تزييف فقهاء التخلف لما ملكت ايمانكم /من اجل تفسير عصري للقران الكريم

ما ملكت أيمانكم
من أكبر الأخطاء التاريخية التي حدثت في فهم القرآن كان الخلط بين كلمة " إماء " و التى كانت تمثل طبقة الرقيق وقت نزول القرآن و بين كلمة " ما ملكت أيمانكم ".
فلا يوجد آية واحدة فى كتاب الله تبيح بأى صورة من الصور وجود علاقة جسدية مع " الأمة " فما هى ما ملكت الإيمان إذاً و التى أبيح وجود علاقة جسدية معها؟
تأتى كلمة «أيمان» فى القرآن أساساً بمعنى العهود و المواثيق

>لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
(ذلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
(وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا)

فما ملكت أيمانكم هى من تملك عهداً ( أى يمين من أيمان ) بالإرتباط الزوجى و لكنها لم تنتقل رسمياً لبيت الزوجية بعد ( مثل مرحلة كتب الكتاب قبل ما يسمى بالدخلة فى عصرنا الحالى ). فكلمة ما ملكت أيمانكم لا علاقة لها من قريب أو بعيد بكلمة إماء أو أمة. و نلاحظ أن القرآن لم يقل أبداً " أزواجكم «و» ما ملكت أيمانكم " و إنما إستخدم تعبير " أزواجكم «أو» ما ملكت أيمانكم " لأنهما وجهان لعملة واحدة و مراحل مختلفة فى الإرتباط الأسرى (إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). كأن يقول لك أحد " إحضر معك طعام أو أكل " فلا يصلح أن نقول إحضر طعام و أكل لأنهما شيئاً واحداً قد يوصف بأوصاف مختلفة و كذلك كلمة أزواجكم أو ما ملكت أيمانكم فقد كانتا وقت نزول القرآن تعبيرات مختلفة للدلالة على الإقتران المُعلن بين الرجل و المرأة كأن نقول فى عصرنا الحالى إذا دعونا مجموعة من الناس الى حفل أن الدعوة تشمل زوجاتهم أو قريناتهم من حق كل مدعو أن يحضر معه زوجته أو قرينته ( فهى تمثل تعبيران مختلفان لنفس الشئ ) و لو كانا شيئين مختلفين لقيل " يحضر معه زوجته و قرينته " .
و كانت العهود ( الأيمان ) وقت نزول القرآن شفوية و لكنها معلنة أمام الجميع و إذا أرادت المرأة كتابته فقد أقر القرآن ذلك {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ } و قد يكتب عهد الزواج فى صورة عقد رسمى و من هنا جاءت كلمة {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ }.
و محاولة فهم كلمة " ما ملكت أيمانكم " بمعنى أن يمينه (أى يده اليمنى كما فى قوله تعال: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ) تملكها هو مفهوم يتعارض مع القرآن ذاته و الذى يقول عن البشر {لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} فمن هذا الذى يتجرأ أن يقول أنه يملك إنساناً آخر.