الرّدُّ الظَّاهِرُ البَيَان عَلَى مَا جَاءَ في تُرَّهَاتِ الإِخْوَانْ
صفحة 1 من اصل 1
الرّدُّ الظَّاهِرُ البَيَان عَلَى مَا جَاءَ في تُرَّهَاتِ الإِخْوَانْ
الرّدُّ الظَّاهِرُ البَيَان عَلَى مَا جَاءَ في تُرَّهَاتِ الإِخْوَانْ
ردٌّ على ما جاء في بيان سُمِّي زورًا باسم: "بيان قيادات وثوّار ومشايخ وأعيان ومؤسسات المجتمع المدني زليتن" الصادر بتاريخ26 رمضان1435هـ الموافق: الخميس24/7/2014
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أظهر الحقّ، والصلاة والسلام على نبيّنا سيد الخلق، وعلى آله وأصحابه ذوي الخلق. وبعد:
فإن البيان المزعوم، والذي صدر باسم زليتن، علماء وثوارًا ومشايخًا وأعيانًا، لم يضمّ إلا الإخوان حسبما شُوهد على القناة الفضائية التي عرضت البيان مصوّرًا. ولم يمثِّل البيان جميع أطياف المجتمع في زليتن، وكان إطلاق هذه الزّمرة هذا البيان باسم زليتن زورًا وكذبًا، والأولى بهم ان يقولوا: هذه وجهة نظرة قائليه، والظاهرين على هذه الشاشة، او من كتبه ونشره. ولذلك كان لزامًا على الشرفاء من أبناء هذا الوطن، ممن لا يدّعون أنهم فقط الثوار، أو فقط الأعيان ، أو فقط المشايخ، أن يردّوا على هذه التُّرّهات، والتي تحمل في طيّاتها الرعب والقتل والدماء المحرّمة، والتي أمرنا في نصوص الشريعة المتواترة بالحفاظ عليها ما أمكن. ولن نتناول هذا البيان نقطة نقطة، لأنه سيطول بنا الحال دون طائل، وإنما سنتعرّض للمسائل الرئيسة التي تناولها البيان المزعوم. أما مقدّمة البيان، فنعرض عنها صفحًا، مع ما شحنوا فيها من الباطل في صورة الحق، وفي صياغات تدلّ على خبث طويّة، وسوء خلق ودين. وأما باقي البيان فقد صاغوه في خمسة نقاط، نردّ عليها نقطة نقطة بتوفيق الله: النقطة الأولى: وقد طرحوا فيه نتيجة حاسمة، وهي أن: 1. المعركة بين الثورة والانقلابيين. 2. المعركة بين ثوار يريدون نصر الحقّ والقانون والمؤسّسات، وبين عصابات عاثت في الأرض الفساد والسّرقة. نقول وبالله التوفيق: إنّ المشارك في الخصومة لا يُقبل منه أن يكون طرفًا مُحايدًا، لأنه لن يكون البتّة مع الإنصاف والاعتدال، بل سيكون منحازًا لجماعته وفريقه. وهؤلاء الذين كتبوا البيان أبناؤهم وأبناء عمومتهم مشاركون في هذه المعركة، منحازين إلى طرف دون آخر، ولذلك كلامهم هذا لا اعتبار له عند المتخصّصين ذوي العقول. وأمّا بخصوص الفساد والسرقة المنتشرة، فالأولى بهؤلاء ان يعالجوا مدينتهم من مجرميها، أو مجرمي المدن المجاورة المتذرعة باسم الثورة، والتي يعيث أبناؤها في بلدتهم الفساد والقتل، وما حصل للقتيل الذي دافع عن سيارته طويلا، ولم يُرد ان يسلمها للمعتدين الذين أرادوا سرقتها نهارا جهارا، وهو المشهور بـ (ديان)، وقتل بدم بارد، وفرّ القتلة، وهي قصة واحدة، يعرفها الجميع، ولكنها إحدى عشرات عمليّات السطو التي يقوم بها مجموعات معلومة الانتماء والسكن، والتي قُتل كثيرون إثرها، وسرقت أموال، وانتهكت حرمات. أترى أين هؤلاء المجرمين القتلة، أأقيم عليهم القصاص، أوليس الأولى لمن أراد أن يقيم القانون وأن ينصر الحق أن يشدّ على أيدي هؤلاء، وهم من المفسدين في الأرض، الذين ذكر الله تعالى في كتابه جزاءهم المستحقّ. أم أنها الأهواء ؟!!! النقطة الثانية: وقد أكّدوا فيها على أنّ: 1. كتائب القعقاع والمدني هي بقايا اللواء 32. 2. ما تقوم به الكتائب هو تكرار لمشهد الرعب والاغتيال في بنغازي. 3. سيطرة هذه الكتائب على المطار انحراف على مسار الثورة. والردّ عليهم بالآتي: مرّ على تحرير طرابلس والانتصار على قوّة القدافي سنوات [ آخر 2011 – 2012 – 2013 – نص 2014]. آالآن تبيّنت لهم هذه الحقائق، وعلموا هذه المعلومات، وفهموا هذه الأمور. أكان هؤلاء قبل تحقيق النجاح إخوةً ومعينين على نصرة الحق، وإسقاط الباطل، واليوم لأنّهم لا يوافقونكم في آرائكم تصفونهم بهذه الأوصاف، أم أنّها الحاسية المفطرة من الجيش والقوّة التي تضرب على أيدي المفسدين؟!! ثم إن مشهد الرعب والقتل في بنغازي لم يحصل مثله في طرابلس إلى بعد دخول الجماعة التي تنضوون تحتها وتؤيدونها، ولم يحصل في طرابلس هذا منذ قرون. والغريب أننا لم نركم يومًا تستنكرون ما حصل في بنغازي من قتل ورعب واغتيالات، إلا بعد أن قامت مجموعات من الجيش الليبي التي ساهمت في نصرة الثورة تدافع عن نفسها وعن المظلومين، ضدّ عمليات الاغتيال المتكررة يوميا. وأما كون وجود المطار عند المجموعة التي هم فيها اليوم يعتبر انحرافًا على مسار الثورة، هذا الكلام يفيدنا أن الثورة من أوّل يوم قد انحرف مسارها، لأن هذه المجموعات هي من حررت المطار من أيدي أنصار القدافي، وهي من قامت بتأمينه وتأمين المسافرين منذ التحرير وحتى اليوم، ولم تعرقل الرحلات فيه البتة. وبالمقابل في المطار الذي يتحكّم فيه الجماعة التي تؤيدونها: يلازمه مجموعة من المجرمين، يتلقّون الرّكّاب القادمين من البلدان المختلفة، ولا يسمحون لأحد غيرهم بأخذهم، ويشترطون أغلى الأسعار على من ينقلونه بسيارتهم، بل ويستخدمون التهديد على غيرهم، وأهل تاكسيات تلك المدينة يعلمون هذه الحقائق، ولا يستطيعون أن يحركوا ساكنًا. أين أنتم، أم أنهم لا يوافقون على أهوائهم وطلباتكم وأفكاركم الظلاميّة؟!! النقطة الثالثة: وقد تحدثوا فيها عن الرأي الفقهي والعلمي حول قتال هذه المجموعة وهذه الكتائب التي تُحكم السيطرة على المطار، فقالوا: "استنادا إلى رأي علمائنا فإن الوقوف في وجه الفئة الباغية من اوجب الواجبات، تحقيقا لوحدة ليبيا وأمنها واستقرارها وحفاظا على حرمة الوطن والمواطن". والرد عليهم بــــــ: أولا: لم تذكروا لنا هؤلاء العلماء، إلا إذا كنتُم تقصدون به أحد الواقفين معكم في قراءة البيان، والذي كان إخوته الثلاثة: أحدهم يحكم السيطرة المدنيّة، والثاني المليشياويّة، والثالث التهديديّة، والذي أفتى ليلة الهجوم على الزاوية الأسمرية بجواز ذلك مهما حصل ومهما تحدث من أضرار، وقد عمل بفتواه على الفور، مع نشره لها على صفحته، ولما انكشف الظلام وظهر للناس بل للعالم أجمع الأضرار التي خلّفها المهاجمون على الزاوية الأسمرية، من سرقة ونهب للأموال والأغراض العامة والخاصة، والوثائق والمخطوطات، والحرق والتفجير لمحتويات الزاوية، والقتل الذي طال مجموعة من الأبرياء، بل ومن الثوار الأوائل، لما ووجه هذا الشيخ المفتي بفتواه: اعتذر بخجل بأنه لا يعلم ان هذا سيحدث، وأنهم أخبروه بغير الحقيقة!!! أبهذا سيكون جوابك أمام الله تعالى، عندما سيسألك عن الدماء والأموال والأعراض؟! أم إنكم لا تفكرون في الآخرة وفي لقاء المولى وسؤاله؟! ثانيا: فتوى المفتي هي رأي له، وهي غير ملزمة لغيره، وهي لا تبيح الدماء ولا الأموال ولا الأعراض، وكان السلف من أئمة الإسلام يعتبرون المفتي هو صمّام أمان للأمة، يحمي أعراضهم ودمائهم وأموالهم، يقول الكلمة التي تجمع ولا تفرّق، التي تحببّ ولا تبغّض، التي تتجاوز كل العقبات والعداوات والكراهيّات. يبذل المفتي كل جهده ووقته لأجل الإصلاح، ولأجل التعايش السلمي بين أطياف المجتمع، الصلح الذي لابد فيه من تنازل كل طرف على جزء من حقه، لأجل أن يعم الخير والأمان. ألم يسمعوا إلى قول المولى عز وجل: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاس). وقال تعالى : ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ). وقال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ). وقال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ). وقال سبحانه: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا). بل أباح الشرع الشريف الكذب والذي يعتبر كبيرة عظيمة، أباحه الشرع لأجل المصالحة، فمن كذب لأجل أن يصلح بين اثنين أو بين جماعتين فلا إثم عليه بل هو مأجور من الله تعالى اجرا عظيما، ففي الحديث: (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً ، أو يقول خيراً)). متفق عليه. فالصلح والإصلاح بين الناس مستحب، بل هو من أعظم القربات؛ لما فيه من المحافظة على المودة، وقطع النزاع، والصلح مشروع بين المسلمين والكفار، وبين أهل العدل والبغي، وبين الزوجين عند الشقاق، وبين الجيران والأقارب والأصدقاء، وبين المتخاصمين في غير مال، وبين المتخاصمين في المال. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قالوا: بلى يارسول الله، قال: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ». أخرجه أبوداود والترمذي. فالصلح وحده هو الذي يحقق وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها ويحافظ على حرمة الوطن والمواطن، وأما فتاوى القتال والقتل والعنف فلا تسبب إلا الدمار ومزيدا من الأرامل والأيتام!! فاتقوا الله اتقوا الله. النقطة الرابعة: وأشاروا فيها إلى قولهم: "ندين الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، ونتمسك بالخيار الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة". إن ما يحصل اليوم للمدنييّن في مدينة طرابلس لهو الإرهاب بعينه، ما ذنب من يسقط عليه صاروخ أو قذيفة تأته وهو نائم في بيته لا علاقة له بالطرفين. إن الإرهاب هو نشر الرعب والذعر في المدن الآمن. إن الإرهاب هو قطع أرزاق الناس وأذيتهم بوجود هذا التقاتل. إن الإرهاب هو تدمير الممتلكات العامة للدولة وكذا الخاصة. إن الإرهاب هو دعم الحرب والقتل والدماء. إن الإرهاب هو التحريض على ذلك. وبوجود الحرب لا يمكن ان يكون هناك تداول سلمي ولا ديمقراطية ولا حكم رشيد، إنه فقط السلاح الذي يحكم والذي يصنع النتيجة، لذلك لابد من وضع السلاح، والاحتكام إلى العقل والدين الصحيح لا المزوّر، فإن ديننا يأمر بالصلح وبحقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد وبين غيرهم. النقطة الرابعة: وقد ناشدوا فيه كل من يصل إليه كلامهم بأن ينضمّ معهم لهذه الحرب، وأن يبذل قصارى جهده لأجل ذلك. وإن هذا من التحريض الذي لا يرتضيه ديننا، وهو إرهاب يدان دينيا وعالميا. كان الأولى بكم ان تناشدوا الجميع لأجل حقن الدماء والتنازل عن بعض المطالب حتى تسير البلد إلى خير. أما التحريض فلا يقوم به إلى مبغضو الوطن، والمعرضين عن توجيهات المولى عزّ وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. خاتمة: لذلك كلّه نعتبر هذا البيان لا يمثل الشرفاء والديِّنين من أبناء هذه المدينة، ونأمل من هؤلاء ومن غيرهم أن يتوبوا إلى الله تعالى، وأن يحقنوا دماء المسلمين في هذا الشهر العظيم، وأن تكون نصيحتهم وحديثهم دائما فيه الدلالة على الودّ والرحمة والتحابب. هكذا كانت زليتن مدينة للعلم والعلماء، مدينة للقرآن الكريم والسّنّة النبوية، لتمسكها بمناهج الحب والرحمة والتناصح والتراحم والتصالح. نأمل أن تصل هذه الرسالة لأخوتنا المعتدين، وأن يرعووا عن اعتدائهم، وان يبادروا بمد أيدي الواصل والتصالح، وأن يعاملهم الإخوة المعتدى عليهم بالمثل وبالصفح. وما التوفيق إلا بالله. وصل اللهم على نبي الرحمة والصلح وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
فإن البيان المزعوم، والذي صدر باسم زليتن، علماء وثوارًا ومشايخًا وأعيانًا، لم يضمّ إلا الإخوان حسبما شُوهد على القناة الفضائية التي عرضت البيان مصوّرًا. ولم يمثِّل البيان جميع أطياف المجتمع في زليتن، وكان إطلاق هذه الزّمرة هذا البيان باسم زليتن زورًا وكذبًا، والأولى بهم ان يقولوا: هذه وجهة نظرة قائليه، والظاهرين على هذه الشاشة، او من كتبه ونشره. ولذلك كان لزامًا على الشرفاء من أبناء هذا الوطن، ممن لا يدّعون أنهم فقط الثوار، أو فقط الأعيان ، أو فقط المشايخ، أن يردّوا على هذه التُّرّهات، والتي تحمل في طيّاتها الرعب والقتل والدماء المحرّمة، والتي أمرنا في نصوص الشريعة المتواترة بالحفاظ عليها ما أمكن. ولن نتناول هذا البيان نقطة نقطة، لأنه سيطول بنا الحال دون طائل، وإنما سنتعرّض للمسائل الرئيسة التي تناولها البيان المزعوم. أما مقدّمة البيان، فنعرض عنها صفحًا، مع ما شحنوا فيها من الباطل في صورة الحق، وفي صياغات تدلّ على خبث طويّة، وسوء خلق ودين. وأما باقي البيان فقد صاغوه في خمسة نقاط، نردّ عليها نقطة نقطة بتوفيق الله: النقطة الأولى: وقد طرحوا فيه نتيجة حاسمة، وهي أن: 1. المعركة بين الثورة والانقلابيين. 2. المعركة بين ثوار يريدون نصر الحقّ والقانون والمؤسّسات، وبين عصابات عاثت في الأرض الفساد والسّرقة. نقول وبالله التوفيق: إنّ المشارك في الخصومة لا يُقبل منه أن يكون طرفًا مُحايدًا، لأنه لن يكون البتّة مع الإنصاف والاعتدال، بل سيكون منحازًا لجماعته وفريقه. وهؤلاء الذين كتبوا البيان أبناؤهم وأبناء عمومتهم مشاركون في هذه المعركة، منحازين إلى طرف دون آخر، ولذلك كلامهم هذا لا اعتبار له عند المتخصّصين ذوي العقول. وأمّا بخصوص الفساد والسرقة المنتشرة، فالأولى بهؤلاء ان يعالجوا مدينتهم من مجرميها، أو مجرمي المدن المجاورة المتذرعة باسم الثورة، والتي يعيث أبناؤها في بلدتهم الفساد والقتل، وما حصل للقتيل الذي دافع عن سيارته طويلا، ولم يُرد ان يسلمها للمعتدين الذين أرادوا سرقتها نهارا جهارا، وهو المشهور بـ (ديان)، وقتل بدم بارد، وفرّ القتلة، وهي قصة واحدة، يعرفها الجميع، ولكنها إحدى عشرات عمليّات السطو التي يقوم بها مجموعات معلومة الانتماء والسكن، والتي قُتل كثيرون إثرها، وسرقت أموال، وانتهكت حرمات. أترى أين هؤلاء المجرمين القتلة، أأقيم عليهم القصاص، أوليس الأولى لمن أراد أن يقيم القانون وأن ينصر الحق أن يشدّ على أيدي هؤلاء، وهم من المفسدين في الأرض، الذين ذكر الله تعالى في كتابه جزاءهم المستحقّ. أم أنها الأهواء ؟!!! النقطة الثانية: وقد أكّدوا فيها على أنّ: 1. كتائب القعقاع والمدني هي بقايا اللواء 32. 2. ما تقوم به الكتائب هو تكرار لمشهد الرعب والاغتيال في بنغازي. 3. سيطرة هذه الكتائب على المطار انحراف على مسار الثورة. والردّ عليهم بالآتي: مرّ على تحرير طرابلس والانتصار على قوّة القدافي سنوات [ آخر 2011 – 2012 – 2013 – نص 2014]. آالآن تبيّنت لهم هذه الحقائق، وعلموا هذه المعلومات، وفهموا هذه الأمور. أكان هؤلاء قبل تحقيق النجاح إخوةً ومعينين على نصرة الحق، وإسقاط الباطل، واليوم لأنّهم لا يوافقونكم في آرائكم تصفونهم بهذه الأوصاف، أم أنّها الحاسية المفطرة من الجيش والقوّة التي تضرب على أيدي المفسدين؟!! ثم إن مشهد الرعب والقتل في بنغازي لم يحصل مثله في طرابلس إلى بعد دخول الجماعة التي تنضوون تحتها وتؤيدونها، ولم يحصل في طرابلس هذا منذ قرون. والغريب أننا لم نركم يومًا تستنكرون ما حصل في بنغازي من قتل ورعب واغتيالات، إلا بعد أن قامت مجموعات من الجيش الليبي التي ساهمت في نصرة الثورة تدافع عن نفسها وعن المظلومين، ضدّ عمليات الاغتيال المتكررة يوميا. وأما كون وجود المطار عند المجموعة التي هم فيها اليوم يعتبر انحرافًا على مسار الثورة، هذا الكلام يفيدنا أن الثورة من أوّل يوم قد انحرف مسارها، لأن هذه المجموعات هي من حررت المطار من أيدي أنصار القدافي، وهي من قامت بتأمينه وتأمين المسافرين منذ التحرير وحتى اليوم، ولم تعرقل الرحلات فيه البتة. وبالمقابل في المطار الذي يتحكّم فيه الجماعة التي تؤيدونها: يلازمه مجموعة من المجرمين، يتلقّون الرّكّاب القادمين من البلدان المختلفة، ولا يسمحون لأحد غيرهم بأخذهم، ويشترطون أغلى الأسعار على من ينقلونه بسيارتهم، بل ويستخدمون التهديد على غيرهم، وأهل تاكسيات تلك المدينة يعلمون هذه الحقائق، ولا يستطيعون أن يحركوا ساكنًا. أين أنتم، أم أنهم لا يوافقون على أهوائهم وطلباتكم وأفكاركم الظلاميّة؟!! النقطة الثالثة: وقد تحدثوا فيها عن الرأي الفقهي والعلمي حول قتال هذه المجموعة وهذه الكتائب التي تُحكم السيطرة على المطار، فقالوا: "استنادا إلى رأي علمائنا فإن الوقوف في وجه الفئة الباغية من اوجب الواجبات، تحقيقا لوحدة ليبيا وأمنها واستقرارها وحفاظا على حرمة الوطن والمواطن". والرد عليهم بــــــ: أولا: لم تذكروا لنا هؤلاء العلماء، إلا إذا كنتُم تقصدون به أحد الواقفين معكم في قراءة البيان، والذي كان إخوته الثلاثة: أحدهم يحكم السيطرة المدنيّة، والثاني المليشياويّة، والثالث التهديديّة، والذي أفتى ليلة الهجوم على الزاوية الأسمرية بجواز ذلك مهما حصل ومهما تحدث من أضرار، وقد عمل بفتواه على الفور، مع نشره لها على صفحته، ولما انكشف الظلام وظهر للناس بل للعالم أجمع الأضرار التي خلّفها المهاجمون على الزاوية الأسمرية، من سرقة ونهب للأموال والأغراض العامة والخاصة، والوثائق والمخطوطات، والحرق والتفجير لمحتويات الزاوية، والقتل الذي طال مجموعة من الأبرياء، بل ومن الثوار الأوائل، لما ووجه هذا الشيخ المفتي بفتواه: اعتذر بخجل بأنه لا يعلم ان هذا سيحدث، وأنهم أخبروه بغير الحقيقة!!! أبهذا سيكون جوابك أمام الله تعالى، عندما سيسألك عن الدماء والأموال والأعراض؟! أم إنكم لا تفكرون في الآخرة وفي لقاء المولى وسؤاله؟! ثانيا: فتوى المفتي هي رأي له، وهي غير ملزمة لغيره، وهي لا تبيح الدماء ولا الأموال ولا الأعراض، وكان السلف من أئمة الإسلام يعتبرون المفتي هو صمّام أمان للأمة، يحمي أعراضهم ودمائهم وأموالهم، يقول الكلمة التي تجمع ولا تفرّق، التي تحببّ ولا تبغّض، التي تتجاوز كل العقبات والعداوات والكراهيّات. يبذل المفتي كل جهده ووقته لأجل الإصلاح، ولأجل التعايش السلمي بين أطياف المجتمع، الصلح الذي لابد فيه من تنازل كل طرف على جزء من حقه، لأجل أن يعم الخير والأمان. ألم يسمعوا إلى قول المولى عز وجل: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاس). وقال تعالى : ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ). وقال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ). وقال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ). وقال سبحانه: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا). بل أباح الشرع الشريف الكذب والذي يعتبر كبيرة عظيمة، أباحه الشرع لأجل المصالحة، فمن كذب لأجل أن يصلح بين اثنين أو بين جماعتين فلا إثم عليه بل هو مأجور من الله تعالى اجرا عظيما، ففي الحديث: (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً ، أو يقول خيراً)). متفق عليه. فالصلح والإصلاح بين الناس مستحب، بل هو من أعظم القربات؛ لما فيه من المحافظة على المودة، وقطع النزاع، والصلح مشروع بين المسلمين والكفار، وبين أهل العدل والبغي، وبين الزوجين عند الشقاق، وبين الجيران والأقارب والأصدقاء، وبين المتخاصمين في غير مال، وبين المتخاصمين في المال. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قالوا: بلى يارسول الله، قال: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ». أخرجه أبوداود والترمذي. فالصلح وحده هو الذي يحقق وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها ويحافظ على حرمة الوطن والمواطن، وأما فتاوى القتال والقتل والعنف فلا تسبب إلا الدمار ومزيدا من الأرامل والأيتام!! فاتقوا الله اتقوا الله. النقطة الرابعة: وأشاروا فيها إلى قولهم: "ندين الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، ونتمسك بالخيار الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة". إن ما يحصل اليوم للمدنييّن في مدينة طرابلس لهو الإرهاب بعينه، ما ذنب من يسقط عليه صاروخ أو قذيفة تأته وهو نائم في بيته لا علاقة له بالطرفين. إن الإرهاب هو نشر الرعب والذعر في المدن الآمن. إن الإرهاب هو قطع أرزاق الناس وأذيتهم بوجود هذا التقاتل. إن الإرهاب هو تدمير الممتلكات العامة للدولة وكذا الخاصة. إن الإرهاب هو دعم الحرب والقتل والدماء. إن الإرهاب هو التحريض على ذلك. وبوجود الحرب لا يمكن ان يكون هناك تداول سلمي ولا ديمقراطية ولا حكم رشيد، إنه فقط السلاح الذي يحكم والذي يصنع النتيجة، لذلك لابد من وضع السلاح، والاحتكام إلى العقل والدين الصحيح لا المزوّر، فإن ديننا يأمر بالصلح وبحقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد وبين غيرهم. النقطة الرابعة: وقد ناشدوا فيه كل من يصل إليه كلامهم بأن ينضمّ معهم لهذه الحرب، وأن يبذل قصارى جهده لأجل ذلك. وإن هذا من التحريض الذي لا يرتضيه ديننا، وهو إرهاب يدان دينيا وعالميا. كان الأولى بكم ان تناشدوا الجميع لأجل حقن الدماء والتنازل عن بعض المطالب حتى تسير البلد إلى خير. أما التحريض فلا يقوم به إلى مبغضو الوطن، والمعرضين عن توجيهات المولى عزّ وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. خاتمة: لذلك كلّه نعتبر هذا البيان لا يمثل الشرفاء والديِّنين من أبناء هذه المدينة، ونأمل من هؤلاء ومن غيرهم أن يتوبوا إلى الله تعالى، وأن يحقنوا دماء المسلمين في هذا الشهر العظيم، وأن تكون نصيحتهم وحديثهم دائما فيه الدلالة على الودّ والرحمة والتحابب. هكذا كانت زليتن مدينة للعلم والعلماء، مدينة للقرآن الكريم والسّنّة النبوية، لتمسكها بمناهج الحب والرحمة والتناصح والتراحم والتصالح. نأمل أن تصل هذه الرسالة لأخوتنا المعتدين، وأن يرعووا عن اعتدائهم، وان يبادروا بمد أيدي الواصل والتصالح، وأن يعاملهم الإخوة المعتدى عليهم بالمثل وبالصفح. وما التوفيق إلا بالله. وصل اللهم على نبي الرحمة والصلح وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
استمروا
gandopa-
- الجنس :
عدد المساهمات : 8744
نقاط : 23456
تاريخ التسجيل : 03/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
مواضيع مماثلة
» إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ .
» " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ "
» لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ
» آية وتفسير (26) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ
» آية وتفسير (32) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
» " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ "
» لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ
» آية وتفسير (26) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ
» آية وتفسير (32) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 16 نوفمبر - 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي