خيوط المؤامرة والهجوم على ليبيا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خيوط المؤامرة والهجوم على ليبيا
https://www.facebook.com/video.php?v=915061681837794&set=vb.100000019126584&type=2&theater
alanood alhorra-
- الجنس :
عدد المساهمات : 56
نقاط : 7362
تاريخ التسجيل : 18/12/2014
رد: خيوط المؤامرة والهجوم على ليبيا
ارجوا من كل متصفح هذا المنتدى ان يقرأ هذا النص وارجوا ان تسامحونني اذا ما عجبكم الكلام في النص :
[rtl]صح كل ما قالوه ولكن غباء الشعب العربي هو الذي دمر الاسلام والوحدة العربية في وقت مضى كانوا بعض الاخوة الليبيين والعرب يصفون معمر القذافي بالمهبول او المخبول عقليا ولكن طلع العكس فالمهبول والمخبول هو الشعب العربي الغبي الذي باع امانه حريته وشرفه وبلاد اجداده الى اليهود والنصارى تبا نحن شعب احمق وغبي اوروبا في تطور وتقدم ونحن في انحطاط وفقر بسبب ما قمنا به ولقد نشرت مقالة في وقت مضى ايام الاعتداء على ليبيا واستدللت الى احاديث وايات من القراءن الكريم فنعتوني بالعميل للانظمة ومرتزق وخاصة الاخوة الليبيين عندما قلت الخروج عن الحكام يؤدي الى الفوضى وعدم الاستقرار ومن بين الاحاديث والايات الربانية مايلي :
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر، قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير، قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر، قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. والملاحظ في هذه الثورات هو الدعم الغربي الواضح وتوجهه حيث توجهت مصالحه، وبعيدًا عن السياسة والساسة نتطرق إلى هذا الموضوع من زاوية و رؤية دينية حسب ما يقرّه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الطاهرة، ليس انتصارًا منّا لأي طرف من أطراف النزاع إنما انتصارًا للفهم الصحيح وما يوافق ما أقرّه الله تعالى في كتابه العزيز وبيّنته السنة النبوية الشريفة على أحسن وجه . بدايةً لابد من التأكيد على أن أغلب الشعوب العربية إن لم نقل كلها عانت ولا تزال تعاني من التهميش والقهر الذي تفرضه عليها أنظمة الحكم وهذا واقع معاش لا يستطيع أحد إنكاره، و حتى أنظمة الحكم نفسها تعترف أنها مقصّرة في حق شعوبها وتحاول تبرير ذلك بالظروف العالمية وما تفرضه عليها، فنحن لسنا في معرض الدفاع عن الأنظمة ولا ننكر ما يلاقيه المواطن من مشاكل وقيود تثقل كاهله، إنما علينا دراسة هذا الموضوع للخروج بالحل الأنجع في ظل هذه الظروف والمسببات حسب ما يقرّه إسلامنا العظيم . يقوم بعض الشيوخ ممن يسميهم البعض شيوخ الفتن تبريرًا للخروج على الحاكم بنسب التآمرات والانقلابات والتمرد على الأنظمة إلى الله و رسوله، ويحاولون تشريعه بما يخدم آراءهم وتوجهاتهم و مصالحهم، وهذا ما لا نرضاه أبدًا . فالقرآن الكريم والسنة النبوية براء من تلك الفتن والمجازر والدماء التي سفكت فيها. وقد عجبنا لهؤلاء الشيوخ الذين كانوا بالأمس القريب يمدحون النظام ويصفقون له وينحنون برؤوسهم خضوعا له وتذللًا، فما إن اشتموا رائحة سقوطه وزواله حتى أطلقوا ألسنتهم بالصراخ ضده وضد حكمه ووصفوه بعكس ما مدحوه بالأمس القريب وجيّشوا الناس لمجابهته ومحاربته بأي شكل كان، وهذا ما سيفعلونه حتمًا مع النظام القادم ومع الذي بعده وهكذا هم يدورون حيث دارت مصالحهم الشخصية ومصالح من يحركهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . القرآن الكريم واضح جدًا لا يحرض أحدًا على النظام الموجود ولو كان كافرًا ظالمًا ولا يدعو لسفك الدماء وهتك الأعراض، إنما دعا بكل وضوح إلى الإصلاح وتجنب أي فساد في ظل أي ظرف من الظروف والدعوة باللّين والحب والاحترام .. فيقول الله تعالى موضحا لنا النهج الصحيح في الإصلاح *اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * (طه 44-45) .. ويقول أيضًا سبحانه وتعالى * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ * (آل عمران 160) فسبيل الإصلاح الرباني دائمًا يكون باللين والحب والرحمة والدعاء والتضرع، فلا فائدة من سقوط أي نظام كان ما لم ننجح في إسقاط أشد وأقوى نظام فاسد وهو نظام النفس الأمارة بالسوء التي تأسرنا وتجرّنا إلى المهالك *..إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي.. * (يوسف) ونتخلص من شرورها الدفينة التي تقودنا إلى الضلال والدمار والخراب ..ولذلك كانت محاربة هذا النظام الفاسد مشروعة وسمي بالجهاد الأكبر لأنه عرش فاسد يتأمّر فيه الطاغوت الأكبر. والأسف أن بعض المشائخ عندما لا يجدون دليلًا من القرآن الكريم ليبرّروا به خروجهم على الحاكم وقتاله يعمدون إلى ليّ النصوص والآيات لتتوافق مع فهمهم الخاطئ المغلوط، ولكن هيهات هيهات.. فتلك الآيات تبقى دائمًا لهم بالمرصاد ضد فهمهم و تأويلهم أيًّا كان ..لأن الله تعالى حتى عندما سمح للأمة بمقاتلة الفئة الباغية ما أخرج الباغي من نصاب المؤمنين فقال* وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا *..أمّا من يسمونهم بشيوخ الفتن فيعتبرون الباغي كافرًا زنديقًا خارجًا عن الدين بكفرٍ بواح كما يدعون وهذه هي نقطة لا ينتبهون إليها ويمرّون عليها مرور الكرام .. ماذا قال الله تعالى عن الباغي؟؟ قال تعالى *:وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* (الحجرات10) لكنهم للأسف الشديد يقصّون الآيات حتى تتوافق مع أفهامهم ومناهجهم والإصلاح هو ما دعا إليه الله ورسوله وعلى المؤمن الحقيقي الوقوف في وجه الظالم أيًّا كان نصرةً له كما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا قلت يا رسول الله هذا نصرته مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟ قال صلى الله عليه وسلم: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه . (البخاري) وبيّن الله تعالى أن الإصلاح يكون بالعدل والعدل يقتضي أن لا نبخس حق أي طرف كان بل وطالبنا بأكثر من العدل فأمرنا بالقسط والقسط يقتضي المساواة في الحقوق بين طرفي النّزاع ويتضّح هذا بكل جلاء في قوله عزّ وجل* فإن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* أي اعدلوا بينهما فيما كان أصاب بعضهم من بعض بالعدل دون بخس حق طرف على الآخر وأمر بالقسط وهو المساواة في الحق، وقوله* فأصلحوا بين أخويكم * يعني الفئتين المقتتلتين فسماهما أخوينا رغم نزاعهما وطالبنا بحق الأخوة اتجاههما *واتقوا الله* أي ليكن الهدف الأسمى من تدخلكم هو التقوى *لعلكم ترحمون* وبهذا تحققون رحمة الله فيكم . وقد نصحنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كيف نتصرف في ظلّ هذه الفتن الطارئة وترك لنا منهجًا واضحًا لا يزيغ عنه إلاّ هالك . روي عن سعد بن أبي وقاص قال:أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إنها ستكون فتنة القاعدُ فيها خيرٌ من القائم والقائم خيرٌ من الماشي والماشي خيرٌ من الساعي» قال أفرأيت إن دخل عليَّ بيتي فبسط إليَّ يده ليقتلني؟ فقال: كُنْ كابن آدم. وتلا {لئنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (المائدة 28).. (مسلم) وروي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:«يا أبا ذر أرأيت إن قتلَ الناسُ بعضهم بعضًا يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء، كيف تصنع؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال:اقْعُد في بيتك واغْلِقِ عليك بابَك قال:فإن لم يردعك شُعاعُ السيفِ فَاَلقِ طَرَفَ ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك. (مسند أحمد) وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في الفتنة أن يقطعوا أوتار قُسيِّهم، وأن يضربوا حدّ سيفهم بالحجارة، فتعطيل أسلحتهم خيرٌ من أن يستعملوها لقتل بعضهم. وقد حدث في عهد سيدنا علي رضي الله عنه ما رواه الإمام محمد بن نصر المروزي قال "حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن آدم، ثنا مفضل بن مهلهل، عن الشيباني، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: « كنت عند علي حين فرغ من قتال أهل النهروان فقيل له: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا، فقيل: منافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم . (البخاري) معلوم أن سيدنا علي رضي الله عنه كان هو الخليفة الشرعي / الحاكم/ فلما ثار ضده المتمردون قاتلهم ومع ذلك لم يكفرهم ولم يعتبرهم زنادقة كما يفعل بعض علماء ومشائخ هذا الزمان ممن يسمونهم بشيوخ الفتن . أما ما يراه بعض هؤلاء أن في ثورة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أهل مكة مشابهة بفتنهم فلا يقبله عقل ولا منطق ولا شرع، فشتان بين الثرى والثريا … الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يتمرد على نظام قريش أبدًا وما كان ليفعل ذلك دون إذن من ربه، بل دعاهم لدين الله بالحب واللين والاحترام ولم يرفع عليهم سيفًا أبدًا ولا أمر بالتآمر والخروج على حكمهم ولا دعا إلى التشهير بهم وسبهم ولا حرّض الناس على الخروج من سلطتهم، بل كل ما فعله هو دعوتهم إلى الحق بلين وحب ورأفة وشفقة وحرص وكان صبره بلا حدود صلى الله عليه وآله وسلم . وعندما اضطروه إلى الخروج وأذن له ربه بالهجرة بدينه وترك أذاهم وأنعم عليه بحكم المدينة المنورة، حرّكهم حقدهم وبغيهم وجمعوا الجيوش لقتاله واستئصال دعوته وهو في مكان خارج حدود سلطتهم وحكمهم فكان لزامًا عليه ساعتها رد الظلم والعدوان والدفاع عن مدينة جعله أهلها حاكمها وولي أمرها الشرعي . والسيرة النبوية ظاهرة طاهرة مطهرة من الفتن والانقلابات والمفاسد وهدر الدماء البريئة وهتك الأعراض وانتهاك الحرمات وكل ما تدعو إليه فتاوى شيوخ الفتن في هذا الزمن ... إنّ الحكام اليوم وخاصة في الدول الإسلامية عمومًا ظالمون لشرائح كبيرة من شعوبهم وهذا واقع مرّ نعيشه ونراه بعيوننا ولا يخفى على أحد، والزّيغ والظلم والعتو ما سلم منه أحد لا الحاكم ولا المواطن، والفساد منتشر في المجتمع على نطاق واسع جدًا للأسف الشديد، وكلنا نأمل وندعو الله تعالى ونتضرع له لصلاح الرّاعي و الرّعية على حدٍ سواء وهذا مطلب سامي نرضاه جميعًا. الأدلة التي تؤكد وجوب عدم الخروج على الحاكم ومنازعته الأمر درءًا للفساد وسفك الدماء وانتشار الفوضى كثيرة جدًا نذكر بعض ما جاء منها في الصحيحين: - عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا سَتَكُونُ بَـعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُـنْــكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الْـحَقَّ الَّذِي عَـلَيْـكُمْ وَتَسْأَلُونَ الله الَّذِي لَــــكُمْ …( البخاري) - عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ…( البخاري) - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ الله فِيهِ بُرْهَانٌ.. (مسلم) - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْركَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ.(مسلم) - عَنْ وائل بن حجر - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّـمَـا عَلَيْهِمْ مَـا حُــمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُـــمِّـــلْــتُمْ. (مسلم) - عن حذيفة -رضي الله عنه - قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَـهْتَدُونَ بِـهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُـثْمَــانِ إِنْسٍ، قَال: قُلْتُ:كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟، قَال: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ. (مسلم) - عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ الأشْجَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُـحِبُّونَهُمْ وَيُــحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟، قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ. (11) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَــالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّـــــةً. (البخاري) - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أَلا نُقَاتِلُهُمْ؟، قَالَ: «لا مَا صَلَّوْا »، أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ .( مسلم) - ومن أقوال الصحابة رضي الله عنهم وبعض الفقهاء الأفاضل نذكر: - قال أنس بن مالك: كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سبِّ الأمراء . (كتاب الكلام باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين) - وعن أبي الدرداء قال: إياكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة، قيل يا أبا الدرداء: فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: اصبروا، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت" (السنة) وهذا مِـمَّـا أجــمع عليه أهل السنة، ودوَّنوه في مصنَّفات الاعتقاد (الإمام أحمد في أصول السنة، و الخلال في السنة، وَ الآجري في "الشريعة، و الطحاوي في عقيدة أهل السنة) نذكر منه قولين لعلمين معروفين: - قَالَ أبو الحسن الأشعري: وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين …من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل . (فِي رسالة إلى أهل الثغر (ص296)) - يقول الحافظ: وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلِّب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاء والطاعة لِمن تأمَّر عَلَى ناحيتهم، وإن لَم تكن له الخلافة العامة."(فتح الباري) بعد هذه الأدلة الواضحة الجلية التي لا تكاد تخفى على أحد، فماذا عسانا نقول لهؤلاء الشيوخ الذين أضلهم الشيطان وانحرف بهم عن جادة الصواب، وهم يحاولون طمس نور الحق الساطع باجتهاداتهم الخاطئة التي جعلت دماء الأبرياء تسفك بلا وازع و بلدانهم تضطرب وتدمر وأعراضهم وحرماتهم تنتهك . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . والغريب أن بعضًا من العلماء يؤصلون لهذه الثورات ويحاولون إضفاء الشرعية عليها بقولهم أنّ ذلك يندرج ضمن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ولا نعرف حقيقةً ما دخل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الثورات الفوضوية المأساوية التي لا نرى فيها معروفًا ولا نلمس فيها نهيًا عن منكر بل الحق أنه منذ بزوغها انتشر المنكر وتربع على العرش بل وصل الأمر إلى درجة أن المنكر تأصّل في كل شيء بينما غاب المعروف تمامًا وأصبح من يأمر به في نظرهم إما عميلًا لجهات معينة أو من فلول النظام السابق كما يحلو لهم تسميتهم . معلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له أطره وأساليبه، فإن كان الحاكم والقضاء يستطيعان تغيير المنكر باليد فإن الخطيب والناصح والأمين يغير المنكر باللسان لا باليد وكلنا نشترك في تغيير المنكر بالقلب إذا دعونا للحاكم بالصلاح والسداد والرّشد وللرعية بالخير والصلاح والتقوى.. وليس صحيحًا أن نصوّر الثائرين على النظام أنهم مواطنون راشدون مهديون يريدون الصلاح لحاكمهم ولدولتهم وللصالح العام بل هم ثوار يثورون كلٌّ حسب نظرته وطموحاته إلاّ من رحم ربي من المخلصين و الواقع يشهد أنّ الكثير منهم تحرّكهم المصالح الخاصة ومنهم من يغذيه الحقد الدفين لأجيال متعاقبة والأخطر أن منهم من تُوجّه حركته من وراء الستار لضمان كرسي الحكم والاستيلاء على عرش السيادة والحكم . عندما ينسب أي شخص أمرًا إلى الدين ويدعو الناس إليه على أنه أمر شرعي وجب عليه ساعتها تقديم الحجة والبرهان من القرآن الكريم أولًا ومن سيرة الأنبياء عليهم السلام أنفسهم فما لم يقم به الأنبياء عليهم السلام في أمور الدين والشرع وقام به الناس من بعدهم مدّعين أنّه من الدين فهو بدعة وضلالة ولا أصل له في شرع الله.. ليس هناك نبيّ واحد بعثه الله تعالى ليتمرّد على النظام الحاكم الموجود ويأمر الناس بالتآمر والفساد ونشر الفوضى وترويع الأبرياء وهتك أعراضهم وسفك دمائهم وتدمير بلادهم، بل كانت مهمة الأنبياء عليهم السلام دائمًا هي إصلاح المجتمع بما فيه النظام الموجود بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة واللين والحب والاحترام . وهناك فرق شاسع بين الإصلاح الرّباني وطرقه الموضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبين التمرد والتآمر ضد النّظام والحاكم أيًّا كان . فالقرآن الكريم واضح جدًا وسنة الأنبياء واضحة جدًا في الإصلاح: 1- النصح اللّين الجميل للحاكم والدعاء له بالهداية والصلاح 2- الصبر والثبات على الكلمة الطيبة والتضرع والدعاء لله تعالى 3- الهجرة في أرض الله الواسعة هذه هي الطرق المشروعة في الإسلام وهي الطرق التي اتبعها الأنبياء مع أقوامهم في كل زمان.. وليس هذا دفاعًا منا عن الأنظمة، فنحن لا نختلف أن الأنظمة ظالمة غاصبة للحقوق خاصة في الدول الإسلامية إلاّ ما رحم ربّي، بل انتصار منا لأنبياء الله تعالى وتبرئة لهم من التمرّد والعصيان ضدّ الأنظمة القائمة في زمنهم ولو كانت ظالمة.. و يكفي أن ننظر إلى السنة النبوية الشريفة وكيف تعامل الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم مع أهل مكة: لقد نشأ الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم في مكة تحت نظامها القبلي المحكم، وعندما دعاهم إلى الإسلام آذوه و آذوا أتباعه وصبّوا عليهم أشدّ العذاب والظلم، ومع ذلك ظلّ يدعوهم بالرفق واللّين وينصح لهم ويدعو لهم بالهداية والصلاح ولم يقم بالتمرد ولا بالتآمر على نظامهم ولا فكّر في ذلك ولا دعا إليه ولا رغّب فيه، فلما اشتد ظلمهم وأذاهم صبر واحتسب وثبت و تضرّع لربه بالدعاء لنصره، ولم يدعُ لإسقاط نظامهم وما شرّع لاغتيال قادتهم أو خطفهم أو قتلهم أو الاعتداء عليهم لا باليد ولا باللسان ولا بطريق آخر، ولما وصل الأمر إلى درجة وحد لا يطاق جاءه أمر ربّه فدعا إلى الهجرة بالدين وترك البلاد ونظامها وما استباح أعراضهم ولا أموالهم بل خلّف وراءه من يدفع إليهم حقوقهم وأماناتهم، فما أعظمك من مصلح ربّاني يا رسول الله، وما أظلم من ينسب إليك الظلم والعدوان والأمر بالإفساد . هذه هي المراحل التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في ظل النظام الظالم المستبد المشرك ومن يضيف إليه ما لم يقم به فهو يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم متعمدًا. أما أن تقوم فتن وثورات تسفك فيها الدماء وتنتهك فيها الحرمات والأعراض ويستباح فيها الفساد من أجل السيطرة على النظام وإسقاطه طمعًا في كرسي الحكم والسلطة والسيادة، فهذا لا يمّت للدين بصلة سمّه ما شئت لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سماه / الفتن/ ويسمى في أعرافنا / انقلاب مسلح /فهو ليس من الدين في شيء . نعم قد يحقق هذا الانقلاب نوعًا من الفوائد تمامًا كما في الخمر نوع من الفوائد أيضًا، ولكن ليس كل ما يحققه هو الفلاح والصلاح، وإذا نظرنا إلى واقع الدول التي مرت بهذه الفتن وجدناها لا تزال تتخبط في اضطراب شديد و لم تجد طريقة للخروج من المأزق الذي كانت تنظّر وتدعو إليه، فمن يحكم الآن؟ وهل ترتضيه كل أطياف الشعب المختلفة؟ وهل تحققت الأحلام الوردية والآمال المنشودة؟ ومن يضمن أن مصير هذا النظام الجديد ليس هو الانقلاب من جديد؟ ومن يأتي بعده ويخلفه وكيف سيكون مصيره؟ وهكذا فأنتم شرّعتم أمرًا وأوجبتموه فيجب عليكم قبول نتائجه برحابة صدر فاستعدوا للانقلابات المقبلة في كل مرّة، فكلّ من لم يعجبه الحكم سيبدأ الاعتصام ضدّكم وكلّنا نعرف أن إرضاء الناس غاية لا تدرك. فهل ستتحملون تشريعكم الجديد أم أنكم تنقلبون عليه بمجرد وصولكم للسلطة وكرسي الحكم !؟ سؤال تعجبّي أتمنى أن يجيب عليه كلّ دعاة الانقلاب على أنظمة الحكم بصراحة مع أنفسهم . ندعو الله تعالى أن يحقن الدماء ويصون الأعراض وأن يصلح حكامنا وولاة أمورنا والصلاة والسلام على رسولنا محمد المصطفى خاتم النبيين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.[/rtl]
[rtl]صح كل ما قالوه ولكن غباء الشعب العربي هو الذي دمر الاسلام والوحدة العربية في وقت مضى كانوا بعض الاخوة الليبيين والعرب يصفون معمر القذافي بالمهبول او المخبول عقليا ولكن طلع العكس فالمهبول والمخبول هو الشعب العربي الغبي الذي باع امانه حريته وشرفه وبلاد اجداده الى اليهود والنصارى تبا نحن شعب احمق وغبي اوروبا في تطور وتقدم ونحن في انحطاط وفقر بسبب ما قمنا به ولقد نشرت مقالة في وقت مضى ايام الاعتداء على ليبيا واستدللت الى احاديث وايات من القراءن الكريم فنعتوني بالعميل للانظمة ومرتزق وخاصة الاخوة الليبيين عندما قلت الخروج عن الحكام يؤدي الى الفوضى وعدم الاستقرار ومن بين الاحاديث والايات الربانية مايلي :
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر، قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير، قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر، قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. والملاحظ في هذه الثورات هو الدعم الغربي الواضح وتوجهه حيث توجهت مصالحه، وبعيدًا عن السياسة والساسة نتطرق إلى هذا الموضوع من زاوية و رؤية دينية حسب ما يقرّه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الطاهرة، ليس انتصارًا منّا لأي طرف من أطراف النزاع إنما انتصارًا للفهم الصحيح وما يوافق ما أقرّه الله تعالى في كتابه العزيز وبيّنته السنة النبوية الشريفة على أحسن وجه . بدايةً لابد من التأكيد على أن أغلب الشعوب العربية إن لم نقل كلها عانت ولا تزال تعاني من التهميش والقهر الذي تفرضه عليها أنظمة الحكم وهذا واقع معاش لا يستطيع أحد إنكاره، و حتى أنظمة الحكم نفسها تعترف أنها مقصّرة في حق شعوبها وتحاول تبرير ذلك بالظروف العالمية وما تفرضه عليها، فنحن لسنا في معرض الدفاع عن الأنظمة ولا ننكر ما يلاقيه المواطن من مشاكل وقيود تثقل كاهله، إنما علينا دراسة هذا الموضوع للخروج بالحل الأنجع في ظل هذه الظروف والمسببات حسب ما يقرّه إسلامنا العظيم . يقوم بعض الشيوخ ممن يسميهم البعض شيوخ الفتن تبريرًا للخروج على الحاكم بنسب التآمرات والانقلابات والتمرد على الأنظمة إلى الله و رسوله، ويحاولون تشريعه بما يخدم آراءهم وتوجهاتهم و مصالحهم، وهذا ما لا نرضاه أبدًا . فالقرآن الكريم والسنة النبوية براء من تلك الفتن والمجازر والدماء التي سفكت فيها. وقد عجبنا لهؤلاء الشيوخ الذين كانوا بالأمس القريب يمدحون النظام ويصفقون له وينحنون برؤوسهم خضوعا له وتذللًا، فما إن اشتموا رائحة سقوطه وزواله حتى أطلقوا ألسنتهم بالصراخ ضده وضد حكمه ووصفوه بعكس ما مدحوه بالأمس القريب وجيّشوا الناس لمجابهته ومحاربته بأي شكل كان، وهذا ما سيفعلونه حتمًا مع النظام القادم ومع الذي بعده وهكذا هم يدورون حيث دارت مصالحهم الشخصية ومصالح من يحركهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . القرآن الكريم واضح جدًا لا يحرض أحدًا على النظام الموجود ولو كان كافرًا ظالمًا ولا يدعو لسفك الدماء وهتك الأعراض، إنما دعا بكل وضوح إلى الإصلاح وتجنب أي فساد في ظل أي ظرف من الظروف والدعوة باللّين والحب والاحترام .. فيقول الله تعالى موضحا لنا النهج الصحيح في الإصلاح *اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * (طه 44-45) .. ويقول أيضًا سبحانه وتعالى * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ * (آل عمران 160) فسبيل الإصلاح الرباني دائمًا يكون باللين والحب والرحمة والدعاء والتضرع، فلا فائدة من سقوط أي نظام كان ما لم ننجح في إسقاط أشد وأقوى نظام فاسد وهو نظام النفس الأمارة بالسوء التي تأسرنا وتجرّنا إلى المهالك *..إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي.. * (يوسف) ونتخلص من شرورها الدفينة التي تقودنا إلى الضلال والدمار والخراب ..ولذلك كانت محاربة هذا النظام الفاسد مشروعة وسمي بالجهاد الأكبر لأنه عرش فاسد يتأمّر فيه الطاغوت الأكبر. والأسف أن بعض المشائخ عندما لا يجدون دليلًا من القرآن الكريم ليبرّروا به خروجهم على الحاكم وقتاله يعمدون إلى ليّ النصوص والآيات لتتوافق مع فهمهم الخاطئ المغلوط، ولكن هيهات هيهات.. فتلك الآيات تبقى دائمًا لهم بالمرصاد ضد فهمهم و تأويلهم أيًّا كان ..لأن الله تعالى حتى عندما سمح للأمة بمقاتلة الفئة الباغية ما أخرج الباغي من نصاب المؤمنين فقال* وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا *..أمّا من يسمونهم بشيوخ الفتن فيعتبرون الباغي كافرًا زنديقًا خارجًا عن الدين بكفرٍ بواح كما يدعون وهذه هي نقطة لا ينتبهون إليها ويمرّون عليها مرور الكرام .. ماذا قال الله تعالى عن الباغي؟؟ قال تعالى *:وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* (الحجرات10) لكنهم للأسف الشديد يقصّون الآيات حتى تتوافق مع أفهامهم ومناهجهم والإصلاح هو ما دعا إليه الله ورسوله وعلى المؤمن الحقيقي الوقوف في وجه الظالم أيًّا كان نصرةً له كما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا قلت يا رسول الله هذا نصرته مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟ قال صلى الله عليه وسلم: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه . (البخاري) وبيّن الله تعالى أن الإصلاح يكون بالعدل والعدل يقتضي أن لا نبخس حق أي طرف كان بل وطالبنا بأكثر من العدل فأمرنا بالقسط والقسط يقتضي المساواة في الحقوق بين طرفي النّزاع ويتضّح هذا بكل جلاء في قوله عزّ وجل* فإن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* أي اعدلوا بينهما فيما كان أصاب بعضهم من بعض بالعدل دون بخس حق طرف على الآخر وأمر بالقسط وهو المساواة في الحق، وقوله* فأصلحوا بين أخويكم * يعني الفئتين المقتتلتين فسماهما أخوينا رغم نزاعهما وطالبنا بحق الأخوة اتجاههما *واتقوا الله* أي ليكن الهدف الأسمى من تدخلكم هو التقوى *لعلكم ترحمون* وبهذا تحققون رحمة الله فيكم . وقد نصحنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كيف نتصرف في ظلّ هذه الفتن الطارئة وترك لنا منهجًا واضحًا لا يزيغ عنه إلاّ هالك . روي عن سعد بن أبي وقاص قال:أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إنها ستكون فتنة القاعدُ فيها خيرٌ من القائم والقائم خيرٌ من الماشي والماشي خيرٌ من الساعي» قال أفرأيت إن دخل عليَّ بيتي فبسط إليَّ يده ليقتلني؟ فقال: كُنْ كابن آدم. وتلا {لئنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (المائدة 28).. (مسلم) وروي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:«يا أبا ذر أرأيت إن قتلَ الناسُ بعضهم بعضًا يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء، كيف تصنع؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال:اقْعُد في بيتك واغْلِقِ عليك بابَك قال:فإن لم يردعك شُعاعُ السيفِ فَاَلقِ طَرَفَ ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك. (مسند أحمد) وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في الفتنة أن يقطعوا أوتار قُسيِّهم، وأن يضربوا حدّ سيفهم بالحجارة، فتعطيل أسلحتهم خيرٌ من أن يستعملوها لقتل بعضهم. وقد حدث في عهد سيدنا علي رضي الله عنه ما رواه الإمام محمد بن نصر المروزي قال "حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن آدم، ثنا مفضل بن مهلهل، عن الشيباني، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: « كنت عند علي حين فرغ من قتال أهل النهروان فقيل له: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا، فقيل: منافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم . (البخاري) معلوم أن سيدنا علي رضي الله عنه كان هو الخليفة الشرعي / الحاكم/ فلما ثار ضده المتمردون قاتلهم ومع ذلك لم يكفرهم ولم يعتبرهم زنادقة كما يفعل بعض علماء ومشائخ هذا الزمان ممن يسمونهم بشيوخ الفتن . أما ما يراه بعض هؤلاء أن في ثورة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أهل مكة مشابهة بفتنهم فلا يقبله عقل ولا منطق ولا شرع، فشتان بين الثرى والثريا … الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يتمرد على نظام قريش أبدًا وما كان ليفعل ذلك دون إذن من ربه، بل دعاهم لدين الله بالحب واللين والاحترام ولم يرفع عليهم سيفًا أبدًا ولا أمر بالتآمر والخروج على حكمهم ولا دعا إلى التشهير بهم وسبهم ولا حرّض الناس على الخروج من سلطتهم، بل كل ما فعله هو دعوتهم إلى الحق بلين وحب ورأفة وشفقة وحرص وكان صبره بلا حدود صلى الله عليه وآله وسلم . وعندما اضطروه إلى الخروج وأذن له ربه بالهجرة بدينه وترك أذاهم وأنعم عليه بحكم المدينة المنورة، حرّكهم حقدهم وبغيهم وجمعوا الجيوش لقتاله واستئصال دعوته وهو في مكان خارج حدود سلطتهم وحكمهم فكان لزامًا عليه ساعتها رد الظلم والعدوان والدفاع عن مدينة جعله أهلها حاكمها وولي أمرها الشرعي . والسيرة النبوية ظاهرة طاهرة مطهرة من الفتن والانقلابات والمفاسد وهدر الدماء البريئة وهتك الأعراض وانتهاك الحرمات وكل ما تدعو إليه فتاوى شيوخ الفتن في هذا الزمن ... إنّ الحكام اليوم وخاصة في الدول الإسلامية عمومًا ظالمون لشرائح كبيرة من شعوبهم وهذا واقع مرّ نعيشه ونراه بعيوننا ولا يخفى على أحد، والزّيغ والظلم والعتو ما سلم منه أحد لا الحاكم ولا المواطن، والفساد منتشر في المجتمع على نطاق واسع جدًا للأسف الشديد، وكلنا نأمل وندعو الله تعالى ونتضرع له لصلاح الرّاعي و الرّعية على حدٍ سواء وهذا مطلب سامي نرضاه جميعًا. الأدلة التي تؤكد وجوب عدم الخروج على الحاكم ومنازعته الأمر درءًا للفساد وسفك الدماء وانتشار الفوضى كثيرة جدًا نذكر بعض ما جاء منها في الصحيحين: - عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا سَتَكُونُ بَـعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُـنْــكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الْـحَقَّ الَّذِي عَـلَيْـكُمْ وَتَسْأَلُونَ الله الَّذِي لَــــكُمْ …( البخاري) - عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ…( البخاري) - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ الله فِيهِ بُرْهَانٌ.. (مسلم) - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْركَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ.(مسلم) - عَنْ وائل بن حجر - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّـمَـا عَلَيْهِمْ مَـا حُــمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُـــمِّـــلْــتُمْ. (مسلم) - عن حذيفة -رضي الله عنه - قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَـهْتَدُونَ بِـهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُـثْمَــانِ إِنْسٍ، قَال: قُلْتُ:كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟، قَال: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ. (مسلم) - عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ الأشْجَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُـحِبُّونَهُمْ وَيُــحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟، قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ. (11) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَــالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّـــــةً. (البخاري) - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أَلا نُقَاتِلُهُمْ؟، قَالَ: «لا مَا صَلَّوْا »، أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ .( مسلم) - ومن أقوال الصحابة رضي الله عنهم وبعض الفقهاء الأفاضل نذكر: - قال أنس بن مالك: كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سبِّ الأمراء . (كتاب الكلام باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين) - وعن أبي الدرداء قال: إياكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة، قيل يا أبا الدرداء: فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: اصبروا، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت" (السنة) وهذا مِـمَّـا أجــمع عليه أهل السنة، ودوَّنوه في مصنَّفات الاعتقاد (الإمام أحمد في أصول السنة، و الخلال في السنة، وَ الآجري في "الشريعة، و الطحاوي في عقيدة أهل السنة) نذكر منه قولين لعلمين معروفين: - قَالَ أبو الحسن الأشعري: وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين …من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل . (فِي رسالة إلى أهل الثغر (ص296)) - يقول الحافظ: وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلِّب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاء والطاعة لِمن تأمَّر عَلَى ناحيتهم، وإن لَم تكن له الخلافة العامة."(فتح الباري) بعد هذه الأدلة الواضحة الجلية التي لا تكاد تخفى على أحد، فماذا عسانا نقول لهؤلاء الشيوخ الذين أضلهم الشيطان وانحرف بهم عن جادة الصواب، وهم يحاولون طمس نور الحق الساطع باجتهاداتهم الخاطئة التي جعلت دماء الأبرياء تسفك بلا وازع و بلدانهم تضطرب وتدمر وأعراضهم وحرماتهم تنتهك . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . والغريب أن بعضًا من العلماء يؤصلون لهذه الثورات ويحاولون إضفاء الشرعية عليها بقولهم أنّ ذلك يندرج ضمن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ولا نعرف حقيقةً ما دخل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الثورات الفوضوية المأساوية التي لا نرى فيها معروفًا ولا نلمس فيها نهيًا عن منكر بل الحق أنه منذ بزوغها انتشر المنكر وتربع على العرش بل وصل الأمر إلى درجة أن المنكر تأصّل في كل شيء بينما غاب المعروف تمامًا وأصبح من يأمر به في نظرهم إما عميلًا لجهات معينة أو من فلول النظام السابق كما يحلو لهم تسميتهم . معلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له أطره وأساليبه، فإن كان الحاكم والقضاء يستطيعان تغيير المنكر باليد فإن الخطيب والناصح والأمين يغير المنكر باللسان لا باليد وكلنا نشترك في تغيير المنكر بالقلب إذا دعونا للحاكم بالصلاح والسداد والرّشد وللرعية بالخير والصلاح والتقوى.. وليس صحيحًا أن نصوّر الثائرين على النظام أنهم مواطنون راشدون مهديون يريدون الصلاح لحاكمهم ولدولتهم وللصالح العام بل هم ثوار يثورون كلٌّ حسب نظرته وطموحاته إلاّ من رحم ربي من المخلصين و الواقع يشهد أنّ الكثير منهم تحرّكهم المصالح الخاصة ومنهم من يغذيه الحقد الدفين لأجيال متعاقبة والأخطر أن منهم من تُوجّه حركته من وراء الستار لضمان كرسي الحكم والاستيلاء على عرش السيادة والحكم . عندما ينسب أي شخص أمرًا إلى الدين ويدعو الناس إليه على أنه أمر شرعي وجب عليه ساعتها تقديم الحجة والبرهان من القرآن الكريم أولًا ومن سيرة الأنبياء عليهم السلام أنفسهم فما لم يقم به الأنبياء عليهم السلام في أمور الدين والشرع وقام به الناس من بعدهم مدّعين أنّه من الدين فهو بدعة وضلالة ولا أصل له في شرع الله.. ليس هناك نبيّ واحد بعثه الله تعالى ليتمرّد على النظام الحاكم الموجود ويأمر الناس بالتآمر والفساد ونشر الفوضى وترويع الأبرياء وهتك أعراضهم وسفك دمائهم وتدمير بلادهم، بل كانت مهمة الأنبياء عليهم السلام دائمًا هي إصلاح المجتمع بما فيه النظام الموجود بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة واللين والحب والاحترام . وهناك فرق شاسع بين الإصلاح الرّباني وطرقه الموضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبين التمرد والتآمر ضد النّظام والحاكم أيًّا كان . فالقرآن الكريم واضح جدًا وسنة الأنبياء واضحة جدًا في الإصلاح: 1- النصح اللّين الجميل للحاكم والدعاء له بالهداية والصلاح 2- الصبر والثبات على الكلمة الطيبة والتضرع والدعاء لله تعالى 3- الهجرة في أرض الله الواسعة هذه هي الطرق المشروعة في الإسلام وهي الطرق التي اتبعها الأنبياء مع أقوامهم في كل زمان.. وليس هذا دفاعًا منا عن الأنظمة، فنحن لا نختلف أن الأنظمة ظالمة غاصبة للحقوق خاصة في الدول الإسلامية إلاّ ما رحم ربّي، بل انتصار منا لأنبياء الله تعالى وتبرئة لهم من التمرّد والعصيان ضدّ الأنظمة القائمة في زمنهم ولو كانت ظالمة.. و يكفي أن ننظر إلى السنة النبوية الشريفة وكيف تعامل الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم مع أهل مكة: لقد نشأ الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم في مكة تحت نظامها القبلي المحكم، وعندما دعاهم إلى الإسلام آذوه و آذوا أتباعه وصبّوا عليهم أشدّ العذاب والظلم، ومع ذلك ظلّ يدعوهم بالرفق واللّين وينصح لهم ويدعو لهم بالهداية والصلاح ولم يقم بالتمرد ولا بالتآمر على نظامهم ولا فكّر في ذلك ولا دعا إليه ولا رغّب فيه، فلما اشتد ظلمهم وأذاهم صبر واحتسب وثبت و تضرّع لربه بالدعاء لنصره، ولم يدعُ لإسقاط نظامهم وما شرّع لاغتيال قادتهم أو خطفهم أو قتلهم أو الاعتداء عليهم لا باليد ولا باللسان ولا بطريق آخر، ولما وصل الأمر إلى درجة وحد لا يطاق جاءه أمر ربّه فدعا إلى الهجرة بالدين وترك البلاد ونظامها وما استباح أعراضهم ولا أموالهم بل خلّف وراءه من يدفع إليهم حقوقهم وأماناتهم، فما أعظمك من مصلح ربّاني يا رسول الله، وما أظلم من ينسب إليك الظلم والعدوان والأمر بالإفساد . هذه هي المراحل التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في ظل النظام الظالم المستبد المشرك ومن يضيف إليه ما لم يقم به فهو يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم متعمدًا. أما أن تقوم فتن وثورات تسفك فيها الدماء وتنتهك فيها الحرمات والأعراض ويستباح فيها الفساد من أجل السيطرة على النظام وإسقاطه طمعًا في كرسي الحكم والسلطة والسيادة، فهذا لا يمّت للدين بصلة سمّه ما شئت لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سماه / الفتن/ ويسمى في أعرافنا / انقلاب مسلح /فهو ليس من الدين في شيء . نعم قد يحقق هذا الانقلاب نوعًا من الفوائد تمامًا كما في الخمر نوع من الفوائد أيضًا، ولكن ليس كل ما يحققه هو الفلاح والصلاح، وإذا نظرنا إلى واقع الدول التي مرت بهذه الفتن وجدناها لا تزال تتخبط في اضطراب شديد و لم تجد طريقة للخروج من المأزق الذي كانت تنظّر وتدعو إليه، فمن يحكم الآن؟ وهل ترتضيه كل أطياف الشعب المختلفة؟ وهل تحققت الأحلام الوردية والآمال المنشودة؟ ومن يضمن أن مصير هذا النظام الجديد ليس هو الانقلاب من جديد؟ ومن يأتي بعده ويخلفه وكيف سيكون مصيره؟ وهكذا فأنتم شرّعتم أمرًا وأوجبتموه فيجب عليكم قبول نتائجه برحابة صدر فاستعدوا للانقلابات المقبلة في كل مرّة، فكلّ من لم يعجبه الحكم سيبدأ الاعتصام ضدّكم وكلّنا نعرف أن إرضاء الناس غاية لا تدرك. فهل ستتحملون تشريعكم الجديد أم أنكم تنقلبون عليه بمجرد وصولكم للسلطة وكرسي الحكم !؟ سؤال تعجبّي أتمنى أن يجيب عليه كلّ دعاة الانقلاب على أنظمة الحكم بصراحة مع أنفسهم . ندعو الله تعالى أن يحقن الدماء ويصون الأعراض وأن يصلح حكامنا وولاة أمورنا والصلاة والسلام على رسولنا محمد المصطفى خاتم النبيين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.[/rtl]
ابن مليون ونصف مليون-
- الجنس :
عدد المساهمات : 691
نقاط : 8592
تاريخ التسجيل : 01/02/2014
. :
. :
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34787
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» الم يفهموا بعد خيوط المؤامرة ...؟؟؟؟.
» هــــااام للغـايـة / السفير الأمريكي فى ليبيــا و خيوط المؤامرة بالصور سنة 2009 ::
» رسالة الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي من منفاه للشعب التونسي (خيوط المؤامرة)
» بدا الفبرايريون يكشفون خيوط المؤامرة:فاطمة حمروش تفضح أكذوبة إغتصاب إيمان العبيدي
» حقيقة المؤامرة على ليبيا...المؤامرة خطيرة جــــدا...
» هــــااام للغـايـة / السفير الأمريكي فى ليبيــا و خيوط المؤامرة بالصور سنة 2009 ::
» رسالة الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي من منفاه للشعب التونسي (خيوط المؤامرة)
» بدا الفبرايريون يكشفون خيوط المؤامرة:فاطمة حمروش تفضح أكذوبة إغتصاب إيمان العبيدي
» حقيقة المؤامرة على ليبيا...المؤامرة خطيرة جــــدا...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي