الجدال تعريفه وانواعه وحالاته

الجدال : تعريفه ، وشروطه ، وانواعه ، وحالاته

اولًا : ما هو الجِدَال
قال الراغب: ( الجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة)
وقال الجرجاني:( الجِدَال: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه )

ثانياً: شروط الجِدَال
1- النية الصادقة في نصرة الحق، والدعوة إلى دين الله تعالى، وترك الرياء والسمعة، أو طلب الجاه والرفعة.
2- العلم الصحيح المستفاد من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف هذه الأمة الصالح.
3- رد الإختلاف إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بفهم السلف الصالح هو الفيصل
4- تقديم الأهم فالأهم من الحجج، والبينات، والأدلة المفحمة للخصم، بقصد الإقناع وإظهار وجه الصواب.
5- الامتناع عن المجادلة إذا كانت تؤدي إلى فتنة وفساد، أو ضرر يلحق بالدعوة.
6- أهمية مراعاة الظروف المحيطة بالمناظرة من حيث الأشخاص، والموضوع، والزمان، والمكان.

ثالثًا : أنواع الجِدَال
1- الجِدَال المحمود ، وهو الذي يكون لتبيين الحق وإظهاره، ودحض الباطل وإسقاطه، وهو الذي أمرت به الأدلة الشرعية ، وفعله السلف ، وفعله العلماء قديماً وحديثاً.
تنبيه : الجدلُ المحمودُ لا يخرج عن حيّزِ الوجوبِ أو النّدبِ، قال ابنُ تيميّةَ -رحمه الله-: ( وأمّا جنسُ المناظرةِ بالحقِّ؛ فقد تكون واجبةً تارةً ومستحبَّةً تارةً أخرى ) ( درء تعارض العقل (7/174)
2- الجِدَال المذموم ، الذي يقصد به الغلبه
والإنتصار للنفس أو للجماعة معينة أو للشيخ أو لقبيله ونحو ذلك منهياٌ عنه ومحرم، ويكون الجدال هنا كالمراء ، وكلاهما محرم.

رابعًا : الذي يُجادل له حالتان :
الحاله الأولى: إذا كان المُجادِل طالبًا للحق راغباً فيه، محباً له ، يُريد الحق لكن عنده شبهة لُبِسه عليه ، فهذا يُجادل ويناصح بالحكمة والموعظة الحسنة ، لا على سبيل المغالبة ، ولكن على سبيل بيان الحق وتوضيحه وإرشاد
قال فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله- ( لا تكثر من الجِدال، لا تخاصم إلا في الموقع الذي ترى فيه الفائدة لمن يطلبها، إنسان يريد يناقشك ليصل إلى الحق تأكدت منه تفضل:
قال تعالى( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل 25] ) إنتهى كلامَه
وقولُه تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46].
تنبيه : لا يُجادِل إلا من كان عِندَه (حجه)( وبرهان )
عنده علم وحكمة ، ويكون على بَصِيرَه فيما يدعو إليه، يكون الداعية عالماً بالحكم الشرعي، وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.
قال تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )[ النحل 125]
ولقوله تعالى( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [سورة يوسف 108]

أما إذا كنت لا تملك علم و حجة وحكمة في المجادلة ، تقوم بطريقة أخرى، مثلًا تعطيه كتاب أو مطويه أو مقاطع من المحاضرات و الدروس للعلماء أو طلاب العلم الموثوقين ،

الحالة الثانية : أما إذا كان المجادل يريد فقط الجدال والغلبة والتعصب ، لا يقبل إلا ما يوافق
هواهُ، يترك لا يجادل ، لان هذا الجدال منهيٌا عنه
قال الشيخ ربيع المدخلي حفظة الله في شرح اصول السنه ، ( أما إنسان يريد أن يغالط وأن يصارع وأن يغلب، هذا لا تجادله؛ هذا من المراء المذموم، ومن الخصومات في الدين، الخصومات المذمومة. فلا تخاصم ولا تمار -بارك الله فيكم-والحكيم يضع الأمور في مواضعها، فمن يحتاج إلى أن تزيل عنه الشبهة فبين له، بالأخذ والرد، بالحكمة والموعظة الحسنة، لا على سبيل المغالبة؛ ولكن على سبيل بيان الحق وتوضيحه وإرشاد مثل هذا المسترشد. ) إنتهى كلامَه

