وزير داخلية بورقيبة:برلمان طبرق يجب أن يستعين بالقبائل الليبية الوطنية المؤثرة

في لقاء مع "بوابة إفريقيا الإخبارية" دعا الطاهر بلخوجة وزير الداخلية في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة البرلمان الليبي الجديد إلى اتخاذ قرار عاجل بنزع السلاح من الجماعات الإرهابية المتناحرة بليبيا. وأكد أن السلاح لا بد أن يكون بيد الجيش النظامي وتحت تصرف مؤسسات الدولة الليبية مضيفا أن برلمان طبرق يجب أن يستعين بالقبائل الليبية الوطنية المؤثرة في المشهد السياسي العام وكذلك بما تبقى من أعوان الجيش الرسمي  والهياكل الأمنية التي انضمت سابقا إلى الجنرال خليفة حفتر بهدف وضع حد لفتيل الحرب المستعر في القطر الليبي  وفق كلامه.
ولاحظ وزير داخلية بورقيبة أن خسارة إخوان ليبيا للانتخابات ستؤدي إلى تأجيج الوضع أكثر في هذا البلد, مستشهدا بالصدامات الدموية التي حدثت بمطار طرابلس وبن غازي. مبينا أن نظام معمر القذافي الذي فتح الثكنات العسكرية  بغاية تسليح القبائل الموالية له إبان "ثورة فبراير" يتحمل المسؤولية في انتشار الأسلحة الرهيب المخيم على المشهد الليبي والذي تم تسريب كميات كبرى منه  بعد سقوط  نظام القذافي  إلى تونس لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأمن القومي الوطني بل أصبح تهديدا داهما لكل بلدان المنطقة.
وشدد الطاهر بلخوجة على أن تداعيات الوضع في ليبيا تنعكس  سلبا على كل دول الجوار لأن جميع الدول المتاخمة إلى ليبيا وخصوصا تونس والجزائر ومصر معنية بما يحدث في هذا القطر الذي تحول إلى بؤرة للإرهاب الدولي ومستنقعا لتغلغل الجماعات المتطرفة من كل أصقاع العالم وخصوصا التنظيمات الداعشية  العائدة من القتال في سوريا والعراق أو تلك التي مازالت متواجدة بالتراب الليبي وتتلقى التدريبات القتالية بالمعسكرات تحت إشراف  بعض الدول  الحاضنة للإرهاب الدموي كقطر وتركيا حسب تعبيره.   وبين محدثنا أن تفعيل حوار وطني بين مختلف الطوائف المتقاتلة في ليبيا متضمن لشرط وقف إطلاق النار كبند أساسي ومحوري تليه عودة فعالة لمؤسسات الدولة الرسمية هو الحل الأنجع لضمان الاستقرار في ليبيا محذرا من إمكانية إعادة السيناريو "الداعشي"  في دول شمال إفريقيا والذي قد يبدأ بالقطر الليبي ليمتد إلى كامل دول المنطقة, داعيا في الأثناء  سلطات هذه الدول إلى التكتل الأمني والعسكري لمجابهة هذا الخطر مؤكدا أن النار ستحرق الجميع وستأتي على الأخضر واليابس في ليبيا كما في الدول المجاورة لها حسب قوله.

وبخصوص مستقبل تيار الإخوان في الخارطة السياسية الليبية المقبلة, قال محدثنا إن الإخوان كما الجهاديين و"الداعشيين" لا محل لهم من الإعراب في المشهد الليبي الحالي ولا المقبل, وكذلك الشأن بالنسبة لباقي المنطقة.
وأضاف بلخوجة أن الإخوان جربوا الحكم وفشلوا فشلا ذريعا  نتيجة لجوءهم إلى العنف  ولذلك لا فائدة ترجى من عودتهم إلى سدة الحكم في أي بلد كان. ولاحظ  أن حركة النهضة التونسية تبرأت من ارتباطها بتنظيم الإخوان المسلمين وتحولت من حركة لها ارتباطات خارجية إلى حركة تونسية أي "تتونست" حسب ما صرحت به قياداتها, مبينا أن إخوان ليبيا مدعوون إلى الاستفادة من التجربة التونسية والنسج على منوال حركة النهضة بالاندماج في المجتمع الليبي والتخلي عن العنف.
وعن الحلول التي رآها فعالة للتصدي لغول الإرهاب الزاحف على بلدان المنطقة أشار وزير الداخلية في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة إلى أن  السرطان الإرهابي المتطرف استشرى بشمال افريقيا ولذلك لا بد من تكوين جبهة دفاعية موحدة بين دول المنطقة بغض النظر عن "الوطنيات' أو "القطريات" الضيقة تتقاسم فيها الأدوار الأمنية والعسكرية من طرف هذه الدول مشددا على ضرورة التنسيق الأمني والعسكري مع الجزائر ومصر لقطع دابر الإرهاب الاقليمي المتوحش الذي قد يستمر سنوات إضافية.
وعن المشهد الأمني بتونس أوضح محاورنا أن آلاف التونسيين العائدين من سوريا والعراق والمتواجدين حاليا بالقطر الليبي يشكلون خطرا محدقا على أمن  التونسيين مؤكدا أن السلطات التونسية  مطالبة بإيلاء هذا الملف أهمية قصوى لإيقاف النزيف ووضع حد لدمغجة الشباب التونسي والرمي به في أتون حروب ما أنزل الله بها من سلطان. وشدد في سياق متصل على ضرورة الضغط  على  الدول الحاضنة للجماعات الإرهابية لتغيير سياساتها, مؤكدا أنه لو كان الزعيم الحبيب بورقيبة على قيد الحياة  لاتخذ على الفور قرار قاسيا قد يصل إلى حد قطع علاقات تونس بهذه البلدان  حسب ما جاء على لسانه.
بوابة افريقيا الإخبارية