سقوط عمود من اعمدة الغناء العربي

صباح او شحرورة الوادي نسبة لوالدها شحرور الوادي كسرت العود وشلخ الناي ..واثرت تطبيق سجل الفن الذي تربعت على عرشه عشرات السنين وانتقلت الى الرفيق الاعلى نهار الامس .. والشام التي غنت لها تلعق جراحها وغارقة في همومها...
وكان جيلي يمسي ويصبح على اصوات جهابذه الفن والغناء في اواخر الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي وكانت من ضمنهم صباح
وقد حضرت لصباح مهرجان بعلبك عام 1964 وكانت برفقة وديع الصافي
كان صوتها وصوته يجلجل بين اعمدة بعلبك وكان الحضور يضج بالتصفيق كلما انتهت الوصله وكانت اخبار انفصال امير الكويت عن صباح تملأ ساحات المهرجان وكانت هي احدى اعمدة بعلبك
فتنتقل كالفراشه بين الاعمده الشامخه في خفه ورشاقه وشباب , الامر الذي حعل مرافقي الامير احمد دندن يقول لي هذه الشابه هل تعلم ان لها بنت عمرها 18 سنه وابنا في الخامسه عشر.. كانت ابنتها هويدا على مشارف العشرينات يومها
ودارت الايام والزمن يزحف بالجميع ..وتقدمت صباح في العمر.. وكذلك وديع الصافي الذي سبقها الى الاخره والناس تجحد للبارزين ادوارهم .. والايام تنسي |..,وقضى وديع الصوت الجبلي الرائع يغني في مقاهي اوروبا ليضمن قوت يومه وانتهى المجد الغنائي بصباح في غرفه بفندق لاتملك ايجارها... وانفض المعجبون من حولها..
وكان العقيد القذافي رحمه الله فارس النجده لعظماء العرب في الادب والفن والسياسه وحتى المعارضه..
كان يأمر بمد يد المساعده لهم حتى لايقعوا فرائس للمخابرات الاجنبيه..
كان يساعد ماديا للمعارضين العرب حتى للمعارضين لنظامه وانا اعرفهم واحدا واحدا
وكان يساعد الادباء والفنانين العرب حتى لاتقضي على طموحاتهم الفاقه ..وان لا يفقدوا الامل في القوم الذين اطربوهم عشرات السنين... وعاشوا امالهم والامهم..
فلقد امر القذافي بشراء منزل يضم صباح كما قالت من الشارع ..وامر سفارة ليبيا بدمشق منحها راتبا شهريا يحميها من الاحتياج.. وكما فعل معها فعل مع الكثيرين منهم الساسه الذين وصلوا الى سدة الحكم ومنهم الادباء الذين ما ان غاب عن الدنيا حتى جردوا اقلامهم بشتمه وانتقاصه ..ومنهم الممثلين والمسرحيين.. وكانت صباح الصوت الوحيد الذي اثنى على فضل القذافي..
غابت صباح وغاب قبلها وديع الصافي. ونصري شمس الدين. وفهد بلان. كما غابت ام كلثوم. وفريد الاطرش. وعبدالحليم حافظ .وورده الجزائريه .ومحمد عبدالوهاب. وغيرهم من عمالقة الغناء العربي الذين واكبوا الثورات العربيه والانتصارات العربيه وكان لهم الدور المميز في كل تلك الاحداث.. ولازالت بصماتهم يرددها العرب رغم انشغالهم في همومهم التي زج بهم فيها الاعداء.. واليوم نتمنى للمطربه الرائعه فيروز ان يطيل الله عمرهافهي واسطة القلادة.. ورحم الله الرعيل المبدع من فناني العرب ومطربيهم وادبائهم وكتابهم ورحم الله القذافي الذي كان عونا للمبدعين في مختلف انحاء العالم.
----------------------------27 / 11 /2014

د.محمد القشاط