ورد في ذم الجدال في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعند سلف الأمة. قال الله تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا)
[ غافر 4]
، وقوله الله تعالى: ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ )
[ سورة غافر 25]
ومن حديثُ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: «تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7]، فقال: يَا عَائِشَةُ، إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ فَهُمُ الَّذِينَ عَنَاهُمُ اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ»(رواه مسلم )،
وفي حديث صححه الالباني رحمة الله
قولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الجَدَلَ ثُمَّ قَرَأَ: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾
وعن الفضيل بن عياض رحمه الله: ( لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله )
( أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد (1/129).
وروى ابن بطة عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين رحمهما الله أنهما كانا يقولان:( لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم ) الإبانة الكبرى (2/444).

والله اعلم

كتبه اخوكم في الله

حسين السلفي العراقي

منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

من طرف gandopa الجمعة 17 أكتوبر - 20:08

المجادله موضوع كبير ومهم، وكل ما نعانيه اليوم ناتج عن خوض الكثيرين فيما لايعلمون.

فالذي يريد ان يجادل في كلام الله ورسوله، يحتاج لثقافه واسعه تصل الى الالمام بشتى العلوم.

ولكن المصيبه اليوم هي عدم قبول الراي المخالف، وتصل الامور الى حد التكفير والارهاب الديني دون اي حجه او بينه، وان وجدت هذه الحجج فهي في اغلبها واهيه، وهذا سبب رئيسي في ما تعانيه الامه اليوم من تفرقه وتعصب لمذهب او فئه معينه.

الجدال المقصود به هنا هو جدال بين مسلم واخر كافر او منافق وليس بين مسلم ومسلم، واليوم لتخلفنا وسؤء فهمنا لديننا اصبح الجدال بين المسلمين انفسهم.

على سبيل المثال بعد فتنة فبراير، خرج علينا الكثير من الشباب اليافع، وبداء بالقيام باعمال نسبت للرسول عليه الصلاة والسلام، والناس امتعظت منها، كاؤلئك الذين يفطرون قبل الناس بعشر دقائق، او الذين يحرمون اخراج زكاة الفطر مالا، او الذين ينهون عن التسبيح بالسبحه او الذين يفصلون الذكور عن الاناث داخل المؤسسات التعليميه ببناء جدار خرساني، الخ.

وان كانت هذه الاعمال صحيحه، الا ان الاسلوب الذي اتبعه هؤلاء كان في حد ذاته منفرا للناس واي علم ومعرفه لديهم وهم في ريعان شبابهم ومؤهلاتهم العلميه لاتقارن.

الامام احمد رحمه الله رغم غوصه في العلم، واقتناع كل العلماء به، كان غالبا ما يقول لا اعلم عندما يسال، على الرغم من علمه ومعرفته، واخر لم يفتِ الا بعد ان بلغ عمره 70 سنه، فمن هم هؤلاء الذين حملوا هذه المهمه اليوم وصاروا يفتون ويكفرون ويقطعون الرؤؤس، ويحللون ويحرمون ويستدلون بما لايعرفون ؟.

نسال الله التوفيق لما فيه الخير.

لك جزيل الشكر على هذا الموضوع اخي وعندي سؤال مانحن فيه الان هل يستحق الجدال ؟ وأي أنواع الجدال تصنفه وكيف تجعل هذا الموضوع يخدم قضيتنا ويوعي شبابنا ولك عروض عما أصبح به تفكير بعض الشباب من رد اخينا عزعرب

وبارك الله فيك

الجدال تعريفه وانواعه وحالاته

الجدال تعريفه وانواعه وحالاته

رد: الجدال تعريفه وانواعه وحالاته

رد: الجدال تعريفه وانواعه وحالاته