في المسألة الليبية: ساركوزي والأمير وثالثهما الشيطان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
في المسألة الليبية: ساركوزي والأمير وثالثهما الشيطان
إسلام عفيفي..
=======================
ليبيا .. هى اللغز.. العقدة والحل.. بلد الأحلام والألغام.. الميليشيات والقبائل .. الثورة والثروة .. بلد الأطماع تأتيه بحرا وجوا .. الاستقرار في طرابلس يعني هدوءا في الخليج العربي .. صمت المدافع في برقة يمنح القاهرة سكونا .. وعودة الحياة إلى حالتها الأولى في فزان يعطي دول الجوار الجغرافي الستة (مصر –السودان –النيجر –تشاد –تونس –الجزائر) رسالة سلام .. لا يعني ذلك أن ليبيا شأن افريقي أو عربي خالص لأنها بحكم السواحل الممتدة المواجهة لأوربا والارتباط التاريخي والاستراتيجي بإيطاليا وفرنسا والمصالح الأمريكية كل ذلك يجعل من المسألة الليبية شأنا عالميا تتقاطع على أرضها صراعات بما يزيد الأمر اشتعالا منذ 17 فبراير 2011 حتى الآن.. هذا التاريخ الذي فجر حروبا أهلية وانقسامات عشائرية وسباق تسلح وانتخابات نيابية لا يشارك فيها أحد.
قضايا المنطقة الشائكة يتم ترتيبها الآن .. قضية العرب الكبرى وأم القضايا "فلسطين" تكاد تقترب من فصلها الأخير وتوضع نهاية نتمناها سعيدة بعد ما يقرب من قرن (تحديدا 97 عاما) من المعاناة والأزمات ونزيف الحروب.. العراق وسوريا واليمن دول عرفت مصير نظامها السياسي.. ليبيا تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي تبحث عن مصيرها، عن وحدتها، عن هويتها ومستقبلها .. ليبيا تبحث عن منفذ وكل الأنظار خلف المتوسط أوربية كانت أو أمريكية وفي الفناء الخلفي الأفريقي بل والعربي أيضا تتجه نحو مصر .. القاهرة كما ترى كل الأطراف الدولية والإقليمية هي طوق النجاة لطرابلس، الجميع متفقون على ضرورة التدخل الجراحي السريع بعد أن دخلت ليبيا العناية المركزة فلا هي تتعافى ولا يريد لها أحد أن تدخل في غيبوبة ولكن الجميع أيضا لا يعرف من أين يبدأ الحل .. ويبدو أن مصر وحدها هي التي تملك فك الشفرة في المنطقة.
ماذا جرى في ليبيا وكيف سقط القذافي وكيف روت هذا السقوط إحدى القنوات الفرنسية؟.. وحسب ما بثته هذه القناة عام 2007.. زار الرئيس القذافي فرنسا في عهد نيكولا ساركوزي، تلك الزيارة التي أسفرت عن صفقة بيع طائرات حربية فرنسية بملايين "اليوروات" وتصادف أثناء الزيارة اكتشاف شركة توتال النفطية الفرنسية حقل غاز طبيعي هائل في ليبيا هو "NC7" وتوقعت الشركة أن يكفي الحقل حاجة أوربا من الغاز لمدة 30 سنة.. وجرت مفاوضات بين الطرفين الليبي والفرنسي قادها زياد تقي الدين "رجل أعمال من أصل لبناني" وانتهت الصفقة بـ140 مليون يورو بين عامي 2008 وبداية 2009 وكان شرط القذافي الوحيد ألا يدخل طرف ثالث في الصفقة مع الشركة الفرنسية ولكن قطر تدخلت واشترت بالفعل من الفرنسية جزءا من الحقل NC7 مما أثار غضب القذافي لإخلالهم بشرطه الوحيد للتعاقد فطلب إبعاد قطر من الصفقة وهنا بدأت الدوحة تحث فرنسا على إسقاط القذافي تحت شعار "لماذا لا نشن حربا عليهم باسم إسقاط ديكتاتور اسمه معمر القذافي؟!" وبالتأكيد قطر جاهزة للتمويل بينما كان ساركوزي نفسه معجبا بالأمير القطري الديكتاتور الصغير!! وفي ذلك الوقت وتحديدا في سبتمبر 2010 وصلت المفاوضات بين ليبيا وفرنسا حول حقل الغاز إلى نقطة الصفر وتم تجميدها فبدأت فرنسا تفكر في الاقتراح القطري بإسقاط الديكتاتور!
لم يكن الأمر مقصورا فقط على رغبة قطرية بل مصالح دول ترى ضرورة ليس فقط إزاحة القذافي عن الحكم بل واغتياله حتى يتسنى لهم إعادة ترتيب أوراق ليبيا بما يخدم هذه المصالح، فجرى التمهيد على الأرض بإجراءات وتدخلات واستقطاب رجال العقيد شاركت فيها بريطانيا مع اللاعب الرئيسي "ساركوزي فرنسا" لإسقاط ليبيا الدولة قبل إسقاط القذافى نفسه.. وهنا بدأ فقه المؤامرة يتقاطع مع لغة المصالح.
عتدنا أن نسمع نصف الحقائق، فضلا عن الأباطيل، فالحقيقة الكاملة هي صدمة كاملة، وأصبحنا من كثرة الأكاذيب التي يتم ترويجها نرفض الحقائق، ومهما كانت مرارة الحقيقة تظل هي الحقيقة، تقول الحقائق التي لا يرتقي إليها الشك في المسألة الليبية إن رئيس الوزراء الإيطالي سيلڤيو برلسكوني "إن الرئيس الفرنسي ساركوزي دخل ليبيا بإيعاز من قطر.. فما حدث لم يكن ثورة ولم يكن ربيعًا" هذه التصريحات تم إذاعتها على الهواء مباشرة، وحسب تعبير "كانال بلس" القناة الفرنسية: فأمير قطر كان كريمًا جدًا مع صديقه ساركوزي!
وإليكم مزيدًا من الحقائق الغائبة – الصادمة.. ظهر في باريس شخص يدعى "نوري مسماري" "سنحتاج أن نتحدث عنه بالتفصيل فيما بعد، وكان مسئول البروتوكول والذراع اليمنى للقذافي، وكانت هذه الزيارة المفاجئة في أكتوبر 2010 تحت دعاوى تلقى العلاج ولكن السلطات الليبية أصدرت ضده مذكرة توقيف وملاحقة قانونية لضبطه وإحضاره، ورغم العلاقات التي كانت وطيدة بين العقيد وساركوزي لم تأت الاستجابة الفرنسية، بل منحته باريس الحصانة والحماية، ويعترف رئيس المخابرات الفرنسية "حصلنا على معلومات قيمة من رجل العقيد المقرب.. أين يذهب القذافي؟ وأين يبيت؟ وكيف يعمل ويتنقل؟ وكل هذه المعلومات كانت مفيدة لأي عمليات يتقرر تنفيذها في المستقبل".
الحقيقة المرة الثانية في إسقاط ليبيا واغتيال القذافي إعلان القوات الجوية الفرنسية على موقعها الإلكتروني الرسمي إطلاق عملية عسكرية مشتركة مع القوات البريطانية تحت اسم "رياح الجنوب 2011" وذلك في شهر نوفمبر، وعرف الموقع الفرنسي الرسمي العملية بأنها "تدريب على قصف بلد خيالي يحكمه ديكتاتور ويريد توريث ابنه السلطة ويهدد مصالح فرنسا" أما تاريخ تنفيذ عملية "رياح الجنوب" فهو بين 21 و 25 مارس 2011، وهي الفترة التي تم فيها قصف ليبيا فعليا فيما بعد.
قصف ليبيا جويا لم يكن إذن قرارا مفاجئا فهذا النوع من القرارات يحتاج إعدادًا جيدًا وتخطيطًا وتنسيقًا بين الدول التي ستشارك في التنفيذ.. ولكن كيف تم التحضير للتدخل العسكري قبل الحصول على قرار مجلس الأمن؟
تحركت مجموعة من عملاء الاستخبارات الفرنسية والقطرية إلى ليبيا لمساعدة "الثوار" منذ اليوم الأول حيث قامت هذه المجموعة بتفجير آليات عسكرية، ويعترف أحد العناصر الاستخباراتية الفرنسية أمام القناة الفرنسية "يخفي وجهه": كنا نعلم أن أحدًا لن يحاسبنا رغم أنها أعمال غير قانونية، فكل المسئولين الكبار يعلمون ما نقوم به".
هكذا تم تحضير الأرض، وأخيرًا جاءت مرحلة "التهويل" واستخدام ذريعة حقوق الإنسان، وهنا استعان ساركوزي بالكاتب الفرنسي "برنار هنري ليفي" الذي نقل إلى الإعلام العالمي أجواء بنغازي المرعبة، حيث السكان مهددون بأن يقصفوا بالأسلحة الكيماوية، وكانت هذه العبارة مجرد أسطورة استخدمت كشرارة لإطلاق العمليات العسكرية، وبعد اعتراف فرنسا بالمجلس الانتقالي الليبي خرج ساركوزي ليعلن للعالم بدء العملية العسكرية ضد ليبيا "باسم حقوق الإنسان وحق الشعب الليبي في تقرير مصيره"، وكانت الصدمة الكبرى في توزيع الغنائم مبكرًا، حيث حصلت فرنسا بعد 15 يومًا فقط من إعلان الحرب على 35% من إنتاج النفط الليبي باتفاق سري وقعه مجلس الانتقامي الليبي، هذه الصفقة التي تجعل من فرنسا المنتج الأوروبي الأول للنفط، بينما حصل القطريون على حصة أسهم في شركة "توتال" للتنقيب عن البترول بلغت 3%.
هذا ما جرى على الأرض إلى أن وصلت ليبيا الآن إلى المحطة الأخيرة من احتراب أهلي، وميليشيات تتصارع في حوزتها 50 ألف قطعة سلاح، ودولة كانت مرشحة للتقسيم إلى ثلاث دول، ممثل الناتو "فرنسا" وتابعتها بريطانيا قاما بمهمة "اغتيال القذافي" وإشاعة الفوضى، وتركا ليبيا تتنازعها أطماع "قبائلية وإخوانية وسلفية جهادية قادمة من الخارج" ليتجمع هذا الخليط كله فيما عرف بمجلس الانتقامي بقيادة عبد الجليل مصطفى..
وللحديث بقية.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34777
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: في المسألة الليبية: ساركوزي والأمير وثالثهما الشيطان
موضوع رائع يسرد بشكل سلس اهم الاحداث التي حصلت قبل واثناء مؤامرة قهراير
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
فإذا ما اللحن غنى ذات يوم بمصائر
فتذكر يا صديقي
أن ذاك الوقع رقصي
بين كثبان المجازر
بلد الطيوب-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10027
نقاط : 19808
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
. :
. :
مواضيع مماثلة
» من موسكو : رئيس الإتحاد الافريقي يؤكد ان المسألة الليبية هي قضية داخلية ويجب معالجتها سلميا
» المعارك العنصرية لابادة العرب في اشدها بين صقور الصيعان والشعب المسلح ضد جنود ساركوزي وحلف الشيطان فادعوا لاخوانكم في تيجي
» ساركوزي و "العكة" الليبية
» ساركوزي: لا يمكن الاستغناء عن مدفيديف في حل القضية الليبية
» لا..لا..لن ينعم ساركوزي وليفي بالثروات الليبية فالمقاومة ....المقاومة
» المعارك العنصرية لابادة العرب في اشدها بين صقور الصيعان والشعب المسلح ضد جنود ساركوزي وحلف الشيطان فادعوا لاخوانكم في تيجي
» ساركوزي و "العكة" الليبية
» ساركوزي: لا يمكن الاستغناء عن مدفيديف في حل القضية الليبية
» لا..لا..لن ينعم ساركوزي وليفي بالثروات الليبية فالمقاومة ....المقاومة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي