الجغرافيا و التراث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي