هموم ليبية من الأقصر إلى قرطاج

مفتاح كيافي يكتب: هموم ليبية من الأقصر إلى قرطاج

الوقت، العاشرة صباحاً بتوقيت بورقيبة.. السفارة المصرية في شارع محمد الخامس. شباك صغير وطابور لا نهاية له من الليبيين المثقلين بالغم، صامتين في الطابور، حتى الحديث عن أمور ليبيا وأحداثها لم يعد مغرياً. الوجوه حزينة ومهمومة بشكل لا يوصف. طلب الحصول على تأشيرة مصرية بتسعين ديناراً، تنتظر الرد عشرين يوماً. تأشيرة مصرية بأربعمائة وخمسين دولاراً أمريكياً، تُلصق في جواز سفرك في نفس اليوم.

...

الوقت (امعفّن) بتوقيت قورينا.

الوقت (العاشرة صباحاً) بتوقيت بورقيبة.. مكتب التأشيرات البريطانية على ضفاف البحيرة. باب كبير وطابور لا بأس به من الليبيين الحالمين. طلب الحصول على تأشيرة بريطانية بألف دينار. تنتظر الرد عشرين يوماً. لا مكان للسمسرة في سفارة (الحاجة) إليزابيث. "نأسف لرفض طلبك عزيزنا الليبي. لقد درسنا طلبك ومستنداتك بعناية فائقة، ولكننا (شعرنا) بأنك لست صادقاً في نية العودة إلى بلدك ليبيا". نعم (شعرنا)، هذا هو اللفظ القانوني الذي تستخدمه بريطانيا العظمى لرفض الليبيين، فرفقاً بمشاعر بريطانيا أخي المواطن الليبي.

الوقت (امعفّن) بتوقيت ليبتس ماغنا.

الوقت (العاشرة صباحاً) بتوقيت بورقيبة.. تبدأ رحلة البحث عن سكن في انتظار تأشيرة ما. "(خويا) الليبي الشقة بألفين وخمسمائة دينار"، المسكين يظن أن (خوه) الليبي يتغوط بترولاً في أوقات الفراغ. (خوك) الليبي سيدفع ما يدفعه أي لاجئ إفريقي فرّ من الحرب على متن تابوت من زوارة إلى لامبيدوزا.

الوقت (امعفّن) بتوقيت السرايا الحمرا.

الوقت (العاشرة صباحاً) بتوقيت بورقيبة.. الشرطي، النادل، القهوجي، ساقي الحانة، بائع الورد، بائع العلكة، أطفال الشوارع، الأولياء الصالحون، العاهرات، سائق الأجرة، القوادة والعصافير ينطلقون جميعهم في الشوارع مفعمين بروح الله والنشيد السياحي، نشيد (افرح بيّا خويا الليبي). (خوك) الليبي لم يعرف الفرح في حياته أصلاً حتى يشاركه مع الآخرين، بالرغم من البروباغاندا والميزانيات الهائلة التي تسمعها على الراديو. (خوك) الليبي – في الحقيقة – هو أمير الحزن والتعاسة الذي تقرأ عنه في الروايات والأساطير.

الوقت (امعفّن) بتوقيت بنتابوليس.

الوقت (العاشرة صباحاً) بتوقيت بورقيبة.. باب الفندق يقول: (على الإخوة الليبيين جلب ورقة التمديد وإلا سنضطر لغلق الغرف)، قائمة من خمسين غرفة أو أكثر.

أخي الغرفة رقم (51) يستند على عكازه ويدخن سيجارة (مارلبورو)، تبدو آثار القتال واضحة على وجهه، وضمادة حديثة تلف رجله المبتورة. ماذا جنينا من كل هذا الجنون أخي الغرفة؟ ماذا جنيت أنت أيها المسكين المثير للشفقة والغضب؟

الوقت (العاشرة صباحاً) بتوقيت سيدي خريبيش.. قُتل بورقيبة وهو يحارب في الصابري، وقد ذكر الله كثيراً لحظة موته، (افرح بيّا يا ربي) وكررها ثلاثاً.

الساعة لا تتحرك، والوقت لا زال (امعفّن) بتوقيت ليبيا.

أحزنتني هذه الخاطرة جلست فيها تتبعت حروفها ماشيا وجلست بين كل اماكنها وزرت كل الرحلات التي كتبت فيها ، فشعرت بالاسى والحزن على حال بلادي وكأنني استفقت من كابوس ولكن للاسفلم يكن كابوسا انه واقعاً واقعاً واقعاً .

تشرذمت بلادنا قتل شبابنا سرقت خيراتنا تبا لهذه الفورة الملعونة التي فرقتنا ودمرت بلادنا .

لنا الله ولا غير الله يا شعبنا اصبروا لا اقول الخير جااااااااي لكن من صبر واحتسب نال ما طلب وليس صبرا فقط بل صمودا كفاحا نضالا لأجل ان نصل إلى المبتغى تحرير بلادنا واعادتها إلى سابق عهدها .

أما الفبرايريون الحقراء فنقول لهم عليكم من الله ما تستحقوا يا انجاس هذا جزاء تدميركم لبلدكم وركوبكم هذه الموباركة والماجيدة.

بوركت أخي جندوبة مبدع وانتقاءاتك وكتاباتك ولا اروع .

هموم ليبية من الأقصر إلى قرطاج

هموم ليبية من الأقصر إلى قرطاج

رد: هموم ليبية من الأقصر إلى قرطاج