الجماهيرية مسئولية تاريخية

التمسك بالمبادئ والقيم والثوابت . لايعني أجترار الماضي . والدفاع عنها لايعني التمسك بالماضي والتمترس خلفه . ولكن في ذات الوقت لسنا ضد النقد أذا كان منطقيا . وليس لدينا عقد تمنعنا من الأعتراف ببعض السلبيات والعيوب والتي هي من سنن الحياة وطبيعتها . ومصاحبة لكل عمل مهما كانت النوايا مخلصة وصادقة . عطفا على محدودية قدراتنا البشرية . وأختلاف رؤيتنا في الفهم والتنفيذ . والعيوب التي خلقت معنا لحكمة يعلمها الله .
فالحق في الفكرة لايعني الصواب في التنفيذ . والخطأ في التنفيذ لايعني فساد وخطأ الفكرة . ومن هنا يجب التمسك بالفكرة التي تنطلق من مبدأ الحق والبحث دائما على تطوير الأساليب والأدوات في تنفيذها . لكي تتماشى مع كل مرحلة . وتعالج كل عيب يظهر من خلال التجربة والممارسة . لدى نحن بحاجة لتفسير كل شي حتى الرسالات السماوية في كل عصر وفق مايحصل من تطور في كل محيطنا . وهذا ينطبق على كل نظريات الحياة الأجتماعية والأقتصادية والسياسية . التي ستقف عاجزة لو ظلت بنفس اساليبها وأدواتها . وهذا فعلا ماحصل لتجربة الديمقراطية اليونانية التي فشلت أمام زيادة العدد أكثر من سعة القاعة المخصصة للنقاش . فأنتكست الديمقراطية في ذلك الوقت وأعتبروها ضربا من الخيال . لتوقف العقل الأنساني في حينها على التفكير في تطوير ذلك الأسلوب بدل تركها وأعتبارها فاشلة . وهذا ماأوجد له القائد معمر القذافي حل بتعدد القاعات في كل مدينة وقرية وشارع .
هذا فقط كمثال لا للحصر في رد على الذين أعتبروا بعض الممارسات الخاطئة لسلطة الشعب عيب في النظرية . وكذلك تغييير الاساليب وأفكار التنفيذ التي صاحبت النظرية الوليدة في مجتمع مازال يعاني التخلف الموروث من حقب كثيرة كان فيها تحت الحملات الأستعمارية المتتالية والتي ألقت بظلالها على الممارسة الشعبية لفكر متقدم يحتاج درجة وعي وفهم وأدراك .
من هنا يجب أن نفهم مواطن الخلل والبحث في معالجتها بدل الأنتكاس للوراء . تقليدا لتجارب واضحة عيوبها للعيان . أو كسبا لأرضاء أقطاب القوى العالمية . أو خوفا من النقد وعدم القدرة للمواجهة كوننا أنتجنا فكر مخالف لما هو سائد . وهذا لو حصل ماهو الا دليل على الضعف وعدم الثقة في قدراتنا . فلو صح ذلك لأستسلم كل المفكرون والفلاسفة وأصحاب الرسالات السماوية لما هو سائد وحبسوا كل تغيير وتطوير داخل عقولهم . وأنكفئوا للماضي . ولما وصلنا الى مانحن عليه من تقدم وتطور في كل مناحي الحياة . فالأنتاج الفكري يحتاج قدرة للمواجهة والتضحية حتى تصل لعقول وقلوب تؤمن بها وتدافع عنها وتطبقها . وهذه مسئولية أصحاب العقول النيرة والمنفتحة التي تسهم في الأبداع والتألق . وتدفع الأجيال المتعاقبة للتفكير والأنتاج الذي يبعث الحضارة في كل مرحلة من مراحل التاريخ
لكل ذلك . فنحن رواد عصر الجماهير أمام مسئولية تاريخية للدفاع عن الديمقراطية المباشرة التي تجاوزت كل ماهو سائد على الساحة . ويجب أن لاننتكس للوراء أمام بعض المنتقدين سواء كانوا مأجورين أو لمحدودية عقولهم وعدم أستيعابهم لها ... الفــــــــــــــــــارس

     

ابدعت يا فارس تسلم ايدك