د. موسى إبراهيم:استنزاف الأمل حتى الموت
صفحة 1 من اصل 1
د. موسى إبراهيم:استنزاف الأمل حتى الموت
للأمل قوة مشرقة، متدفقة، مثيرة للمشاعر، ملهبة للأحاسيس
ولكن للوهم أيضاً قدرة مربكة، محيرة، فاتنة، مغرية وماهرة في التلبس بجلباب الأمل.
أن نفسح للأمل مساحة في قلوبنا معناها أن نعزز قدرتنا على العمل والصبر والمثابرة،
أما أن يراودنا الوهم عن نفسه، متزيناً بالأمل، فسيشل قدرتنا على الحركة، ويعيق تقدمنا للأمام، ويزرع فينا بذرة التكاسل، والتواكل، وانتظار الصبح الذي لن يجيئ لأننا بببساطة قررنا أن نسكن الليل وننتظر الفارس الذي يأتي إلينا بالشمس على طبق من رصاص.
قد يبدو الأمل الحقيقي بطيئاً، ضعيفاً، غير مجدٍ، ولكنه يبقى حقيقة واقعة نستطيع أن نقف عليها وننطلق نحو المستقبل من جهتها.
وقد يبدو الوهم المتزين بالأكاذيب الجميلة، والوعود الكاذبة، مغرياً ووثاباً وسريع الخطوات، ولكنه يظل وهماً لن يقودنا إلا للهزيمة الثانية، والمنفى الثاني، والنزوح الثاني، والمرارة الثانية.
وأغرب مافي الأمل أنه رغم صدقه وبساطته والتصاقه بالواقع فإن أحداً لا يحبه: لأنه لا يتزين ولا يلبس حُلَى الأكاذيب،
وأغرب ما في الوهم أنه رغم “بلعطته” المتكررة، وكذبه المستمر، ووعوده السرابية وعداً بعد وعد، فإن الكثيرين يحبونه ويقربونه ويعانقونه باشتهاء لذيذ: لأنه يلبس كذبة أنيقة، ويحلف بالله وبالوطن، ويعجل بوعوده (فلا شيء في قاموس الوهم سيحدث في السنة القادمة أو التي بعدها، لا.. لا.. حاشا للوهم وكلا! كل شيء، الخير كله، الفرح كله، سيحدث قريباً جداً: ربماً غداً أو الأسبوع الجاي.. إنتظروا وترقبوا… لاتستمعوا للمشككين وأصحاب الأجندات المضلة، نحن قاب قوسين أو أدنى… بل نحن في الحقيقة وصلنا وكملنا المشوار ولكننا لانريد أن نعلن عن انتصارنا مراعاة للفارق في التوقيت الدولي!!!)
والطيبون المخلصون يهرولون.. ليس في اتجاه الأمل (الخالي من الزينة) بل في اتجاه الوهم (المتبرج بالوعود)
المرعب في الحكاية أن الأمل يخبو ويذوي حين لا يعانقه أحد، وحين لا يواظب أحد على حمايته ورعايته،
بينما الوهم إذا ازداد مريدين وأتباعاً في كل يوم، يتغول ويسيطر على كل شيء.
وحين تأتي ساعة الحسم، ساعة الفزعة، سيكتشف الطيبون أنهم تعلقوا بسراب “يحسبه الظمآن ماء”
بينما الماء الحقيقي، رغم قلته، كان سيرويهم ويروي أحلامهم ويروي تراب الأرض الطاهر الذي اشتقنا إليه.
هل نكون من أصحاب العمل الدؤوب الصادق حتى ولو كان بسيطاً وطويل الأجل؟
أم نكون من أصحاب الجري واللهاث والاندفاع تحت ظلمة الوهم؟
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34771
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» موسى إبراهيم
» موسى إبراهيم
» تكذيب خبر استشهاد أحمد إبراهيم وخبر إلقاء القبض على موسى إبراهيم
» مجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم المجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
» د. موسى إبراهيم ,,,,,,
» موسى إبراهيم
» تكذيب خبر استشهاد أحمد إبراهيم وخبر إلقاء القبض على موسى إبراهيم
» مجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم المجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
» د. موسى إبراهيم ,,,,,,
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي