الزيارة المليونية إلى الإمام 'داعش' في الموصل
صفحة 1 من اصل 1
الزيارة المليونية إلى الإمام 'داعش' في الموصل
بقلم: أسعد البصري
لعشائر العربية ال أصيلة تقاتل الآن في الموصل وصلاح الدين في سبيل البحث عن خلاص لم تستطع الحصول عليه، لا بالبرلمان ولا بالإعتصامات المليونية السلمية.
ما هي أخبار المليوني متطوع؟ وما هي أخبار الزيارة المليونية إلى أئمة داعش؟ هل حدث شيء اليوم؟ ربما قوات المالكي تنتظر المزيد من التعزيزات؟ المسافة من بغداد إلى الموصل ثلاث ساعات فلماذا لم يصل المالكي منذ عشرة أيام؟ العالم مازال ينتظر هزيمة هؤلاء الـ 500 داعشي؟
في الحقيقة الخراب الذي ألحقه نوري المالكي بالعراق لا يمكن إصلاحه. تهجير نصف مليون إنسان من الأنبار، وربما مثل هذا العدد تم اقتلاعه من الموصل الآن بسبب تصاعد الأحداث، أما بغداد العاصمة فقد كانت على قائمة أعمال نوري المالكي منذ عام 2006 حيث تم اجتثاث أكثر من مليوني إنسان لأسباب مذهبية. نحمل رئيس الوزراء المسؤولية لأنه حصر وزارة الدفاع والداخلية بيده منذ 2010.
الفشل العسكري المريع في الموصل وصلاح الدين بتاريخ 10/5/2014 جعله لا يثق بالقوات المسلحة، ورغم أن مشكلة الجيش لم تكن نقصا في عدد الجنود فإنه فتح باب التطوع على مصراعيه بعد فتوى السيستاني وترك للميليشيات مهمة حماية العاصمة بغداد.
أنفق المالكي 100 مليار دولار منذ عام 2006 على المؤسسات الأمنية الفاشلة الفاسدة كانت فيها الميزانية العسكرية أكبر من التعليم والصحة والمشاريع البيئية. فإذا كانت العمليات في الأنبار تكلف الحكومة سبعة ملايين دولار يوميا، فما هي كلفة العمليات الجديدة في الموصل وصلاح الدين؟ خصوصا وأن الجنائز بدأت تصل بالمئات في تعتيم إعلامي حكومي كبير. كل هؤلاء الضحايا سيكلفون الحكومة مرتبات تقاعد ورعاية أسر بكاملها على مدى طويل.
لقد حكم المالكي بهاجس قدرة السنة على الإنقلابات العسكرية، فقرر طرد الضباط الكبار من الجيش، وقسم كبير منهم لم يستلم مرتبه التقاعدي، مسلطا على رقابهم قوانين اجتثاث البعث، الذي استخدم لملاحقة الخصوم السياسيين أيضا منذ عام 2010، وهذا أدى كما نسمع إلى نجاح تنظيم داعش في استقطاب الضباط الناقمين الذين يشكلون اليوم معظم الخبرة العسكرية والمخابراتية لهذا التنظيم.
حالات الإعتقال العشوائي التي قامت بها القوات الخاصة (سوات) والسجون السرية والتعذيب، وانتشار حالات إنسانية صعبة في مجتمع محافظ، كاغتصاب المعتقلات. كل ذلك زاد من حالات الغضب مع تنامي قوات القاعدة في سوريا بسبب الحرب الأهلية الطويلة هناك.
السياسي العراقي المخضرم أحمد الحبوبي ردا على سؤال هل يعتقد أن هناك تعاطفا شعبيا مع "داعش" قال الحبوبي: "بصريح العبارة منذ 2003 وحتى الآن هناك الكثير من القوى الشعبية تعاني وتشعر بالتهميش والإبعاد وهضم الحقوق، وللأسف الجيش العراقي لم يكن جيشا حقيقيا وسياسة المالكي عمقت هذا الشعور، لذلك هناك حالة لاستجداء الخلاص". وفي ذات المعنى كتب السفير السعودي في لندن "هذه الأجندة الطائفية التي تمارس بلا خجل التي تشمل أيضا القمع العنيف والدموي للاحتجاجات السنية في الماضي القريب- أزعجت سنة العراق، وفيهم أعداد كبيرة 'اختفت' أو غادرت العراق في ظل هذا الحكم". كل الآراء تتفق على أن حضور داعش القوي هو نتيجة للقمع الطائفي أو كما يخلصها الكاتب محمد الرميحي "لنؤكد بوضوح أن «داعش» مُهدد خطر للمنطقة بكاملها، بما يحمله من فكر، ذلك أمر لا نقاش فيه، لكنه مكون صغير في خضم الصراع في المنطقة، وربما هو رد فعل أكثر منه فعلا. ما يحدث في العراق هو أكبر من داعش". لكن كيف يحدث رد فعل عنيف كهذا يتعاون مع داعش في مدينة عربية كبيرة معروفة بالتجارة والفنون والتعايش والتسامح كالموصل مثلا؟
إنه شعور بالإحباط واليأس، ليس من الحكومة طائفية فقط، بل من السياسيين السنة ومن الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .السنية أيضا. فقد رأينا الصدمة الكبيرة حين نزل الشيخ أحمد أبو ريشة والشيخ محمد خميس أبو ريشة من منصة الإعتصام في الأنبار، وتحتهم كانت الملايين الغاضبة المقهورة تبكي، مع ذلك هذان الشيخان اشتراهما المالكي بالمال وحملا السلاح ضد المعتصمين، وساهما في قصف الفلوجة والرمادي. الشيخ علي الحاتم السليمان أمير الدليم بقي الشخصية العشائرية الأكثر شهرة واحتراما لكن الأحداث كانت أكبر منه، ورأينا كيف خرج في النهاية من الأنبار قبل شهر تقريبا، ولم يعد إلا بالأمس بعد تخفيف الضغط عن الأنبار، وانفتاح عربي وعالمي على مشكلة السنة في العراق.
بكل تأكيد العشائر العربية الأصيلة تقاتل الآن في الموصل وصلاح الدين، متحملة انقطاع الكهرباء والماء والوقود، في سبيل البحث عن خلاص لم تستطع الحصول عليه لا بالبرلمان، ولا بالإعتصامات المليونية السلمية. ولكن ما الذي يمنع النجيفي الآن من الإتصال بالعشائر؟ عشرة ملايين دولار لكل شيخ عشيرة وتنتهي القصة غدا صباحا، كما حدث مرارا في الأنبار؟ الذي يمنع الجميع هو قطع الرؤوس وداعش. قبل شهر قامت داعش باغتيال قائد الصحوات المسلحة في الأنبار محمد خميس أبو ريشة بعملية انتحارية.
الذي درس فلسفة، ويفهم في تحليل الخطاب الأدبي، واستمع جيدا إلى خطاب العدناني، هذا خطاب عقائدي مدمر، أقوى من خطاب حسن نصرالله العقائدي الملتهب نفسه. خطاب خارج من معاناة وعذاب مخيف. صوت قادم من الظلام والإرهاب لا يمكن سماعه في عصرنا هذا، إلا إذا تم فعلا التحرش بالعظام وبالضمير الوجداني العميق للأمم. ونحن إذ نضم صوتنا إلى العقلاء في محاربة الإرهاب الدموي نتساءل أيضا من الذي أخرج هذه الأشباح من قبورها، ومن الذي جلبهم إلى العراق؟ إنه القمع الطائفي الشيعي، والدعاية العقائدية، والتبشير الإيراني في العراق.
هناك طرح خليجي خجول في أنه لا بديل للقوميين العرب في العراق، إذا قُدر له أن يبقى موحدا. الخيار الثاني هو اقتراح السيد مسعود البارزاني في ضرورة تشكيل إقليم سني مستقل يشبه إقليم كردستان.
ربما لهذا نرى السيد البارزاني بخبرته السياسية الطويلة مهتم بعلاقته مع السنة أكثر بكثير من حكومة بغداد. فإذا كان حل الأزمة الحالية بإقليم سني، فهو الإقليم المجاور لإقليم كردستان، والأكثر أهمية بالنسبة للأكراد. وإذا صار الحل بدولة عصرية وطنية ذات وجه عروبي يعيد العراق للجامعة العربية، فهذا الحل سيكون بنفوذ سني عربي أيضا، والأكراد سجلوا مواقف مشرفة مع السنة العرب في معاناتهم.
مع كل ما تقدم لا يبدو المالكي مباليا بالتغيرات في مزاج الرأي الإقليمي والعالمي واضعا كل أمله بشفاعة الزيارة المليونية المقدسة التي يقوم بها المتطوعون إلى أئمة داعش في الموصل.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34773
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» العثور على أسلحة سعودية لدى"داعش" في الموصل
» ماذا تريد ..وما الغرض من الزيارة ..وما علاقة هذه الزيارة بما حدث قبل يومين؟
» "داعش" يفخخ منارة الحدباء في الموصل تمهيدا لتفجيرها
» عزت الدوري يظهر في الموصل.. البعثيون يمنعون "داعش" من التدخل في حياة المواطنين عربا وكردا
» المرجع العربي الصرخي مهاجماً السيستاني: إيران ستسقط أسرع من الموصل.. والتحالف ضد "داعش" سيفشل
» ماذا تريد ..وما الغرض من الزيارة ..وما علاقة هذه الزيارة بما حدث قبل يومين؟
» "داعش" يفخخ منارة الحدباء في الموصل تمهيدا لتفجيرها
» عزت الدوري يظهر في الموصل.. البعثيون يمنعون "داعش" من التدخل في حياة المواطنين عربا وكردا
» المرجع العربي الصرخي مهاجماً السيستاني: إيران ستسقط أسرع من الموصل.. والتحالف ضد "داعش" سيفشل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي