عاجل الزاوية : القاعدة توسع نشاطاتها بالمدينة

تشهد مدينة الزاوية منذ فترة عمليات مداهمة لبعض المنازل وقبض عشوائي على المواطنين، ظن الأهالي في بادئ الأمر أنها تنفذ من قبل المليشيات المسلحة بغية الابتزاز والتعذيب كما اعتاد الناس منذ نكبة فبراير اللعينة. 
ولكن الأمر لم يكن كما يبدو في ظاهره، إذ أن شهود عيان وبعض المتضررين أكدوا أن عمليات المداهمة تمت من قبل جماعات مسلحة يمتاز أفرادها بأنهم من أصحاب اللحى ويرتدون السراويل القصيرة، وأنهم يدعون مهاجمتهم لأوكار المخدرات والخمور قصد القضاء عليها، دون استثناء من وصفوهم بأصحاب السوابق أو من لهم سمعة في تعاطي المذهبات العقلية. 
وقد أكدت مصادر عدة أن عمليات مداهمة حدثت على وتيرة واحدة تكررت لعدد فاق 10 حالات في المنطقة الواحدة خلال أقل من شهر ، كما وأن المناطق التي تشهد هذا النوع من العمليات هي التي يتركز فيها تواجد ما يسمى أنصار الشريعة وهي المطرد والحرشة وصبراتة. 
كما وأن عددا من الملثمين الملتحين يجوبون الطرق الرئيسية بالمدينة ليلاً ويلقون القبض على من يمر بالطريق أيا كان سبب مروره منه بزعم محاربة الفساد والقضاء على متعاطي الخمور وممارسي المنكرات. وقد شهدت المدينة حالات اعتداء بالضرب والركل على مواطنيت تواجدوا بالطريق الساحلي حوالي الساعة 11 استدعت نقل بعضهم للخارج لتلقي العلاج بسبب سوء حالته. 
والمؤسف في الأمر أن المواطنين الذين يتقدمون بشكاوى لا يلقون آذاناً صاغية من الجهات الأمنية كونها غير قادرة على مجابهة هذه الجماعات التي تمارس نشاطها علناً دون حسيب أو رقيب. 
وفي السياق نفسه فقد ذكرت مصادرنا في غرب الزاوية أن عددا من الزوارق وجدت راسية على ميناء المطرد عقب هجوم الأهالي على معسكر الـــ27 مما يثبت انتقال المتطرفين من المعسكر للمدينة وتمركزهم بها منذ ذلك الوقت. 
وقد شهدت بعض المدارس توجه بعض من أنصار الشريعة بسيارات مسلحة عليها خرقتهم السوداء ، ومطالبتهم للمعلمات بارتداء الزي الشرعي حسب قولهم وتهديديهم لهن بأن من تخالف هذا الأمر سيتم رميها بالرصاص داخل المدرسة لتكون عبرة لكل متبرجة سافرة حسب قولهم. 
والأدهى وامر أنه وقبل عدة أيام تم القبض على رجلين يرتديان عباءات نسائية ووجوهم مغطاة بخمار داخل صالة شعبية للملابس بمدينة صرمان تعرف بصالة ليبيا تتكون من طابقين. حيث تمكن أحد المتواجدين بالصالة من التعرف على الرجلين من صوتهما أثناء اتفاقهما على مكان وضع شيء ما داخل الصالة ، دون أن يتمكنوا من رؤيتها وأبلغ عنهم وتم القبض عليهم ونقل ما بحوزتهم الذي ظهر أنه حقيبة ناسفة كان يهدفون لاستخدامها في تفجير الصالة دون مراعاة الأرواح التي سيحصدها هذا التفجير.
ولازال الأمر على حاله في المدينة التي لم يعد أهلها يلقون بالاً لهذه الكارثة ، إذ ما بات يشغلهم هذه الأيام هو الطابور الذي عليهم أن يصطفوا فيه في كل مكان يقصدونه ، محطات الوقود ، المصارف ، بل وحتى المخابز ..... ولك الله يا زاوية 

المصدر: أحرار الزاوية