ليست داعش هي التي يخافها المالكي أو أميركا أو إيران. إنما هو جيش صدام وكل حلفائه من العراقيين.
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليست داعش هي التي يخافها المالكي أو أميركا أو إيران. إنما هو جيش صدام وكل حلفائه من العراقيين.
بقلم: محمد علي إبراهيم
أنت بالتأكيد سمعت اسم العراق كثيراً يقال أمامك وحولك طيلة الأيام القليلة الماضية.. وقد تكون استوطنتك أحزان ومخاوف بعدما أصبحت محاصراً طوال الوقت بحكايات وصور ولقطات فيديو لما يقوم به أعضاء تنظيم داعش الذين يذبحون الرجال هناك ويستبيحون النساء ولا يرحمون الأطفال. وغالباً كنت تجد من يسارع لتنبيهك إلى جريمة جديدة ارتكبها تنظيم داعش في مدينة أو قرية عراقية.. أو تجري أنت لتلفت انتباه الآخرين إلى حكاية جديدة أو خبر أو صورة أو مأساة.. وطوال الوقت تحمد الله أنت وكل من هم معك وحولك على أحوال مصر التي حماها جيشها بعدما أصبحنا كلنا نتابع هذا الذي يجري في العراق بعد تفكيك جيشه.. وأن هذا هو حال أي بلد يفتقد القوة والقدرة على مواجهة عصابات وتنظيمات الإسلام المتطرف وقادته الذين لا يعشقون إلا الدم والتخريب.
هذه باختصار هي الصورة العامة في ذهنك واعتقادك ويقينك لما يجري في العراق. صورة شارك في رسمها كثيرون جداً باتوا الآن يحترفون نقل وترويج أي حكاية أو شائعة وكل واحد منهم يسعده جداً أن يكون أول من قال وأشار وبكى وسخر واستعرض وأفتى ونقل حتى لو كان الذي يقوله وينقله مجرد أوهام وأكاذيب.. أو حتى حقائق بالفعل لكنها تقال بالترتيب الخاطئ والشكل الخاطئ.. وأسهم في رسم تلك الصورة أيضاً إعلام لم يعد يشغله البحث عن أي حقيقة.. أو يكون على استعداد لبذل أي جهد من أجل أن يقود الناس للفهم والمعرفة.. إعلام غير مهتم وغير دقيق.. وغير أمين أيضاً. وربما كان العذر الوحيد لإعلامنا الذي يمكن تفهمه هو اقتناع أصحابه أنهم بمنهجهم الحالي الخاص بالعراق واستسهال الاستسلام للمزاعم والحكايات الكاذبة والصور الملفقة عن تنظيم داعش.. إنما يريدون أو يتخيلون مجتمعنا وقد أصبح أكثر تماسكاً خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي وأشد تقديراً وامتناناً لجيشنا وأكثر رفضاً وكراهية للإخوان بكل مؤامراتهم وجرائمهم لأنهم.. بتحالفاتهم ودعواتهم لكل تنظيمات الإرهاب والموت باسم الدين.. كانوا سيحيلون مصر في النهاية إلى العراق كما هو الآن مهزوماً وخائفاً استباحت داعش كرامته ومكانته وأهله وشوارعه وبيوته.
وأظن أنه من حقنا الآن أن تعرف حقيقة ما يجري في العراق وعلى الأرض بعيداً عن أي ادعاءات أو أوهام أو أشباح. من حقك الآن أن تعرف كيف قاد صدام حسين كل هذا الذي جرى في العراق طيلة الأيام الماضية.. ولا أقصد بالتأكيد مسايرة زملاء لي كنت أظنهم أكثر التزاماً ووقاراً وجدية من أن يشيعوا أن صدام حسين لا يزال على قيد الحياة وانه مختبئ في مكان وسيعود يوماً ما.. بل وأذاع هؤلاء تسجيلات صوتية زعموا أنها لصدام من مخبئه الذي لا يعرفه أحد.. وبعيداً عن كل هذا العبث والكلام الفارغ وعمن يملك الجرأة والوقاحة لترديده ومن يملك الغفلة والسذاجة لتصديقه.. فإن صدام حسين مات منذ ثماني سنوات بعد أن حكمت الولايات المتحدة بإعدامه.
لكن الذي أقصده الآن هو أن صدام حسين الذي في قبره الآن يعيد من جديد رسم خريطة العراق ويترك أتباعه وقادته وجنوده يحملون صورته واسمه ويخوضون كل معاركهم الحالية.. وإن كنت قبل التوقف أمام ذلك أود التوقف أولاً أمام صدام حسين والعالم.. انسوا إعلامنا المصري والعربي المأخوذ بالأساطير وعاشق الخرافات الذي يشيع الآن أن صدام حسين لا يزال على قيد الحياة.. فصدام حسين في العالم حولنا له حكايات أخرى بعيداً عن الذين يعودون للحياة بعد موتهم.
الطماطم والخيار
وبالتأكيد لم يبق صدام حسين على قيد الحياة وليس باستطاعته الخروج من قبره.. لكن التأمل الهادئ والعميق للمشهد العراقي الحالي.. يجعلك تشعر بصدام حسين في كل مكان وفي كل زاوية وطريق.. فكل الانتصارات التي تتحقق على الأرض الآن هي انتصارات ضباط وجنود صدام حسين.. الجيش العراقي الذي تم تفكيكه عقب الاجتياح الأميركي لبغداد ثم مطاردة صدام وإعدامه لاحقاً.. فهؤلاء تفرقوا في كل زوايا العراق.. منهم الذي اعتزل الحياة رغم عدم موته.. ومنهم الذي هاجر خارج العراق.. ومنهم الذي بقي متخفياً ساكناً في انتظار أي فرصة للعودة من جديد.. وهؤلاء هم الذين تم تجميعهم على مهل.. وبمنتهى الهدوء بدأت إعادة تشكيل جيش عراقي جديد ليس تابعاً لأحد.. لا تسيطر عليه أي سلطة من السلطات المتقاسمة لثروات العراق ومقاديره حالياً.. جيش يضم كل الضباط والجنود السابقين في زمن صدام.. وما بات يعرف باسم الجيش النقشبندي.. وأبناء العشائر العراقية.. وأعضاء حزب البعث العراقي القديم.. والشبان الرافضين للاحتلال الأميركي الذي منذ سنوات يسمح كل يوم بمجازر جديدة حتى بات الموت اليوم والدم بمثابة خبز الحياة وملحها في كل مدينة وقرية وطريق عراقي.. وهؤلاء هم الذين بدأوا الانتفاضة العسكرية ضد حكومة المالكي الشيعية المدعومة إيرانياً وأميركياً.. يقودهم عزة إبراهيم الدوري.. نائب رئيس مجلس قيادة الثورة قبل سقوط نظام صدام حسين.. والرجل الثاني خلف صدام حتى النهاية.. والذي اختفى بعد دخول الأميركيين العراق ولم يظهر إلا مؤخراً قائداً للثورة في العراق.
من المهم جداً توضيح أنها ليست ثورة قام بها ضباط وجنود وعشائر وشبان ينتمون للسنة فقرروا إزاحة حكومة شيعية.. فهذا تبسيط ساذج ومخل وتصور خاطئ تماماً للحقيقة العراقية على الأرض هناك.. إنما هي صورة ضد كل الحسابات الأميركية والأطماع الإيرانية.. ضد حكومة لم تمتلك من الذكاء ما يكفي لأن تدرك أنها تدير شئون وحياة وأيام ومطالب واحتياجات كل العراقيين وليس الشيعة فقط أو المقربين من دوائر حكومة المالكي ووزرائها. فالولايات المتحدة كانت تتخيل العراق وأهله جميعهم مجرد ورقة للتفاوض مع إيران فتتنازل الولايات المتحدة عن العراق لإيران أو تتركها تمارس ما تشاء على الأرض العراقية مقابل مكاسب ومصالح أميركية يتم الاتفاق عليها.. أما إيران فباتت تتخيل أن وجودها على الأرض داخل العراق هو الخطوة الأولى لتأسيس الدولة الشيعية على شطآن الخليج العربي من العراق إلى الكويت إلى البحرين إلى آبار النفط السعودي.. وكان هذا هو المخطط غير المعلن والذي لا يزال قائماً حتى الآن. ولكن الثورة التي قامت الآن باتت تشكل تهديداً حقيقياً لكل هذا المخطط والمصالح غير المعلنة.. وكان لابد من مواجهة تلك الثورة قد الاستطاعة.. إيران.. مثل أي دولة أخرى في العالم الثالث.. رأت أن المواجهة العسكرية هي الحل.. فكانت ثلاث فرق إيرانية مسلحة تتوجه إلى داخل العراق لدعم حكومة المالكي ورجاله.
أما الولايات المتحدة فقد أعلنت رسمياً على لسان رئيسها باراك أوباما أنها أبداً لن تتدخل عسكرياً في العراق من جديد.. فكان الحل الأميركي المناسب هو تشويه كل ما يجري على أرض العراق حالياً.. ولأن هؤلاء الثوار والعشائر وضباط صدام حسين وجنوده.. تزامنت ثورتهم مع انتصارات أخرى أقل قيمة في سوريا لجماعة إسلامية متشددة وإرهابية اسمها داعش -أي الحروف التي تختصر دولة إسلامية في العراق والشام - ولان داعش قررت مؤخرا تكثيف عملياتها في العراق رفضاً لجرائم المالكي ورجاله ضد السنة في العراق لمصلحة الشيعة وايران.. فقد رأت الولايات المتحدة أن الحل الوحيد هو الاكتفاء بالحديث عن داعش فقط طالما كان الأمر يخص العراق.
داعش هي التي تحارب.. داعش هي التي تدخل المدن والقرى المسالمة.. داعش هي التي تذبح الرجال وتجبر النساء على جهاد النكاح.. داعش هي التي تقتل الأطفال وتهدم البيوت وتحرق الزرع وتكره الأمان.. داعش هي التي تضع قائمة لا نهائية من المحرمات التي سيموت كل من يرتكبها إلى درجة عدم جواز خلط الخيار بالطماطم في طبق السلاطة.. ابتكرت السياسة الأميركية هذا المنهج.. أو ألقت بالطعم المغري الذي اصطاد الإعلام العربي كله بسنارة واحدة.. فانفجر هذا الإعلام حديثاً وصخباً وخوفاً وسخرية من داعش في العراق.. ساعدت على ذلك إسرائيل وإعلامها لأن الأمن القومي الاسرائيلي يتطلب عراقاً ضعيفاً مفككاً مشغولاً بمجرد البقاء على قيد الحياة وبعدم جواز خلط الطماطم والخيار في طبق واحد.. ولذا كانت ماكينات الإعلام الإسرائيلي تعاون مثيلتها الأميركية في تضخيم داعش وكأنها القوة الجبارة الوحيدة في العراق والتي لابد أن يخاف الجميع أن تصل إلى بقية البلدان العربية.
إلا أن الإعلام العربي الطيب جداً في حقيقة الأمر ونشطاء العرب على شبكات التواصل الاجتماعي بكل ما اشتهروا به من عبقرية وهمة في ترويج الشائعات والأكاذيب.. أعفوا الجميع من العمل وقاموا هم بالمهمة كاملة.. وبات الكثيرون جداً.. مثلك تماماً ومثل ملايين آخرين.. يتمنون بالطبع ألا تنتصر داعش التي هي الإرهاب والخوف والدم والموت.. وأصبحت أنت تلقائياً تتمنى انتصار المالكي وحكومته.. أصبحت أنت تلقائياً أيضاً تتمنى أو حتى تتساءل لماذا لا تتدخل أميركا لتحمي هؤلاء العراقيين الأبرياء من داعش وعصاباتها وجرائمها.
هذا بالضبط ما كان مطلوباً بكل دقة.. فأنت لم تسمع أحداً من قبل يحدثك عن جيش صدام وجنوده وأبناء العشائر الذين لا علاقة لهم بداعش أصلاً.. وبالتأكيد لك العذر في ذلك.. فطوال الوقت كان يطاردك إلحاح إعلامي تليفزيوني وصحفي وعبر صفحات التواصل الاجتماعي بأن الحكاية كلها هي داعش.. والمجرمون هم داعش.. والذين يحاربون هم داعش.. بينما في حقيقة الأمر كانت لداعش حربهم الخاصة المحدودة جداً ومساحة القوة المحدودة أيضاً.. بينما الذي يحارب فعلاً هم جيش صدام وبقية الفصائل الأخرى الرافضة لهيمنة الولايات المتحدة وإيران وخطايا حكومة المالكي.. وهو الجيش الذي قد يفاجئك الآن بأنه يتلقى دعماً استراتجيا وأحياناً عسكرياً وسياسياً غير معلن سواء من تركيا أو المملكة العربية السعودية.. وهذا الجيش بالمناسبة هو الذي قام بتحرير الموصل كثاني أكبر مدينة عراقية.. وهو الذي دخل مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين وسط ترحاب وحفاوة من أهلها وأيضاً من رغد ابنة صدام المقيمة حاليا في الاردن والممنوعة من الكلام.. فإن فرحتها بما يجري جعلتها تنسى اتفاقها مع الحكومة الأردنية.. وبدورها تغاضت الحكومة الأردنية عن كسر رغد صدام حسين لهذا الاتفاق.. وقالت رغد أنها سعيدة جداً بمقاتلي والدها وانتصاراتهم في العراق بقيادة عمها عزة إبراهيم ومعهم أبطال الجيش النقشبندي.. وأضافت رغد أنها تتابع أولاً بأول كل ما يجري على أرض العراق وأنها لأول مرة منذ سنوات تشعر بهذه الفرحة الحقيقية وتستعيد من جديد حلمها بعراق واحد قوي يعود من جديد.
تحرير بغداد
ومن المؤكد أن إعلامنا.. ونشطائنا.. الذين ملأوا الدنيا صراخاً عن داعش وجرائمها.. لم يكن لديهم الوقت الكافي ليتأملوا ويعرفوا من الذي تم اختيارهم كقادة للمدن التي يتم تحريرها من جيش المالكي وحكومته.. فهم غالباً من قادة جيش صدام الذي كان والذي يعود الآن.. أي ليس من أبناء الجماعة الإسلامية المعروفة باسم داعش.. قادة وضباط منتمون لصدام حسين وليسوا من أمراء داعش. فعزة الدوري أصبح قائداً أعلى لكل هؤلاء.. ولا تزال خطته تهدف إلى دخول بغداد وتحريرها من المالكي ومن الأميركان والإيرانيين أيضاً.. ونقل لي صديق عراقي مقيم في بغداد عن أموال ومنقولات كثيرة لمتنفذين في الحكومة العراقية تم تهريبها بطائرتين خارج العراق منذ أربعة أيام خوفاً من سقوط نظام المالكي وحكومته في أي لحظة.. وقد قرر عزة إبراهيم منع أعضاء داعش من التعرض للشيعة والأكراد.. وقال أيضاً إنه لا يقود جيشاً سنياً يحارب الشيعة من بني وطنه ويريد إبادتهم والخلاص منهم.. إنما هو ضابط عراقي يريد تحرير كل العراق واستعادته لكل العراقيين.. بل ونفى عزة إبراهيم بشدة كل ما سبق ترديده في وسائل الإعلام عن النية في اجتياح المدن الشيعية المقدسة مثل النجف وكربلاء.. فقد قالت تلك الوسائل الإعلامية إن داعش ستدخل النجف وكربلاء وتهين كل رموز الشيعة وستقوم بتحطيم وتخريب كل مزاراتهم المقدسة.. واضطر عزة إبراهيم لنفي ذلك كله.. ومهاجمة وسائل الإعلام العربية الكثيرة التي في الأول تعرضت للخديعة وأسهمت في ترويج داعش وقوتها وجرائمها.. ثم عادت تلك الوسائل مرة أخرى لترويج حكاية السنة والشيعة وكأنها وسائل لا يعنيها ولن يسعدها إلا مزيد من تمزيق العراق وتفتيته.. كأنها وسائل لا تكترث بالعراق أصلاً وترى أهله مجرد مادة إعلامية ووسيلة لجذب انتباه الجمهور حتى انتهت العروض التليفزيونية بالدم يغطي شوارع ومدن العراق.
وأود في النهاية التأكيد على أن داعش رغم وجودها على الأرض.. ورغم السلاح الذي تملكه.. والانتصارات التي تحققها.. ورغم مذابحها نتيجة ضيق الأفق وسوء إدراك لتعاليم الدين وأخطاء فادحة في تطبيقها.. إلا أن داعش ليست هي صاحبة الحكاية في العراق.. ليست هي القائدة للثورة أو حتى صاحبتها.. ليست هي التي تفتح المدن وتطرد جيش المالكي منها ومن القرى حولها.. ليست داعش هي التي يخافها المالكي أو أميركا أو إيران.. إنما هو جيش صدام وكل حلفائه من العراقيين.. وإذا كان بعض الصحفيين الأميركيين قد واجهوا رئيسهم باراك أوباما هذا الأسبوع وقالوا له أو كتبوا أنه لم يكن على صواب حين قال عام 2011 إن أسامة بن لادن قد مات ولن يسير على الأرض مرة أخرى.. لأن الأيام أثبتت أن الأرض لا تزال تمشي عليها أفكار بن لادن ممثلة في رجاله سواء كانوا تنظيم القاعدة أو بقية التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي خرجت من عباءتها.. فإنني بالمثل أقول إن صدام حسين قد مات بالفعل ولن يمشي على هذه الأرض مرة أخرى.. لكنه لا يزال قائداً للثورة الحالية في العراق.. ضباطه وجنوده يقودونها وينتصرون باسمه رافعين صوره راغبين في رد الاعتبار له وراغبين أكثر في استعادة العراق الذي كان.
وأنا هنا أقرر حقيقة وأمراً واقعاً.. فقد يكون رأيك في صدام أو تقييمك لتجربته في حكم العراق ليس بالرأي الإيجابي أو في مصلحة صدام الذي نجح في حكم العراق الموحد إلا أنه في النهاية أضاع العراق كله نتيجة مغامرات خاطئة ومطامع شخصية في مزيد من العظمة.. فأي إنسان عاقل لا يمكن أن يغفر لصدام قراره بغزو الكويت واحتلاله.. وهو القرار الخاطئ الذي لا يزال العرب جميعهم يدفعون ثمنه حتى الآن.. إلا أن تأييد جيش صدام الساعي الآن لتوحيد العراق وتحريره.. لا يعني مطلقاً تأييد كل وأي قرار سابق لصدام حسين.. أو أن عزة الدوري في حال نجاح الثورة وقيادته للعراق من جديد سيعود لنفس سياسات ومنهج صدام ويكرر نفس أخطاء الماضي.. فالدنيا كلها تغيرت والحسابات تبدلت واختلفت تماماً.. والذي يعنيني الآن هو أن يعود العراق عراقاً.. فأنا شديد الحب والاعتزاز لهذا البلد العريق والجميل.. هو جزء من ثقافتي وانتمائي وكبريائي أيضاً.. وأعرف أنني كمصري سأزداد قوة حين يعود العراق متماسكاً وقوياً.. أعرف أنني كمصري احتاج إلى العراق مثلما يحتاج العراق الآن إلى تعاطف ودعم وتأييد كل المصريين.
أنت بالتأكيد سمعت اسم العراق كثيراً يقال أمامك وحولك طيلة الأيام القليلة الماضية.. وقد تكون استوطنتك أحزان ومخاوف بعدما أصبحت محاصراً طوال الوقت بحكايات وصور ولقطات فيديو لما يقوم به أعضاء تنظيم داعش الذين يذبحون الرجال هناك ويستبيحون النساء ولا يرحمون الأطفال. وغالباً كنت تجد من يسارع لتنبيهك إلى جريمة جديدة ارتكبها تنظيم داعش في مدينة أو قرية عراقية.. أو تجري أنت لتلفت انتباه الآخرين إلى حكاية جديدة أو خبر أو صورة أو مأساة.. وطوال الوقت تحمد الله أنت وكل من هم معك وحولك على أحوال مصر التي حماها جيشها بعدما أصبحنا كلنا نتابع هذا الذي يجري في العراق بعد تفكيك جيشه.. وأن هذا هو حال أي بلد يفتقد القوة والقدرة على مواجهة عصابات وتنظيمات الإسلام المتطرف وقادته الذين لا يعشقون إلا الدم والتخريب.
هذه باختصار هي الصورة العامة في ذهنك واعتقادك ويقينك لما يجري في العراق. صورة شارك في رسمها كثيرون جداً باتوا الآن يحترفون نقل وترويج أي حكاية أو شائعة وكل واحد منهم يسعده جداً أن يكون أول من قال وأشار وبكى وسخر واستعرض وأفتى ونقل حتى لو كان الذي يقوله وينقله مجرد أوهام وأكاذيب.. أو حتى حقائق بالفعل لكنها تقال بالترتيب الخاطئ والشكل الخاطئ.. وأسهم في رسم تلك الصورة أيضاً إعلام لم يعد يشغله البحث عن أي حقيقة.. أو يكون على استعداد لبذل أي جهد من أجل أن يقود الناس للفهم والمعرفة.. إعلام غير مهتم وغير دقيق.. وغير أمين أيضاً. وربما كان العذر الوحيد لإعلامنا الذي يمكن تفهمه هو اقتناع أصحابه أنهم بمنهجهم الحالي الخاص بالعراق واستسهال الاستسلام للمزاعم والحكايات الكاذبة والصور الملفقة عن تنظيم داعش.. إنما يريدون أو يتخيلون مجتمعنا وقد أصبح أكثر تماسكاً خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي وأشد تقديراً وامتناناً لجيشنا وأكثر رفضاً وكراهية للإخوان بكل مؤامراتهم وجرائمهم لأنهم.. بتحالفاتهم ودعواتهم لكل تنظيمات الإرهاب والموت باسم الدين.. كانوا سيحيلون مصر في النهاية إلى العراق كما هو الآن مهزوماً وخائفاً استباحت داعش كرامته ومكانته وأهله وشوارعه وبيوته.
وأظن أنه من حقنا الآن أن تعرف حقيقة ما يجري في العراق وعلى الأرض بعيداً عن أي ادعاءات أو أوهام أو أشباح. من حقك الآن أن تعرف كيف قاد صدام حسين كل هذا الذي جرى في العراق طيلة الأيام الماضية.. ولا أقصد بالتأكيد مسايرة زملاء لي كنت أظنهم أكثر التزاماً ووقاراً وجدية من أن يشيعوا أن صدام حسين لا يزال على قيد الحياة وانه مختبئ في مكان وسيعود يوماً ما.. بل وأذاع هؤلاء تسجيلات صوتية زعموا أنها لصدام من مخبئه الذي لا يعرفه أحد.. وبعيداً عن كل هذا العبث والكلام الفارغ وعمن يملك الجرأة والوقاحة لترديده ومن يملك الغفلة والسذاجة لتصديقه.. فإن صدام حسين مات منذ ثماني سنوات بعد أن حكمت الولايات المتحدة بإعدامه.
لكن الذي أقصده الآن هو أن صدام حسين الذي في قبره الآن يعيد من جديد رسم خريطة العراق ويترك أتباعه وقادته وجنوده يحملون صورته واسمه ويخوضون كل معاركهم الحالية.. وإن كنت قبل التوقف أمام ذلك أود التوقف أولاً أمام صدام حسين والعالم.. انسوا إعلامنا المصري والعربي المأخوذ بالأساطير وعاشق الخرافات الذي يشيع الآن أن صدام حسين لا يزال على قيد الحياة.. فصدام حسين في العالم حولنا له حكايات أخرى بعيداً عن الذين يعودون للحياة بعد موتهم.
الطماطم والخيار
وبالتأكيد لم يبق صدام حسين على قيد الحياة وليس باستطاعته الخروج من قبره.. لكن التأمل الهادئ والعميق للمشهد العراقي الحالي.. يجعلك تشعر بصدام حسين في كل مكان وفي كل زاوية وطريق.. فكل الانتصارات التي تتحقق على الأرض الآن هي انتصارات ضباط وجنود صدام حسين.. الجيش العراقي الذي تم تفكيكه عقب الاجتياح الأميركي لبغداد ثم مطاردة صدام وإعدامه لاحقاً.. فهؤلاء تفرقوا في كل زوايا العراق.. منهم الذي اعتزل الحياة رغم عدم موته.. ومنهم الذي هاجر خارج العراق.. ومنهم الذي بقي متخفياً ساكناً في انتظار أي فرصة للعودة من جديد.. وهؤلاء هم الذين تم تجميعهم على مهل.. وبمنتهى الهدوء بدأت إعادة تشكيل جيش عراقي جديد ليس تابعاً لأحد.. لا تسيطر عليه أي سلطة من السلطات المتقاسمة لثروات العراق ومقاديره حالياً.. جيش يضم كل الضباط والجنود السابقين في زمن صدام.. وما بات يعرف باسم الجيش النقشبندي.. وأبناء العشائر العراقية.. وأعضاء حزب البعث العراقي القديم.. والشبان الرافضين للاحتلال الأميركي الذي منذ سنوات يسمح كل يوم بمجازر جديدة حتى بات الموت اليوم والدم بمثابة خبز الحياة وملحها في كل مدينة وقرية وطريق عراقي.. وهؤلاء هم الذين بدأوا الانتفاضة العسكرية ضد حكومة المالكي الشيعية المدعومة إيرانياً وأميركياً.. يقودهم عزة إبراهيم الدوري.. نائب رئيس مجلس قيادة الثورة قبل سقوط نظام صدام حسين.. والرجل الثاني خلف صدام حتى النهاية.. والذي اختفى بعد دخول الأميركيين العراق ولم يظهر إلا مؤخراً قائداً للثورة في العراق.
من المهم جداً توضيح أنها ليست ثورة قام بها ضباط وجنود وعشائر وشبان ينتمون للسنة فقرروا إزاحة حكومة شيعية.. فهذا تبسيط ساذج ومخل وتصور خاطئ تماماً للحقيقة العراقية على الأرض هناك.. إنما هي صورة ضد كل الحسابات الأميركية والأطماع الإيرانية.. ضد حكومة لم تمتلك من الذكاء ما يكفي لأن تدرك أنها تدير شئون وحياة وأيام ومطالب واحتياجات كل العراقيين وليس الشيعة فقط أو المقربين من دوائر حكومة المالكي ووزرائها. فالولايات المتحدة كانت تتخيل العراق وأهله جميعهم مجرد ورقة للتفاوض مع إيران فتتنازل الولايات المتحدة عن العراق لإيران أو تتركها تمارس ما تشاء على الأرض العراقية مقابل مكاسب ومصالح أميركية يتم الاتفاق عليها.. أما إيران فباتت تتخيل أن وجودها على الأرض داخل العراق هو الخطوة الأولى لتأسيس الدولة الشيعية على شطآن الخليج العربي من العراق إلى الكويت إلى البحرين إلى آبار النفط السعودي.. وكان هذا هو المخطط غير المعلن والذي لا يزال قائماً حتى الآن. ولكن الثورة التي قامت الآن باتت تشكل تهديداً حقيقياً لكل هذا المخطط والمصالح غير المعلنة.. وكان لابد من مواجهة تلك الثورة قد الاستطاعة.. إيران.. مثل أي دولة أخرى في العالم الثالث.. رأت أن المواجهة العسكرية هي الحل.. فكانت ثلاث فرق إيرانية مسلحة تتوجه إلى داخل العراق لدعم حكومة المالكي ورجاله.
أما الولايات المتحدة فقد أعلنت رسمياً على لسان رئيسها باراك أوباما أنها أبداً لن تتدخل عسكرياً في العراق من جديد.. فكان الحل الأميركي المناسب هو تشويه كل ما يجري على أرض العراق حالياً.. ولأن هؤلاء الثوار والعشائر وضباط صدام حسين وجنوده.. تزامنت ثورتهم مع انتصارات أخرى أقل قيمة في سوريا لجماعة إسلامية متشددة وإرهابية اسمها داعش -أي الحروف التي تختصر دولة إسلامية في العراق والشام - ولان داعش قررت مؤخرا تكثيف عملياتها في العراق رفضاً لجرائم المالكي ورجاله ضد السنة في العراق لمصلحة الشيعة وايران.. فقد رأت الولايات المتحدة أن الحل الوحيد هو الاكتفاء بالحديث عن داعش فقط طالما كان الأمر يخص العراق.
داعش هي التي تحارب.. داعش هي التي تدخل المدن والقرى المسالمة.. داعش هي التي تذبح الرجال وتجبر النساء على جهاد النكاح.. داعش هي التي تقتل الأطفال وتهدم البيوت وتحرق الزرع وتكره الأمان.. داعش هي التي تضع قائمة لا نهائية من المحرمات التي سيموت كل من يرتكبها إلى درجة عدم جواز خلط الخيار بالطماطم في طبق السلاطة.. ابتكرت السياسة الأميركية هذا المنهج.. أو ألقت بالطعم المغري الذي اصطاد الإعلام العربي كله بسنارة واحدة.. فانفجر هذا الإعلام حديثاً وصخباً وخوفاً وسخرية من داعش في العراق.. ساعدت على ذلك إسرائيل وإعلامها لأن الأمن القومي الاسرائيلي يتطلب عراقاً ضعيفاً مفككاً مشغولاً بمجرد البقاء على قيد الحياة وبعدم جواز خلط الطماطم والخيار في طبق واحد.. ولذا كانت ماكينات الإعلام الإسرائيلي تعاون مثيلتها الأميركية في تضخيم داعش وكأنها القوة الجبارة الوحيدة في العراق والتي لابد أن يخاف الجميع أن تصل إلى بقية البلدان العربية.
إلا أن الإعلام العربي الطيب جداً في حقيقة الأمر ونشطاء العرب على شبكات التواصل الاجتماعي بكل ما اشتهروا به من عبقرية وهمة في ترويج الشائعات والأكاذيب.. أعفوا الجميع من العمل وقاموا هم بالمهمة كاملة.. وبات الكثيرون جداً.. مثلك تماماً ومثل ملايين آخرين.. يتمنون بالطبع ألا تنتصر داعش التي هي الإرهاب والخوف والدم والموت.. وأصبحت أنت تلقائياً تتمنى انتصار المالكي وحكومته.. أصبحت أنت تلقائياً أيضاً تتمنى أو حتى تتساءل لماذا لا تتدخل أميركا لتحمي هؤلاء العراقيين الأبرياء من داعش وعصاباتها وجرائمها.
هذا بالضبط ما كان مطلوباً بكل دقة.. فأنت لم تسمع أحداً من قبل يحدثك عن جيش صدام وجنوده وأبناء العشائر الذين لا علاقة لهم بداعش أصلاً.. وبالتأكيد لك العذر في ذلك.. فطوال الوقت كان يطاردك إلحاح إعلامي تليفزيوني وصحفي وعبر صفحات التواصل الاجتماعي بأن الحكاية كلها هي داعش.. والمجرمون هم داعش.. والذين يحاربون هم داعش.. بينما في حقيقة الأمر كانت لداعش حربهم الخاصة المحدودة جداً ومساحة القوة المحدودة أيضاً.. بينما الذي يحارب فعلاً هم جيش صدام وبقية الفصائل الأخرى الرافضة لهيمنة الولايات المتحدة وإيران وخطايا حكومة المالكي.. وهو الجيش الذي قد يفاجئك الآن بأنه يتلقى دعماً استراتجيا وأحياناً عسكرياً وسياسياً غير معلن سواء من تركيا أو المملكة العربية السعودية.. وهذا الجيش بالمناسبة هو الذي قام بتحرير الموصل كثاني أكبر مدينة عراقية.. وهو الذي دخل مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين وسط ترحاب وحفاوة من أهلها وأيضاً من رغد ابنة صدام المقيمة حاليا في الاردن والممنوعة من الكلام.. فإن فرحتها بما يجري جعلتها تنسى اتفاقها مع الحكومة الأردنية.. وبدورها تغاضت الحكومة الأردنية عن كسر رغد صدام حسين لهذا الاتفاق.. وقالت رغد أنها سعيدة جداً بمقاتلي والدها وانتصاراتهم في العراق بقيادة عمها عزة إبراهيم ومعهم أبطال الجيش النقشبندي.. وأضافت رغد أنها تتابع أولاً بأول كل ما يجري على أرض العراق وأنها لأول مرة منذ سنوات تشعر بهذه الفرحة الحقيقية وتستعيد من جديد حلمها بعراق واحد قوي يعود من جديد.
تحرير بغداد
ومن المؤكد أن إعلامنا.. ونشطائنا.. الذين ملأوا الدنيا صراخاً عن داعش وجرائمها.. لم يكن لديهم الوقت الكافي ليتأملوا ويعرفوا من الذي تم اختيارهم كقادة للمدن التي يتم تحريرها من جيش المالكي وحكومته.. فهم غالباً من قادة جيش صدام الذي كان والذي يعود الآن.. أي ليس من أبناء الجماعة الإسلامية المعروفة باسم داعش.. قادة وضباط منتمون لصدام حسين وليسوا من أمراء داعش. فعزة الدوري أصبح قائداً أعلى لكل هؤلاء.. ولا تزال خطته تهدف إلى دخول بغداد وتحريرها من المالكي ومن الأميركان والإيرانيين أيضاً.. ونقل لي صديق عراقي مقيم في بغداد عن أموال ومنقولات كثيرة لمتنفذين في الحكومة العراقية تم تهريبها بطائرتين خارج العراق منذ أربعة أيام خوفاً من سقوط نظام المالكي وحكومته في أي لحظة.. وقد قرر عزة إبراهيم منع أعضاء داعش من التعرض للشيعة والأكراد.. وقال أيضاً إنه لا يقود جيشاً سنياً يحارب الشيعة من بني وطنه ويريد إبادتهم والخلاص منهم.. إنما هو ضابط عراقي يريد تحرير كل العراق واستعادته لكل العراقيين.. بل ونفى عزة إبراهيم بشدة كل ما سبق ترديده في وسائل الإعلام عن النية في اجتياح المدن الشيعية المقدسة مثل النجف وكربلاء.. فقد قالت تلك الوسائل الإعلامية إن داعش ستدخل النجف وكربلاء وتهين كل رموز الشيعة وستقوم بتحطيم وتخريب كل مزاراتهم المقدسة.. واضطر عزة إبراهيم لنفي ذلك كله.. ومهاجمة وسائل الإعلام العربية الكثيرة التي في الأول تعرضت للخديعة وأسهمت في ترويج داعش وقوتها وجرائمها.. ثم عادت تلك الوسائل مرة أخرى لترويج حكاية السنة والشيعة وكأنها وسائل لا يعنيها ولن يسعدها إلا مزيد من تمزيق العراق وتفتيته.. كأنها وسائل لا تكترث بالعراق أصلاً وترى أهله مجرد مادة إعلامية ووسيلة لجذب انتباه الجمهور حتى انتهت العروض التليفزيونية بالدم يغطي شوارع ومدن العراق.
وأود في النهاية التأكيد على أن داعش رغم وجودها على الأرض.. ورغم السلاح الذي تملكه.. والانتصارات التي تحققها.. ورغم مذابحها نتيجة ضيق الأفق وسوء إدراك لتعاليم الدين وأخطاء فادحة في تطبيقها.. إلا أن داعش ليست هي صاحبة الحكاية في العراق.. ليست هي القائدة للثورة أو حتى صاحبتها.. ليست هي التي تفتح المدن وتطرد جيش المالكي منها ومن القرى حولها.. ليست داعش هي التي يخافها المالكي أو أميركا أو إيران.. إنما هو جيش صدام وكل حلفائه من العراقيين.. وإذا كان بعض الصحفيين الأميركيين قد واجهوا رئيسهم باراك أوباما هذا الأسبوع وقالوا له أو كتبوا أنه لم يكن على صواب حين قال عام 2011 إن أسامة بن لادن قد مات ولن يسير على الأرض مرة أخرى.. لأن الأيام أثبتت أن الأرض لا تزال تمشي عليها أفكار بن لادن ممثلة في رجاله سواء كانوا تنظيم القاعدة أو بقية التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي خرجت من عباءتها.. فإنني بالمثل أقول إن صدام حسين قد مات بالفعل ولن يمشي على هذه الأرض مرة أخرى.. لكنه لا يزال قائداً للثورة الحالية في العراق.. ضباطه وجنوده يقودونها وينتصرون باسمه رافعين صوره راغبين في رد الاعتبار له وراغبين أكثر في استعادة العراق الذي كان.
وأنا هنا أقرر حقيقة وأمراً واقعاً.. فقد يكون رأيك في صدام أو تقييمك لتجربته في حكم العراق ليس بالرأي الإيجابي أو في مصلحة صدام الذي نجح في حكم العراق الموحد إلا أنه في النهاية أضاع العراق كله نتيجة مغامرات خاطئة ومطامع شخصية في مزيد من العظمة.. فأي إنسان عاقل لا يمكن أن يغفر لصدام قراره بغزو الكويت واحتلاله.. وهو القرار الخاطئ الذي لا يزال العرب جميعهم يدفعون ثمنه حتى الآن.. إلا أن تأييد جيش صدام الساعي الآن لتوحيد العراق وتحريره.. لا يعني مطلقاً تأييد كل وأي قرار سابق لصدام حسين.. أو أن عزة الدوري في حال نجاح الثورة وقيادته للعراق من جديد سيعود لنفس سياسات ومنهج صدام ويكرر نفس أخطاء الماضي.. فالدنيا كلها تغيرت والحسابات تبدلت واختلفت تماماً.. والذي يعنيني الآن هو أن يعود العراق عراقاً.. فأنا شديد الحب والاعتزاز لهذا البلد العريق والجميل.. هو جزء من ثقافتي وانتمائي وكبريائي أيضاً.. وأعرف أنني كمصري سأزداد قوة حين يعود العراق متماسكاً وقوياً.. أعرف أنني كمصري احتاج إلى العراق مثلما يحتاج العراق الآن إلى تعاطف ودعم وتأييد كل المصريين.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34779
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: ليست داعش هي التي يخافها المالكي أو أميركا أو إيران. إنما هو جيش صدام وكل حلفائه من العراقيين.
الجميع يعرف ان ما يحدث في العراق هي ثورة حقيقية حتى وان تم تشويهها بفصيل داعش،،، اللهم أنصرهم على البغاة
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19768
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي